حكايتي مع المنصورة

Posted by حسام خليل in



بدأت الحكاية عندما اشترى صاحبي حماده سيارة من سوق الجمعة ملاكي الدقهلية



حدثت المفاجأة عندما حان موعد تجديد الرخصة



الملف في المباحث



يا خبر ؟ !



السيارة مرخصة فما السبب في المباحث؟


شكوى


ماذا تقول الشكوى؟


هناك توكيل مزور !!

ربما كانت شكوى كيدية ؟

وخصوصا أن كاتب الشكوى ليس له اسم في تسلسل المالكين للسيارة

أرسل مرور المنصورة خطابا للشهر العقاري يستوثق من صحة التوكيل الذي ادعت الشكوى أنه مزور

التوكيل لا أصل له

فعلا مزور

والحل؟

الملف عند رئيس الباحث

لا حل

ذهبنا نقابل كاتب الشكوى (الاسطى أيمن)

اتضح أنه كان مالكا للسيارة وباعها وتبقى من ثمنها 3000 جنيه ولكن المشتري فضل أن يزور توكيلا على أن يدفع باقي المبلغ وبالفعل زور ورخص وباع وانتقلت ملكية السيارة بعده مرتين إلى أن آلت لصاحبي حماده

ذهبنا سويا إلى المنصورة عدة مرات لحل المشكلة دون جدوى

ذهبنا إلى نائب البرلمان في الفيوم وأعطانا رقم الهاتف الخاص بعضو مجلس شعب في المنصورة والذي قام بدوره بالاتصال بعقيد في مرور المنصورة

اتصلنا بالعقيد أكثر من مرة لحل المشكلة ولكن تعطل الحل لأن رئيس المباحث سافر لأداء فريضة الحج

وإلى أن يحين موعد رجوعه بسلامة الله اتفقنا مع الاسطى أيمن أن نذهب إلى رئيس المباحث بعد رجوعه بسلامة الله من الأراضي الحجازية

وبالفعل وبالاتفاق مع أحد أعضاء مجلس الشعب ذهبنا جميعا لنقابل رئيس مباحث المرور بعد رجوعه بالسلامة

وبعد جدال طويل ونقاش حاد قام الضابط بتمزيق التوكيل المزور وقمنا بدفع نصف ما تبقى للاسطى أيمن والذي قام بدوره بكتابة تنازل عن الشكوى

وأخيرا أفرج السيد رئيس مباحث مرور المنصورة عن الملف وأرسله إلى وحدة مرور بلقاس (التي رخصت السيارة بناء على التوكيل المزور)

وذهبنا إلى بلقاس لاستخراج شهادة البيانات ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان

لما علموا أن الملف كان في المباحث قالوا لا بد من عرضه على الضابط

ضابط الوحدة رفض أن يستخرج لنا شهادة البيانات

عدنا إلى رئيس المباحث في مرور المنصورة

اتصل الضابطان هاتفيا

دون جدوى

شعرنا أننا ننفق دون جدوى

دفعنا لأيمن دون جدوى

مواصلات ذهابا وإيابا دون جدوى

ما الحل إذاً؟

حماده

نعم

هيا نرسل فاكسات

أرسلت من قبل دون جدوى

أرني ماذا كتبت في الفاكسات القديمة

لا لا لا هذه الفاكسات التي كتبتها لا تسمن ولا تغني من جوع

هيا نكتب صيغة جديدة

السيد . . . . . . .

تحية طيبة وبعد

نحيط سيادتكم علما أن وحدة مرور بلقاس التابعة لمرور الدقهلية تقبل التوكيلات المزورة حيث قامت بترخيص السيارة رقم . . . . . . ملاكي الدقهلية بناء على توكيل مزور ولقد تم بيع السيارة ثلاث مرات إلى أن آلت ملكيتها لي

وعندما ذهبت لاستخرج شهادة بيانات طالبوني بدفع 2000 جنيه رشوة

نرجو من سيادتكم الموافقة على استخراج شهادة بيانات حيث أنه ليس لي أن أتحمل خطأ وحدة مرور بلقاس التي قامت بترخيص السيارة على أساس توكيل مزور

ولسيادتكم جزيل الشكر

وجاءت النتيجة أسرع مما نتخيل

في اليوم التالي

اتصل رقم غريب بحماده

من معي

رئيس مباحث مرور المنصورة

انت الذي كتبت الشكوى ؟

نعم أنا

خليك ماشي ببطارية ضعيفة لحد ما تقف وخلي الشكوى تنفعك

بكره الصبح تكون في مكتبي

استقبل حماده هذا الاتصال وهو لايصدق نفسه

كان اليوم التالي هو يوم عيد الشرطة

حاول حمادة أن يتصل بالرقم الغريب ليستوثق من الموعد

هل يذهب للضابط في يوم عيد الشرطة أم يذهب في اليوم التالي

رد الرقم الغريب ليس رقم الضابط وإنما رقم واحد من الناس كان في مكتب سيادته

وإلى اللقاء مع بقية القصة وأحداث اليوم الأخير



الحصاد الإخباري

Posted by حسام خليل in

حاجة الأمة إلى التحرر من كل سلطان أجنبي

Posted by حسام خليل in

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد ...

لقد أصبح الإسلام اليوم هو المبدأ الثابت لشعوب أمتنا، الذي يدفعها في نهضتها، وهي في طريق التحرر من السلطان الأجنبي والاستبداد الداخلي، لاستعادة الحياة الكريمة في كل جوانب شئونها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بتوجهها وولائها لله وحده، يقول تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(النحل:97)

وقد أراد الإمام البنا إيقاظ الوعي لدى الأمة، بهذه الحياة الطيبة، وهو يدعوها إلى الاستقلال والتحرر، من كافة صور السيطرة وأشكال الهيمنة، بقوله : " اذكروا دائماً أن لكم هدفين أساسيين :
· أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وذلك حق طبيعي لكل إنسان لا ينكره إلا ظالم جائر أو مستبد .
· أن يقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة، تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعي، وتعلن مبادئه القويمة وتبلغ دعوته إلى الناس " .

لماذا الأمة في حاجة إلى التحرر ؟

إن المتأمل اليوم لحال أمتنا، يرى حاجتها الماسة للتحرر من كل سلطان أجنبي : سواء كان ممثلاً بالاحتلال العسكري في أفغانستان والعراق وفلسطين، أو باختفاء الاستقلالية في امتلاك القرار، ورفض الإملاءات، ومواجهة الإغراءات، خاصة أن آثار هذه الهيمنة تترى كل يوم أمام أعيننا، بما يحدث من مذابح ومجازر، تقتل الأبرياء، وتدمر المدن، وتهدم الحياة الآمنة، فماذا بعد أن ظهر للعالم أجمع أن حكومات أمتنا لا تستطيع أن تتخذ قراراً لصالح شعبها، أو لصالح بقائها، إلا بموافقة أمريكا وإسرائيل، ونحوا الإسلام الذي فيه حريتهم جانباً : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ....)(النحل:107), وما الذي غيب عنهم الحقيقة، وأعماهم عن الحق : (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)(الاسراء:72), ويشهد على ذلك ما يحدث الآن في غزة من حرب الجدران للإمعان في حصار الأبرياء، مما جعل نتنياهو يشرف من حدودنا المصرية، على بناء الجدار الثالث الشائك، بعد الجدارين الأسمنتي والفولاذي .

أو ما يحدث من صراعات داخلية في اليمن والسودان والصومال وباكستان واندونسيا ونيجيريا، بإحداث الفتن وافتعال المواقف، بين المسلم والمسلم، أو بين المسلم والمسيحي، لإفساح الطريق أمام المخطط الصهيوني الأمريكي، في الهيمنة والسيطرة والتدخل في الشأن الداخلي، ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا )(البقرة: من الآية217), وهاهي لجنة الكونجرس الأمريكي التي ترأسها يهودية باسم تقييم الحريات الدينية خارج أمريكا، والمرفوضة من الشعب المصري، تأتي لتدعي سلفاً وجود الطائفية والاضطهاد، في وقت ما شكى أحد في مصر منهما، بل رأينا الحقيقة المصرية، حينما حمل أئمة المساجد جثث أربعة مسيحيين ماتوا خنقاً لإنقاذ زميلهم المسلم، هذه هي مصر التي لا يعرفونها ! .

إنني لأتساءل ...

وإنني لأتساءل مع عقلاء الأمة من المفكرين والكتاب والأحرار :
· جثث نيجيريا في الآبار ومنشآت الصرف الصحي بعد المذبحة المروعة التي راح ضحيتها المئات من الطرفين ذبحاً وقتلاً وحرقاً، لمصلحة من ؟
· 130 قتيلاً أبادهم زلزال هايتي مقابل كل فلسطيني استشهد في حرب غزة، ومع ذلك الشعب المحاصر في غزة أبدي استعداده للوقوف إلى هايتي، فأين المساعدات العربية والإسلامية الشعبية والرسمية ؟ .
· مَن الذين يُعانون من الاضطهاد ؟ مَن الذين يطبق عليهم قانون الطوارئ ؟ مَن الذين يجرى عليهم الاعتقال المتكرر ؟ دون اعتبار أو تنفيذ للأحكام القضائية ؟ مَن الذين يُمنعون من الخطابة والتدريس والإعلام والمراكز الرفيعة ؟ مَن الذين يُحاكمون أمام المحاكم العسكرية وهم مدنيون ؟ .
· بل مَن الذين يُبعدون لمجرد المشاركة الوطنية في قضايا الأمة، بالقوانين المكبلة للحريات ؟ أويُمنعون لمجرد تقديم النجدة في مواجهة الأخطار والكوارث والسيول والأوبئة ؟.


الطريق إلى التحرر

لذلك كان من منهج الإخوان المسلمين الدعوة إلى تحرير الأمة، وهو ما سنظل ثابتين عليه، داعين إليه، عاملين على تحقيقه، وهو المدون علي يد المؤسس الإمام البنا في قوله : " تحرير وادي النيل والبلاد العربية جميعاً، والوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان أجنبي، ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان، وتأييد الوحدة العربية تأييداً كاملاً، والسير إلى الجامعة الإسلامية " .

والطريق إلى هذا التحرر يبدأ من الفرد، بتحرير العقل والروح معاً، فيتحرر من الجهل والخوف والرذيلة والجوع والمرض والمهانة، وهو ما يبعث فيه الايمان ليبدد اليأس، ويرسخ الأمل، وبهذه القوة الروحية نستطيع أن نسلك خطوات التحرير، التي لا لبس فيها ولا غموض، (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الحج:54)، فالتحرر الذي هو الهداية إلى الصراط المستقيم، يبدأ من تطبيق الإسلام ثم الوحدة ثم نهضة الأمة، ويعتمد على سواعد وجهود أبنائها في كل مكان، فحاجتنا إلى العمل، باتت اليوم هي مفتاح المستقبل المأمول، ولا مجال للأقوال أوالكلمات : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(التوبة:105), فليس غير الإسلام يحيي الأمل في نفوس اليائسين، ويحيي مفاهيم التحرر والاستقلال والمقاومة، ويقضي على السلبية والانهزامية ببعثه للايجابية وروح العمل في النفوس .

فيا أمتنا العربية والإسلامية :

إن لديكِ إمكانات هائلة، تحتاج إلى من يعيد اكتشافها، وتوجيهها بما يعود عليها بالنفع، ويوم أن يشعر المواطن بأن له قيمة في وطنه، وأن حقه مُصان، وأن كرامته محفوطة، فسوف تنفجر طاقات الإبداع لديه، وسوف يشارك بايجابية في صنع الحياة، فنحن نريد أوطاناً : يسودها الحق والعدل، وتتحقق فيها الوحدة الوطنية ونبذ العنف والتعصب، وتؤمن بالحرية في الممارسة السياسية، وتتساوى أمام القانون، حيث لا استبداد ولا فساد .

فإن أخطر أنواع الغزو, وأشد صور السلطان الأجنبي، ما كان غزواً إجتماعياً، ويصور الإمام البنا مدى التأثر الذي يقع على الأمة نتيجة الغزو الاجتماعي، فيقول : " نجح هذا الغزو الاجتماعي المنظم العنيف أعظم النجاح، فهو غزو محبب إلى النفوس، لاصق بالقلوب طويل العمر، قوي الأثر، ولذلك فهو أخطر من الغزو السياسي والعسكري بأضعاف مضاعفة " .

ويا أبناء مصرنا الحبيبة :

ألستم تريدون نهضة مصر ؟ ألستم ترضون الإصلاح لمصر ؟ نرجو أن نكون صرحاء ... وهنالك سنلتقي وسنتفق، وستعلمون أن التحرر هو البوابة لإعادة أمجادنا من الفساد والإفساد والذل والفقر والغطرسة والبطش والهوان، وهذا ما جاء به الإسلام من تعاليم نراها منقذاً لأمتنا، ويراها أهل السلطان الأجنبي أكبر عائق يعترض مطامعهم .

واعلموا أن بوابة التحرر للعرب والمسلمين هي قضية فلسطين، فلن يعود لنا الوجه المشرق أونسترد سابق نهضتنا، إلا حينما نوقف هيمنة المشروع الصهيوني الأمريكي، والممثل في هذا السرطان الصهيوني، حتي تتحرر مقدساتنا، ونستعيد المسجد الأقصى رغم عمليات التخريب والهدم والتهويد .

ويا أبناء هذه الجماعة المباركة :

اجتهدوا لتحقيق حب مصر في نفوس الشعب، وشاركوا في كل ميدان لتروا أروع الأمثلة، في التفاني وإخلاص العمل وعلو روح النجدة، فإن للإخوان سوابق في النجدة والهمة، حينما انتشر وباء الملاريا سنة 1945، وحينما انتشر وباء الكوليرا سنة 1947، ويومها وضع الإمام البنا (70 ألفاً) من الإخوان تحت إمرة المسئولين في وزارة الصحة، رافضاً المكافآت التي رصدتها الحكومة لبلاء الإخوان، ورضي الله عن الإمام البنا وهو يصف الإخوان قائلاً : (تقلبت الحكومات وتغيرت الدولات، وهم يجاهدون مع المجاهدين، ويعملون مع العاملين، منصرفين إلى ميدان مثمر منتج، هو ميدان الأمة وتنبيه الشعب ) .

فالإخوان يا أبناءها في كل مكان، مع الحركة الوطنية، يمدون أيديهم بالمشاركة، ويسعون إلى توحيد الجهود، لصالح الأوطان ونهضتها وتحريرها، فهم يبثون روح الوطنية، ويصلحون أي تعدي على حقوق الشعوب، ويتعاونون على استكمال الحرية في كل قطر من الأقطار الإسلامية، وليس ذلك على سبيل طمأننة الناس، فنحن لم نفزعهم، بل على مَن أفزعهم بالارتماء في أحضان السلطان الأجنبي أن يطمأنهم، فمن الوثائق الفرنسية المنشورة مؤخراً : (لقد أرهقنا الإخوان المسلمون من كثرة ما أرسلوا إلينا " أي السفارة الفرنسية بالقاهرة " من العرائض التي تندد ببقائنا في الجزائر، وسائر دول شمال أفريقيا ) .

فأرسلوا الرسائل، وتكلموا في المحافل، وارفعوا كلمة الحق فوق المنابر، وخاطبوا الفضائيات، وبهذا تنقلون دعوتكم من ميدان الأقوال إلى ميدان الأفعال، فنحن أحرص على مستقبل أوطاننا وحريتها مع أشد الحريصين عليها، وأخلص في إبقائها على وحدتها مع أقوى المخلصين لها، حتى تتحقق أهدافكم، ما دمتم على ذلك ثابتين : (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)(النحل:128).

والله أكبر ولله الحمد

القاهرة فى : 13 من صفر 1431هـ الموافق 28 من يناير 2010م

فلما نجاكم إلى البر

Posted by حسام خليل in




شعورك ايه وانت راكب عربية بالليل على طريق سريع جدا وفجأة تلاقي الكبوت الأمامي اتفتح وحجب عنك الرؤية وانت ماشي بسرعة مش شايف أي حاجة أدامك والعربيات حواليك زي سيول المطر
هو ده بالظبط اللي حصل معايا وانا راكب مع اتنين اصحابي امبارح بالليل الثلاثاء الموافق 26 / 1 / 2010
هحكيلك اللي حصل بالظبط لما تجاوب على سؤالي
شعورك ايه وهتتصرف ازاي ؟

من وحي الفولاذ

Posted by حسام خليل in


قصة أبكتني

Posted by حسام خليل in

أرجو الدخول على هذا الرابط وسماع القصة كاملة
قصة غاية في الروعة بالغة التأثير

http://www.way2gana.net/s/playmaq-1066-0.html

حينما تتحدث الفطرة وينشرح الصدر ويدخل نور الله إلى القلب

حينما تهتز المشاعر تنهمر الدموع

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

Posted by حسام خليل in

الإخوة الأعزاء والأخوات الفضليات.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته..
هذه رسالتي الأولى التي أوجِّهها إليكم من موقعي هذا الذي أوليتموني فيه ثقتكم، وجعلتموني أثقلكم حملاً؛ وإن كان قالها أبو بكر الصديق تواضعًا؛ فأنا أقولها حقيقة: "وُليت عليكم ولست بخيركم، أطيعوني ما أطعت الله فيكم".. والذي نتعلق به جميعًا هو الدعاء؛ فلعل ببركته نكون من الخيرين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه: "خير أمرائكم الذين تدعون لهم ويدعون لكم".
كانت الشورى والمؤسسية والثقة محل اختبار رباني دقيق في نفوس الإخوة والأخوات على كل مستوياتهم.. فالشورى عندنا سورة من سور القرآن، وفريضة من فرائض الإسلام، وخلق وسلوك يحتاج إلى ممارسة وتطبيق على كل المستويات والآليات المستخدمة المستحدثة من استطلاعات الرأي والانتخابات في تداول لمواقع تحمُّل المسئولية.

وقد رأيتم النموذج الذي قدَّمه المرشد السابع الأستاذ محمد مهدى عاكف، يُبلور ذلك كله في موقف يعمق فيه هذه المفاهيم والمعاني، ويرد به على كل الأكاذيب والافتراءات عليه وعلى جماعتنا المباركة، فلم نرد على من يقولون إن الإخوان يطالبون بالديمقراطية؛ لتأتي بهم الانتخابات، فإذا ما جلسوا على الكراسي رفضوا أن ينزلوا عنها؛ لذا فهم غير صادقين في المطالبة بالديمقراطية، ولم نرد بمقالات ولم نُذع بيانات؛ فنحن قوم عمليون، وإذا بموقف واحد شامخ كهذا قذف الله به على الباطل فدمغه فإذا هو زاهق، وقد طاشت أماني أخرى كثيرة بأن الأحداث التي مضت ستزلزل أركان الجماعة، ويتصدع بنيانها، وظنوا بنا ظن السوء، والحمد لله كان ركن الثقة في القيادة، وفي وعد الله، وفي حفظ الله لهذه الجماعة، وفي سلامة المنهاج، وصحة الإجراءات؛ عاصمًا بفضل الله من الفتن، ومعالجًا للأخطاء، ومكملاً للنقص في ظل الحب في الله من غير أن يجرَّ ذلك للمراء المذموم والتعصب أو الانتصار للنفس أو اتباعٍ للهوى.
إذا كان هذا الذي رأيتم على مستوى قيادتكم في أمر من أعظم وأهم أمور الجماعة المباركة، كان هذا الأداء الراقي؛ فوجب علينا أن ننزل هذا على كل المستويات، ففي لقاء الأخوة المحدود في أسرهم تكون الشورى أحد أركان بناء الشخصية المسلمة المستقلة الحرة في إبداء الرأي، والنصح ابتغاء مرضاة الله، ولا يمكن أن يقوم أفراد لا يملكون حرية رأيهم بتحرير أوطانهم؛ فإن تحرير الأوطان من كل سلطان أجنبيٍّ عسكريٍّ أو سياسيٍّ أو اقتصاديٍّ أو فكريٍّ من أهم أهداف الإخوان، ولن يتم تحرير الأوطان إلا بتحرير الإنسان.. فلنبدأ بأنفسنا، ولنمارس الشورى على كل المستويات؛ لأنها تحتاج إلى تدريب وصبر على سماع الرأي الآخر، والنصيحة التي هي لب الدين، وهي لأئمة المسلمين قبل عامتهم.

هيا نُحقق تجديد الدم بتدريب القيادات وتحميلها المستويات ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، الصف الأول ثم الذين يلونهم، الصف الثاني ثم الذين يلونهم، إعداد ثلاثة صفوف ردائف للقياد؛ فإن إعداد الصبي المميز بحكم شرعي خاص يجيز له الإمامة في الصلاة، وهو لم يكلف بعد لفت الأنظار إلى أن إعداد القادة بالعبادة هدف يجب أن نضع له الإجراءات "كونوا عبادًا قبل أن تكونوا قوادًا، تصل بكم العبادة إلى أفضل قيادة" كما يقول الأستاذ البنا رحمه الله؛ لأن هناك من يتصور أن الاستقرار لا يتحقق إلا بالجمود وعدم التغيير؛ بينما الجسم الصحيح المعافى هو الذي تجري فيه الدماء وتتجدد فيه الخلايا، أما توقف الدم عن الجريان وتوقف الخلايا عن النشاط؛ فليس هذا استقرارًا، إنما هو مرض الموت والعياذ بالله.
ها هي جماعتكم بفضل الله ومنته خرجت مما كان أكثر عافية وأشد قوة وأمضى عزمًا على الانطلاق في نفس الطريق، وعلى نفس الثوابت والقيم التي استقاها مؤسسها الإمام حسن البنا رحمه الله بالقرآن والسنة، وسقاها الأئمة المرشدون السابقون، وضحَّى الصابرون والصابرات من أبناء وبناتها بكل ما يملكون؛ لتبقى دعوة الله مرفوعة الراية، عزيزة الجانب، تنشر الخير في ربوع البلاد ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (المنافقون: من الآية 8) والله أكبر أمام كل الصعاب.. ولله الحمد على كل حال وفي كل حال... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

على أعتاب السلاطين

Posted by حسام خليل in

بعد أن كتبت مقالي الأخير عن الجدار الفولاذي تحت عنوان (مصر فوق الجميع) كنت بصدد كتابة مقال آخر عن الجدار الفولاذي من منظور آخر وبالرغم من أنني قد أعددت عناصر المقال ورسمت خريطته واكتملت صورته إلا أنني وجدت أصابعي لا تطاوعني لإكمال المقال وسألت نفسي لماذا أكتب المقالات ؟ وعلى حين غرة قفزت إلى ذهني قضية أخرى ظلت تلح إلحاحا شديدا جعلني أتحول عن كتابة ذلك المقال الذي سميته (من وراء جدر) إلى مقالي هذا (على أعتاب السلاطين) .

ولأن خير من يتحدث عن خبايا النفوس هو القرآن الكريم لأنه كلام الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) سأكثر من الاستشهاد بآيات القرآن الكريم موضحا بعض المعاني التي قد تخفى على الكثير وإن كانت معلومة فللتذكير (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) .

ولقد اشتمل القرآن الكريم على أحكام تخص الفرد وأحكام تخص الجماعة وأحكام تخص الدولة ولا شك أن لكل مرحلة من مراحل الدعوة أحكامها الخاصة فيما يتعلق بجهاد الظالمين ولقد رسم الله عز وجل للدعاة طريقا مستقيما في التعامل مع الظالمين طريقا وسطا لا طغيان فيه ولا ركون فلا نجاوز الحد في جهادنا معهم وفي نفس الوقت لا نركن إليهم ولا نهادنهم ولا نتنازل عن مبادئنا ولا نتهاون في الدعوة إلى الإسلام الشامل فلا يدفعنا الركون إلى تجزئة الإسلام (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) .

وأما عن الطغيان ومجاوزة الحد في جهادنا مع الظالمين أكتفي هنا بالاستشهاد بقول الأستاذ محمد مهدي عاكف في رسالته : أدركوا سفينة الإنسانية ، حيث يقول فضيلته ( ولم نُؤْمَرُ في الإسلام بالدَّعوة إلى الله وشريعته بالعُنف والقوَّة والتَّرهيب؛ ليس لأنَّنا أًمرنا بالدَّعوة إلى سبيل ربِّنا بالحكمة والموعظة الحسنة فحسب، وليس لأنَّ الإسلام دينٌ سمحٌ فقط، ولكن أيضًا احترامًا لقَدْرِ الإنسان، وعقله، وهذا الاحترام، وهذه المساواة بين البشر جميعًا، هي التي جعلت من ربِّ العزَّةِ سبحانه يُؤكِّد على مُباشرة العلاقة ما بينه وبين عبده، فلا وساطات ولا حواجزَ بين الله والإنسان )‏ .
ونحن إذ نجاهد الظالمين لا نجاهدهم وفق الهوى أو استجابة لانفعالات نفسية تدفع للثأر والانتقام إنما نجاهدهم وفق منهج الله وطبقا لما رسمه لنا القرآن الكريم (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) وهذا هو سر صبر الإخوان المسلمين على ما يحدث لهم من اعتقالات ومصادرات فبالرغم من كل الأذى الذي يلحق بهم تراهم يدعون إلى الله ويجاهدون الظالمين بالطرق السلمية المشروعة استجابة لتوجيهات رب العالمين .

وبفضل صبر الإخوان المسلمين على ما يحدث لهم أدرك الظالمون مؤخرا أن هذه الاعتقالات وتلك المصادرات لا تؤتي ثمارها بل تزيد من تعاطف الناس مع الإخوان المسلمين الصابرين المحتسبين لذا لجأ الظالمون إلى أسلوب آخر في ظلمهم لدعوة الإخوان حين ضخموا بإعلامهم ذلك الخلاف الذي لم يفسد للود قضية بين أعضاء مكتب الإرشاد .

وأما عن الركون إلى الظالمين فتتعدد أسبابه فقد يدفع عدم الرغبة في التضحية لدين الله عز وجل بعض الدعاة إلى تصالح مع الظالمين على أساس الدعوة إلى إسلام ناقص يغض الطرف عن القضايا التي تمس مصالح الظالمين كالحاكمية وموالاة الكافرين ، فترى الواحد منهم يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا سمع أن بعض الدعاة أباح السماع إلى بعض الأغاني ، وتسمع خطبه الرنانة تملأ الآفاق حول هذا الموضوع ، ولكن إذا قيل له أن الحكومة تبني جدارا فولاذيا بين مصر وغزة لتشديد الحصار على إخواننا المسلمين لتحقيق مصالح اليهود في القضاء على المقاومة وإضعاف شوكتها ، لا يتحرك له ساكن وكأن الأمر لايعنيه وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بدأ دعوته في مكة بقوله يا أهل قريش إنما نحن قوم جئنا لنتعبد ونقيم الليل ونهتم بالعلم ولا شأن لنا بما تعملون ، ولو فهمت قريش من محمد صلى الله عليه وسلم هذا المنطق لبنت له المساجد في كل مكان ولكنهم عرب يفهمون معنى الكلام ويدركون ما وراء كلمة ، لا إله إلا الله ، وما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعرض اسلاما مجزوءا إيثارا للسلامة .

وثمة سبب آخر يدفع إلى الركون إلى الذين ظلموا ألا وهو الانحراف عن الغاية بحثا عن الشهرة خاصة لو كان الداعي إلى الله صاحب هواية ما فقد يسخر دعوته لخدمة هوايته بدلا من العكس فلكي يصبح شاعرا مشهورا أو كاتبا مرموقا يتنازل عن مبادئه على أعتاب السلاطين فيكف عن كشف الفساد بل ربما صير نفسه بوقا لتلميع الفاسدين وتحسين صورة المفسدين وتلك هي الطامة الكبرى وهاوية الهواية (أفرأيت من اتخذ الهه هواه ) .

ولو علم الباحثون عن الشهرة القيمة العظمى لتقبل الله العمل لاستحقروا كل ما من شأنه أن يحبط العمل ، فقبول العمل من الله نعمة جليلة وجائزة عظيمة لا يدركها إلا المخلصون والله لا يقبل من العمل إلا ما كان (محررا من كل شرك أو قيد أو تبعية أو جهة إلا الله سبحانه وتعالى وحده ولا يتحرر الانسان وهو يدين لأحد غير الله بشئ ما في ذات نفسه أو في قيمه أو قوانينه أو شرائعه ) ولذلك نالت امرأة عمران هذه الجائزة القيمة من الله تبارك وتعالى حينما نذرت له ما في بطنها محررا ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فلما كان هذا العمل خالصا محررا لله رب العالمين كانت الجائزة الكبرى (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا) وعلى هذا نقول (إن كل عمل فيه إخلاص لله يتقبله الله تعالى وينبته نباتا حسنا ويجعل له من يكفله ويرعاه حتى يحقق وظيفته وهدفه .

فالعمل الصالح لا بد أن يكون مستقيما كما أمر الله بلا طغيان ولا ركون ولا بد أيضا أن يكون خالصا لوجه الله محررا من كل غرض أو تبعية (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) .

صرخةُ حرةٍ

Posted by حسام خليل in

الرسالة الأولى للمرشد الثامن

Posted by حسام خليل in


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛
أيها السادة الأعزاء.. الإخوة الكرام والأخوات الفضليات..
أحييكم بتحية الإسلام العظيم فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

شاءت إرادة الله عز وجل أن أتحمل هذه المسئولية الجسيمة، على غير تطلع مني، ولا تميز أو فضل لي؛ لكنه تقدير الله والتكليف الذي لا أملك معه غير النزول عنده، مستعينًا بالله، ومستلهمًا منه التوفيق، وواثقًا من معونتكم ومساندتكم؛ لتحقيق الأهداف السامية التي نذرنا أنفسنا وجهودنا لأجلها ابتغاء فضل الله ورضوانه.

الإخوة الكرام.. والأخوات الفضليات..
- في بداية حديثي أتوجه إلى أستاذنا وأخينا الكبير ومرشدنا الكريم الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد السابع للجماعة الذي قاد السفينة وسط العواصف والأنواء، وتجاوز بها العقبات، ثم قدَّم هذا النموذج الفريد لكل القادة والمسئولين في الحكومات والهيئات والأحزاب بالوفاء بعهده، وتسليم القيادة بعد فترة واحدة، فتعجز كل كلمات اللغة عن التعبير عما في صدورنا من حب وتقدير لهذا المرشد، ولا نملك إلا أن نقول: جزاك الله خيرًا وأثابك بفضله ثواب الصديقين..

- ونقول لإخواننا الأحبة من الإخوان المسلمين المنتشرين في أرجاء الدنيا؛ كم كنا نتمنى أن يتم هذا الحدث الكبير وأنتم بيننا ومعنا، ولكن إن غابت الأجساد فالأرواح تتلاقى، ودعواتكم تحملها الملائكة ونصائحكم واقتراحاتكم ننتظرها ونسعد بها.

- وأما الأحبة الذين غيَّبتهم يد الظلم والاستبداد خلف الأسوار بغير حق إلا أنهم قالوا ربنا الله، وسعوا في إعزاز وطنهم وتقدم أمتهم؛ فإننا نقدم لهم خالص التحية على صبرهم وثباتهم وتضحياتهم التي نثق أنها لن تذهب هدرًا، ولن تضيع سدى، ورجاؤنا في الله كبير أن يفيء الظالمون لرشدهم، ويعودوا لصوابهم، ونراكم معنا تكملون المسيرة وتدعمون الدعوة، والله يحفظكم ويرعاكم.

الإخوة الكرام.. والأخوات الفضليات..
تعلمون جميعًا أن هدف الإخوان الأسمى هو الإصلاح الشامل الكامل، الذي يتناول الأوضاع الحالية بالإصلاح والتغيير ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾ (هود: من الآية 88)، وبالتعاون مع كل قوى الأمة المخلصة، وأصحاب الهمم العالية من المحبين لدينهم ولأمتهم.

ويعتقد الإخوان المسلمون أن الإسلام العظيم قد وضع الله فيه كل الأصول اللازمة لحياة الأمم ونهضتها وإسعادها؛ ولهذا جعلوا الإسلام مرجعيتهم ومنطلقهم نحو تحقيق الإصلاح، الذي يبدأ من نفوس الأفراد، فيتناولها بالتهذيب والتربية، مرورًا بالأسر والمجتمعات بتقويتها ورفع المظالم عنها، وجهادًا متواصلاً لتحرير الوطن من كل سلطان أجنبي وهيمنة فكرية وروحية وثقافية واستعمار عسكري واقتصادي وسياسي، ووصولاً إلى قيادة الأمة إلى التقدم والازدهار، وأخذ موقعها المناسب في الدنيا، وقد كان من نتائج هذا الفهم الشامل للإسلام أن وصف الإخوان بأنهم دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية، والقرآن العظيم ينطق بذلك كله في قوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ (القصص: من الآية 77)، وهم يدركون أن القرآن الكريم والسنة الصحيحة قد تضمنا القواعد الكلية في سائر الشئون، وبقي على الأمة أن تتلمس الأصلح لها في ضوء هذه القواعد من البدائل المختلفة والخيارات الفقهية التي تتغير بتغير العرف والعادات والزمان والمكان.
الإخوة الكرام.. والأخوات الفضليات..

مع وضوح فكرتنا ومقاصدنا وأهدافنا؛ فإن كثيرين يحاولون تعريفنا بغير ما نحن عليه، وينسبون إلينا ما ليس من أهدافنا ومقاصدنا، ما يفرض علينا أن نكرر بين الحين والآخر تعريف الناس بنا وبمبادئنا وثوابتنا ومواقفنا من القضايا المطروحة، حتى يستبين الحق للجميع.

وأقول في البداية للذين يتحدثون عن وحدة الجماعة وتماسك صفها: إن الذين يعملون لربهم ولدينهم ولأوطانهم بإخلاص لا يمكن إلا أن يكونوا صفًّا واحدًا، وإن تنوعت آراؤهم، وتفاوتت بعض اجتهاداتهم، ولا يعرف الإخوان على حقيقتهم من يتصور أن اختلاف الرأي بينهم يمكن أن يفسد الود، أو يؤثر في صدق الحب، وقد عاهدنا وبايعنا جميعًا ربنا عزَّ وجلَّ أن نعمل في سبيله صفًّا كالبنيان المرصوص.

ويعمل الإخوان بالحب والأخوة طبقًا لأعراف مستقرة ولوائح وقواعد منظمة لعمل الجماعة، وهذه بالضرورة محل مراجعة وتطوير مستمر لاستدراك الأخطاء البشرية والقصور الإنساني، في مرونة لا تناقض الثوابت، ولا تنقض المبادئ، والإخوان في هذا الصدد يقبلون النصيحة، ويستفيدون الحكمة من الجميع وشعارهم "رحم الله امرءًا أهدى إليَّ عيوبي".

الإخوة الكرام.. والأخوات الفضليات..
أحب أن أؤكد لحضراتكم على ما يلي:
- نحن جماعة من المسلمين ولسنا جماعة المسلمين، كما يروج الذين لا يعرفون دعوة الإخوان، فالإسلام أكبر من أن تحتكره جماعة، وبفضل الله سبحانه وتعالى تلقى دعوة الإخوان تعاطفًا شعبيًّا واسعًا في كل بلدان العالم العربي والإسلامي؛ لأنها دعوة وسطية تستقي من النبع الصافي القرآن والسنة.

- إن دعوتنا وحركتنا سلسلة متصلة الحلقات، يُبنى فيها اللاحق على جهود السابق وشعارنا ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ (الحشر: من الآية10).

- إننا نؤمن بالتدرج في الإصلاح، وأن ذلك لا يتم إلا بأسلوب سلمي ونضال دستوري قائم على الإقناع والحوار وعدم الإكراه؛ ولذلك نرفض العنف وندينه بكل أشكاله؛ سواءٌ من جانب الحكومات أو من جانب الأفراد، أو الجماعات أو المؤسسات.

- يرى الإخوان المسلمون أن نظام الحكم يجب أن يحافظ على الحريات الشخصية والشورى (أو الديمقراطية) واستمداد شرعية السلطة من الأمة وتحديد السلطات والفصل بينها وهم لا يعدلون بذلك بديلاً، ومن هذا المنطلق فهم يشاركون في الانتخابات العامة، ويطالبون بإصلاح الحكم من خلال الوسائل السلمية المتاحة، ومنها العمل البرلماني، والأهلي، ويعتبرون ذلك واجبًا يمليه عليهم فهمهم لدينهم وإخلاصهم لوطنهم.

- أما موقفنا من الأنظمة القائمة في بلادنا؛ فنحن نؤكد أن الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام خصومًا لها، وإن كان بعضها دائم التضييق عليهم والمصادرة لأموالهم وأرزاقهم والاعتقال المستمر لأفرادهم؛ لكن الإخوان لا يترددون أبدًا في الكشف عن الفساد في كل المجالات، ولا يتأخرون في توجيه النصائح وتقديم المقترحات للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تتعرَّض لها بلادنا، ويربون أبناء وبنات الأمة على الأخلاق والفضائل والنفع للغير، وهذا كله يصب في مصلحة الوطن والمواطنين ومؤسسات الدولة.

- ويرى الإخوان أن الأصل في موقفهم من الأنظمة، أنهم يؤيدون الحسن ويعارضون السيئ، ومن ثم فإنهم حينما يعارضون لا يعارضون لمجرد المعارضة.

- أما إخواننا المسيحيون في مصر والعالم العربي والإسلامي؛ فموقفنا منهم واضح تمام الوضوح فهم شركاؤنا في الوطن وبناء حضارته، وزملاؤنا في الدفاع عنه، ورفقاؤنا في تنميته والنهوض به، والبر بهم والتعاون معهم فريضة إسلامية ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)﴾ (الممتحنة).

- ويرى الإخوان أن المواطنة أساسها المشاركة الكاملة والمساواة في الحقوق والواجبات، مع بقاء المسائل الخاصة (كالأحوال الشخصية) لكل حسب شرعته ومنهاجه.

- وبهذه المناسبة؛ فالإخوان يرفضون ويدينون بكل قوة كافة أشكال العنف الطائفي الذي يحصل بين الحين والآخر، ولا يترددون في إعلان موقفهم الرافض لهذه الحوادث المؤلمة في كل وقت، فالنصارى يمثلون مع المسلمين نسيجًا اجتماعيًّا وثقافيًّا وحضاريًّا واحدًا تداخلت خيوطه وتآلفت ألوانه وتماسكت عناصره عبر القرون والأجيال، كما أنهم يدعون إلى بحث أسباب التوتر الكامن بصراحة كاملة، ووضع الحلول التي تزيل كل الحساسيات، وتعيد إلى الجسد الوطني صحته وعافيته.

- وفيما يتصل بالمرأة؛ فالإخوان قد بيَّنوا قبل ذلك في وثيقة المرأة كافة حقوقها في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي "إنما النساء شقائق الرجال"، ونحن ندعو المرأة المسلمة لأن تقوم بدورها العام ولا تغيب عن المجتمع ولا عن القضايا العامة لمصلحة شعوبنا العربية والإسلامية.

- إن الشورى (أو الديمقراطية) هي وسليتنا الأساسية التي نجاهد لإقرارها وتدعيمها، وكل مؤسسات الجماعة يتم بناؤها على أساس من هذه الممارسة؛ بدءًا من مجالس إدارات الشعب، حتى مكتب الإرشاد العام، وينبه الإخوان أن الشورى في جوهرها تعني احترام الرأي الآخر، ثم الالتزام برأي الأغلبية.

- أما القوى الإسلامية والقومية والوطنية والأحزاب السياسية والنخب الفكرية والثقافية؛ فالإخوان يؤمنون تمامًا أن الجميع لا بد أن يكونوا شركاء في النهضة والإصلاح وهم يمدون أيديهم للجميع، ويرفضون إقصاء أحد أو استثناء أية هيئة أو تهميش أي دور، ويقبلون بتعدد الأحزاب، ووجوب إطلاق تكوينها بلا قيود ما دامت في إطار الدستور، ويؤمنون بتداول السلطة عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة، فالأمة مصدر السلطة، وإصلاحها مسئوليتنا جميعًا بلا إقصاء ولا استثناء.

- يضع الإخوان المسلمون قضية فلسطين في أولويات اهتمامهم ويرونها قضية الأمة الكبرى، وأن أرض فلسطين بمقدساتها والمسجد الأقصى في القلب منها هي أرض العروبة والإسلام، ولا يدخرون جهدًا في الدفع بهذه القضية؛ لتكون في صدارة اهتمام الأنظمة والشعوب حتى تتحرر فلسطين ويتحقق الأمل بإذن الله.

- يقف الإخوان المسلمون دائمًا إلى جانب أمتهم الإسلامية والعربية، داعمين لقضاياها ومساندين لمواقفها العادلة، ولا يترددون في تقديم النصح لكافة الأنظمة والهيئات الإسلامية والعربية على المستوى الرسمي والشعبي، ولا يمتنعون من التضحية في سبيل أمتهم متى اقتضى الواجب ذلك، ويحملون دعوة الوحدة والتقارب والتعاون بين الدول الإسلامية والعربية لمقاومة مشروعات الاستعمار والهيمنة الصهيونية والغربية، والدعوة إلى لم الشمل وتوحيد الصف وحل الخلافات العربية والإسلامية داخل الدول، وفيما بينها عن طريق الحوار لا عن طريق السلاح، وهنا نذكر إخواننا في اليمن والسودان والصومال والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان بأن الطريق لسلامة وأمن شعوبهم لا يكون إلا عن طريق الحوار والتوافق لما فيه مصلحة هذه الشعوب العزيزة.

- وموقفنا من النظام العالمي الذي تقوده أمريكا والغرب واضح جلي، فنحن لسنا في خصومة مع الشعوب الغربية، ولكن خصومتنا مع هذه النظم العالمية التي ارتضت لشعوبها الحرية والديمقراطية، واستكثرت ذلك على شعوبنا، واستغلت قوتها المادية لفرض سيطرتها على بلادنا وعلى قرارنا، وزرعت ورعت الكيان الصهيوني ليكون شوكة في جسد الأمة العربية والإسلامية، وتتعامل مع قضايانا العادلة بمكيالين، وتسعى لإلغاء قيمنا وثقافتنا وهويتنا الإسلامية لحساب قيمها الغربية، وتسعى لتدمير الإيمان والأخلاق في بلادنا، ومن هنا فنحن ندعو الأمة للتوحد في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي، والتعالي على كل الخلافات المذهبية، والتسامي عن التمسك بالنعرات العصبية، وعدم السماح مطلقًا بضرب أو احتلال أية دولة عربية أو إسلامية، وتفعيل مواثيق منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وتفعيل معاهدات الدفاع المشترك في مواجهة قوى البغي والطغيان العالمي.

- ونحن ندعو هذه النظم العالمية لأن تلتزم بميزان العدل والحق، وبسط قيم الحرية والعدالة في أرجاء الأرض فذلك هو الكفيل بإحلال السلام العالمي وتحقيق التعاون بين شعوب الأرض "كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ" (البزار)، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: من الآية 13) فَلَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ فَضْلٌ، وَلا لأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضٍ وَلا لأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ فَضْلٌ إِلا بِالتَّقْوَى" (الطبراني).

الإخوة الكرام.. والأخوات الفضليات..
إننا ننظر إلى المستقبل بأمل وترقب..
إن الأمل هو شعار المؤمنين الصادقين، وهو زادنا في مسيرتنا الطويلة الممتدة فالعمل مع الأمل.. والحب مع الإخاء هما وسيلتا الإخوان لمواجهة الصعاب، وأن اليأس ليس من صفات المؤمنين، ولأن القعود ليس من شيم المجاهدين.

وأما الترقب فإنه يجمعنا مع كل المصريين والعرب والمسلمين، بل الإنسانية جمعاء من أجل مستقبل أفضل للعالم الذي تهدده النزاعات والأوبئة والأمراض، ويشفق عليه العلماء من الاحتباس الحراري والتصحر والجفاف، وتقوده إلى مصير مجهول ممارسات خاطئة للقوى الكبرى التي أرادت الانفراد بمقود البشرية، بعد أن ظنت أن الأرض قد دانت لها بغياب أقطاب أخرى، فإذا بالنتيجة بحور من الدماء والأشلاء في أنحاء متفرقة من العالم الإسلامي في أفغانستان والعراق والسودان والصومال وفلسطين ولبنان، وأزمات اقتصادية كلما أوشكت إحداها على الانتهاء أخذت بخناقها أخرى؛ ليعيش الناس في قلق بالغ وتوتر شديد على مستقبلهم ومستقبل أولادهم، ويشعرون أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هناك من يختلق الأزمات.

الإخوة الكرام.. والأخوات الفضليات..
إن مصر والعرب والمسلمين بل والناس أجمعين لينتظرون منكم الكثير والكثير وأنتم- بإذن الله- أهل لتلك المهمة الثقيلة، وقادرون على حمل تلك التبعة الخطيرة، وتاريخكم يشهد لكم بالصبر والاحتمال، والعمل والإنتاج، رغم ما يُثار حولكم من شبهات ورغم ما حدث من هنات وأخطاء.

قدموا للعالم الإسلام الحقيقي.. إسلام الاعتدال والتسامح، إسلام احترام التعددية في العالم أجمع.. إسلام التعارف والتعاون على خير البشرية أجمع.

اسلكوا كل طريق، واستخدموا كل الوسائل والوسائط المشروعة لنشر دعوة الإسلام في العالمين.. جاهدوا الجهاد الحق ﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ (الفرقان: من الآية 52) جهاد الدعوة والبيان.. بالقلم واللسان.. وبكل أنواع الفن الهادف ووسائله النظيفة.. بكل طريق لتوضيح حقائق الإسلام ورد الشبهات عنه، وشعاركم في ذلك قول الحق: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل: من الآية 125) وقوله تعالى: ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ (العنكبوت: من الآية 46).

ربوا أنفسكم على الفضائل والكمالات.. والخلق القويم، وكونوا شامة بين الناس، تدلونهم على الله عزَّ وجلَّ بالقدوة الحسنة والسلوك المستقيم، وساهموا مع غيركم في إصلاح النفوس وتهذيب الأخلاق.

وتعاونوا مع كل العاملين للإسلام على البر والتقوى، بل تعاونوا مع كل المؤمنين في العالم أجمع من أجل نصرة الحق ورد الباطل وحماية الإيمان ومحاربة الكفر والإلحاد.

أصلحوا أنفسكم وبيوتكم، وسارعوا في الخيرات لإصلاح المجتمعات، وقفوا بجوار المظلومين في كل مكان لرد الحقوق المغتصبة ورد المظالم عن الناس.

أقبلوا على القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة وسيرة النبي الأمين وسير العظماء والمصلحين، تدارسوها واستفيدوا منها وصححوا مسيرتكم باستمرار، واعملوا فإن الله ينظر إلى أعمالكم ولا ينظر إلى صوركم. وترقبوا نصر الله، وما هو ببعيد: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)﴾ (الروم) ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)﴾ (التوبة) صدق الله العظيم

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)﴾ (يوسف).

سبعة عقود في رحاب الإخوان المسلمين

Posted by حسام خليل in

الحمدُ للهِ الذي أَكْرمَ خَوَاصَّ عبادِه المؤمنينَ بالأُلْفَةِ في الدين، ووفَّقَهم لِحَمْل رسالةِ الإصلاحِ والخيرِ إلى العالمين، ووعدَهم التوفيقَ والنصرَ في الدنيا وحُسْنَ ثوابِ الآخرةِ يومَ الدين، وصلى اللهُ وسلَّم وباركَ على إمامِ المرسلين، وقُدْوةِ الدعاةِ المجاهدين، وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه الهُداةِ المصلحين، ومَنْ سار في طريقهم وسلك سبيلَهم إلى يوم الدين.

أما بعد؛ فهذه رسالةٌ استثنائيَّةٌ بكلِّ ما تحملُه الكلمةُ من مَعَانٍ؛ إذْ هي الرسالةُ الأخيرةُ التي أكتبُها من موقعِ المسئولية في هذه الجماعةِ المباركةِ؛ وفاءً لمبادئي، والتزامًا بما أعلنتُه منذ أن شرَّفني وكلَّفني الإخوانُ المسلمون بتحمُّل المسئوليةِ في الموقعِ الأوَّلِ لقيادةِ هذه الدعوةِ المنصورةِ بإذنِ الله، ليعلمَ القاصي والداني أنَّ الإخوانَ المسلمين لا يتلوَّنون ولا يتغيَّرون ولا يقولون إلا ما يفعلون.

حاجة العالم إلى دعوة الإخوان المسلمين
أيها الإخوانُ الأحباءُ، أشقاءَ الروحِ، ورفقاءَ الدرب، وشركاءَ الطموح والآمال، لقد كان مِنْ توفيقِ اللهِ لي منذ وقتٍ مبكرٍ في حياتي وقبل زُهَاء سبعين عامًا؛ أن عرَّفني بهذه الدعوةِ المباركةِ، وشرَّفني بلقاءِ مرشدِها ومؤسِّسِها الإمامِ الشهيدِ حسنِ البنا رحمه الله، وبصحبةِ رعيلِها الأوَّلِ من عظماءِ الرجالِ الذين عرفهم تاريخُنا الحديثُ من مصر وغيرها. ومِن تمامِ توفيقِه سبحانَه أن ثبَّتني عليها برغمِ كلِّ الضغوطِ والتَّحَدِّياتِ، وأسألُه سبحانه أن يختمَ لي بالموتِ عليها، حتى يجمَعَنِي برسولِه- صلى الله عليه وسلم- والدعاةِ مِنْ خلفِه يومَ اللقاء.

لقد أدركتُ بيقينٍ أنَّ هذه الدعوةَ هي حاجةُ مصرَ، بل حاجةُ العربِ، بل حاجةُ المسلمينَ، بل حاجةُ الدنيا بأَسْرِها؛ لما حَمَلتْه مِنْ مبادئَ جدَّدَتْ بها الإسلامَ العظيمَ، وكشفتْ روْعتَه، وصوَّبتْ فهمَ رسالتِهِ، باعتبارِها رسالةَ إصلاحٍ شاملٍ لكلِّ مَنَاحي الحياة، على حدِّ قوله تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)﴾ (الأنعام).

فبَعْدَ أن كان قد شاعَ خطأً أنَّ الإسلامَ مقصورٌ على ضُروبٍ من العباداتِ والرُّوحانيَّاتِ، جاءتْ دعوةُ الإخوانِ المسلمينَ لِتُعْلِنَ أنَّ الإسلامَ دينٌ شاملٌ، ينتظمُ شئونَ الحياة جميعًا، ويُفتي في كل شأنٍ منها، ويضعُ له نظامًا مُحكَمًا دقيقًا، ولا يقفُ مكتوفًا أمامَ المشكلاتِ الحيويَّة والنُّظُمِ التي لا بُدَّ منها لإِصلاحِ الناس، "فهو دولةٌ ووطنٌ أو حكومةٌ وأمةٌ، وهو خُلُقٌ وقوةٌ أو رحمةٌ وعدالةٌ، وهو ثقافةٌ وقانونٌ أو علمٌ وقضاءٌ، وهو مادةٌ وثروةٌ أو كسبٌ وغنىً، وهو جهادٌ ودعوةٌ أو جيشٌ وفكرةٌ، كما هو عقيدةٌ صادقةٌ وعبادةٌ صحيحةٌ، سواء بسواء".

وما أشدَّ حاجةَ العالمِ كلِّه إلى أن يفهمَ الإسلامَ على هذا النَّحْوِ العظيمِ، فعندئذٍ تتحقَّقُ آمالٌ كثيرةٌ، وتَنْمَحِي مفاسدُ عظيمةٌ، ويَحِلُّ على البشريةِ سلامٌ تامٌّ وأمنٌ مُطْمَئِنٌ، فيَا لَيْتَ قومي يعلمون!.

منهاج الإصلاح عند الإخوان
أدرك الإخوانُ أنَّ السبيلَ إلى تحقيقِ هذا الفهمِ الصحيحِ للإسلامِ في الواقعِ يبدأُ بإصلاحٍ يزيلُ مِنْ واقعِ الأمةِ الشعورَ الخامدَ والخُلُقَ الفاسدَ والشُّحَّ المقيمَ، فقصدوا أولاً إلى تربيةِ النفوسِ وتجديدِ الأرواحِ وتقويةِ الأخلاقِ وتنميةِ الرجولةِ الصحيحةِ في نفوسِ الأمة، وعلى هذا الأساس:

1- وُضع المنهاجُ العقديُّ للإخوانِ المسلمينَ، مُسْتخلَصًا مِنْ كتابِ الله وسُنَّةِ رسولِه- صلى الله عليه وسلم- الصحيحةِ، لا يَخْرُجُ عنهما قِيدَ شَعْرَةٍ، بما يجعلُ الإسلامَ حيًّا في أعصابِ المسلمِ، يقظًا في وعْيِهِ وضميرِهِ، مُوَجِّهًا لحركتِه وسلوكِه.
2- ووُضع المنهاجُ التربويُّ للإخوانِ، الذي يحققُ الالتزامَ الصحيحَ بكُلِّ عباداتِ الإسلامِ وشعائرِهِ؛ التي هي أقربُ السُّبُل إلى تزكيةِ النفوسِ وتطهيرِ الأرواح.
3- ووُضع المنهاجُ الثقافيُّ المتكاملُ، الذي يحقق الفهمَ الصحيحَ الوسطيَّ لحقائقِ الإسلامِ مِنْ غير إفراطٍ ولا تفريطٍ، ويَعْصِمُ مِنْ الخلْطِ والشَّطَطِ، ويُرسِي الأَساسَ السليمَ للوحدةِ العربيةِ والإسلاميةِ الجامعة.
4- ووُضع المنهاجُ العمليُّ، ليطبِّقَ الإخوانُ مبادئَ الإسلامِ وأخلاقَه في الواقعِ في تعاملاتِهم وسُلوكِهم ومجتمعاتِهم، وقدَّم الإخوانُ- حيث وُجدوا- نماذجَ رائدةً في كل مجالاتِ العملِ المِهَنِيِّ والاجتماعيِّ النافع.
5- ووُضع المنهاجُ الحركيُّ والسياسيُّ المُسْتَلْهَم من الإسلامِ، فدعا الإخوانُ ولا يزالونَ يَدْعُون إلى إصلاحٍ شاملٍ كاملٍ، تتعاونُ عليه قُوَى الأمةِ جميعًا بلا استثناءٍ ولا إقصاءٍ، ويشاركُ فيه الشعبُ والأمةُ بكلِّ فئاتِها، ويتناولُ كلَّ الأوضاعِ الفاسدةِ بالتغييرِ والتبديلِ، انطلاقًا مِنْ دينِ الأمة وهُوِّيَّتِها الثقافيةِ والحضاريةِ، وشاركوا وسوف يستمرون في المشاركةِ الفعَّالةِ والإيجابيةِ في كلِّ عملٍ أو تَجَمُّعٍ يَهْدِفُ إلى إعزازِ أمتِهم ووطنِهم في كل ميْدانٍ، على المستوى المحليِّ والعالمي.
6- ووُضع المنهاجُ الجهاديُّ الصحيحُ، الذي يُفَرِّق بين مجاهدةِ المحتلِّ للبلادِ عن طريقِ المقاومةِ المسلَّحةِ وبين المجاهدةِ السِّلْميَّة للأنظمةِ الوطنيةِ الفاسدةِ عن طريقِ النصحِ والتوجيهِ والإرشادِ وتصحيحِ المفاهيمِ والمشاركةِ في الأنشطةِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ، بعيدًا عن العنفِ وحمْلِ السلاحِ ونشْرِ الفوضى في المجتمعات.
7- ووُضعت اللوائحُ التنظيميةُ، لاستكمالِ الهياكلِ، وإعدادِ الخُطَطِ، وتحديدِ الإستراتيجياتِ، واتخاذِ القراراتِ، وتطويرِ الآليَّاتِ، وضَبْطِ سَيْرِ العملِ، ومتابعةِ تحقيقِ الأهدافِ، ورصْدِ الأحداثِ والمتغيراتِ، وتصحيحِ الأخطاءِ، في ظلالٍ من الأُخُوَّةِ والمحبةِ والثِّقةِ والانضباط.

كلُّ ذلك والإخوانُ يُراجعون مناهِجَهم ولوائِحَهم حينًا بعْدَ حينٍ، فيستحدثون ما يُصَحِّحُ الخطأَ ويُقَوِّمُ المسيرةَ، ويسمعون لِنَاصِحِيهم ومُحِبِّيهم، كما يستفيدون مِنْ ناقِدِيهم وخصومِ دعوتِهم، ولا يَأْلُون جُهْدًا في مراجعةِ مواقِفِهم وتطويرِ آرائِهم حَسْبَ الجديدِ الذي يُواجهونه مِنَ المواقفِ والأفكارِ، في مُرُونةٍ لا تُناقِضُ الثوابتَ ولا تَنْقُضُ المبادئَ التي اقتنعوا بها، وهم يدركون أنهم لَنْ يزالوا بخيرٍ ما قَبِلُوا النصيحة، ورضيَ اللهُ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطابِ الذي دعا لمَنْ دلَّه على عيبِهِ، فقال: "رَحِمَ اللهُ امْرءًا أَهْدَى إليَّ عُيُوبِي".

دعوة الإخوان هي دعوة الإنقاذ لأمتنا الحبيبة
لهذا لا جَرَمَ أن أقول: إنَّ في دعوةِ الإخوانِ المسلمينَ لو فَقِهَها الناسُ لَمُنقِذًا، وإنَّ في منهاجِهم الربَّانيِّ لو اتبعتْه الأمةُ لَنَجَاحًا، وإنَّ في جهودِهم لو أُعِينُوا عليها لأَمَلاً، وإنهم لَماضُون في طريقِهم لخدمةِ دينِهم وأمتِهم بإذنِ الله، لا يَضرُّهم مَنْ خَذَلَهم ولا مَنْ ناوَأَهُم، حتى يأذنَ اللهُ لأمتِهم وللدنيا أنْ تسعدَ بالخير الذي يحملون إليها، ولعلَّ من المناسب هنا أن أُذَكِّر قومَنا وأذكِّر المتحاملينَ على دعوتِنا، والمشكِّكينَ في مبادِئِنا ووطنيَّتِنا؛ بما تنطوي عليه نفوسُنا، وعبَّر عنه الإمامُ الشهيدُ حسنُ البنا في رسالة (دعوتُنا) حين قال:
"ونُحِبُّ أنْ يعلمَ قومُنا أنهم أحبُّ إلينا من أنفسِنا، وأنه حبيبٌ إلى هذه النفوسِ أن تذهبَ فِداءً لعزَّتِهم إن كان فيها الفِداءُ، وأن تُزْهَق ثمنًا لمجدِهم وكرامتِهم ودينِهم وآمالِهم إن كان فيها الغَنَاء، وما أَوْقَفَنا هذا الموقفَ منهم إلا هذه العاطفةُ التي استبدَّتْ بقلوبِنا، ومَلَكَتْ علينا مشاعرَنا، فأقضَّتْ مضاجِعَنا، وأسالتْ مدامِعَنا، وإنه لعزيزٌ علينا جِدُّ عزيزٍ أن نرى ما يُحيطُ بقومِنا، ثم نستسلمَ للذلِّ، أو نرضى بالهوانِ، أو نستكينَ لليأسِ، فنحن نعملُ للناسِ في سبيلِ الله أكثرَ مما نعملُ لأنفسِنا، فنحنُ لكم لا لغيركم أيها الأحبابُ، ولن نكونَ عليكم في يومٍ من الأيام.

ولَسْنَا نَمْتَنُّ بشيءٍ، ولا نرى لأنفسِنا في ذلك فضلاً، وإنما نعتقدُ قولَ الله تعالى ﴿بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (الحجرات: من الآية 17).

وكم نتمنَّى- لَوْ تنفع الْمُنَى- أن تتفتَّحَ هذه القلوبُ على مَرْأى ومَسْمَعٍ من أمَّتِنا، فينظرَ إخوانُنا: هل يَرَوْنَ فيها إلا حُبَّ الخيرِ لهم والإشفاقَ عليهم والتفانيَ في صالِحِهم؟ وهل يَجِدون إلا ألمًا مُضْنِيًا من هذه الحالِ التي وصلْنا إليها؟ ولكنْ حسْبُنا أن اللهَ يعلمُ ذلك كلَّه، وهو وحدَهُ الكفيلُ بالتأييدِ الموفِّقُ للتسديد".

المستقبل لدعوة الحق التي يحملها الإخوان المسلمون
أيها الإخوان المسلمون، إنَّ المستقبلَ لجماعتِكم ولدعوتِكم ولدينِكم؛ لأسبابٍ واقعيةٍ كثيرة:
1- أولُها: وعدُ اللهِ للعاملينَ المخلصينَ لدينِه ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ (النور: من الآية 55)، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41)﴾ (الحج)، واللهُ لا يُخْلِفُ الميعاد.
2- أنَّ المشروعَ الربانيَّ الإصلاحيَّ الحضاريَّ الذي تحملونه قد دلَّتْ كلُّ وقائعِ التاريخِ وحقائقِ العقلِ والواقعِ أنه الأنفعُ للبشريةِ والمنقذُ لها من التِّيه، ولذلك فهو يحملُ سِرَّ بقائِه؛ كائنةً ما كانت الظروفُ الإقليميةُ والدولية ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾ (الرعد: من الآية 17).
3- أنَّ المشروعَ النَّهْضويَّ الإنقاذيَّ الذي تستمسكون به قد رُوِي بدماءٍ زكيةٍ من شهداءِ هذه الدعوة المباركة، بدءًا من الإمامِ الشهيدِ حسن البنا، والمجاهدِ الشهيدِ عزِّ الدين القسامِ، ومرورًا بدماءِ شهداءِ الدعوةِ في سجونِ الظلمِ والطغيان: محمد فرغلي، وعبدِ القادر عودة، ومحمد يوسف هواش، وإبراهيمَ الطيب، وهنداوي دوير، ومحمود عبد اللطيف، وسيد قطب، وعبد الفتاح إسماعيل، وكمال السنانيري، وعبد الله عزام، وغيرِهم من الشهداء، وانتهاءً بشهداءِ العزةِ في فلسطين الحبيبة: أحمد ياسين، والرنتيسي، وصلاحِ شحادة، وفتحي الشقاقي، ويحيى عياش، ونزار ريان، وسعيد صيام، وغيرِهم من أبطال الجهاد والمقاومة، فضلاً عن عشراتِ الآلافِ مِنَ الصابرينَ الصامدينَ الذين تعرَّضوا لأنواعِ الظلمِ في سجونِ الظلمِ والطغيان، أو تحت نِير الأَسْرِ في سجونِ الاحتلالِ، والذين سطَّروا أروعَ تاريخٍ لثباتِ الإخوانِ المسلمينَ، عَبْرَ عُقُودٍ من الجهادِ والدعوةِ في مصرَ وفلسطينَ وغيرِهما. وهذه دماءٌ وتضحياتٌ لَنْ تضيعَ بإذن الله، وقد رأيتُم بشائرَ ثمارِها من التفافِ الأمةِ حولَ دعوتِكم، وتأييدِها الجارفِ لمشروعِكم، حتى صارتْ دعوتُكم مِلْءَ السمعِ والبصر في عشراتِ الأقطارِ العربيةِ والإسلامية.
4- أنَّ دعوتَكم وجماعتَكم تضمُّ عددًا هائلاً من أرقى النُّخبِ والعناصرِ الفكريةِ والعلميةِ والأكاديميةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ والمهنيةِ الصادقةِ والمخلصةِ، قلَّ أنْ يتوفَّرَ على مثلِها- كمًّا أو نوعًا- أيُّ فصيلٍ آخرَ أو دعوةٍ أخرى في هذا العالم، رغمَ كلِّ الضغوطِ التي تمارسُها الأنظمةُ الفاسدةُ المتسلطةُ، وهذا يعني أنكم تملكون مفاتيحَ المستقبلِ بإذن الله.
5- أنَّ مشروعَكُم النَّهْضَوِيَّ الإصلاحيَّ يجمع بين الأصالةِ والمعاصرةِ، ويتَّصفُ بالمرونةِ الإيجابيةِ، فهو إذْ يحافظُ على المقدساتِ والثوابتِ الشرعيةِ لا يتردَّدُ في التجاوبِ معَ كلِّ جديدٍٍ من الأفكارِ النافعةِ والصالحةِ، وشعارُه حديثُ النبي- صلى الله عليه وسلم-: "الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا" (الترمذي وابن ماجه). فنحنُ أيُّها الإخوانُ نطلبُ الحكمةَ ونبحثُ عنها بمنتهى الجِدِّ والصِّدْقِ كما يبحثُ الإنسانُ عن ضالَّتِهِ التي تاهتْ منه، فإذا وجدها كان أحرصَ الناسِ عليها، وكذلك الإخوانُ لا يُفَوِّتون شيئًا من الحقِّ فيه صلاحُ أمتِهم، ولا يتأخَّرون عن قَبُوِل الصوابِ والرجوعِ إليه والاستمساكِ به، وذلك من أهمِّ أسبابِ نجاحِهم وقُوَّتِهم.
6- أنَّ الذين اتخذوكم خصومًا من الأنظمةِ المستبدةِ والطُّغَمِ الفاسدةِ لا يقفون على أرضٍ صُلْبةٍ، ولا يمتلكون عناصرَ في مثلِ طُهْرِكم وسلامةِ صدورِكم ونظافةِ أيديكم، ولا يتمتَّعون بأي قبولٍ حقيقيٍّ لدى جماهيرِ الأمة، ولذلك فهم يَحْمُون بعصا الأمنِ كراسيَّهم وفسادَهم، ولا يملكون القدرةَ على مواجهتِكم في مَيْدَانِ الفكرِ والسياسةِ وخدمةِ الأمةِ، ولا حيلةَ لهم غيرُ اعتقالِكم، ومحاولةِ إرباكِ مشروعِكم، والحيلولةِ بينكم وبين جماهيرِ أمتِكم، والاستقواءِ بالأجنبيِّ عليكم وعلى الأمةِ، وبذلِ غايةِ الجُهْدِ في الإيقاعِ بينكم، وتشويهِ جهادِكم، وقد أثبتت الأيامُ أنَّ ذلك لا يزيدُ الإخوانَ إلا تَوَحُّدًا في صفوفِهم، وثباتًا على مبادئِهم، ومحبةً لدى شعوبِهم وأمتِهم، على حدِّ قول أبي الطَّيِّبِ المتنبِّي:
وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من ناقصٍ فَهْيَ الشَهادَةُ لي بأنيّ كامِلُ

7- أنَّ مشروعَ الإخوانِ المسلمينَ للنهضةِ والإصلاحِ يعملُ على تحريرِ الوطنِ العربيِّ والإسلاميِّ مِنْ كلِّ سلطانٍ أجنبيٍّ في كلِّ المجالاتِ الاقتصاديةِ والسياسيةِ والثقافيةِ والرُّوحيةِ، وتحريرِ الأرضِ العربيةِ والإسلاميةِ مِنْ رِبْقَةِ الاحتلالِ، لذلك فإنَّ مشروعَهم يقفُ ضدَّه المشروعُ الصهيو أمريكي الذي يتعلقُ به نفرٌ من بني جلدتنا اتخذوا من خصومةِ الإخوانِ وتشويهِ صورتِهم الناصعةِ ومحاربةِ المشروعِ الإسلاميِّ عنوانًا لهم، ومشروعُهم هذا يَفْقِدُ يومًا بعدَ يومٍ قُوَّتَه وسَطْوَتَه وأنصارَه، ويتآكلُ- بسببِ مواقفِه الخاطئةِ- في كلِّ يومٍ رصيدُه الجماهيريُّ والشعبيُّ لصالحِ مشروعِكم الإسلاميِّ الحضاريِّ الذي يلقى إقبالاً متزايدًا وتأييدًا جارفًا مِنَ الشعوبِ الحرةِ الشريفةِ، وبِخاصَّةٍ شبابُها الناهضُ ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)﴾ (ص).

إلى العمل الدءوب أيها الإخوان
لهذا أدعوكم أيها الإخوانُ المسلمونَ إلى التَّمَسُّكِ بدعوتِكم ومبادئِكم، والعضِّ عليها بالنواجذِ، وعدمِ التردُّدِ أو التراجعِ أمامَ هذا الاستهتارِ الظالمِ بحُريَّاتِكم، والحربِ الظالمةِ عليكم، والتضييقِ الباغي على أرزاقِكم، والتشويهِ الظالمِ لدعوتِكم ورموزِكم، فتلك ضريبةُ السَّيْرِ في طريقِ الإصلاحِ، وعُرْبُونُ النصرِ القريبِ القادمِ على الظلمِ والظالمينَ بإذن الله ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)﴾ (آل عمران).

فاقتحموا المستقبلَ بما لديْكم من إيمانٍ عميقٍ، وطاقاتٍ رُوحيَّةٍ وماديَّةٍ ومعنويَّةٍ عظيمةٍ، وبما تملكون من عناصرَ مباركةٍ من رجالٍ ونساءٍ وشبابٍ وفتياتٍ، اجتمعوا على الحبِّ في الله، والأُخُوَّةِ على الإسلام، والثقةِ في المنهاجِ الحكيمِ، لا يعرفون اليأسَ، ولا يُقِيمون على الضَّيْمِ، ولا يتأخَّرون عن التضحيةِ في سبيلِ دينِهم وأمَّتِهم.

وإذْ أعلنُ لكم وللدنيا عن عزمي تحقيقَ ما وعدتُ به من إخلاءِ موقعِ القيادةِ لدماءٍ جديدةٍ، فإنَّني على ثقةٍ من أنَّ الجماعةَ التي تضمُّ هذه الطاقاتِ والخِبْراتِ لجديرةٌ بتحقيقِ الآمالِ واختيارِ أفضلِ العناصرِ بإذنِ الله، فلا تهابوا التغييرَ، ففيه بركةٌ عظيمةٌ، وإيَّاكم والإلْفَ أو التوقفَ عن تجديدِ الدماء؛ فإنَّ ذلك يُعطِّلُ الطاقاتِ، ويؤخِّرُ الوصولَ إلى الغايات.

وأما إخوانُنا الأحباءُ المغيَّبونَ خلفَ أسوارِ البغْيِ والظلمِ، في محاكماتٍ عسكريةٍ ظالمةٍ، أو في اعتقالاتٍ همجيةٍ آثمةٍ، أو في قضايا ملفقةٍ واهيةٍ، فإنني أقدم لهم خالصَ التحية وعظيمَ التقدير على صبرِهم وثباتِهم، كما أُقدِّم التحيةَ لآبائِهم وأمهاتِهم وزوجاتِهم وأولادِهم.. وأسأل الله لهم فرجًا عاجلاً، ولدعوتِهم فتحًا قريبًا.

إلى القوى الإسلاميةِ والقوميةِ والوطنيةِ في الأمة
إنَّ الإخوانَ المسلمينَ يدركون تمامَ الإدراكِ أنهم لا يُمكنُهم وحدَهم تحقيقُ أملِ الأمةِ في النهضةِ والإصلاحِ، ولا يَرَوْنَ أنفسَهم إلا فصيلاً مهمًّا وكبيرًا ومخلصًا من فصائلِ الأمةِ وقُواها الحيةِ، وأنَّ النجاحَ إنما يتِمُّ بتضافُرِ الجهودِ وتآزُرِ القُوَى، ومِنْ ثَمَّ فإنهم ما فَتِئُوا يَمُدُّون أيديَهم لكلِّ المخلصينَ والشرفاءِ من كافةِ التياراتِ والتوجُّهاتِ الحزبيةِ والسياسيةِ والفكريةِ للمشاركةِ والتعاونِ في العملِ لصالحِ الأمةِ، وإنَّ بينَ المخلصينَ من كافةِ التياراتِ وبين الإخوانِ لَكَثِيرًا من المشتركاتِ التي تنتظرُ شَدَّ اليدِ باليد وضَمَّ الجُهْدِ إلى الجُهْدِ، لما فيه الخيرُ والنفعُ للجميع، وإنا لفاعلون، فهل أنتم فاعلون؟.

ودَعُوني أُكَرِّرْ مضمونَ ما قاله الإخوانُ باستمرار: نحنُ الإخوانَ المسلمينَ لا نعملُ إطلاقًا على إقصاءِ أحدٍ أو تهميشِ دَوْرِهِ، ونرفضُ بكلِّ قوةٍ أن يعملَ الآخَرونَ على إقصائِنا أو تهميشِنا، ونرى بمنتهى الصدقِ والإخلاصِ أنَّ الوطنَ العزيزَ الذي نركبُ سفينتَه جميعًا في حاجةٍ إلى جهودِ الجميعِ برُؤاهم المتنوعةِ لإنقاذِ هذه السفينةِ التي تحملُنا جميعًا من الغرق، في ظلِّ ديمقراطيةٍ سليمةٍ وشورى حكيمةٍ، تُرْسِي مبدأَ المشاركةِ بين أبناءِ الوطنِ؛ لا مبدأَ المغالبةِ والإقصاءِ لأحدٍ، أو على حسابِ أحد.

وأما أولئك الذين يُصِرُّون على خصومتِنا، ويَأْبَوْن إلا الاعتداءَ والافتراءَ علينا والنظرَ إلينا بعين الشكِّ والرِّيبة، أو بعين الاستكبار والعُلُوّ، فلا نملك إلا أن نقول لهم ﴿لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ (القصص: من الآية 55)، وندعو لهم بما دعا به النبي- صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ" (متفق عليه).

شكر وتقدير
لقد حملتُ مسئوليةَ قيادةِ هذه الجماعةِ المباركةِ ستَّ سنواتٍ، ازدحمتْ بالأحداثِ والأعمالِ، وكان إلى جانبي ثُلَّةٌ كريمةٌ من خِيارِ الإخوانِ من أعضاءِ مكتبِ الإرشادِ، كانوا نِعْمَ العونُ والسندُ لي ولهذه الدعوةِ المباركةِ، منهم مَنْ قضى نَحْبَه، نسأل اللهُ أن يتغمَّدهم برحمتِه، ومنهم مَنْ غيَّبَتْه يدُ الظلمِ خلفَ الأسوارِ، ومنهم مَنْ تعرَّض للبطشِ والتنكيلِ والاعتقالِ المتكرِّرِ، فما وَهَنُوا وما ضَعُفُوا وما استكانوا، وما تردَّدوا في القيامِ بالواجبِ، والتضحيةِ بالأوقاتِ والراحاتِ والأنفسِ، فلهم من الله عظيمُ الأجر والمثوبة، ولهم مني خالصُ الشكر والتقدير، وأسأل الله أن يزيدهم توفيقًا لما فيه خيرُ الدعوة وخيرُ الأمة.

كما أتقدمُ بخالصِ شكري وتقديري لإخواني الكرامِ مسئولي الجماعةِ في الداخلِ والخارجِ، القابضينَ على دينِهم، الثابتينَ على دعوتِهم، القائمينَ برسالتِهم، وأسألُ اللهَ أن يجزيَهم عن الدعوةِ وأهلِها خيرَ الجزاء.

وفي النهايةِ فكلُّ بشرٍ تحصلُ منه الهَنَاتُ والزَّلاتُ، ولستُ بدعًا من البشرِ في ذلك، وكلُّ بني آدمَ خَطَّاء، وخيرُ الخطائين التوَّابون، وأسألُ اللهَ أن يقبلَ عملي، ويغفرَ زَلَلي، وأنْ يختمَ لي بخيرِ ما يختمُ لعبادِه الصالحين، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين، والله أكبر ولله الحمد، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد مهدي عاكف
المرشد العام السابق للإخوان المسلمين

نشرة أخبار نافذة الفيوم

Posted by حسام خليل in

بحبك آه أسيبك لا

Posted by حسام خليل in

حبيبتي

Posted by حسام خليل in

كلمات حسام خليل وإلقاء الطالب سيف
حبيبتي


حبيبتي ونور عنيه من عيلة مؤدبة
مقدرش استغنى عنها دي جميلة وطيبة

والحاجة لو بعيدة معاها قريبة
دايما بلقى ف كلامها أفكار مترتبة

وتجاوب لما بسأل بطريقة مهذبة

وف كل مجال تلاقيها لهلوبة ملهلبة
هادية تموت في النظام ملهاش في الكركبة

لو عيني جات ف عنيها بتقولي مرحبا

والف الدنيا معاها على أحلى مركبة

واحس اني ف هواها على أجمل مأدبة

وانسى العالم وادوب ف حبيبتي المكتبة



يعدم ولاده الاتنين ما فيه جدار فولاذي

Posted by حسام خليل in

الراجل ده بيحلف بالله العظيم ما فيه جدار فولاذي وبيقول اعدم ولادي الاتنين ما فيه جدار فولاذي حتى انا ليا اتنين قرايبي في سلاح المهندسين هناك

اتفرج واضحك وكركر وعلق لو سمحت

وحشتيني جدا بحبك قوي

Posted by حسام خليل in



وحشتيني جدا بحبك قوي

وانا بردو لازم وحشتك قوي

بحب السياسة واحب السلام

وابوسك ف خدك ف وقت انسجام

وأفدي عيونك بأهلي وأرضي

وابيعلك ضميري يا ريت بس ترضي

ومقدرش اخطي غير بعد إذنك

ومقدرش اقاوم جمالك وحسنك

تغور المقاومة وبلاه الكفاح

وخليني جنبك وننسى ال راح

ارفعوا الحصار عن غزة

Posted by حسام خليل in

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد..

تشهد المنطقة العربية حراكًا سياسيًّا واضحًا وزياراتٍ لا تتوقف، بين الحكام والوزراء والمبعوثين، ويحجُّ البعض إلى واشنطن في جهود حثيثة لوضع لمسات نهائية على جولة جديدة من الخداع الأمريكي الذي استمر منذ عقود من الزمان لتخدير العرب والفلسطينيين، وتسويق وهم السلام ومسيرة السلام واستئناف المفاوضات التي لم تؤدِّ إلى شيء ملموس منذ انعقاد مؤتمر مدريد الذي جاء في أعقاب تدمير العراق وحصاره بعد تحرير الكويت.

ومع كل جولة من المؤتمرات والمفاوضات كان يصاحبها تدمير بلد عربي أو بلد مسلم دون أن يحصل الفلسطينيون على شيء حقيقي، فلا دولة ولا سيادة ولا أمن ولا قدس ولا عودة للاجئين، ولا سيطرة على الحدود أو المياه، بل أوهام وراء أوهام وسراب يعقبه سراب.

واليوم نرى العراق محطمًا مدمرًا، تسوده أجواء الحرب الأهلية والفتنة الطائفية تحت الاحتلال الأمريكي، وسوريا ولبنان تعيش أزمات ما كاد تنتهي واحدةٌ حتى تندلع أخرى، والعدو الصهيوني يعمل على إنهاء حالة المقاومة في لبنان، والسودان لا يكاد يصل إلى حل لحرب الجنوب التي استمرت عشرين سنة فإذا بأزمة دارفور تندلع وتصل إلى مشارف التدويل وتنفجر المشكلات في الشرق الأوسط والجنوب حتى في الشمال، والصومال أصبح ممزقًا تسيل دماء أبنائه كل نهار، وعلى الحدود العربية وفى المحيط الإسلامي نجد أفغانستان تحت الاحتلال وتقتل القوات الأمريكية وحلفاؤها يوميًّا عشرات المدنيين، وباكستان تدفع ثمن رضوخها للأوامر الأمريكية من دم أبنائها كل يوم، ويتمُّ تدمير أقاليم كاملة كـ(سوات) ووزيرستان، وإيران تعيش تحت الحصار والتهديد بحرب يشنها عليها العدو الصهيوني وينتظر فقط الضوء الأخضر من أمريكا وأوربا.

ما الذي تغير الآن حتى نشهد تلك الحركة المحمومة؟!
يقولون لنا: إن نتانياهو تغيَّر، وهناك تقدم في موقفه، وهو الذي يشيِّد كل يوم عشرات ومئات المنازل في القدس و"المستوطنات"، وتستمر الحفريات الإجرامية حول وتحت المسجد الأقصى، وتتوالى الانهيارات التي تهدد الحرم الشريف، وتقتل قواته بمساعدة قوات الأمن الفلسطيني الخاضعة لتعليماتها بدم بارد المقاومين في الضفة الغربية.

ويقولون للعرب: إن أوباما لديه رؤية جديدة، وهو الذي تراجع أمام إصرار نتانياهو وتبخَّرت كل كلماته المعسولة في الهواء، ويرسل آلاف الجنود إلى أفغانستان، ويتجهز لإرسال المزيد إلى اليمن، ويؤيد الحكام الديكتاتوريين في العالم العربي والإسلامي، ويرعى الفاسدين، وعاد ليعيش تحت وهم خطر الإرهاب من جديد، وتضغط عليه عصابات الحرب والمحافظين الجدد للعودة إلى سياسات سلفه بوش بوضوح، وصدق الله العظيم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال: 73).

إننا نقول لهؤلاء المنبطحين أمام الجبروت الأمريكي والهيمنة الصهيونية ويخافون غضبة الشعوب وامتداد المقاومة ويخشون التغيير والإصلاح ويحتقرون شعوبهم ويستخفون بعقول الناس.. نقول لهم: لن تخدعونا مرةً أخرى، ولن تستطيعوا تسويق الوهم لنا ولا للشعب الفلسطيني، ونذكِّرهم بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران: 118-119).

نقول للجميع: إن الشريعة الإسلامية وكافة الشرائع السماوية، وإن المواثيق الدولية والاتفاقيات المرعية في جنيف وغيرها، والقرارات الدولية والإقليمية من الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، بل وكلماتكم أنتم أنفسكم، والشعارات التي أطلقتموها.. كل ذلك يقرر أن ما يحدث في حق قطاع غزة من حصار وتجويع وتدمير، وما يحدث في حق الشعب الفلسطيني كله من حصار وتشريد، وما يحدث في القدس من تخريب وهدم وتهويد وما يحدث تحت المسجد الأقصى من حفريات وتدمير.. كل ذلك جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب تستحق العقاب السريع لكل من يشارك فيها أو يصمت عليها.

إننا نقول للحكام العرب: إن مواقفكم الضعيفة العاجزة تدل على انفصالكم التام عن مصالح شعوبكم وبلادكم، بل تدل على تفريطكم الواضح في أمن بلادكم الوطني والقومي؛ ما يهدد مستقبل المنطقة كلها بمزيد من الحروب وعدم الاستقرار؛ لأن الظلم يولِّد الانفجار، والطغيان يستجلب الغضب، والاحتلال والخضوع يؤدي إلى المقاومة، والقوة لا يمكن مواجهتها إلا بقوة تكافؤها، ونرجو أن يدرك الحكام وتدرك الأنظمة أن موقفها المشرف من القضية هو أكبر داعم لها أمام شعوبها، وأن صبر الشعوب له حدود.

إن ما يحدث الآن من حصار ومنع وضرب لمئات وآلاف الأحرار الذين توافدوا من أكثر من 40 دولةً، يريدون كسر الحصار على غزة، فإذا بهم يجدون أن الحصار يتم بأيدٍ عربية وبرضا طرف فلسطيني وبتواطؤ العالم الذي يصمت على تلك الجريمة البشعة ضد الشعب الفلسطيني.

تحيةً لهؤلاء الأبطال الأحرار الذين تحدَّوا الصعوبات، وسافروا لآلاف الأميال، وتعرَّضوا لكل هذا العنَت والظلم، وجمعوا القليل من المساعدات عندما تخلَّى الأثرياء العرب عن واجبهم الشرعي والإنساني، تحيةً لهم وقد فضَّلوا قضاء العطلات أيام الأعياد مع المحاصرين المرابطين الأبطال، وقد ذكَّرنا هؤلاء الأفاضل بما فعله عدد من زعماء قريش لنقض صحيفة المقاطعة التي آذت المسلمين في شعب أبي طالب، فدفعتهم مروءتهم وفطرتهم إلى اتخاذ موقف إنساني كريم أدَّى إلى إنهاء الحصار، ومن باب معرفة الفضل لأهله وشكر الجميل الذي يحضنا عليه الإسلام نقدِّم شكرنا وتقديرنا لهذه الفئة الكريمة.

ونقول للشعوب العربية والإسلامية: لا عذر لكم أمام جهود هؤلاء الذين جاءوا كالأنصار من بعيد، وأنتم أقرب إلى فلسطين وأهل فلسطين، ما الذي يمنعكم من التصدي للظلم ورفع الصوت عاليًا ضد تخاذل الحكام؟ وما الذي يمنعكم من سلوك كل السبل لجمع المزيد من المعونات ليستمر صمود إخوانكم في غزة وفلسطين كل فلسطين، في القدس وأرض 1948 والضفة وحتى في الشتات (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (الأنفال: من الآية 72).. فالصمت الآن جريمة نكراء، والبخل والشح اليوم مشاركة في قتل الشعب الفلسطيني.

واجب الوقت اليوم هو كسر الحصار على غزة وفتح معبر رفح، وإتمام المصالحة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في كل مكان، ومدّ أهل القدس بكل أنواع الدعم للبقاء فيها، والبناء على أرضها، ومنع تهويدها وحماية المسجد الأقصى، واحتضان شعب فلسطين في أرض 1948 للتمتع بكل حقوقه كأهل البلد الأصليين ضد الغزاة المحتلين.

واجب الوقت اليوم هو احتضان المقاومة ضد العدو الصهيوني، فهي لم تكن يومًا ضد الحكام العرب ولا النظم العربية، وإهمال الرؤية الأمريكية والخداع الصهيوني وعدم التساوق مع تلك الأطروحات التي لا تعني إلا مزيدًا من كسب الوقت لصالح الاحتلال وإيجاد قطيعة بين النظم والحكام وبين الشعوب التي تؤيد المقاومة.

واجب الوقت الآن هو أن يقول الحكام بكل صراحة وشجاعة للرئيس الأمريكي : لا.. لن نستمر في مفاوضات عبثية إلى ما لا نهاية، وأن يعودوا إلى شعوبهم ويرعوا مصالح أمتهم وأوطانهم، وأن يتصالحوا فيما بينهم ويتحدوا ضد العدو الواحد الذي لا خلاف عليه : العدو الصهيوني.

واجب الوقت اليوم هو أن تتحلى النخب السياسية والفكرية وقادة الأحزاب والقوى السياسية بالشجاعة اللازمة للوقوف ضد المارينز الأمريكي السياسي والإعلامي، وضد رجال الأعمال الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مصالح الوطن والجموع الغفيرة من أبنائه، وأن يفضحوا كل هؤلاء ويضعوهم في حجمهم الطبيعي ويتصدوا لأضاليلهم وأكاذيبهم.

واجب الوقت الآن على كل لجان الإغاثة ودعم المقاومة ومقاومة التطبيع أن تنشط بعد كسل، وأن تنهض من غفوتها، وأن تقوى في وجه الطغيان، وأن تتحمَّل كل المشقات، وأن تتحد وتنسق فيما بينها لتمد شعب فلسطين بشرايين الحياة التي لا تكتفي بوقوفه على قدميه وبقائه على قيد الحياة، بل تعطيه القوة والمناعة لمواجهة آلة الحرب الصهيونية وإنزال الهزيمة بها.

وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تتحلى بالشجاعة والقوة والحكمة والمصابرة في وجه الطغيان الأمريكي والعدوان الصهيوني والديكتاتورية والفساد المحلي، وأن تجبر الجميع على احترام إرادتها الحرة، وأن تستعين بالله عز وجل لمواجهة أعباء تلك المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة مرحلة الهيمنة الصهيونية.

(إنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

بحبك آه أسيبك لا

Posted by حسام خليل in


حاسب عليها ياواد . . . . . . . . . . . . . . . . عديها واسندها
خطيها بر أمان. . . . . . . . . . . . . . . . وامسك قوي إيدها
علشان تكيد أعاديك . ...... . . . . . . . . . . . . . لازم تساعدها
وازرع عشانها الغيط . . . . . . . . . . . . . . . وسيبها تحصدها
وارضيها بالفولاذ . . . . . . . . . . . . . . . . . وابسطها واسعدها
دي نار وبدفيك. . . . . . . . . . .......... . . . . . وهي بتإيدها
بس انت عليك الغاز . . . . . . . . . .. . . . . . واظبط مواعيدها
ويوم ما تحرق بيك . . . . . . . . . . . . . . .دا يبقى يوم عيدها
حسام خليل

الجدار الفولاذي

Posted by حسام خليل in

حبيبتي

Posted by حسام خليل in



حبيبتي ونور عنيه من عيلة مؤدبة
مقدرش استغنى عنها دي جميلة وطيبة

والحاجة لو بعيدة معاها قريبة
دايما بلقى ف كلامها أفكار مترتبة

وتجاوب لما بسأل بطريقة مهذبة

وف كل مجال تلاقيها لهلوبة ملهلبة
هادية تموت في النظام ملهاش في الكركبة

لو عيني جات ف عنيها بتقولي مرحبا

والف الدنيا معاها على أحلى مركبة

واحس اني ف هواها على أجمل مأدبة

وانسى العالم وادوب ف حبيبتي المكتبة