بيان حول حالة الاحتقان الشعبي والاستبداد الأمني في مصر

Posted by حسام خليل

إن الإخوان المسلمين وهم يتابعون ما يجري على الساحة الدولية والإقليمية والداخلية، وعلى إثر أحداث تونس، ورغبةً في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وعلى أرواح المواطنين وممتلكات الشعب ومكانة مصر، قد أصدروا بيانًا واضحًا بمتطلبات ومطالب الإصلاح الحقيقي السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكيفية تحقيق احترام حقوق الشعب ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين.

وهذه هي المطالب الوطنية التي تكفل تحقيق الحريات والاستقرار والأمن لمنع الفوضى التي يحذر منها الجميع.

وفوجئنا برد فعلٍ متعجلٍ يخلو من الحكمة والكياسة، وينبئ عن الإصرار على بقاء النظام في ذات الموقع الذي يدعم الاستبداد والفساد وإرهاب الدولة؛ وذلك باستدعاء مسئولي الإخوان المسلمين بالمحافظات وتهديدهم بالبطش والاعتقال والمواجهة العنيفة، وربما الدامية في حالة النزول إلى الشارع لإعلان هذه المطالب الشعبية.

وإزاء هذا فإننا نعلن رفضنا للتهديدات والإرهاب، ونؤكد أن ملف الجماعة ملف سياسي، ولا ينبغي أن يكون بيد الأمن، فإن كان هناك مَن يريد أن يتحاور مع الأمة ونحن من نسيجها وموجودون ومنتشرون ومتجذرون فيها لبحث وسائل الإصلاح ومنهج التغيير لكي نخرج جميعًا من الأزمة والمأزق الذي يعيش فيه الناس والوطن، فنحن على أتمِّ استعداد لذلك، بل ندعو إلى حوارٍ وطني شامل لكل القوى والاتجاهات والأحزاب والحركات السياسية والممثلين لكل فئات الشعب.

ولا يتصور عاقلٌ أن أسلوب التهديد والوعيد يمكن أن يخيفنا؛ لأننا نعمل لله من أجل تحقيق مصلحة الأمة، ومَن يعمل لله لا يخيفه شيء؛ لأنه يخاف الله وحده ﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (الأنعام: من الآية 81).

ونؤكد أن الواجب على المسئولين الآن التعامل مع الاحتقان الشعبي النابع من الفساد والاستبداد بالحكمة المطلوبة، وهي الاستجابة لمطالب الأمة والبدء في تطبيقها فورًا، بدلاً من إحالة كل الملفات المهمة في المجتمع إلى الجهات الأمنية التي لا تتعامل إلا بمنهج التهديد والوعيد والاعتقال والتعذيب والسجن بل والقتل؛ الأمر الذي لا يعالج قضية ولا يحقق عدلاً ولا استقرارًا، بل ويُثير كل طوائف الشعب ويُكرِّس كراهية الأمن والنظام في نفوس الجميع.

هذا هو موقفنا ونداؤنا إلى الأمة بأسرها، ويدًا بيد وساعدًا بساعد نبني المستقبل العادل الآمن لهذا الوطن ولو كره المفسدون، ولن نكون أبدًا إلا وسط الشعب، نشاركه همومه وآماله ونعمل من أجل تحقيق حريته وكرامته، ونسعى معه في كل الأنشطة التي تقرب ساعة الحرية، وإن غدًا لناظره قريب ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)

أ. د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين

ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله

Posted by حسام خليل in

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومَن سار على هديهم، وسلك طريقهم إلى يوم الدين.. أما بعد:


فإلى كل مسلمٍ غيور حاكم أو محكوم..

وإلى كل محبٍّ للخير، وراغب في الحرية، ومشتاق للعدل..

إلى مَن يُنشدون السلام العالمي ويطمعون في أن يعم الأمن المجتمعات..

أوجه هذه الكلمات أداءً للأمانة التي حمَّلنا الله إياها، وقيامًا بحق الدعوة التي كلفنا الله بها: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)﴾ (آل عمران).



أيها المسلمون أجمعون.. أيها الناس في كل مكان..

اعلموا أن للكون إلهًا يهيمن عليه، ويصرف أموره، ويدبر شئونه، ولا يقع فيه إلا ما يريد:

﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ (الأنعام: من الآية 18)، ومن هذا الأساس فنحن لا نخاف إلا من الله، ولا نركن إلا إليه، ولا نعتزُّ إلا به، ولا نتوكل إلا عليه.



وقد جعل الله العدل قوام المجتمعات، فهو يَدْعُو إلَى الْأُلْفَةِ، وَيَبْعَثُ عَلَى الطَّاعَةِ، وتُعَمَّرُ بِهِ الْبِلَادُ، وَتَنْمُو بِهِ الْأَمْوَالُ، ويبارك في الذرية، وَيَأْمَنُ بِهِ السُّلْطَانُ، ومن ثَمَّ أمر الله به: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)﴾ (النحل).



وبالعدل يدوم الملك، ويملك الحاكم قلوب الرعية، وبالجور والقهر لا يملك شيئًا، ولا يرى إلا المنتفع ولا يسمع إلا للمنافق، والقلوب عليه مختلفة، والدعاء عليه ليل نهار.



كما جعل الله الظلم سبب الهلاك، قال الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)﴾ (الكهف)، وإن الله- عز وجل- لا يغيب عنه ظلم الظالمين: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾ (إبراهيم).



إن الله عزَّ وجلَّ يملي للظالمين لكنه لا يهملهم: فعَنْ أَبِي مُوسَىَ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ".. ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)﴾ (هود).



وقد جعل الله للكون سُننًا لا تتخلف، وقوانين مطردة في بقاء الأمم وهلاكها، ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاَ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43)﴾ (فاطر).



وهذا جانبٌ من هذه السنن:

1- لقد أرسل الله الرسل وختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل الكتب وختمها بالقرآن الكريم؛ ليهدي البشرية لما فيه خيرها، وليحذرها مما فيه هلاكها.. قال الله تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)﴾ (الأنعام).



2- حين تستكبر الأمم، وتعاند وتُكذِّب ما جاءت به الرسل، وتظل سادرةً في طريق الغواية والضلالة، فإن الله- عز وجل- يُنزل بها الشدائد، ويبتليها ببعض المحن، لعلها تفيق، وتعرف ربها، وتهرع بالوقوف ببابه، والتضرع إليه قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)﴾ (الأنعام).



3- إذا لم تُجدِ معهم هذه الابتلاءات، وزيَّن لهم الشيطان سُوء أعمالهم، كما قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)﴾ (الأنعام)، وإذا ظلوا في طغيانهم يعمهون، وتطاولوا على الرسل وهددوا بإخراجهم:

﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13)﴾ (إبراهيم)، حين يصل بهم الاستبداد إلى هذا المدى، فإن الله يمهلهم فترةً من الزمن، ويمتعهم حينًا من الدهر، ثم يُنزل بهم بأسه الشديد: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)﴾ (الأنعام).



ومن حكمة الله إهلاك العصاة الجاحدين، وهم في أعلى درجات الترف، وفي أشد لحظات المتعة؛ ليكون أشد وقعًا على نفوسهم؛ فالإنسان في لحظات الشدائد يتمنى الموت؛ ليتخلص مما يعانيه من آلام؛ وفي لحظات النعيم والترف تمتد به حبال الآمال، ويتعلق بطول الآجال لينعم بما هو فيه من ترف، وليرتعوا في الفسوق والعصيان؛ وليتمتعوا بما أحاط بهم من الشهوات والملذات، وبذلك يتحقق لهم الهلاك ويحق عليهم وعيد الله: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لاَ تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصيدًا خَامِدِينَ﴾ (الأنبياء).



أيها المسلمون.. احذروا من المفسدين أدعياء الإصلاح:

وحتى لا ينخدع الناس بالمفسدين، المتشدقين بدعوى الإصلاح، وحتى لا نقع في شراك الظالمين، حذرنا الله عز وجل من طائفةٍ من الناس لهم أقوال مزخرفة، وألسنة معسولة، يعجب بها العوام، ويحسبون أن من ورائها إصلاح، بينما هم أُس الفساد وأساس الدمار:

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)﴾ (البقرة)، ولو نهيتهم عن الفساد أجابوك بأنهم مصلحون: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ (البقرة).



وفي موضعٍ آخر بيَّن أن في كل دولة أكابر في الإجرام: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)﴾ (الأنعام).



وقد تضمَّن هذا البيان أن مكرهم سيرتد إلى نحورهم، وقد تأكد ذلك في آياتٍ أخر قال الله تعالى: ﴿وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ (فاطر: من الآية 43)، وإذا كان ذلك مكرهم فلله مكر وتدبير: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (20) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)﴾ (الشعراء)، إن هؤلاء لا يعجزون الله مهما كان مكرهم، ومهما كان سبقهم في العدة والعتاد، ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ..﴾ (الأنفال).



لا بد من مقاومة الظالمين:

لقد حضَّ الإسلامُ أتباعه على الوقوف في وجه الظالمين بالنصح والإرشاد، والنطق بكلمة الحق أمام الجائرين، ولو كلَّفهم ذلك دفع حياتهم ثمنًا، فعن جابر- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمامٍ جائر فأمره ونهاه فقتله"، بل جعل ذلك من أفضل الجهاد، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ".



والقيام بهذا الواجب يحتاج إلى إيمانٍ ثابتٍ ويقين راسخ، وتوكل تام على الله عز وجل، والخوف والهيبة منه وحده لا شريك له، والثقة الكاملة بأن الخلق لا يملكون لنا ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، فكل ذلك يمنح المؤمن إرادةً قويةً وعزيمةً صادقة، وشجاعةً في قول الحق وإعلانه، والوقوف في وجه الجور والظلم، وكل ذلك يتجلَّى في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ رَجُلاً مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا عَلِمَهُ، أَلاَ إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ"؛ لأنه حقيقية لا يقدم من أجل ولا يؤخر من رزق، والآجال والأرزاق بيده وحده عز وجل.



واقعٌ مُرٌّ وحالٌ لا يسرُّ:

إن الناظر إلى الواقع المحيط بنا، والمتأمل فيما يقع على الساحة العالمية، يستطيع أن يرى أن التوجه العام العالمي يعمد إلى أن يعم الاستبداد ديار المسلمين، وأن يملأ الطغيان والفساد كل البلاد، وأن يصطلي بناره كل العباد، ولعل هذا جزءٌ من مخطط عالمي كبير لإقصاء الإسلام من أن يحكم، حتى ولو جاء بطريق الديمقراطية، وأيضًا لإبعاد المسلمين من أن يكون لهم دور في سياسة بلادهم، أو عمل لإعزاز أوطانهم.. واسترداد حرياتهم.. وأضحت فلسفة الطغاة المستبدين عولمة الاستبداد، ونشر الفساد والانحلال، وبث الظلم، وتمزيق المتجمع، وتفريق المتحد؛ حتى يتمكنوا من الوصول إلى مصالحهم المادية، ومطامعهم الاستعمارية، وإذا كان المستعمر قد رحل لكن نفوذه وهيمنته على تلك الدول مستمر!.



وكل ذلك على صورةٍ من الجشع والنهم لم ترَ الدنيا لها مثيلاً.. وأصبحت هذه المعاني هي محور التنافس بين الدول القوية.. وإن حاولت كل منها أن تستر جشعها ومناورتها بستارٍ من دعوى المبادئ الاجتماعية الصالحة والنظم الإنسانية الفاضلة كنشر الديمقراطية، وتعميم الحرية، وتحقيق العدالة، والمحافظة على حقوق الإنسان.



مظاهر الظلم والاستبداد في الدول العربية الإسلامية:

وإذا كان هذا جانب من الاستبداد العالمي فإنه يقابل باستبداد أنكى وأشد من كثيرٍ من الحكومات الإسلامية والعربية، والذي تتجلى مظاهره في:

1- القضاء على رموز الأمة من الرجال، وأصحاب العقول الناضجة، واستئصال كل مَن تفوق، وإقصاء أصحاب المواهب والقدرات من الوظائف المؤثرة في بناء المجتمع، وإسنادها إلى المقربين ومن لا خبرةَ لهم.



2- ترَّتب على ذلك أن وُسِّد الأمر إلى غير أهله فضُيعت الأمانة، فكان تبديد أموال الشعب على الشهوات والملذَّات، ومصادرة الحريات ونهب الممتلكات، ورهن مصالح الوطن وإرادتها للأجنبي، وساد التخلف والفقر والبطالة والنفاق والفساد".



3- منع النقابات والمؤسسات الأهلية من القيام بدورها بل وإغلاقها، منذ عشرات السنين، وحجب كل ما يعمل على تنوير النفوس أو كل ما يبث الشجاعة والثقة بالنفس أو يحقق تلاحم أبناء المهنة جميعًا يدًا واحدةً من أجل صالح مهنتهم ووطنهم مسلمين ومسيحيين.



4- العمل الدءوب على تدمير روح المواطنين، وقتل الولاء عندهم، وتعويد الناس على قبول الذلة، والرضا بالهوان، واستمراء الخسة والضعة، والعيش بلا كرامة.



5- وجود الشرطة السرية والجواسيس وبث العيون في أرجاء البلاد.. وإقصاء كل شريف نبيل عن الوظائف الحكومية باسم تقارير أمن الدولة.



6- إفقار عامة الشعب حتى ينشغلوا بالبحث عن قوت يومهم، فلا يجدون من الوقت ما يتمكنون فيه من العمل للتغير والإصلاح.



7- إرهاق كاهل الفقراء بالضرائب والجمارك والرسوم، ووضع العراقيل أمامهم عند سعيهم لإقامة مشروعات يكسبون منه أقواتهم، في حين تُسهَّل لأصحاب النفوذ وأقاربهم.. فلا ضرائب ولا جمارك ولا رسوم، مما يترتب عليه تركيز الثروة في يد أصحاب السلطة، وبتزاوج السلطة والثروة ينتشر الفساد والفقر؛ حيث يزداد الغني غنًى ويزداد الفقير فقرًا.



أيها الحكام.. اعدلوا حتى تنعموا بالأمن والنوم:

ولا أحسب أن حاكمًا يستطيع أن ينام في بيتٍ أو أن ينزل إلى الشارع أو يمشي في الأسواق أو حتى يدخل بيتًا من بيوت الله دون حراسة، مع أن هذه الحراسة لا تغني عنه فتيلاً، وأعظم من تلك الحراسة لو اتخذ من العدل حراسًا، كما يروى عن "يزدجرد" آخر ملوك فارس: أنه بعث رسولاً إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمره أن ينظر في شمائله، فلما دخل المدينة قال: أين ملككم؟ قالوا: ليس لنا ملك، لنا أمير خرج، فخرج الرجل في أثره، فوجده نائمًا في الشمس، ودرته تحت رأسه، وقد عرق جبينه حتى ابتلت منه الأرض، فلما رآه على حالته قال: عدلت فأمنت فنمت، وصاحبنا جار فخاف فسهر، أشهد أن الدين دينكم، ولولا أني رسول لأسلمت، وسأعود- إن شاء الله.



أيها الحكام العرب والمسلمون:

أما آن لكم أن تكفوا عن الظلم وعن الفساد وأن تضربوا على يد المفسدين، وأن تتركوا لليد الطاهرة، والقلوب المؤمنة، والنفوس المخلصة للوطن والشعب، أن تسير في طريقها للبناء، وأن تأخذ سبيلها للنهوض بهذا البلد الذي خيم عليه الظلم عقودًا.



أيها الظالمون والمفسدون الخير لكم أن تسمعوا لنصحنا قبل فوات الأوان، وقبل أن تحل ساعة الندم ولحظة العقاب، التي لا ينفع معها ندم، ولن يدفع عنكم غضب الله ما جمعتم من مال ظلمًا وعدوانًا، ولن ترد عنكم قوتكم ولا جندكم غضبة الشعوب، ولن يحميكم الغرب الذي تركنون إليه، وسينفض يده منكم ولسان حاله يقول إني أرى ما لا ترون.



قبل أن تحل هذه الساعة استمعوا إلى صوت العقلاء من شعوبكم الذين يخلصون لكم النصح، واحذروا المنافقين الذين يزينون لكم سوء أعمالكم، ويدفعونكم إلى العدوان على شعوبكم، وتعاملوا بلغة الحوار بدلاً من لغة العصا الأمنية الغليظة، والتي لا تؤدي إلا إلى الفوضى، وإذا أردتم الاستقرار الحقيقي، والأمن التام، والتنمية الشاملة، والحرية والعدالة للجميع، فلن يكون ذلك إلا في ظلِّ المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل، الذي يدعو إلى الحرية والمساواة والعدل.. ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود).

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

بيان الإخوان حول أحداث تونس

Posted by حسام خليل

لا شك أن ما وقع في تونس خلال شهري (ديسمبر 2010م- يناير 2011م) يمثل حجر زاوية بالنسبة للحال الذي تعيشه شعوب المنطقة العربية والعالم الإسلامي، فلقد انتفض الشعب التونسي ضد الظلم والقهر والفساد وسطوة الحكم وأسرة الحاكم وحاشيته الفاسدة الذي استمرَّ حوالي ربع قرنٍ من الزمان، وكان مسبوقًا بفترة حكمٍ ساد فيها أيضًا طغيان الحاكم الفرد وتفرده بالسلطة وتعاونه مع الأعداء أكثر من حرصه على مصلحة الوطن والمواطنين.

وقد فوجئ العالم بقواه العاتية شرقًا وغربًا، وخاصةً الغرب والعدو الصهيوني بما جرى ولم يستطع أحد أن يوقف بركان الغضب الذي انفجر في وجه السلطة المتكبرة المتجبرة، ووقفت الحكومات والأنظمة العربية في حالةٍ من الذهول والترقب والشلل الذي لم يستطع معه حاكم تونس إلا أن يفر هاربًا إلى خارج حدود الوطن الذي لفظه ولم يأسف عليه أحد، ولم تبكِ عليه الأرض ولا السماء، إنه القدر القادر، إنه قهر الله للظالمين ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)﴾ (آل عمران) إنه فعل الذي لا يغفل وإن طال حلمه وصبره.. "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، إنه قدر الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

إن ما حدث وما زال يحدث في تونس الشقيقة يمثل حالةً واقعيةً وعمليةً لما يعرفه أهل القانون والساسة، يمثل الشرعية الشعبية التي هي فوق الشرعية الدستورية، وهو- في نفس الوقت- يمثل رسالةً واضحةً لا لبس فيها إلى كل الجهات في الخارج والداخل؛ حيث إنه:

1- رسالة إلى كل الشعوب المقهورة والصابرة بأن الشعوب يمكن أن تفعل الكثير، وأنها إن تحرَّكت بدافع المصلحة العامة ضد السلطان الجائر فإن يد الله تكون معها وتعمل لصالحها، ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).

2- رسالة إلى الحكام الظالمين وإلى الأنظمة الفاسدة المستبدة أنهم ليسوا في مأمنٍ، وأنهم بظلمهم وفسادهم يعيشون فوق بركان غضب الشعوب وغضب الله أقوى وأشد.

3- رسالة إلى القوى الكبرى الظالمة الباطشة بالقوة والجبروت إلى مَن يمتلكون أسلحة الدمار الشامل من القنابل النووية والغواصات الذرية ويملكون المال ويفرضون سيطرتهم على حكام وأنظمة العالم الثالث، وفي القلب منه العالم العربي والإسلامي، رسالة إلى هؤلاء تنطق بكل وضوحٍ أن إرادة الشعوب غلابة، وخاصةً إذا كانت الشعوب تتحرك بدوافع العقيدة وتأييد السماء، رسالة واضحة بأن الشباب الواعي الفاهم المدرك لطبيعة الصراع بين الأمة العربية والإسلامية وبين القوة الغاشمة الصهيوأمريكية، بأن هذا الشباب أمضى وأخوف لهم من كل أنواع الأسلحة التي يملكونها؛ رسالة إلى كل هؤلاء بأن الأمة حية ولم تمت ولن تموت بإذن الله، وأنها شبَّت على الطوق وبلغت الرشد، وسوف تمضي في طريقها إلى الإصلاح والاستقرار الحقيقي وليس الزائف بالقهر والكبت وركود الحال.

هذه الرسائل الموجهة إلى كل تلك الجهات تمثل منعطفًا تاريخيًّا وبعدًا جديدًا في مسيرة الشعوب العربية والإسلامية، ونستطيع أن نقول- وبكل ثقة ويقين- أن الأسباب والدوافع التي أدَّت إلى هذه الانتفاضة المباركة في تونس موجودة هي هي بعينها في الكثير من دول المنطقة التي نعيش فيها، وعلى وجه الخصوص في وطننا مصر.

فإن كان الحال هو الحال والفساد هو الفساد والظلم هو الظلم والأزمة الاقتصادية متفاقمة وطول الأمد بالنظام المستبد هو هو بعينه فماذا ينتظر الأقطار الأخرى؟

ولأننا- ومن منطلق الواجب- نحرص على الاستقرار والسلم المجتمعي في كل الأحوال والظروف؛ لأننا نؤمن أن النضال الدستوري هو المسار الطبيعي لحركة المجتمع نحو الإصلاح المنشود في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية؛ لأننا كذلك، فإن الإخوان المسلمين وهم جزءٌ لا يتجزأ من هذه الأمة ينظرون وبكل دقةٍ وواقعيةٍ ودرايةٍ إلى الطرف الآخر، إلى النظام القائم في البلاد، والذي يملك أكثر من غيره القدرة على هذا الإصلاح والتغيير إذا كانت لديه الإرادة والرغبة في ذلك.

وهذه المعادلة بكفتيها؛ الاستقرار والحرص عليه من جانب الشعب ومعه الإخوان المسلمون أمام إرادة النظام وقدرته- بل وواجبه- على الإصلاح السلمى والتغيير الإيجابي، نقول هذه المعادلة تمر الآن بمرحلة حرجة ودقيقة، ولأن هذا النظام- ومع الأسف الشديد- لا يقابل هذا الحال بتحرك جاد وفعَّال باتخاذ خطواتٍ صحيحة لمواجهة الفساد وتحقيق الإصلاح بحقٍّ في كافة المجالات؛ وهذا الحال لا يمكن أن يستمر ويدوم وكفة ميزان النظام فيها هذا العطب وهذا الخلل ولا يُفكِّر في حل أية مشكلة إلا بإحالة ملفها إلى جهات الأمن التي تريحه من التفكير ومن بذل أي جهدٍ حقيقي.. فإذا لم يتحرك هذا النظام وبسرعة نحو تحمل المسئولية والأخذ بزمام المبادرة لبدء مسيرة إصلاح جاد، فإن كفة الاستقرار لن تدوم طويلاً.

وحرصًا منا على تجنب أثر الغضب- غير المحسوب- الذي قد يحدث من هذا الخلل، وقيامًا بواجبنا الشرعي والوطني فإننا نوجه النظر ونطالب بالبدء فورًا في الإجراءات التالية:

أولاً: إلغاء حالة الطوارئ المفروضة على المصريين منذ ثلاثين عامًا، خاصةً أنها لم تحقق الأمن ولم تمنع الجريمة طوال هذه السنين.

ثانيًا: حل مجلس الشعب المُزوَّر بإصدار قرارٍ جمهوري من رئيس الجمهورية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لتكوين مجلس جديد يُعبِّر عن إرادة الأمة ويحقق آمال وطموحات المصريين وتحت إشرافٍ قضائي كامل.

ثالثًا: إجراء تعديلات دستورية لازمة وسريعة للمواد 5، 76، 77، 88، 179 لضمان حرية الترشح وديمقراطية الاختيار في الانتخابات الرئاسية القادمة تحت الإشراف القضائي الكامل، وإلغاء التعارض الدستوري وتحقيق التوافق مع ثوابت وتاريخ وثقافة وحضارة هذا البلد العظيم.

رابعًا: العمل السريع والفعَّال على حلِّ مشكلات المواطنين الحرجة كبدايةٍ لمسيرة إصلاح اقتصادي حقيقي يحقق العدالة الاجتماعية بتوفير السلع الضرورية والدواء، خاصةً إصلاح منظومة التعليم والصحة مع إمكانية توفر الموازنات اللازمة لذلك عبر:

1- فوائض الصناديق الخاصة التي تبلغ ميزانيتها أكثر من 1200 مليار جنيه ويتحكم فيها الفساد.

2- مخصصات الوزراء وكبار رجال الدولة التي تعدُّ بالمليارات وبيع ما لم يستخدم فيها بالمزاد العلني لصالح الشعب.

3- وقف ضخ الغاز والبترول المصدر للصهاينة، وإعادة النظر في سعره وتصديره إلى دولٍ أخرى.

4- إعادة النظر في أسعار الأراضي التي تم تخصيصها لبعض رجال الأعمال وللفاسدين وسدنة النظام، وهذه تُقدَّر بمئات المليارات، وبيع ما لم يستخدم منها بالمزاد العلني لصالح الشعب.

خامسًا: إعادة النظر وفورًا في السياسة الخارجية المصرية، وخاصةً بالنسبة للصهاينة، وضرورة قطع العلاقات معهم، مع دعم الجهاد الفلسطيني، وعلى رأسه المقاومة الباسلة لتحرير أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، وإقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها القدس.

سادسًا: الإفراج والعفو العام عن جميع المعتقلين السياسيين، وعن كل الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن من محاكم استثنائية غير مختصة بمحاكمة المدنيين كمحاكم أمن الدولة أو المحاكم العسكرية.

سابعًا: الاستجابة الفورية للمطالب الفئوية التي أعلنها ويطالب بها أصحابها منذ سنوات طويلة.

ثامنًا: حرية تكوين الأحزاب السياسية بمجرد الإخطار، وإلغاء القيود على إصدار الصحف، وعلى كل وسائل الإعلام.

تاسعًا: محاكمة المفسدين الذين تضخمت ثرواتهم بصورة غير طبيعية خلال السنوات الماضية.

عاشرًا: إعادة الحيوية إلى المجتمع الأهلي المصري، وإلغاء تدخل الجهات الأمنية في كل الشئون الداخلية في الجامعات والمدارس والنقابات والأوقاف والجمعيات الأهلية والمنظمات الحقوقية.

تونس

Posted by حسام خليل


حاجة البشرية إلى عدل الإسلام

Posted by حسام خليل in

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومَن والاه، وبعد.

لقد بعث الله الرسل وأنزل الكتب لإقامة العدل بين الناس، يقول تعـالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ..﴾- أي العدل- (الحديد: من الآية 25)، فالعدل كالميزان لا يختل أبدًا وإنما يكون الخلل من الناس؛ ولذلك فالعدل علاجٌ لما يصيب الإنسان من سلب حقوقه بالديكتاتورية والظلم، والعدل أمان للمجتمعات من الدمار والهلاك فيه تزول صور الاستبداد والفساد المهلكة، وهو ضمان للحياة المطمئنة الكريمة للشعوب؛ حيث لا وجودَ للاضطهاد؛ ولذلك نجد أن كل مناحي التشريع مرتبطة بتحقيق العدل في نظام الإدارة والحكم والقضاء والأسرة والاقتصاد والاجتماع والسلوك.

مفهوم العدل في الإسلام:

لقد أرسى الإسلام المعنى الحقيقي للعدل في جوانبه الثلاثة، وهي إعطاء كل ذي حقِّ حقه، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، ودون أي تمييز، وبذلك تختفي الحالات الكريهة التي تظهر لغياب العدل في المجتمعات، وهذه الجوانب هي دوائر متداخلة، فلا يصح إعطاء كل ذي حقٍّ حقه في الخير فقط، وليس في العقاب وملاحقة الجناة المخربين!!، ولا يمكن تحقيق مبدأ إن خيرًا فخير وإن شراً فشر، بترك الكبير والشريف وتطبيقه فقط على الضعيف والمقهور والعاجز، كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إنما أهلك مَن كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد".

وبهذا المفهوم وعلى مرِّ الزمان جاء الأنبياء والرسل يدفعون الظلم عن الناس ويمنعون ضرره وينشرون العدل، فأول جريمةٍ على الأرض وأول معصيةٍ في الوجود أودت بحياة أول إنسان بريء على وجه الأرض.

والعدل المطلق هو الذي استأثر به الله تعالى فلا يفلت الظالم من عقاب جرائمه وإن أفلت منها في الدنيا، فإنَّ الله يمهل ولا يُهمل، وكذلك فالعادل لا يُحرم من أجره شيء والذي أعدَّه الله له، جزاء تحمله ولقاء صبره، لقوله تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾ (الأنبياء: من الآية 47) بل ذكر الميزان للحكم في الدنيا في قصة ذي القرنين ﴿أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)﴾ (الكهف).

العدل سبب سعادة الإنسان في الحياة:

فما أحوج الإنسان إلى أن ينعم بالعدل في الحياة، سواء كان في علاقته مع نفسه أو مع ربه أو مع الناس، فعلى مستوى نفسه: هو يوازن بين العقل والغضب والشهوة سواء كان العدل ذاتيًّا نابعًا من كيانه أو أثرًا من الخارج كعلم أو معرفة أو إدراك أو اقتداء، وتتـجلى صور العـدل مع نفـسه في عدة صور مثل: العدل بين الجسد والروح، والعدل بين العقل والفكر، والعدل بين العمل والكسل، والعدل في الأخذ والعطاء، وعلى مستوى الناس بالعدل في الحقوق والواجـبات، وفي البيع والـشراء، والحكم والقضاء، وفي الشهادة والأمانات، وفي المنع والعطاء، أيًّا كانت مسئوليته في الحياة، طلبًا لرضا الله- عزَّ وجلَّ- وأجره وثوابه.

وبذلك فالعدل هو مفتاح استقرار واطمئنان المجتمعات، وحافز على العمل والإنتاج، ومصدر لنماء العمران وكثرة الخيرات والأرزاق، وزرع الثقة بين أفراد الوطن الواحد، يقول ابن خلدون: "اعلم أن العدوان على الناس في أموالهم ذاهبٌ بآمالهم في تحصيلها واكتسابها، لما يرونه حينئذٍ من أن غايتها ومصيرها انتهابها بين أيديهم، وعلى قدر الاعتداء ونسبته يكون انقباض الرعايا عن السعي في الاكتساب والعمران"؛ ولذلك فالبديل في المجتمع- إذا اختفى العدل- المشاحنات والفوضى والاضطراب، مثل: غضبة الشعوب المحتلة ضد محتليها، أو ثورات الشعوب لرفع الظلم الواقع عليها من حكامها بالغلاء والبطالة والسرقات والاضطهاد.

وعلى العكس، ففي ظلال العدل عاشت شعوب الأرض تنعم بثماره، التي أعلنها مندوب الغرب للفاروق عمر: "عدلت فأمنت فنمت يا عمر"، وها هو عمر الحاكم العادل بينما كان يـمرُّ ليلاً عـلى عـادته ليتفـقد أحـوال الرعـية فـرأى رجـلاً وامرأةً عـلى فاحشةٍ فجمع الناس وخطب فيهم: "ما قولكم أيها الناس، في رجلٍ وامرأة، رآهما أمير المؤمنين على فاحشة؟".. فردَّ علي بن أبي طالب: يأتي أمير المؤمنين بأربعة شهداء أو يُجلد القذف شأنه شأن سائر المسلمين، ثم تلا قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور:4) فتوقف عمر عن ذكرهما لعجزه عن الشهود.

وما قصة درع الخليفة علي بن أبي طالب، مع النصراني الذي اختصمه عند شريح القاضي، الذي قضى بالدرع للنصراني، الذي انصرف ثم عاد بعد عدة خطوات يقول: أما أني أشهد أن هذه أحكام أنبياء، أمير المؤمنين يدنيني إلى قاضيه فيقضي لي عليه "الدرع درعك يا أمير المؤمنين".

إن البشرية اليوم في حاجةٍ لترى من أمتنا هذا العدل واقعًا تراه كما لمسته بالأمس، وما ذلك بالصعب عليها، والرسول- صلى الله عليه وسلم- يبشرها بجزاء العادلين: عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن المقسطين (العادلين) عند الله على منابر من نورٍ عن يمين الرحمن- وكلتا يديه يمين- الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وولوا"، وإذا كان الموت آتٍ فليحذر كلُّ حاكمٍ أن يكون غاشًّا لرعيته لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيةً يموت يوم تموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرَّم الله عليه الجنة" (متفق عليه).

العدل طريق الاعتدال:

وإن مَن يتأمل بعمق وصفاء، يجد ذلك الرابط القوي والتلازم المستمر بين العدل والاعتدال؛ إذ إنَّ العدلَ وممارساته حين يسود، يؤدي إلى الاعتدال في المواقف والسلوك والمزاج ومواجهة الأخطار، ويصبح معه منهج الوسطية المنشود الذي هو فضيلة بين رذيلتين.

وقد كان للعدل شأنٌ لدى الحكماء في التاريخ، حين جُعل أساسًا للملك والحكم والسياسة؛ حيث قيل إن (العدل أساس الملك)، وما ذلك إلا لقيمة العدل وتأثيره في النفس والمجتمع وحياة البشر، وفي منهج الحكام والساسة في إدارة البلاد وقضاء مصالح العباد (وهذا هو لبُّ السياسة).

والعدل حين يسود تضيق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويسهل تدارك الفقر ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد، وتقبل الرأي الآخر؛ لأن أهم مقومات العدل الذي هو سبب الاعتدال وعدم التطرف، هو إحساس الإنسان بهويته وكيانه ومستقبله، وهو يرفض ما يفرض عليه من تلون أو تلاعب، وصَدَقَ عبد الله بن رواحة- رائد كل مَن يريد أن يتمسك بهويته الإسلامية- يوم أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أجل أن يجبي الخراج المفروض على اليهود آنذاك على أراضيهم، وخاف اليهود من أن يظلمهم عبد الله بن رواحة، فالتفت إليهم عبد الله وقال: والله إنكم لأبغض خلق الله إليَّ، ولكن هذا لا يحملني على ألا أعدل بينكم.. ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا﴾ (المائدة: من الآية8)

الظلم سبب الفوضى العالمية:

أيها العالم بأسره كن عادلاً وقف ضد الصهاينة المجرمين الظلمة المدعومين من الإدارة الأمريكية في ارتكاب، ويا أيتها الأمة، ويا حكام أمتنا، يا شعوبنا: ارجعوا إلى الله واعدلوا في كلٍّ، وليكن منكم حرصٌ على أن تحبوا لقاء الله ومعكم صحائف عدل بينكم وبين أنفسكم، وبينكم وبين الناس، وقبل ذلك بينكم وبين ربكم.

ولننظر جميعًا كيف أن المشروع الصهيوني الأمريكي يكشف في كل يومٍ عن جورٍ وظلمٍ ونفاقٍ من لون جديد، فبينما يعلن عن الدعوة للديمقراطية والعدل، ويعلن عن حقِّ الشعوب في الدفاع عن نفسها ومقاومة المستعمر لأراضيها؛ فإنه ينكر هذا الحق على الشعوب العربية والإسلامية، وعلى الأخص شعب فلسطين.

وبينما يتصدَّى الفيتو الأمريكي لكل قرارٍ يدين الاعتداءات والمجازر الصهيونية اليومية، فإنه لا يجد غضاضةً في وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، ولا نسمع له صوتًا عندما ينادي البعض بتقديم القادة الصهاينة لمحكمة الجنايات الدولية، وهم الذين ارتكبوا جرائمهم على مرأى ومسمع من العالم أجمع!.

وبينما تقوم الدنيا ولا تقعد في إدانةٍ أية عملية يسقط فيها قتيل غربي أو يهودي؛ فإن هؤلاء يصمتون صمت القبور إذا كان القتلى من جرائم صهيونية وحشية أو إرهابية تخريبية، تودي بالضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، كما يحدث في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، وفي أفغانستان والعراق وغيرها، بينما عدل الله يقضي بأنه ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: من الآية 32).. هذا ميزان الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

إن الإخوان المسلمين يؤكدون أن الفوضى والاضطراب في العالم الآن يرجع السبب فيهما إلى الظلم، وهذه المعايير الظالمة منذ أن استأثرت الدول الكبرى بحقِّ الفيتو مصرة على ضياع حقوق غيرهم من الشعوب والدول بلا حسيب ولا رقيب، وهذا الانحياز السافر الظالم، هو سبب كل الحروب التي تدور رحاها على امتداد الكرة الأرضية، ونؤكد كذلك أنه لا استقرارَ في منطقتنا العربية والإسلامية في ظلِّ وجود الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، ولا أمانَ في ظلِّ هذا الظلم الدولي الذي يمالئ الظالم على ظلمه، ويرفض رد الحقوق لأصحابها، ولا يقرن شعارات العدالة الإنسانية بالتطبيقات العملية على الأرض.

العدل سبب استقرار البشرية:

إن البشرية اليوم في أمسِّ الحاجة إلى العدل الذي أقامه الإسلام على الأرض؛ لإسعاد الدنيا وتصحيح مسار البشر، وإنه لا سبيلَ لاستقرار العالم إلا بالرجوع إلى العدل على كافة المستويات عالميًّا ودوليًّا وإقليميًّا ووطنيًّا؛ فرديًّا وجماعيًّا من المساواة والحرية والعدالة والإقرار بالحقوق لأصحابها، فهل يحسن العقلاء في هذا العالم من الحكام ومن السياسيين والمفكرين تلقي هذه الدعوة لاستعادة العدل الغائب، وإقامته في ربوع المعمورة؟ ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد: من الآية 25).

وهل يفتح عقلاء الدنيا عقولهم وقلوبهم ويتخلصوا من أي ميلٍ أو هوى ليخرجوا البشرية من هذا الاضطراب والفساد العالمي الممسك بخناق العباد، فلا تزال دعوة العدل معلنةً سبيل النجاة: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ (النساء: من الآية 58)، فالحكم بالعدل "بين الناس" لأنه عدل شامل "بين الناس" جميعًا، لا عدلاً بين المسلمين بعضهم وبعض فحسب، ولا عدلاً مع أهل الكتاب دون سائر الناس، وإنما حق لكل إنسان بوصفه "إنسانًا".

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد؛ والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

أين حقوقنا نحن يا أبتاه

Posted by حسام خليل



منذ أن تزوجها أبي وهو يحاول التقرب لولديها ليثبت لها أنه يحبها ، وكنا في بادئ الأمر لا نجد غضاضة في ذلك ، وكنا جميعا نعامل ولديها أحسن معاملة حتى لا يشعروا بالغربة بيننا ، وكنا نحس أننا أصبحنا أربعة عشر أخا بعد مجيئهما
بدأ أبي يهتم بولديها أكثر من اهتمامه بنا ويفضلهما علينا ، فإذا مرض أحدهما سارع أبي به إلى الطبيب بينما يمرض أحدنا وتظهر عليه علامات الإعياء الشديد ولا يسأل عنه أبي
ذات يوم دخل علينا أخي الصغير والدماء تسيل من رأسه مستغيثا بأبي بعدما اعتدى عليه أحدهما وهو يكبره بعشر سنين ، فإذا بأبي ينهر أخي الصغير قائلا : أنا مش عاوز مشاكل في البيت خلينا نعيش في استقرار حرام عليكم
ولم نستغرب هذا الموقف حينما علمنا أن أبي يعمل أجيرا عند والد زوجته أم الولدين وأن أهلها أشداء أقوياء فكان لا يبخل على ولديها بشئ حتى أحسسنا أننا غرباء وأنهم أصحاب البيت

أحداث اسكندرية توابع زلزال 28 / 11 / 2010

Posted by حسام خليل in



ما زال الزلزال الذي أصاب مصر يوم الثامن والعشرين من شهر نوفمبر 2010 نتيجة تزوير انتخابات مجلس الشعب ، تتوالى توابعه تباعا إلى أن وقعت أحداث الإسكندرية اللئيمة والأليمة لتزلزل أرض مصر من جديد في ليلة رأس السنة الميلادية .


ولكن ما العلاقة بين تزوير الانتخابات وبين الانفجار الذي حدث في أحد شوارع سيدي بشر في منتصف المسافة تقريبا بين مسجد شرق المدينة و كنيسة القديسين ، وأدى إلى إصابة مصر كلها وليس فقط إلى موت ثلاثة وعشرين قتيلا وإصابة ما يزيد عن الأربعين ؟ !

بعد فضيحة الحكومة في انتخابات مجلس الشعب كان النظام في حاجة ماسة إلى تحسين صورته أمام الشعب المصري لتنسيه ما حدث من تزوير لإرادته فما كان منها إلا أن أعلنت عن إحالة ثلاثة أشخاص بينهم رجل أعمال مصري وضابطي مخابرات إسرائيليين إلى محكمة أمن الدولة العليا بتهمة التخابر لصالح صديقتنا إسرائيل التي نمدها بالغاز الطبيعي ونبني من أجلها الجدار الفولاذي

وبالرغم من أن العديد من الصحف المصرية قد أوضحت أنه تم القبض على أحد أفراد شبكة التجسس الإسرائيلية في مصر في شهر مايو الماضي، إلا أنه تم الإعلان رسميا عنها الإثنين 20-12-2010 الأمر الذي دفع الدكتور طارق فهمي إسماعيل، خبير الشئون الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط،
أن يعلق على ضبط شبكة التجسس الإسرائيلي في مصر بقوله: "فتش عن التوقيت".
فلقد قالت مصادر سياسية مصرية أن توقيت الكشف عن إحالة 3 أشخاص بينهم رجل أعمال مصري وضابطي مخابرات إسرائيليين إلى محكمة أمن الدولة العليا بتهمة التخابر لصالح إسرائيل، جاء في الأساس لتحسين صورة النظام أمام الشعب المصري بعد فضيحة الانتخابات، كما رأى خبير سياسي مصري أن هذا الكشف يعتبر "رسالة مضادة" من القاهرة إلى تل أبيب في ظل التغييرات الإستراتيجية والفكرية الأخيرة في حقيبة المخابرات الإسرائيلية.
كما أوضحت تلك المصادر أن الإعلان عن هذه الشبكة سيحسن بلا شك صورة الحزب الحاكم والسلطة في مصر على المستوى الداخلي بعد أن تعرضت لكثير من النقد على خلفية ما شهدته الانتخابات التشريعية الأخيرة من تجاوزات وما أثارته من اتهامات قوية من المعارضة ومنظمات حقوقية للحزب الحاكم في مصر بعد "تزويرها".
ومما يؤكد أن ما حدث في الاسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية كان وراءه الموساد الإسرائيلي كرد فعل على الإعلان عن كشف شبكة التجسس ، ما أدلى به عاموس يادلين رئيس جهاز المخابرات الحربية السابق من تصريحات قبيل تسليمه مهام عمله إلى آفيف كوخفي حيث قال يادلين في تلك التصريحات: "إن مصر ملعب رئيسي لنشاطات المخابرات الحربية الإسرائيلية، وإنها نجحت في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي بحيث يعجز أي نظام بعد مبارك في معالجة الوهن والانقسام المتفشي في مصر".. بحد قوله
وفي هذا السياق، أشار د. إسماعيل إلى "أن هذا الكشف المصري يأتي بعد حدوث عدد من التغييرات في تشكيلات المخابرات الإسرائيلية سواء الاستخبارات العامة (الموساد) بتعيين تامير باردو المسئول المخضرم مديرا للموساد بدلا من الجنرال مئير داجان منذ أسابيع قليلة، وكذلك تعيين الجنرال آفيف كوخفي بدلا من عاموس يدلين في رئاسة المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان)". وأوضح أن "السلطات في القاهرة تريد من خلال إعلانها عن هذه الشبكة إيصال رسالة مضادة إلى المخابرات في تل أبيب سواء " الموساد" أو " أمان"، بأنها "يقظة ونشطة" حيال أي اختراق مخابراتي إسرائيلي على أرضها"
ورأى الخبير المصري في الشئون الإسرائيلية أن تصريحات يادلين، التي ليس لها سابقة لمسئول إسرائيلي في الموساد، لها بُعدان: "أولهما توجيه رسالة إلى أعداء إسرائيل بأن المخابرات الحربية الإسرائيلية لها اليد الطولى في المنطقة، وأنه ليس هناك دولة في المنطقة، بما فيها مصر التي ترتبط معها باتفاقية سلام، بعيدة عن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية".
أما البعد الثاني –بحسب المصدر نفسه- فخاص بلعبة توزيع أدوار داخل الساحة السياسية الإسرائيلية، فـ"أمان" تريد توجيه رسالة إلى "الموساد"، الذي عانى من إخفاقات متتالية في مصر ولبنان وسوريا ومناطق التماس مع حزب الله، غرضها إبراز سلسلة نجاحات للمخابراتية الحربية الإسرائيلية في المنطقة".
ولفت إسماعيل إلى أن "الاستخبارات الإسرائيلية فور الإعلان عن سقوط أي جاسوس تعلن أنها ليس لها أي صلة أو شأن بهذا الموضوع، وهو ما حدث بالفعل، ولكنها في نفس الوقت تتابع الموضوع عن بعد".

وعلى هذا تتضح العلاقة بين تزوير إرادة الأمة وبين أجداث الاسكندرية التي جاءت ردا على الإعلان عن الكشف عن ضبط شبكة تجسس من أجل تجميل صورة النظام بعد فضيحة تزوير انتخابات مجلس الشعب

أمة واحدة.. في مواجهة الفتنة

Posted by حسام خليل in

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

جريمة ضد الوطن:

لا ريب عند العقلاء أن الجريمة المروِّعة في مدينة الإسكندرية ليست موجهةً إلى طائفةٍ دون طائفة في هذا الوطن العزيز، وليست اعتداءً على إخواننا النصارى شركاء الوطن والدم والتاريخ فحسب، إنما هي اعتداء آثم على الوحدة الوطنية والعيش المشترك وعلى حرمة الوطن وأمنه واستقراره الذي يجب على الجميع أن يحموه بأرواحهم، صحيح أن المجرمين ربما قصدوا من أجل إثارة الفتنة استهداف إخواننا المسيحيين بالأساس، لكن اختلطت فيه دماء المواطنين من المسلمين والمسيحيين، وقصد المجرمون الذين ارتكبوا هذا الإثم أو من وقفوا وراءه النَّيل من وحدة هذا الوطن العظيم، تلك الوحدة النموذجية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، والتي صانها الإسلام على مدار القرون، باعتبار جميع المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة الإنسانية.. ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)﴾ (الإسراء)، واعتبر العدوانَ على أي نفس بشرية عدوانًا على البشرية كلها.. ﴿أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: من الآية 32).

الدين هو الضمانة الحقيقية

من نافلة القول أن نذكر بأن الرسالات السماوية- وفي مقدمتها الإسلام العظيم الذي ختم الله به رسالات السماء- قد دعت إلى التعايش والأخوة بين البشر، وتميز الإسلام بأنه حمى هذه الأخوَّة الإنسانية وبخاصةٍ مع أهل الكتاب، واختص النصارى بأنهم أقرب مودة إلى المسلمين ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (المائدة: من الآية 82)، بل رفض أن يكون اختلافُ الدين سببًا للعداء بين أبناء المجتمع، ودعا إلى اعتماد البر والإحسان قبل العدل صيغةً للتعامل بين المواطنين، فقال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)﴾ (الممتحنة).

بل دعا إلى ضرورة اختيار وتحرِّي أحسن القول في المناقشة، والجدال معهم برغم اختلاف العقائد، فقال سبحانه: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)﴾ (العنكبوت).

واعتبر الاعتداء على حرمة الدماء غير المسلمة في المجتمع من أعظم الجنايات التي تقطع الجاني عن رحمة الله، فأخرج البخاري في باب: إِثْمِ مَنْ قَتَلَ ذِمِّيًّا بِغَيْرِ جُرْمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا"، وأخرج البيهقي في السنن الكبرى، في باب: مَا جَاءَ فِي إِثْمِ مَنْ قَتَلَ ذِمِّيًّا بِغَيْرِ جُرْمٍ يُوجِبُ الْقَتْلَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةَ عَامٍ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْتُلُ نَفْسًا مُعَاهَدَةً إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَرَائِحَتَهَا أَنْ يَجِدَهَا".

لهذا فإن من أكبر الخطأ تصور أن هذه الجريمة التي تستنكرها الأديان وتستشنعها الإنسانية والتي نالت من المسجد والكنيسة المتجاورين ومن المسلمين والمسيحيين الذين وُجدوا في المنطقة؛ من أكبر الخطأ تصور أنه قد ارتكبها أحد له علاقة بصحيح الدين، وإنما يجب النظر إلى مرتكبيها باعتبارهم أيادي وأدوات مجرمة لجهات معادية تريد الإفساد في الأرض، والعبث بوحدة هذا الوطن وسلامه الاجتماعي، والدفع باتجاه إثارة فتنة طائفية تهلك البلاد والعباد.

هذا ما ينبغي على العقلاء التنبه إليه والتحذير منه، وتأكيد رفضه بكل قوة، فالدين هو أعظم الدوافع لحماية الأرواح وعدم الاعتداء عليها.

ومن ثم تكون المهمة العظيمة التي يجب أن تتحملها أجهزة الأمن أن يتم التعامل مع الجريمة النكراء بمنتهى السرعة والدقة والشفافية والوضوح، في كشف ملابساتها، وتقديم المجرمين الحقيقيين الذين وقفوا وراءها، أيًّا ما كان دينهم أو وطنهم، إلى القضاء الشامخ العادل؛ حماية لوحدة الأمة ودرءًا لمخاطر الفتنة.

حذار من الوقوع في الفخ

إن من الأهمية بمكان أن يتحلى الجميع بالحكمة وأن يتداعى العقلاء إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء دعوات الإثارة، والنعرات الطائفية الضيقة، وردات الفعل غير العاقلة بعد غضب الصدمة الأولى الذي قد نتفهم أسبابه، وأن يتم النظر إلى مصلحة الوطن باعتبارها العنوان الأبرز، وتغليبها على أية مصالح فئوية أو طائفية، وإن من أعظم الخطر أن تستدرج الأمة للوقوع في الفخ الذي نصبه مرتكبو الجريمة من خلال اتهام عموم المسلمين بارتكاب الجريمة، أو أن يلعب الكارهون للمشروع الإسلامي بالنار من خلال استثمار الأجواء المشحونة لمحاربة مظاهر التدين، والتحريض على المتدينين، والدعوة إلى الخلاص من الالتزام الديني، والطعن في تعاليم الدين، وفي منظومته الأخلاقية، فإن ذلك يستفز جماهير الأمة المعروفة بالتدين، ويعطي وقودًا مغذيًا للعنف والتطرف، ويمهد الأجواء لاستغلال القوى المعادية لطلب التدخل في شئون الأمة وتنصيب نفسها مدافعًا عن فئة من شعب مصر المتوحد، على النحو المرفوض الذي تحاوله الإدارة الأمريكية المتصهينة.

دروس مهمة

إن هذه الجريمة التي وحدت المصريين على اختلاف طوائفهم قد كشفت عن دروس مهمة يجب ألا تغيب عن بال المخلصين لهذا الوطن:

* إننا يجب ألا نفصل بين هذه الجريمة المنكرة، وبين مخططات أعداء الأمة لإثارة الفتنة في البلاد، كما اعترف بذلك رئيس المخابرات الصهيونية السابق، مما يوجب السعي الحثيث للحفاظ على وحدة الأمة، وتحصينها ضد كل محاولات الاختراق.

* إننا يجب ألا نفصل بين هذه الجريمة، وبين ما يجري من فتن تستهدف وحدة الأمة، وتمزيق المنطقة، وتقسيم دولها، وإشعال الحروب العرقية والطائفية والدينية بين أبنائها، كما هو الحال في العراق والصومال وجنوب السودان ودارفور، وكما هو الحاصل في اليمن وفي لبنان، وكما يجري في نيجيريا، وغيرها من الدول العربية والإفريقية، على ما هو معروف من القاعدة الاستعمارية: فرق تسد.

الاستبداد والظلم يهيئ الأجواء للاستجابة لمخططات إثارة الفتنة

إن الإقرار بدور الجهات الخارجية المعادية في إثارة الفتنة يجب ألا يشغلنا عن الإقرار بأن هذه الجهات في الأساس تستغل في تحقيق أهدافها الخبيثة تردي الأحوال السياسية الفاسدة، والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية المتدنية للمواطنين، وتستغل تزوير الانتخابات وشيوع ثقافة البلطجة، وإهدار الدولة لقيمة القانون والدستور، وتلاعب النظام الحاكم بالأحكام القضائية، وسد منافذ التعبير عن الرأي وإغلاق أبواب المشاركة أمام أبناء الوطن في حمل همومه منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا بتأميم النقابات والتضييق على مؤسسات المجتمع المدني وتعويقها عن تقديم الخدمات لشعبنا بالإضافة لاستمرار النظام في تغليب الأمن السياسي لحماية النظام على الأمن القومي لحماية الأمة، وإغراق الأمة بالشهوات، ومحاربة التدين، وعدم الاعتناء بملء الفراغ الفكري والثقافي للشباب، مما يسهل عليه الانزلاق في الاستجابة لهذه المخططات الأثيمة، أو على الأقل يدفعه للسلبية واللا مبالاة وضعف الانتماء للوطن الذي يحيا فيه.

في ظل الاستبداد يتحول المجتمع إلى جزر بشرية متصارعة، تشيع بينها الأنانيات الفردية، وتتمزق فيها شبكة العلاقات الاجتماعية، وتتعطل فعالياتُ القيم والأخلاق والرسالة في الحياة، وتموت معنويات الأمة، فلا تتحرك بقوة ويقظة في مواجهة عدو تنسى أنه عدوُّها الوحيد، كما أن الاستبدادَ والظلمَ يقضي على القُدُراتِ العقليةِ والنفسية للأمة، ويفلُّ من إرادتها وعزمها في التصدي لمحاولات الاختراق وإثارة الفتنة، ويُحوِّل الناسَ إلى شخصياتٍ ضعيفةٍ تهتم بذواتها، ولو على حساب أوطانها، فلا هم يستطيعون المدافعةَ عن وطنهم، ولا هم يرغبون في ذلك، ومن هنا يتهدد الأمن القومي للأمة، ويطمع فيها أعداؤها.

قد لا يموت الإنسان في ظل الاستبداد، ولكنه يعيش بإنسانية مفقودة، وشخصية مشوَّهة، وأخلاق مرذولة، وبَلادة وسلبية ممقوتة؛ ما يشجِّع أعداء الأمة على استثمار ذلك في النَّيل منها واختراق حصونها.

ويشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى هلاك الأمة حين ترضي بالظلم وتسكت عليه، فيقول: "إِذَا رَأَيْتُ أُمَّتِي تَهَابُ الْظَالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ إِنَّكَ أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ" (رواه أحمد)، وقال أيضًا: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلاَ يُنْكِرُوهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ" (رواه أحمد).

ويشير إلى ذلك الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز, فيقول: "إن الله لا يؤاخذ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، فإذا ظهرت المعاصي فلم ينكروها استحقوا العقوبة جميعًاوصدق الله العظيم: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً﴾ (الأنفال: من الآية 25).

والنتيجة الطبيعية لهذا الظلم الحاصل أن يضعف انتماء الكثرة المظلومة فتقعد عن مقاومة أي عدو خارجي يقصد البلاد بسوء؛ ذلك أنه لن يكون لدى البعض عدوٌّ مشتركٌ للجميع.

حفظ الله مصرنا العزيزة موحَّدة قوية عزيزة، وحماها من عبث العابثين، ورد عنها كيد المجرمين، ووقاها شر دعاة الفتنة والمفسدين، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

والله أكبر ولله الحمد.. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بر الأمان

Posted by حسام خليل in



كان شئ طبيعي ومش غريب


لما السفينة اتخرمت

نغرق ونسأل عن طبيب

يلحق حياتنا اللي انتهت

من يوم ما فاس الظلم شق

سيبناه يدق

قلناله آه


منقلش لأ


والموج دخل يروي السكات


ويعطّش الصوت اللي فاضل في الضمير


لساه بيصرخ الحقوا


أشلاء ضحايا اتبعترت


يا هل السفينة اتحركوا قبل الطوفان


قوموا نجمع شملنا لبر الأمان

هي ناقصة؟!

Posted by حسام خليل in