بعدما أقلعت السماء وبلعت الأرض ماءها وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين ، بعدما عاد كل شئ لطبيعته ونزل كل مخبر من فوق سطح البيت المكلف بحراسته منذ فجر ذلك اليوم ، بعدما أنهت الأجهزة الثلاثة مهامها ، بعدما أنفقت الملايين ، وتعطلت مصالح المواطنين ما بين طالب تأخر على موعد لجنته وبين امرأة على وشك الولادة مُنعت من الذهاب إلى عيادة الطبيب وهي تصرخ في وسط الشارع ، وبين جندي انتهى وقت تصريحه وتأخر على كتيبته ، وغير ذلك الكثير والكثير من المصالح التي تعطلت والأضرار التي لحقت والمصائب التي حلّت
بعدما انتهى كل ذلك رأيت صورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو نائم تحت ظل شجرة ، بلا حراسة مؤججة وبدون أجهزة مدبلجة ودون تزييف للواقع أو تزيين للشوارع ، دون إهدار للمال العام ، لا يروع أحدا ولا يخشى أحدا ، وسمعت صوتا يملأ الآفاق بعدما حل السكون وخيم الهدوء فبدا واضحا جليا ، عميقا قويا يردد كلمات خلدها التاريخ : حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر .
فكرت كثيرا وسألت نفسي : ما الفائدة من تلك الزيارة ؟ وهل هذه الفائدة إن وُجدت تستحق كل هذا الإنفقاق وكل هذا الارتباك الذي حدث في حياة المواطنين وما نجم عنه من أضرار لا يستشعرها الزائرون ولا يلقون لها بالا؟ وهل هذه الزيارة التي كتمت أنفاس المواطنين وعطلت مصالحهم كانت من أجل المواطنين أم كانت لحاجة في نفس يعقوب قضاها ؟ ففي الوقت الذي تظهر فيه مآسي الفيوم على شاشات الفضائيات فيما يتعلق بالبنية الأساسية والحاجات الملحة كمياه الشرب ومحطات الصرف الصحي والفقر الشديد والاحتياج الأشد لأساسيات الحياة ، تنفق الملايين على أرصفة الشوارع التي اشتكت إلى ربها من معاول التوسيع تارة والتضييق تارة أخرى حتى أصبحت مثارا لسخرية المواطنين
أعتقد أن هذه الزيارة لم تقتصر أضرارها على المواطنين فحسب بل مدت بأجنحتها وألقت بظلالها على الزائرين من حيث أظهرت حجم الرعب الشديد الذي أدى إلى كل هذه الحراسات بكل هذه الأسلحة من مواطنين بسطاء عزل لا حول لهم ولا قوة وقد أنهكتهم ضآلة مواردهم وقلة حيلتهم وهوانهم على زائريهم .
وإن كان قص الشريط يؤدي إلى كل هذا ويكشف عن كل هذه الأمور فلتفتح المشاريع أبوابها دونما شريط أو شروط ، والفضل محفوظ لأهله وأصحابه ، أو تفتتح بالفيديو كونفرانس حتى لا نرهق الزائرين والمزورين ولا تتعطل مصالح المواطنين ، ويزول رعب الزائرين ، ونوفر الملايين للمحتاجين والمحرومين.
ولعل هذه التداعيات الأمنية ودهان أعمدة الكهرباء ، وتعطيل حركة المرور ، وتعبيد الطرق ، وتنظيف الواجهات كان من قبيل يقظة الضمير ، وتحسبا للسؤال التاريخي المتوقع ، لمَ لم تفسح لها الطريق يا عمر؟!
بعدما انتهى كل ذلك رأيت صورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو نائم تحت ظل شجرة ، بلا حراسة مؤججة وبدون أجهزة مدبلجة ودون تزييف للواقع أو تزيين للشوارع ، دون إهدار للمال العام ، لا يروع أحدا ولا يخشى أحدا ، وسمعت صوتا يملأ الآفاق بعدما حل السكون وخيم الهدوء فبدا واضحا جليا ، عميقا قويا يردد كلمات خلدها التاريخ : حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر .
فكرت كثيرا وسألت نفسي : ما الفائدة من تلك الزيارة ؟ وهل هذه الفائدة إن وُجدت تستحق كل هذا الإنفقاق وكل هذا الارتباك الذي حدث في حياة المواطنين وما نجم عنه من أضرار لا يستشعرها الزائرون ولا يلقون لها بالا؟ وهل هذه الزيارة التي كتمت أنفاس المواطنين وعطلت مصالحهم كانت من أجل المواطنين أم كانت لحاجة في نفس يعقوب قضاها ؟ ففي الوقت الذي تظهر فيه مآسي الفيوم على شاشات الفضائيات فيما يتعلق بالبنية الأساسية والحاجات الملحة كمياه الشرب ومحطات الصرف الصحي والفقر الشديد والاحتياج الأشد لأساسيات الحياة ، تنفق الملايين على أرصفة الشوارع التي اشتكت إلى ربها من معاول التوسيع تارة والتضييق تارة أخرى حتى أصبحت مثارا لسخرية المواطنين
أعتقد أن هذه الزيارة لم تقتصر أضرارها على المواطنين فحسب بل مدت بأجنحتها وألقت بظلالها على الزائرين من حيث أظهرت حجم الرعب الشديد الذي أدى إلى كل هذه الحراسات بكل هذه الأسلحة من مواطنين بسطاء عزل لا حول لهم ولا قوة وقد أنهكتهم ضآلة مواردهم وقلة حيلتهم وهوانهم على زائريهم .
وإن كان قص الشريط يؤدي إلى كل هذا ويكشف عن كل هذه الأمور فلتفتح المشاريع أبوابها دونما شريط أو شروط ، والفضل محفوظ لأهله وأصحابه ، أو تفتتح بالفيديو كونفرانس حتى لا نرهق الزائرين والمزورين ولا تتعطل مصالح المواطنين ، ويزول رعب الزائرين ، ونوفر الملايين للمحتاجين والمحرومين.
ولعل هذه التداعيات الأمنية ودهان أعمدة الكهرباء ، وتعطيل حركة المرور ، وتعبيد الطرق ، وتنظيف الواجهات كان من قبيل يقظة الضمير ، وتحسبا للسؤال التاريخي المتوقع ، لمَ لم تفسح لها الطريق يا عمر؟!
This entry was posted
on الاثنين، 24 مايو 2010
at 3:47 م
and is filed under
مقالاتي
. You can follow any responses to this entry through the
comments feed
.