الدكتور محمود حسين

Posted by حسام خليل in



حسام خليل يقدم الدكتور محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان المسلمين في حفل زواج الدكتور محمد شحاته بالدكتورة تسنيم أحمد عبد الرحمن

الرسول القدوة . . . . . والمبشرات

Posted by حسام خليل in

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصمن اليمين إلى اليسارحبه، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..

فلقد جاءنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنور المبين، والهدي المستقيم، والدين القويم، الذي جمع القبائل المتفرقة، وجعل منهم أمةً واحدةً، وإخوةً متحابِّين، حملوا لواء الحق، ومشعل الهداية، فاستطاعوا في ربع قرن أن ينشروا الرحمة، ويُقيموا العدل، ويحقِّقوا الأمن لكل من أظلَّتهم راية الإسلام، وإن اختلفت عقائدهم، أو تنوَّعت أجناسهم، أو تعدَّدت طبقاتهم، فالجميع في ظل الإسلام سواء.

لقد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم دولةً علَّمت الإنسانية لأول مرة مبادئ الحرية والإخاء، وألقت عليها دروس المساواة والعدل والرحمة، وعلَّم به الناس كيف يحيَون سعداء، وكيف يموتون سعداء، وما لنا لا نرفع الرءوس بين العالمين فخارًا ونقول: إن محمدًا علمنا الحرية فلن نستكين، وإن محمدًا علمنا العزة فلن نُستعبد بعد اليوم.

واعلموا أيها الإخوان أن المسلم الحر يأبى الضيم، ويرفض الذل، وأنه حين يهتف "الله أكبر" لا يرضى لغير ربه أن يكون مستعليًا عليه، ولا لغير دينه فوقه سلطانًا واستعلاءً، ولن يصلح حال أمتنا الإسلامية إلا بما صلح به أولها، وإن المسلمين اليوم في حاجة شديدة إلى أن يذكروا محمن اليمين إلى اليسارمدًا رسول الله، الذي احتمل الآلام، وصابر المشقَّات في سبيل بناء الإسلام، وإقامة صرحه الشامخ، وإن اقتداءهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك يقضي على اليأس الذي ملأ النفوس، والفساد المستشري في مجتمعاتهم، والظلم الذي عمَّ الأرجاء.

أيها المسلمون في كل مكان..

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمثِّل الحقيقة الكاملة في طفولته، وفي شبابه، وفي كهولته، كما كان المثل الأعلى والأكمل في الطموح، وفي العفة، وفي الصبر، وفي الأمانة، وفي الصدق، وفي الجِدِّ، وفي المزاح، كما كان الشخصية المتكاملة في حياته الخاصة والعامة، وفي عبادته، وفي أسرته، ومع أولاده، وفي فقره، وفي غناه، وفي فرحه، وفي حزنه، وفي غضبه، وفي رضاه، وفي علمه، وفي اجتهاده، وفي حربه، وفي سلمه.

والمسلم الصادق الإيمان، الراجي الأجر من الرحمن، الطامع في أعلى الجنان؛ لا سبيل له إلى ذلك إلا بالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيقًا لقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا (21)﴾ (الأحزاب).

ومن التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم أن تجاهد في سبيل إعادة هديه صلى الله عليه وسلم للحياة، كما تعمل على عودة نور الإسلام إلى الدنيا التي أُظلمت بالفساد والبغي والظلم، ومن رحمة الله بنا أنه تكفَّل لحمَلة هذا الدين بأمرين:

- بحفظ الذكر مكتوبًا، فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)﴾ (الحجر)، والحفظ يشمل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ لأنها المبينة للذكر.. ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)﴾ (النحل).

- حفظ الذكر عملاً، فما خلت القرون من أمة قائمة بالحق وعلى الحق وعد الله بنصرها، قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ؛ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ" (مسلم).

المبشرات بالنصر والتمكين

أيها المسلمون..

وفي وسط الشدة، وفي أحلك الساعات، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبدِّد اليأس الذي قد يتسرَّب إلى النفوس، ويبعث بالأمل في نفوس أصحابه؛ ثقةً في وعد الله.. عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟! أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟! قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ والذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ" (البخاري).

وفي الهجرة وهو مطارد والطلب من خلفه؛ يَعِدُ سراقة بسوارَي كسرى، وفي غزوة الأحزاب بلغت القلوب الحناجر، وزُلزلوا زلزالاً شديدًا، وبينما هم يحفرون الخندق تعترض الصحابة كدية لا يقدرون عليها، فَأَخَذَ الرسول صلى الله عليه وسلم الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ بِهِ ضَرْبَةً لَمَعَتْ تَحْتَ الْمِعْوَلِ بُرْقَةٌ، ثُمّ ضَرَبَ بِهِ ضَرْبَةً أُخْرَى فَلَمَعَتْ تَحْتَهُ بُرْقَةٌ أُخْرَى، وكذلك الضربة الثالثة.. فقال سلمان الفارسي: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي يَا رَسُولَ اللّهِ، مَا هَذَا الّذِي رَأَيْت لَمَعَ تَحْتَ الْمِعْوَلِ وَأَنْتَ تَضْرِبُ؟ قَالَ: "أَوَقَدْ رَأَيْت ذَلِكَ يَا سَلْمَانُ؟" قَالَ: قُلْت: نَعَمْ، قَالَ: "أَمّا الْأُولَى فَإِنّ اللّهَ فَتَحَ عَلَيّ بِهَا الْيَمَنَ؛ وَأَمّا الثّانِيَةُ فَإِنّ اللّهَ فَتَحَ عَلَيّ بِهَا الشّامَ وَالْمَغْرِبَ، وَأَمّا الثّالِثَةُ فَإِنّ اللّهَ فَتَحَ عَلَيّ بِهَا الْمَشْرِقَ".

وتأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم نسوق المبشِّرات التي وعدنا بها ربنا، وأخبرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم، والتي منها:

(أ) المبشرات من القرآن الكريم:

- أن الله وعدنا بإتمام نوره وإظهار دينه.. ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)﴾ (الصف)، فهذا وعدٌ من الله تعالى بظهور دين الحق الإسلام على الدين كله؛ أي على الأديان كلها، وكان وعد الله حقًّا، فلن يُخلف الله وعده، وما زلنا ننتظر تحقيق هذا الوعد: غلبة دين الإسلام وظهوره على جميع الأديان، سماوية أو وضعية.

- وَعْدُ الله بالاستخلاف والتمكين والأمن للمؤمنين.. ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55)﴾ (النور)؛ فهو سبحانه كما وعد بالأمن نبَّه إلى أن قبله خوفًا، فإذا وجدتموه فلا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا.

- وَعْدُ الله بالنصر والنجاة والدفاع عن المؤمنين.. ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)﴾ (الروم)، ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)﴾ (يونس)، ﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)﴾ ( الحج).

- ويتأكد النصر حين تمسهم البأساء والضراء.. ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ (214)﴾ (البقرة)، فإذا ما وصل البأس أقصى مداه، وأطلَّ اليأس؛ كان الفتح والنصر.. ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)﴾ (يوسف).

- وَعْدُ الله بإحباط عمل من يصدُّون عن سبيل الله، وإن مما يطمئن المسلم ويبشِّره أمام تسخير قوى الباطل وأموالهم للصدِّ عن سبيل الله أنَّ الله وعد بأنهم لن يرجعوا إلا بالخيبة والحسرة والهزيمة مع ما ينتظرهم من عذاب يوم القيامة:.. ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)﴾ (الأنفال).

(ب) المبشرات من السنة النبوية:

- إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بانتشار الإسلام في العالم كله.. عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزٍّ عَزِيزٍ يُعِزُّ بِهِ الإِسْلاَمَ، أَوْ ذُلٍّ ذَلِيلٍ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ"، وعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِي مِنْهَا" (مسلم).

- ظهور المجدِّدين في كل قرن.. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا" (أبو داود).

- عودة الخلافة على منهاج النبوة.. عن حُذَيْفَةُ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ" (أحمد).

- الانتصار على اليهود.. عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ" (متفق عليه).

- بقاء الطائفة المنصورة.. عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ" (مسلم)، وفي رواية: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" (أحمد).

التاريخ شاهد صدق

يا أمة الإسلام..

إن نهضات الأمم جميعًا إنما بدأت على حالٍ من الضعف، يُخيَّل للناظر إليها أن وصولها إلى ما تبتغي ضربٌ من المحال، ومع هذا الخيال فقد حدَّثَنا التاريخ أن الصبر والثبات والحكمة والأناة وصلت بهذه النهضات الضعيفة النشأة، القليلة الوسائل، إلى ذروة ما يرجوه القائمون بها، من توفيق ونجاح.

ومن ذا الذي كان يصدِّق أن الجزيرة العربية- وهي تلك الصحراء الجافة المجدبة- تنبت النور والعرفان، وتسيطر بنفوذ أبنائها الروحي والسياسي على أعظم دول العالم؟! ومن ذا الذي كان يظن أن أبا بكر صاحب القلب الرقيق الليِّن، وقد انتفض الناس عليه، وحار أنصاره في أمرهم؛ يستطيع أن يُخرج في يوم واحد أحد عشر جيشًا، تقمع العصاة، وتقوِّم المعوجّ، وتؤدب الطاغي، وتنتقم من المرتدين، وتستخلص حق الله في الزكاة من المانعين؟!

ومن ذا الذي كان يظن أن صلاح الدين الأيوبي يقف الأعوام الطوال، فيردّ ملوك أوروبا على أعقابهم مدحورين، مع توافر عددهم وتظاهر جيوشهم؛ حتى اجتمع عليه خمسة وعشرون ملكًا من ملوكهم الأكابر؟

ذلك في التاريخ القديم، وفي التاريخ الحديث أروع المثل على ذلك؛ فمن كان يظن أن حسن البنا مع ستة نفر في مدينة لا تجد فيها إلا آثار المحتل الغاصب سوف يجدِّد الإسلام الصحيح، وينشر نوره إلى كل قرى مصر، ومنها إلى كل أنحاء العالم، وأضحت تغيظ الأعداء ويتحقَّق فيهم هذا المثل: ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)﴾ (محمد).

أيها الناس أجمعون.. أيها المسلمون في كل مكان..

أحب أن تعلموا أن (الإخوان المسلمين) ليسوا يائسين رغم كل هذا الظلم والفساد والاستبداد، وهم وأمثالهم المجاهدون في كل مكان ينالهم النصيب الأوفى وبإذن الله الأجر الجزيل، وأنهم ليأملون خيرًا كثيرًا، ونعتقد أنه لا يحُول بين الناس والنجاح إلا هذا اليأس، فإذا قَوِيَ الأمل في نفوسنا فسنصل إلى خير كثير إن شاء الله تعالى، وكل ما حولنا يبشر بالأمل رغم تشاؤم المتشائمين.. إنك إذا دخلت على مريض فوجدته تدرَّج من كلام إلى صمت، ومن حركة إلى سكون، شعرت بقرب نهايته، وعسر شفائه واستفحال دائه، فإذا انعكس الأمر، وأخذ يتدرَّج من صمت إلى كلام، ومن همود إلى حركة، شعرت بقرب شفائه وتقدُّمه في طريق الصحة والعافية.

ولقد أتى على الدول الإسلامية حينٌ من الدهر، جمدت فيه؛ حتى ملَّها الجمود، وسكنت حتى أعياها السكون، ولكنها الآن تغلي غليانًا بيقظة شاملة في كل مناحي الحياة، وتضطرم اضطرامًا بالمشاعر الحيَّة القوية والأحاسيس الجيَّاشة، ولولا ثقل القيود من جهة والفوضى في التوجيه من جهة أخرى لكان لهذه اليقظة أروع الآثار.

لهذا لسنا يائسين أبدًا، وآيات الله تبارك وتعالى وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وسنته تعالى في تربية الأمم وإنهاض الشعوب بعد أن تشرف على الفناء، وما قصه علينا في كتابه.. كل ذلك ينادينا بالأمل الواسع، ويرشدنا إلى طريق النهوض، واقرأ إن شئت قول الله تعالى: ﴿طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)﴾ (القصص).

تقرأ هذه الآية الكريمة فترى كيف يطغى الباطل في صولته، ويغتر بقوته، ويطمئن إلى جبروته، ويغفل عن عين الحق التي ترقبه؛ حتى إذا فرح بما أوتي أخذه الله أخذَ عزيز مقتدر، وأبت إرادة الله إلا أن تنتصر للمظلومين، فهو سبحانه وتعالى القائل فى حديثه القدسى لدعوة المظلوم: "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"، وهو الذي أخذ بناصية المهضومين المستضعفين، فإذا الباطل منهارٌ من أساسه، وإذا الحق قائمُ البنيان متينُ الأركان، وإذا أهله هم الغالبون، وليس بعد هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات كتاب الله عذرٌ في اليأس والقنوط لأمة من أمم الإسلام، تؤمن بالله ورسوله وكتابه.

فاستبشروا أيها المسلمون بالخير، واعملوا لتحقيقه، واثبتوا حتى يأتي أمر الله.. ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)﴾ (يوسف)
أ. د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين

الأستاذ مسعود السبحي

Posted by حسام خليل in

الدكتور حلمي الجزار

Posted by حسام خليل in


الرسول القدوة والابتلاءات

Posted by حسام خليل in

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد ؛

ففى ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة الله للعالمين والقدوة البشرية السامية سنتناول بعون الله وتوفيقه على مدار رسالتين موضوعين متكاملين، الأول : كيف واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الابتلاءات، والثانى : الرسول القدوة والمبشرات .

أولا الابتلاءات : عندما نتدبر آيات الله عز وجل فى القرآن التى حدثتنا عن ابتلاءات الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين سنجد أنها سنة لا تتخلف أن يكون هؤلاء الرهط الكريم أكرم الخلق على الله أشد الناس بلاءً "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" وقد تعددت صور الابتلاءات وتنوعت لكل رسول ونبى على حدة .

وعلى رأس الجميع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فكم ونوع الابتلاءات التى تعرض لها لم تجتمع على إنسان واحد قط كى يكون بحق قدوة لكل مبتلى وكل مظلوم وكل من كُذّب وأوذى ، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)(الأحزاب:21)

فها هو يعانى من اليتم المزدوج للأبوين وكذلك الاغتراب منذ طفولته والفقر وضيق ذات اليد حتى يعمل راعيا للغنم ثم قاسى وفاة الجد ووفاة العم ووفاة الزوجة ووفاة الابن وطلاق البنتين وابتلاء حمل الرسالة وثقل الأمانة فى مواجهة الصد والتكذيب والإيذاء وضربه بالحجارة وإلقاء سلى الجزور على ظهره الشريف وإيذاء أتباعه بكل صنوف العذاب، ثم الحصار والمقاطعة والسجن فى شعب أبى طالب "ما لهم من طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت الأشداق" وهو ما لم يحدث فى أى سجن من السجون حتى الآن .

وكان الصحابة يستغيثون به لعل دعوة واحدة مستجابة ترفع عنهم هذا البلاء ... وقد كان ذلك ممكنا لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن هذه سنة الله فى أصحاب الدعوات لقول الله عز وجل (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(البقرة:155)

من هم هؤلاء ؟؟ (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)(البقرة:156) أى أننا نحن وما نملك ملك لله وكلنا وما تحت أيدينا عارية مستردة سيأخذها صاحبها وقت ما يشاء.

لذلك كان صلى الله عليه وسلم يضرب للصحابة مثلا أصعب مما هم فيه من التعذيب والأذى وهو ما حدث لأصحاب عيسى ابن مريم عليه السلام ليؤكد لهم أن هذه ضريبة الدعوات وثمن الجنة لمن أراد أن يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله فسلعة الله غالية، وليس أمامهم إلا الثبات حتى يظهر الله هذا الدين أو نهلك دونه .. وقد عرضت عليه كل الإغراءات يا من تظنون أننا طلاب سلطة "لو أردت مُلكاً ملكناك ولو أردت مالاً جمعنا لك المال حتى صرت أغنانا فكان رده صلى الله عليه وسلم "والله يا عم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"

ولقد حذره ربه ونحن من بعده { وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ } [ المائدة : 49 ] { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [ القلم : 9 ] ومن هنا وبناء على هذه القواعد الأصلية علمنا الأستاذ البنا رحمة الله عليه أن ما يصيبنا فى هذا الطريق إنما هو من العلامات الدالة على سلامة الطريق وصدق التوجه "ستسجنون وتشردون وتنقلون وتصادر أموالكم وسيستغربون فهمكم للإسلام عندها تكونون قد بدأتم تسلكوا سبيل أصحاب الدعوات" ..

حتى لا يظن أحد أن هذه الابتلاءات سببها أننا دخلنا المعترك السياسى وأننا ننافس فى الانتخابات وأننا لو توقفنا عن ذلك وانكفأنا على ذاتنا وحصرنا دورنا فى العمل الدعوى والتربوى لأنقذنا أنفسنا وإخواننا وجماعتنا من هذا الظلم والاضطهاد والسجون والمعتقلات ومصادرة الأموال وتفزيع الزوجات والأولاد والبنات والآباء والأمهات .. وهذا وهم لأنهم لا يحاربوننا من أجل الإقصاء السياسى أو الاستئثار بالبرلمان والنقابات والاتحادات والنوادى .. كلا وألف كلا .. والله لو تركناهم وشأنهم ما تركونا وشأننا، أما السبب الحقيقى فهو الحق الذى تحمله والإسلام الشامل الذى ننادى به كما قال ورقة بن نوفل ابن عم أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم "فما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودى" وأننا وهم فى سفينة واحدة يحاولون خرقها ، ونحن أمرنا أن نقف فى وجه إفسادهم لننجوا وسينجون معنا إن استجابوا .

وكانت السيدة خديجة رضى الله عنها ثاقبة النظرة أوتيت الحكمة .. هى هى التى قالت أنه صلى الله عليه وسلم "يقرى الضيف ويصل الرحم ويحمل الكل ويعين على نوائب الدهر ويكسب المعدوم" ونحن نحاول أن نقدم ما أمرنا به الإسلام وقدمه لنا قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعمال البر والخير فلم يزدهم ذلك إلا اضطهاداً لنا وإغلاقاً لمدارسنا ومصادرة لجمعياتنا الخيرية ومستوصفاتنا التى تحمل الخير والبر والعلاج لكل أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين.

وهى هى أيضا التى طمأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وطمأنتنا من بعده ما دمتم تقومون بما قام به رسولكم الكريم "والله لن يخزيك الله أبدًا"

لأنه من السنن الإلهية أن من يفعل ذلك سيعاديه أهل الباطل وجنود الشيطان ولكن العاقبة دائماً للمتقين وقد كانت وستظل .

ولقد كان كل همه صلى الله عليه وسلم البحث عن حصانة للدعوة وحماية لها لا عن نجاة له من الأذى "من يؤوينى حتى أبلغ دعوة ربى .. حتى يظهره الله أو أهلك دونه" .

لذا كان هتافك الدائم الجهاد سبيلنا بكل صوره وعلى قدر إمكانات كل فرد فينا فهو ذروة سنام الإسلام وأفضله كلمة حق (فقط) عند سلطان جائر انظروا كيف تكون عند الله قيمة كلمة الحق مهما كانت نتائجها حتى ولو كانت قتل قائلها عندها سيكون فعلاً الموت فى سبيل الله على أى جنب وفى أى حال وفى أى مكان أسمى أمانينا .

وكأنى برسول الله صلى الله عليه و سلم فى سيرته العطرة الزكية يقول لنا بلسان الحال .. هل تظنون أن الابتلاءات ستتوقف حتى بعد التمكين وإقامة الدولة الإسلامية والتى كان قائدها وزعيمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هذا ما حدث ؟ نعم إن الابتلاء هو الابتلاء والاختبارات هى هى الاختبارات { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران : 141] والنتائج هى هى نفس النتائج من باع نفسه وماله لله لا يقترح على الله كيف ومتى يأخذها او يأخذ بعضها فكلنا لله وكلنا إليه راجعون .

ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مَكَّن الله له ولصحابته يُؤذى أذى يترك إصابات مستديمة تلازمه حتى لقى ربه ( كُسرت رباعيته وشج وجهه وغابت حلقتى المغفر فى وجنتيه الشريفتين كل هذا حتى يكون الدرس أقوى والأذى أبلغ فى نفس كل من تسبب فى إيذاء رسول الله من الرماة الذين خالفوا أمره ..

بل كان أكثر ما يؤلم المؤمنين الصادقين أن نَجَم النفاق فى المدينة بكل مشاكله عندما بدأت الدنيا تفتح عليهم .. فهل هناك راحة لمؤمن من كل أصناف الابتلاءات إلا أن يثبته الله على اى حال كان فلا يغير ولا يبدل حتى يلقى ربه وهو عنه راضٍ فتكون راحته فعلاً فى لقاء ربه .

ولقد مر عليه وعلى المسلمين حوالى ثلاثين غزوة وسرية بتوابعها فى عشر سنوات فقط .

وفى مرضه الأخير صلى الله عليه وسلم كان يوعك كما يوعك رجلان ويؤلمه أبهره ويعانى من آثار السم الذى وضعته له اليهودية كل عام فى نفس الميعاد.

وأسرّ فى أذن كل أخ حبيب بقول الله عز وجل (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً)(النساء:83) لا يمنعك أحد من التفكير فى الأفضل فالتفكير والتفكر فريضة لها أجرها نعم لا بأس يا أخى من الاقتراح حتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذى علمنا وشجعنا على هذا ولكن ضع اقتراحك عند قيادتك حتى تتم بركة الشورى وتخلص من حظ النفس، كان بعض الصحابة يقول هذا رأيى وأرجو ألا يعمل به لأن حب الظهور يقصم الظهور وبعد اتخاذ القرار ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)(آل عمران: من الآية159)

وأنتم أيها الأحباب خلف الأسوار فى السجون والمعتقلات :

لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة فاصبروا واحتسبوا واجعلوا حلاوة الأجر تنسيكم مرارة الصبر وعما قريب بإذن الله ستقولون ذهب السجن وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله وانظروا فى دينكم إلى من هو أعلى منكم وفى دنياكم إلى من هو أدنى منكم يكتبكم الله صابرين شاكرين فرج الله كربكم وكرب إخوانكم بل وأخواتكم الأسيرات فى سجون العدو الصهيونى الغاصب لأرض فلسطين وخلفكم وخلفهم وخلفهن فى الأهل والولد والدعوة بخير ما يخلف به عباده الصالحين { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } [فصلت : 32 ]

( .... وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

القاهرة فى : 4 من ربيع الأول 1431هـ الموافق 18 من فبراير 2010م

عمرو عطية عبد العزيز

Posted by حسام خليل in ,



الوكر أظلم من رحيل الطير

والحزن خيم من فراقٍ مُر

والقلب أوشك أن يموت تحسرا

لولا بقايا من جميل الصبر

أنّى يعيش بلا نسيم عابر

قد فاح عطرا من رحيق الزهر

أنّى يعيش بلا غدير رائق

بالغيث ينزل عامرا بالخير

كالشمس غابت واختفت بضيائها

في لحظة تطوي كتاب العمر

والليل أظلم في سواد حالك

يبكي وداعا في غياب البدر

ومضى قطارك يا حبيبي مسرعا

وكأن طيفا من خيال مر

فإذا بسقف في مصابك فجأةً

فوق الأحبة بالفجيعة خر

وإذا بصوت النعي يهتف بالدنى

ما عاد يشدو في سمائك عمرو

فتقطعت أكبادنا في دهشةٍ

لولا أتانا هاتف بالبشر

ياعمرو فاسكن عند ربك خالدا

تشدو هنالك في حلوق الطير

قد كنت فينا صالحا ترجو الهدى

ونراك دوما ساعيا بالبر

فٌإلى جنان الخلد بين أحبة

بالحور تنعم عند نهرٍ خمر




لمصلحة من يعتقل هؤلاء

Posted by حسام خليل in



د. محمود عزت

تاريخ ومحل الميلاد: 13/8/1944م القاهرة.

* العمل: أستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق.

* الحالة الاجتماعية: متزوج، وله خمسة أولاد.

* حصل على بكالوريوس الطب حتى عام 75، والماجستير 1980م، والدكتوراه عام 1985م.

* اعتُقل ستةَ أشهُر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية (سلسبيل)، وأُفرِج عنه في مايو سنة 1993م.

* وفي عام 95 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضوًا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000م.

* نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية الإسلامية.

* اختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م.



د. عصام العريان

تاريخ الميلاد: 28 أبريل 1954م.

الحالة الاجتماعية: متزوج وله أربعة أولاد.

العمل: اختصاصي الباثولوجيا الإكلينيكية (تخصص أمراض الدم والتحاليل الطبية)، وأمين صندوق نقابة الأطباء.

تولى مسئولية القسم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين من عام 2004 وحتى 2009م وعضو مكتب الإرشاد منذ عام 2009م.

* عضو مؤسس للنشاط الطلابي الإسلامي في جامعة القاهرة وجامعات مصر في السبعينيات من القرن العشرين.

* حُكم عليه بالسجن في محاكمة عسكرية استثنائية لمدة خمس سنوات من يناير 1995م وحتى يناير 2000م.

* اعتقل في شهر مايو 2005م، وأُفرج عنه قبيل الانتخابات البرلمانية.

* اعتقل صباح يوم الخميس 18 مايو 2006م ضمن مظاهرات استقلال القضاة بالقاهرة، حتى تمَّ الإفراج عنه يوم 10 ديسمبر 2006م.

* اعتقل في يوليو 2007م، وأفرج عنه في أكتوبر من نفس العام.





د. عبد الرحمن البر

تاريخ الميلاد: شهر محرم 1383هـ= 14 يونية 1963م.

الحالة الاجتماعية: متزوج وله 5 أبناء.

العمل: أستاذ في قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة.

- عمل معيدًا في قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة عام 1985م، ثم مدرسًا مساعدًا بنفس القسم والكلية (عام 1989م)، ومدرسًا بنفس القسم والكلية (عام 1993م)، ثم أستاذًا مساعدًا بنفس القسم والكلية (عام 1998م)، فأستاذ بنفس القسم والكلية (عام 2004م) حتى الآن.

- أُعير للعمل أستاذًا مساعدًا في كلية الشريعة وأصول الدين بأبها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من (عام 1996م) حتى (عام 2002م).

- أشرف على عددٍ من رسائل الماجستير والدكتوراه، وناقش عددًا آخر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية وجامعة الأزهر بمصر.

- تعدَّى دوره الدعوي مصر؛ وانتخب عضوًا في مجلس إدارة جمعية جبهة علماء الأزهر (عام 1995م)، واشترك في هيئة كبار العلماء بالجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية، ودرَّس في معاهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية وبوزارة الأوقاف المصرية، ويمارس الخطابة والدعوة في المساجد منذ (عام 1980م).

اعتقل في 6 أكتوبر 2008م مع 9 آخرين على ذمة القضية التي عُرِفَت بـ"تنظيم الفضائيات".





د. محمد سعد عليوة

- مواليد محافظة المنصورة عام 1955م.

- خريج كلية الطب جامعة القاهرة، وحصل على الدكتوراه في تخصص المسالك البولية.

- رئيس قسم المسالك البولية بمستشفى بولاق الدكرور.

- لديه 4 أولاد هم: مروة: خريجة كلية الصيدلة، وياسر: خريج نظم معلومات، وسمية: طالبة بكلية الإعلام، وآلاء: طالبة بالمرحلة الثانوية.

- تم اعتقاله وإحالته إلى المحكمة العسكرية في قضية الإخوان الشهيرة عام 1995م وقضى في السجن ثلاث سنوات ظلمًا.

وأُعيد اعتقاله، وإحالته إلى المحكمة العسكرية في قضية النقابات المهنية الشهيرة، وحكمت المحكمة العسكرية لصالحه بالبراءة بعد أن قضى في الحبس 13 شهرًا.

وأُعيد اعتقاله في مارس 2005م خلال تعديل المادة 76 من الدستور، وظل رهن الاعتقال لمدة ثلاثة أشهر.

كما اعتقل في 13 مارس 2007م ضمن مجموعة الدكتور محمود غزلان، وقد أُفرج عنه لتدهور حالته الصحية وقتها.



د. محمد عبد الغني

- مواليد 25 مايو 1952 بالزقازيق محافظة الشرقية

- حاصل على بكالوريوس الطب جامعة الزقازيق قسم العيون عام 1978.

- استشاري الرمد بمستشفى الزقازيق العام، انتخب رئيسًا للمجلس المحلي للمحافظة عام 1992.

- اعتُقل 8 مرات في أعوام: 87، 95 عسكرية، 2000، 2005، 2006، 2007، 2009، 2010م وله من الأبناء 6: أحمد نهائي كلية الهندسة، بالإضافة إلى خمس من البنات.

وليد شلبي

- مواليد: 1/1/1964م.

- عمل مدرسًا للغة الإنجليزية في مصر والسعودية في الفترة من 1988 إلى 2002م، ثم بوزارة الأشغال السعودية من 2002 إلى 2005م، وأشرف على قسم الدعوة بموقع (إخوان أون لاين) منذ 2006م وله كتابات فكرية ودعوية.

- متزوج ورزقه الله بأربعة أولاد: عمرو طالب جامعي، وفاطمة (14 عامًا)- الصف الثالث الإعدادي، وأسماء (10 أعوام)- الخامس الابتدائي، وخالد (6 أعوام).

- اعتُقل مرتين خلال عام 2007م، كما اعتقل في القضية التي عرفت إعلاميًّا بقضية "التنظيم الدولي" للإخوان المسلمين، وحصل فيها على حكم قضائي بالإفراج عنه.

د. علي عبد الرحيم

- مواليد 26 يناير 1953م، ويعمل أستاذًا للهندسة بجامعة أسيوط.

- حصل على الدكتوراه من جامعة طوكيو باليابان، ويعمل استشاريًّا في الري والهيدروكس بالعديد من الشركات.

- شغل منصب أمين عام نقابة المهندسين بأسيوط حتى فرض الحراسة، واعتُقل في القضية التي عُرفت إعلاميًّا بـ"قضية النقابيين"، وأُفرج عنه بعد اعتقال دام 14 شهرًا!.

- متزوج، ورزقه الله ببنت وولدين هم: مها خريجة كلية آداب، أحمد طالب بكلية الهندسة، ومصطفى طالب بكلية الهندسة.



خلف ثابت هريدي

- مواليد 1953م، وأحد رجالات التربية والتعليم، وله نشاط دعوي بارز وخطيب.

- له نشاط بر وتكافل في المحافظة، ومن أوائل الإخوان الذين خاضوا انتخابات المحليات في أسيوط.

- اعتقل 7 مرات آخرها العام الماضي أثناء انتخابات المحليات.

مسعد السيد علي قطب

- مهندس وصاحب شركة أجهزة طبية.

- متزوج ورزقه الله بـ4 أولاد: خالد طالب بكلية الهندسة، أسماء طالبة بكلية الآداب قسم إعلام، هند طالبة بالصف الثالث الثانوي، عمر بالتعليم الابتدائي.

- اعتُقل أكثر من مرة، كان آخرها في القضية التي عرفت إعلاميًّا بـ"قضية التنظيم الدولي" للإخوان المسلمين، وحصل فيها على حكم قضائي بالإفراج عنه.

الإمام البنا وقضايا الأمة

Posted by حسام خليل in

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه ..
ها هي ذي الأيام تمضي والسنون تتعاقب وتحمل في طيَّاتها من الأحداث والمحن التي ظنَّها أعداء الله أنها ماحقة حالقة لكنها ما زادت الإخوان إلا ثباتًا على مبادئهم وإيمانًا بدعوتهم واستمرارًا في بذلهم وعطائهم من أجل دينهم وفكرتهم ووطنهم غير ناظرين إلى دنيا يصيبونها أو مغانم يرزقونها مترسمين خُطى رسول الله .

ومع المسيرة المباركة لا تزال الراية في القلوب خفَّاقة . وفي الأعناق أمانة وفي السلوك التزام وفي العمل قربة وجهاد.
ولأشد ما يُفرح العاملين الصادقين المتمسكين أن ترتفع هذه الراية لتظلهم وتؤمِّن مسيرتهم ضد من يتربصون بالإسلام والمسلمين , فيحاولون إجهاض كل عمل إسلامي بنَّاء , وحتى يطمئن الجميع سيما من في قلوبهم وجل من دعوة الإخوان المسلمين نسوق إليهم فكر الإمام البنا ومواقفه من قضايا الأمة , والتي شغلت الكُتَّاب والمفكرين والعاملين على مدى العقود الثمانية الماضية, فقد انشغل البنا بقضايا العالم الإسلامي والأمة الإسلامية في الداخل والخارج , وبخاصة القضية الفلسطينية التي حظيت من الإمام الشهيد باهتمام بالغ حتى لا تُذكر فلسطين إلا ويُذكر معها الإخوان المسلمون .
وقد عبَّر الإمام البنا عن ذلك بقوله : " فلسطين تحتل في نفوسنا موضعًا روحيًا وقدسيًا فوق المعنى الوطني المجرد , إذ تهب علينا منها نسمات بيت المقدس المباركة وبركات النبيين والصدِّيقين ومهد المسيح عليه السلام وفي كل ذلك ما ينعش النفوس ويغذي الأرواح " .

وقضية فلسطين لدى الإمام الشهيد في المقام الأول هي قضية الإسلام وأهله كما قال " ( قلب أوطاننا وفلذة كبد أرضنا وخلاصة رأسمالنا وحجر الزاوية في جامعتنا ووحدتنا وعليها يتوقف عز الإسلام وخذلانه ) .

لقد جعل البنا من القضية الفلسطينية قضية العروبة والإسلام في القرن العشرين , فقد شارك الإخوان في الجهاد في فلسطين منذ الثلاثينات , ففي عام 1935م اتصل البنا بالمجاهد "عز الدين القسَّام" وفي عام 1936م وجَّه نداءً حارًا عامًا للإخوان المسلمين للتبرع وجمع المال لدعم المجاهدين أثناء الانتفاضة الكبرى في فلسطين, كما تم عقد مؤتمر عربي حاشد من أجل فلسطين بالمركز العام للإخوان المسلمين بمصر عام 1938م شارك فيه زعماء العالم العربي , وفي عام 1947م واستجابة لنداء الإخوان تشكَّلت هيئة من مختلف القوى السياسية في مصر هي "هيئة وادي النيل لإنقاذ القدس ".

كما شارك الإخوان في الجهاد وأرسلوا كتائبهم بعد قرار التقسيم عام 1947م , وكانت لهم صولات وجولات شهد بها العالم أجمع وسطَّروا بدماء شهدائهم ملامح البطولة مع إخوانهم في فلسطين , والذي لحق بهم الإمام البنا شهيدًا عام 1949م .

البنا والوطنية :

يرى الإمام البنا أن الوطنية بمعنى حب البلد والحنين إليه والعمل لتحريره وتقويته , وتقوية الرابطة بين أفراده بما يعود بالخير عليهم فكرة صائبة يقرها الإسلام ومن ثمَّ فنحن نؤمن بها ونعمل لها , كما يذكر الإمام البنا أن الإخوان المسلمين أشد الناس إخلاصًا لأوطانهم وتفانيًا في خدمتها وأن أساس الوطنية عندهم هي العقيدة التى هى فوق كل اعتبار .

وفي رسالة إلى الشباب يُذكِّر البنا أن الإخوان يعملون لوطنهم مصر ويجاهدون في سبيله ويفنون في هذا الجهاد لأن مصر من أرض الإسلام وزعيمة أممه وأن هذه هي الحلقة الأولى في سلسلة النهضة المنشودة وأنها جزء من الوطن العربي العام وأننا حين نعمل لمصر نعمل للعروبة وللشرق وللإسلام , ومن ثم فإن هذا الموقف من الوطنية الذي تبنَّاه الإمام البنا يربِّي في الفرد شعور الانتماء إلى مصر والإحساس بالمسئولية تجاهها ويبعث على العمل لتحررها ورقيها وفي نفس الوقت يوسع أفق الوطن باعتبار أن مصر هي الحلقة الأولى من حلقات النهضة .

البنا والوحدة العربية :
يوضح الإمام البنا أن العروبة لها في دعوة الإخوان مكان بارز , فالعرب هم أمة الإسلام الأولى والإسلام نشأ عربيًا ووصل إلى الأمم عن طريق العرب وجاء كتابه الكريم بلسان عربي مبين وتوحدت الأمم باسمه على هذا اللسان , فالعرب هم عصبة الإسلام , وحذّّر الإمام من سلخ مصر عن العروبة مبينًا أن التمسك بالعروبة والقومية العربية يجعل مصر أمة تمتد جذورها من الخليج الفارسي إلى المحيط الأطلسي .

وأوضح البنا أن وحدة العرب أمر لا بد منه لإعادة دولة الإسلام ومجده وأنه يجب على كل مسلم أن يعمل لإحياء الوحدة العربية وتأييدها ومناصرتها وأنه بدون اجتمـاع كلمة الشعوب العربية ونهضتها لن ينهض الإسلام ويقول : " والجامعة العربية في وضعها الصحيح الذي يجعلها جامعة حقيقية تضم كل عربي على وجه الأرض في المشرق والمغرب وتستطيع أن تقول كلمتها فيحترم هذه الكلمة العرب وغير العرب , هذه الجامعة العربية من واجبنا أن نعمل على تقويتها وتدعيمها , ومن حقنا أن يعترف الناس بها وأن يقدِّروها قدرها وأن يؤمنوا بأنها حين تقوى وتعز ستكون من أقوى دعائم الإسلام العالمي " .

ولقد تبنَّى الإخوان قضايا العالم العربي جميعًا وخاصة قضية تحرير الدول العربية من الاستعمار الغربي وقضية الوحدة العربية , وامتلأت كل رسائلهم وصحفهم بأخبار العالم العربي والدفاع عن قضاياه والتوعية بأوضاعه السياسية والعسكرية , ولاشك أن دخولهم الفعلي في حرب فلسطين عام 1948م هو أكبر دليل واقعي على مدى سيطرة هذا الشعور العربي بالمضمون الإسلامي على الإخوان الذين تطوَّعوا للجهاد في فلسطين .

البنا وقضية المرأة :
عنى الإمام البنا بالمرأة عناية كبيرة فقد أدرك منذ البداية أهمية دور المرأة والطاقات الاجتماعية الهائلة للنساء , وقد تجلَّى ذلك بوضوح في حرصه على إنشاء مدرسة " الأخوات المسلمات " التي لم تقتصر على تقديم التعليم العام للفتيات وإنما اهتمت إلى جانب ذلك بتربيتهن على القيم والأخلاق الإسلامية , وتعتبر تلك التجربة أول محاولة جادة في الوطن العربي ـ في العصر الحديث ـ للنهوض بالمرأة وتنميتها فكريًا واجتماعيًا وسياسيًا للمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية لأمتها .

يقول الإمام البنا في (رسالة المرأة المسلمة) : " والإسلام جعل المرأة شريكة الرجل في الحقوق والواجبات , إذ هي كفء الرجل في إنسانيته ومساوية له في القدر , وأنه اعتراف لها بحقوقها الشخصية كاملة وبحقوقها المدنية كاملة , وبحقوقها السياسية كاملة أيضًا , وعاملها على أنها إنسان كامل الإنسانية له حق وعليه واجب " .

البنا والأقباط :
تناول الإمام البنا في أكثر من رسالة وخطاب الموقف من الأقليات وخاصة الأقباط فيقول في رسالة (دعوتنا) : " إن الإسلام دين الوحدة ودين المساواة وأنه كفل هذه الروابط بين الجميع ما داموا متعاونين (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ ) الممتحنة آية : 8 , فمن أين يأتي التفريق إذن ؟

وفي رسالة ( نحو النور ) يقول : " أن الإسلام يحمي الأقليات عن طريق : أنه قدَّس الوحدة الإنسانية العامة والوحدة الدينية العامة بأن فرض على المؤمنين به الإيمان بكل الرسالات السابقة ثم قدَّس الوحدة الدينية الخاصة في غير تعدٍ ولا كبر , ويقول إن هذا هو ( مزاج الإسلام المعتدل ) لا يكون سببًا في تمزيق وحدة متصلة بل يكسب هذه الوحدة صفة القداسة الدينية بعد أن كانت تستمد قوتها من نص مدني فقط , كما أوصى في رسالة إلى الشباب بإنصاف الأقباط وحسن معاملتهم بقوله : ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) فلا ندعو إلى فرقة عنصرية ولا إلى عصبية طائفية .

البنا والنظام الاقتصادي :
دعا الإمام البنا إلى الاستقلال الاقتصادي عن السيطرة الأجنبية والنهوض بالاقتصاد الوطني ونادى بكثير من المطالب التي تحقق ذلك مثل تشجيع الصناعات اليدوية والتحول إلى الصناعة بجانب الزراعة وإرشاد الشعوب الإسلامية إلى التقليل من الكماليات والعناية بالمشروعات الوطنية .

وقد تجاوز الإخوان الدعوة النظرية إلى النهوض والاستقلال الاقتصادي فدعوا إلى مقاطعة البضائع والمحلات والشركات الأجنبية , وقاموا بتأسيس العديد من الشركات الاقتصادية المساهمة كما تبنُّوا مطالب العمال وحقوقهم في صحافتهم وكتبهم .

البنا والنظام الدستوري :
يقول الإمام البنا في ( رسالة المؤتمر الخامس ) : " إن طبيعة الإسلام التي تساير العصور والأمم وتتسع لكل الأغراض والمطالب لا تأبى أبدًا الاستفادة من كل نظام صالح لا يتعارض مع قواعده الكلية وأصوله العامة " ولقد طبَّق الإمام البنا هذا المنهج على الموقف من النظام النيابي والدستوري الذي تبلور في تجارب الديمقراطيات الغربية فقال في ( رسالة نحو النور ) " إنه ليس في قواعد هذا النظام النيابي الذي نقلناه عن أوربا ما يتنافى مع القواعد التي وصفها الإسلام لنظام الحكم وهو بهذا الاعتبار ليس بعيدًا عن النظام الإسلامي ولا غريبًا عنه " .

فالمبادئ والمقاصد التي جاء بها الإسلام في سياسة الأمة والدولة يمكن أن تحققها "النظم المدنية" "والتجارب الإنسانية" التي هي إبداع إنساني والمعيار في القبول والرفض هو مدى تحقيق هذه النظم لمقاصد الإسلام في إشراك الأمة في سلطة صنع القرارات وفي تحقيق العدل بين الناس .

هذا هو الإمام الشهيد حسن البنا الذي عاش قضايا أمته بروحه ووجدانه وفكره وعقله , ولا يزال الإخوان المسلمون سائرين على دربه متمسكين بتلك المبادئ والثوابت القائمة على الكتاب والسنة، وكذلك كانت مواقفه الواضحة من قضايا أمته التي عاش لها واستُشهد من أجلها , ولقد عرَّف الإمام البنا نفسه في كلمات جامعة عندما سُئِلَ من أنت فكان جوابه : أنا سائح يطلب الحقيقة وإنسان يبحث عن مدلول الإنسانية بين الناس ومواطن ينشد لوطنه الكرامة والحرية والاستقرار والحياة الطيبة في ظل الإسلام الحنيف ومتجرد أدرك سر وجوده فنادى (قُلْ إنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ " الأنعام آية : 162، 163 .

القاهرة فى :
الخميس 27 من صفر 1431هـ الموافق 11 فبراير 2010م

في ذكرى استشهاد البنا

Posted by حسام خليل

من وراء جدر

Posted by حسام خليل in




من وراء جدر يقاتلون لأنهم جبناء لا يواجهون ، يهابون الموت ، فهم أحرص الناس على حياة ، يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ، ولذلك ترى اليهود دائما يهتمون ببناء الجدر على مر التاريخ ليختبئوا وراءها من شدة الخوف ، وليس أدل على ذلك من خط بارليف وجدار الفصل العنصري والجدار الفولاذي ، ولا تقوم الساعة حتى يختبئ اليهود وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعالى فاقتله.

ومن أهم الجدر التي يقاتلون من خلفها على مر التاريخ ، جدار الفتن وإشعال الحروب حتى يصلوا إلى أهدافهم وهم بعيدون عن المواجهة ، فلطالما أوقدوا نارا لحرب لا يشتركون فيها ، ولقد اعتاد اليهود أن يضربوا من يقف أمام مخططاتهم بعصا غيرهم ، يقول المستشرق و. ك سميث : إذا أُعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية ، فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد ، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها . ولذلك ترى أن كل ما تفعله الحكومات الديكتاتورية في بلاد المسلمين يصب في مصلحة اليهود تحت ستار الأمن القومي وادعاء السيادة الوطنية المزعومة

لذلك ترى كثيرا من المتناقضات ، فبينما نصدر الغاز إلى العدو الصهيوني "عفوا" الصديق الصهيوني ، بأرخص الأثمان ، ترانا نمنع الماعون عن الجار المحاصر بل نشارك في حصاره ، فلمصلحة من؟

ومن العجب العجاب أن مصر التي حطمت خط باريف في حرب 73 هي ذاتها اليوم التي تبني الجدار الفولاذي على حدودها مع غزة المحاصرة تنفيذا لرغبات الأصدقاء وبيدي لا بيد عمرو

غير أن كل ما يحدث من وراء جدار ستنكشف حقيقته يوما ما فلقد قُتل الجندي المصريأحمد شعبان من وراء بناء الجدار الفولاذي وقامت الدنيا ولم تقعد لتبرر بمقتل الجندي عزم مصر على بناء الجدار الفولاذي ،ولكن الدكتور طارق المحلاوي وكيل وزارة الصحة في محافظة شمال سيناء أكد أن إصابة الجندي المصري ناتجة عن إصابته برصاصتين من الخلف ، وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين

فإن دموع التماسيح التي جاءوا بها عشاء يبكون لم تعد قادرة على الخداع مهما أجهشوا في البكاء وأظهروا الحزن العميق بعد أن أثبت الواقع أنهم لا يبكون على أحد مات أبدا ، فلقد وقّع 150 عضوا من أعضاء الحزب الوطني بيانا تضمن هجوما غير مسبوق على الفلسطينيين ولم يستبعد القيام بهجوم عسكري إذا لم تسلم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قاتل الجندي المصري الذي ادعت السلطات المصرية أن قناصا فلسطينيا قتله ، ولكن هذه الحمية لم تكن موجودة يوم أن قتل العشرات من الجنود المصريين على أيدي القوات الإسرائيلية في حوادث متفرقة

ولقد أورد موقع الجزيرة نت خبرا يوم الاثنين الموافق 18 /1 /2010 يتضمن أسماء جنود مصريين قتلوا على حدود اسرائيل بأيادي إسرائيلية دون أي رد فعل وكأن شيئا لم يكن

نوفمبر/تشرين الثاني 2000 أصيب مواطن مصري يدعى سليمان قمبيز وعمته بالرصاص الإسرائيلي حينما كانا يجمعان محصول الزيتون قرب شارع صلاح الدين.


15 أبريل/نيسان 2001 أصيبت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة بطلق ناري إسرائيلي أثناء وجودها بفناء منزلها القريب من الحدود مع غزة.


نهاية أبريل/نيسان 2001 قتل شاب مصري يدعى ميلاد محمد حميدة برصاص جنود إسرائيليين عندما حاول الوصول إلى غزة عبر بوابة صلاح الدين.

9 مايو/أيار 2001 أصيب مجند مصري يدعى أحمد عيسى برصاص إسرائيلي عندما كان يؤدي عمله على الحدود.

نهاية مايو/أيار 2001 أصيب مواطن مصري يدعى زامل أحمد سليمان (28 عاما) بنيران إسرائيلية في ركبته أثناء جلوسه بمنزله في حي الإمام علي بمدينة رفح المصرية.

يونيو/حزيران 2001 قتل مجند يدعى السيد الغريب محمد أحمد بعد إصابته بأعيرة نارية إسرائيلية في الحدود الفاصلة بين مصر وإسرائيل.

26 سبتمبر/أيلول 2001 أصيب ضابط مصري برتبة نقيب يدعى عمر طه محمد (28 عاما) بطلق ناري وعدة شظايا في الفخذ اليسرى نتيجة تبادل النيران بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين قرب الحدود المصرية.

5 نوفمبر/تشرين الثاني 2001 أصيب ضابط الشرطة المصري الرائد محمد أحمد سلامة بالرصاص الإسرائيلي أثناء دورية له في منطقة الحدود.

23 ديسمبر/كانون الأول 2001 أصيب الشاب المصري محمد جمعة البراهمة 17 عاما في كتفه بطلق ناري إسرائيلي.

28 فبراير/شباط 2002 أصيب الطفل فارس القمبيز (5 سنوات) بشظية في فخذه أثناء لعبه وحده بفناء منزله.

7 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 سقط صاروخ إسرائيلي في حديقة منزل في رفح المصرية دون أن يحدث إصابات.

18 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 دبابة إسرائيلية تقتل ثلاثة جنود مصريين على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة المحتل.

12 ديسمبر/كانون الأول 2007 قتل المجند محمد عبد المحسن الجنيدى بطلق ناري إسرائيلي.

25 يناير/كانون الثاني 2008 أصيب مجند مصري على الحدود برصاص مجهولين.

27 يناير/كانون الثاني 2008 قتل المواطن حميدان سليمان سويلم (41 عاما) من سيناء برصاص إسرائيلي أثناء ذهابه لعمله.

27 فبراير/شباط 2008 قتلت الطفلة سماح نايف (14 عاما) برصاص القوات الإسرائيلية أمام منزلها على الحدود قرب معبر كرم سالم.

21 مايو/أيار 2008 قتلت القوات الإسرائيلية المواطن سليمان عايد موسى (32 سنة) بحجة تسلله داخل الأراضي الإسرائيلية قرب كرم سالم.

22 مايو/أيار 2008 قتل عايش سليمان موسى (32 عاما) برصاص الجيش الإسرائيلي عند منفذ العوجة.

9 يوليو/تموز 2008 قتل الضابط بالجيش المصري محمد القرشي بنيران القوات الإسرائيلية برصاص إسرائيلي أثناء مطاردة لمهربين على الحدود وفتحت سلطات الاحتلال تحقيقا فى الحادث أعلنت بعده أن القتيل دخل الأراضى الإسرائيلية وأطلق النار عليه بطريق الخطأ.

24 سبتمبر/أيلول 2008 قتلت القوات الإسرائيلية المواطن سليمان سويلم سليمان (26 عاما) من منطقة القسيمة بوسط سيناء، وأخطرت السلطات الإسرائيلية الجانب المصري بأنه حاول التسلل لإسرائيل بغرض التهريب.

29 ديسمبر/كانون الثاني 2008 قتل فلسطيني وضابط مصري في تبادل لإطلاق النار عند معبر رفح بعد محاولة العشرات من سكان غزة اقتحام المعبر هربا من قصف إسرائيلي، وقالت مصر إن الضابط قتل برصاص حركة حماس.

17 أغسطس/آب 2009 قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أصابوا بالرصاص جنديا مصريا بعد أن ظنوا خطأ أنه "عدو يحاول التسلل".

6 يناير/كانون الثاني 2010 قتل الجندي أحمد شعبان في رفح أثناء اشتباكات بين متظاهرين من غزة وحرس الحدود المصرية، وقالت مصر إن قناصا من حماس هو من قتله، فيما قالت حماس إنه قتل برصاص مصري.




لكن ثمة جدار وحيد يعمل اليهود على هدمه بأيديهم وبأيدي عملائهم من وراء جدار ، يقول لورنس بروان : إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبي ، ويقول غلادستون : ما دام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق .

ومن هنا ياتي السؤال الذي يطرح نفسه ، أليست الاعتقالات المستمرة للإخوان المسلمين تصب في مصلحة اليهود ؟ ألا ينشرح اليهود ويسعدون حينما يدخل ضباط أمن الدولة المسجد بالأحذية ليروعوا الآمنين ويعتقلوهم من بيت من بيوت الله ، مثلما حدث في مركز اطسا بمحافظة الفيوم ليلة السبت الموافق 6/ 2/ 2010 حيث تم القبض على ما يقرب من عشرين من المسجد بخلاف ما تم اعتقالهم من بيوتهم وكأن واقع الحال يقول ، ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم أمن الدولة وغشيتهم المفاجأة ولا حول ولا قوة إلا بالله

وأكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام اتحاد الأطباء العرب تلك العلاقة القوية بين القبض على الإخوان وبين خدمة المشروع الصهيوأمريكي بقوله معلا على الاعتقالات التي طالت نائب المرشد وعضوين من أعضاء مكتب الإرشاد و12 من قيادات الجماعة بسبع محافظات :هؤلاء المعتقلون إخوة أفاضل يُفترض أن يكونوا واجهة لمصر لا أن يُغيبوا خلف الجدران في حين يُستقبل اللصوص والقتلة بصالات كبار الزوار ويعيشون دوما طلقاء وأكد أن طابورا خامسا يعمل على خدمة المصالح الصهيوأمريكية في مصر يقف وراء هذه الاعتقالات ولا يقوم بأي عمل فيه صالح الوطن

ماذا تستفيد مصر من وراء اعتقال أساتذة جامعات وأطباء وواجهات مشرفة للمجتمع المصري؟ أما تصب هذه الاعتقالات في مصلحة اليهود

ولأن الجزاء من جنس العمل نخشى على من قاموا ببناء الجدار الفولاذي خدمة لأغراض اليهود أن يُضرب بينهم وبين المؤمنين يوم القيامة بجدار له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب

في ذكرى الإمام حسن البنا

Posted by حسام خليل in

كنت بقدم الشاعر الكبير أمين الديب

في احتفالية حسن البنا

نشرة جديدة

Posted by حسام خليل in

حسن البنا الرجل والمنهج

Posted by حسام خليل in



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومن والاه..
يقول الله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: 23)، ويقول تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران: 169).
ونحن نستحضر ذكراه في يوم استشهاده (12 فبراير) الحادي والستين، فإننا ندرك أن الرجل قد مضى إلى ربه راضيًا مرضيًّا، فقد اخترقت الرصاصات الغادرة ليلتها جسدًا أفناه السجود ليلاً بين يدي الله، وأضنته الرحلة في سبيل الله نهارًا في ربوع مصر وقراها، من أقصاها إلى أقصاها، أما الروح والمنهج والبناء الذي أرساه فقد بقي شامخًا، يزداد على مرِّ الزمان رسوخًا وتألقًا، وقد أعطاه الإمام الشهيد المؤسس من دمه الطاهر الزكيِّ وقودًا ومددًا لم ينقطع، بل استمرَّ المدد بدماء الشهداء ودموع الساجدين بين يدي الله، وأنَّات المعذبين في غياهب السجون، وتضرُّعات الملايين من السجناء وأسرهم إلى الله رب العالمين، وثبات الذين ضحَّوا بالغالي والنفيس في سبيل عقيدتهم وفكرتهم ومنهجهم ابتغاءَ رضوان الله رب العالمين؛ فالله غايتهم، والرسول صلى الله عليه وسلم قدوتهم، والجهاد سبيلهم، والشريعة منهجهم، والموت في سبيل الله أسمى أمانيهم، صدقوا الله فصدقهم الله.
وكان له من اسمه نصيبٌ وافرٌ؛ فقد أرسى بناءً ضخمًا شامخًا، واستقى من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم منهجًا واضحًا بيِّنًا للإصلاح والتغيير؛ لتحقيق هدفٍ سامٍ نبيلٍ، هو نهضة الأمة الإسلامية، وإحياء مجدها، واستعادة عزتها وريادتها في العالم أجمع، بعد تحرير أوطانها وإعادة الكيان الدولي لهذه الأمة.
هذا المنهج مرسومةٌ خطواتُه، محددةٌ معالمه، يستقي الحكمة من قول الحق تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11) وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الأنفال: من الآية 53)، وقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ (آل عمران: من الآية 165)، وقوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ (النحل: 112).
فرسَم خطة العمل العملية والموضوعية، التي أثبتت الأيام جدواها ونفعها حين فشل غيرها من الخطط المستعجلة البراقة.. خطة تبدأ بإصلاح الفرد، وتكوين البيت المسلم، وإرشاد المجتمع إلى الفضائل ومحاربة المنكرات، وتستمر بتحرير الأوطان من كل هيمنة وسلطان أجنبي، وإصلاح الحكومات حتى تسير على منهج الإسلام، وتنتهي بإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية وأستاذية العالم كله، دون وصاية من أحد على أحد، بل هي الإنسانية العالمية التي جاء بها الإسلام.
ويقول في بواكير الدعوة عن أساسها الذي ترتكن إليه "من أين نبدأ؟":
"إن تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، ومناصرة المبادئ؛ تحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل إلى قوة نفسية عظيمة، تتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرَّق إليها ضعف، ووفاءٌ ثابتٌ لا يعدو عليه تلوُّن ولا غدرٌ، وتضحيةٌ عزيزةٌ لا يحُول دونها طمع ولا بخل، ومعرفةٌ بالمبدأ وإيمانٌ به وتقديرٌ له، يعصِم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره..
على هذه الأركان الأولية التي هي من خصوص النفوس وحدها، وعلى هذه القوة الروحية الهائلة تُبنى المبادئ، وتتربَّى الأمم الناهضة، وتتكوَّن الشعوب الفتية، وتتجدَّد الحياة فيمن حُرموا الحياة زمنًا طويلاً".
وكل شعب فقد هذه الصفات الأربع أو على الأقل فقدها قواده ودعاة الإصلاح فيه، فهو شعبٌ عابثٌ مسكينٌ، لا يصل إلى خير، ولا يحقِّق أملاً، وحسبه أن يعيش في جوٍّ من الأحلام والظنون والأوهام.. ﴿إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ (يونس: من الآية 36).
هذا هو قانون الله تبارك وتعالى وسنته في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11).
وأعلن بوضوح أن نهضة الأمة لن تتحقق إلا على أسس الإسلام وقواعده، وهذا ما استقرَّ بعد استشهاده في يقين الأمة، وعبَّرت عنه جموع المسلمين في كل استفتاء أو انتخابات حرة نزيهة بتأييدها للمشروع الإسلامي.
يقول البنا رحمه الله: "إذا كان الإخوان المسلمون يعتقدون أن الله تبارك وتعالى وضع في هذا الدين القويم كل الأصول اللازمة لحياة الأمم ونهضتها وإسعادها؛ فهم يطالبون الناس بأن يعملوا على أن تكون قواعد الإسلام الأصول التي تُبنى عليها نهضة الشرق الحديث في كل شأنٍ من شئون الحياة، ويعتقدون أن كل مظهر من مظاهر النهضة يتنافَى مع قواعد الإسلام ويصطدم بأحكام القرآن؛ فهو تجربةٌ فاسدةٌ فاشلةٌ، ستخرج منها الأمة بتضحيات كبيرة في غير فائدة".
وقد أثبتت الأيام ووقائع الزمان منذ أكثر من قرن أن كل تجارب النهوض التي عاشتها الأمة وصلت إلى طريق مسدود، وأننا ما زلنا نبحث عن الاستقلال الحقيقي، والإرادة الحرة، والعدالة الناجزة، والعدل الاجتماعي، ودولة القانون، والحريات العامة، وتداول السلطة، التي يستمدُّها الحكام من الأمة في انتخابات حرة، رغم مرور عصور جرَّبت فيها الأمة حينًا الليبرالية، ومرةً الاشتراكية أو الشيوعية، ومراتٍ الانقلابات العسكرية، فجنينا الشوك والحصرم وعُدْنَا من حيث بدأنا..
فها هي قوات الاحتلال الأجنبية من أكثر من 40 بلدًا، تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، تحتل فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال..
وها هي القواعد العسكرية الأمريكية تنتشر على الأراضي العربية والإسلامية من المحيط إلى المحيط، مرورًا بالخليج..
وها هي الاتفاقات الأمنية تكبِّل الحكومات الإسلامية، وتضع جيوشها وقوات شرطتها في مواجهة شعوبها أو ضد جيرانها من المسلمين..
كل ذلك رغم المظاهر الشكلية للاستقلال، من أعلام ودساتير ووزارات وبرلمانات، ورغم كل اتفاقيات الجلاء، بل تمَّ استنزاف ثروات العرب والمسلمين؛ أفرادًا وحكوماتٍ، مؤسساتٍ وشركاتٍ، لتضيع في مغامرات أباطرة المال ودهاليز البنوك الربوية التي تأكل الربا أضعافًا مضاعفةً، وها هي تضيع بالتريليونات وليس بالمليارات، والجوع يفتك بأكباد ملايين المسلمين، والمخيمات تملأ بلاد المسلمين وتعجُّ بضجيج الجوعى والمنهكين من الشيوخ والنساء والأطفال.
ورغم كل ذلك فإن المؤتمرات والمؤامرات التي كانت تنعقد سرًّا خلال قرن من الزمان تنعقد الآن علنًا، جهارًا نهارًا، ويحضرها المسئولون من بني جلدتنا، المعيَّنون بأمر القوى الأجنبية؛ ليتآمروا على أبناء أمتهم، ويراهنوا على دعم الأجانب ضد شعوبهم، ويا للعجب!! مؤتمران في نفس اللحظة في لندن عاصمة الإمبراطورية التي ما زالت تمارس دور المحتل؛ الذي وإن رحلت قواته في مشهد خدَّر مشاعر الملايين فها هي تتآمر- رغم كل لجان التحقيق الشكلية التي لم تغنِ شيئًا- وتتواطأ وتأتمر بأمر قيادة العالم الجديد، عالم الظلم والطغيان والفساد، لإرسال المزيد من القوات وإنفاق المزيد من الأموال، لأي هدف ولأجل أي غرض، لا لشيء إلا لقطع الطريق على نهضة حقيقية في بلاد المسلمين، تتحقَّق بسواعد أبنائها، وتترسَّم خطى نبيِّها، وتسير على منهج إسلامها.
وها هو العالم كله- بأممه المتحدة ومجتمعه الدولي- يظاهر كيانًا عنصريًّا بغيضًا، دنَّس أرض فلسطين، وانتزع أشجار الزيتون، ودمَّر بيارات العنب، وشرَّد ملايين الشيوخ والنساء والأطفال، الذين أصبحوا شيوخًا ولم تسقط من أيديهم مفاتيح بيوتهم يتوارثونها جيلاً بعد جيل.
رغم كل الجرائم البشعة التي ما زالت تلك العصابة الإجرامية تمارسها ولن يكون آخرها اغتيال الشهيد "محمود عبد الرءوف المبحوح" في الإمارات العربية المتحدة على يد عملاء الموساد، الذين حضروا برفقة الوزير الصهيوني الذي دنَّس أرضًا عربيةً تحت عَلَم مؤتمر دولي، ويحملون جوازاتٍ أوروبيةً، ورغم عشرات القرارات الدولية؛ فإن العالم كله- ومعه المتخاذلون من قادة الأمة العربية والإسلامية- لا يستطيعون الوقوف في وجه ذلك الاحتلال، ولا يملكون حسابه على جرائمه البشعة، وآخرها استخدام الفوسفور الأبيض المحرَّم دوليًّا، والذي اعترف باستخدامه في حرب غزة منذ عام، بل يدعمونه بالمال والسلاح والعتاد والرجال، بل يؤمِّنون له سلامًا وأمنًا باتفاقيات وجدران، ويمنعون المقاومة الشجاعة من ممارسة حقها المشروع، بل يمارسون عليها كافة الضغوط ويستخدمونها ورقةً في المساومات.
إن حسن البنا الرجل لم يمُت، بل هو باقٍ بما رباه من رجال، وإن فني الجسد النحيل الذي أنهكته الأسفار والرحلات في سبيل الله، فإن الروح باقيةٌ ترفرف حول الأمناء على الدعوة الذين يحملونها في ربوع الأرض كلها في قارات الدنيا الخمس.
وإن أحداث الزمان أثبتت صدق المنهج وسلامة المسيرة.
فيا أيها الإخوان.. سيروا على بركة الله.. كونوا أوفياء لعهدكم مع الله.. ادرسوا كتاب الله لتتعلموا منه طريقكم المرسومة خطواته، وتحلَّقوا حول سيرة رسولكم صلى الله عليه وسلم لتعلموا أن منهجكم إنما هو التطبيق العصري العملي لسيرة نبيكم صلى الله عليه وسلم.
اعملوا.. واعملوا.. واعملوا.. ولا تيأسوا؛ فالمستقبل لدعوتكم، والنصر لأمتكم.. ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة: من الآية 105) صدق الله العظيم.

مش رايح بلقاس ؟

Posted by حسام خليل in



الجزء الثاني

فضلنا عدم الذهاب في يوم عيد الشرطة
وفي صبيحة اليوم التالي
ذهبنا مبكرين نستقل سيارة خاصة للمرة الأولى
ربما أرسلَنا رئيس المباحث إلى وحدة مرور بلقاس حيث الملف
ستكون معنا السيارة تساعدنا في التنقل
وصلنا المنصورة في حدود العاشرة
أين رئيس المباحث؟
خرج
هل سيعود ؟
نعم سيعود
هل كان موجودا بالأمس؟
نعم كان بالأمس موجودا بالرغم أنه كان يوم عيد الشرطة؟
إذاً ربما خلفنا الموعد معه ؟
ماذا نفعل ؟
ليس أمامنا إلا أن ننتظر
وما أدراك ما الانتظار
ليست هذه المرة الأولى التي نأتي فيها ونتكبد عناء السفر دون جدوى
انتظرنا
وانتظرنا
الساعة الآن الثالثة
يبدو أننا سنعود كما أتينا
ها هو قد جاء
الحمد لله
ولكن ماذا سنفعل بعد الثالثة؟
ليس أما منا إلا أن نقابله
دخل إلى غرفته
وقفنا على بابه
ازدحم الناس أمام الباب
كلٌ يريد الدخول
تقدم رجلان كل منهما يرتدي (بدلة شيك)
دفعا الباب
منعهما الحارس
من أنتما ؟
قل له سيادة المستشار فلان الفلاني
أغلق الحارس بابه من الداخل
وظل المستشاران المحترمان واقفين مدة طويلة إلى أن سمح لهما بالدخول
خرجا ولله الحمد
صوت جرس
دخل موظف على رئيس المباحث وفي يده ملف
حماده يراقب من زجاج الباب ما يحدث بالداخل
رئيس المباحث يمزق أوراقا من الملف
(انت مفيش وراك الا تقطيع الورق) حماده يهمهم مع نفسه
خرج الموظف وعدنا إلى انتظار الدخول على الباشا
سمعنا صوت الموظف بعد خروجه ينادي
(فين الراجل بتاع الفيوم ؟)
أفندم
انت بتاع الفيوم ؟
تعالى ورايا
سرنا خلفه في دهشة
إلى أين ياترى ؟
ربنا يستر
هيعملوا فينا إيه ؟
وصل بنا إلى أحد المكاتب
داخل المكتب عقيد بالزي الميري
ومعه موظفان أحدهما على مكتبه والآخر على الشباك يتعامل مع الجمهور
سلم الموظف الملف للعقيد قائلا
هذا الملف تبع فلان باشا (رئيس المباحث)
معاك طلب شهادة بيانات ؟
بحث حماده في أوراقه وقلبها رأسا على عقب
خرج من المكتب مسرعا يبحث يمينا ويسارا
اشترى الطلب
اتفضل يا فندم
روح ادفع في الخزنة
جرينا بسرعة
الخزنة مغلقة
وجدنا رجلا يدق على الشباك مستغيثا دون جدوى
ذهب إلى الباب
ذهبنا خلفه
ندق الباب دون جدوى
عدنا إلى الشباك
الموظف ينهر الرجل
صرف الرجل
وقفنا نكلم موظف الخزنة
نحن من الفيوم
ربنا يخليك
ربنا ينجيك
ربنا يعمر بيتك
رق قلب الرجل
يا ما انت كريم يارب
دفعنا
عدنا سريعا نكمل إجراءات شهادة البيانات
ادفعوا ضريبة
حاضر
ياترى هنلاقي الخزنة مفتوحة
الحمد لله
بعد قليل من الإلحاح دفعنا الضريبة
الله أكبر
إذهب إلى الحاسب الآلي واطبع شهادة بيانات
موظف الحاسب : هذه السيارة ترخيص بلقاس
عدنا مرة أخرى للعقيد
رفع سماعة التليفون
خذ البيانات عندك واطبع شهادة بيانات بسرعة
حاضر يا فندم
الحمد لله
عدنا مسرورين
لم نتوقع هذه النتيجة المزهلة
حمدنا الله كثيرا على فضله
الله أكبر ولله الحمد
قبل أن نصل إلى بنها
اتجه حماده بالسيارة يمينا
قلت في نفسي
لعله يعلم طريقا أقرب
سرنا حوالي 22 كيلو
مكتوب على جانب الطريق طنطا
هذا ليس طريقنا
هيا بنا نعود
وفي طريق العودة
أذن المغرب
وجدنا مسجدا على الطريق
كفر الشيخ إبراهيم
صلينا المغرب جماعة وسجدنا لله شكرا
استأنفنا المسير
الطريق سريع
السيارات كسيول المطر
كل السيارت تسير بسرعة مهولة
وفجأ ونحن نسير بسرعة على الطريق السريع
حجبت عنا الرؤية
لا نرى شيئا أمامنا
التصق (الكبوت الأمامي ) بزجاج السيارة
يا رب سلم
هل سنضيع جميعا بشهادة البيانات التي أرهقتنا ذهابا إيابا ؟
أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
كل تصرف يعرضنا للخطر
لو انحرفنا يمينا أو يسارا خطر
لو وقفنا خطر
ماذا نفعل
استعنا بالله
هدأ حماده السرعة شيئا فشيئا إلى أن توقف في وسط الطريق
نزل أخوه بسرعة - وكان يجلس بجواره -
يفتح الباب بحذر
حاول استعادة وضع الكبوت
دون جدوى
نحن في وسط الطريق
أخذ حماده يجنح بالسيارة إلى أن وصل بفضل الله إلى جانب الطريق
الحمد لله ذو الفضل العظيم
وصلنا الفيوم بسلامة الله
كل ما يشفني حماده بعدها يقولي
مش رايح بلقاس؟ ما تيجي نروح بلقاس ؟ ! هههههههه

على فكرة الحكاية لسه مخلصتش

والبقية تأتي