كش الملك

Posted by حسام خليل in

قاعد مسهم والعيون متسمرة

وقلوب بتدعي وللأمل مستنظرة

بس البطل أعصابه ليه متوترة

ساعة الخطر تلاقيه رجع خطوة لورا

فجأة ارتبك

لما اتخنق منه الملك

عايش صحيح بس اتخنق

مش لاقي خطوة توصله

ومفيش خانات تستقبله

واللوحة قالت من زمان

مقدرش تاني استحمله

والصوت بيعلى والحصان بيردده

كش الملك والطابية واقفة تهدده

والفيل معاه واخد بإيده يسنّده

وعلى الهوا طار الوزير بيشهده

والعسكري قام جات له فكرة يولّده

عقد الحياة لازم بسرعة نجدده

يا للي عليك الدور

فين يا بطل هتحركه

ومعادش وقت تفبركه

وتفوقه وتنطقه و

تضحك عليه وتضحّكه

طال انتظار الموجودين

ومفيش قرار ومفيش أمل

إيه العمل إيه العمل

من غير كسوف

من غير كمان ما تنفعل

اعلن وقول من غير ما حد ما يسألك

الدور خلص لما اتخنق مني الملك

ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها

Posted by حسام خليل in

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..

فقد أصبح ضروريًّا أن يُفكِّر كل إنسانٍ عاقل- فضلاً عمن يحمل هَمَّ الإصلاح في زماننا هذا في أي مكان في العالم- تفكيرًا جديًّا حول مستقبل كوكب الأرض الذي نعيش على سطحه، وكيف أنه تحيط به الكوارث من كل حدب وصوب، سواءٌ كنا مسئولين عنها بسبب مباشر أو غير مباشر.. تهدِّدنا وتهدِّد كل مقدَّرات البشرية، فمن تلوث بيئي إلى احتباس حراري، إلى خطر نووي، إلى استعمار حديث خبيث بكل صوره العدوانية والاستغلالية؛ يستهدف الطوائف الضعيفة والدول المتخلفة ليمتصَّ دماءها ويستولي على مقدراتها ويحتكر القرار في مصيرها.

فإذا ما أضيف إلى ذلك مناخ قيمي مادي شهواني أدَّى إلى انهيارٍ في الخلق وانتهاك للحرمات وطغيان على الحقوق وغفلة تامة عن يوم الحساب الذي كان الخوف منه شيئًا فطريًّا يحدُّ من ظلم البشر بعضهم ويقلل من تغول السلطات.

ألا يستدعي هذا من كل الحكماء والعقلاء، من كل جنس ولون ودين، أن يتنادوا بأية وسيلةٍ من وسائل الاتصال الحديثة ليقفوا وقفةً واحدةً، وينادوا بصوتٍ واحدٍ ليقفوا في وجه الظلم والاستبداد والفساد والإفساد؟!

وها نحن نناديهم: يا حكماء العالم.. يا عقلاء العالم.. يا أمناء على حقوق الإنسان.. كل الإنسان.. اتحدوا وتعاونوا ولتتضافر جهودكم في كل منظمات المجتمع البشري المدنية لإنقاذها مما هي فيه وما هي منحدرة إليه إذا استمرَّ الحال على ما هو عليه.. ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ (الروم: من الآية 41).

ولو ألقينا نظرةً شاملةً لأهمِّ أسباب هذه الحالة المعقَّدة المتشابكة الأسباب لتدهور البشرية؛ نجد أن الله عزَّ وجلَّ قد خَلَقَ الكون صالحًا منذ نشأته، وأعدَّه للإنسان قبل أن يوجده من آدم وحواء، وأصبحوا كلهم أبناء أب وأم، وأمدَّ الإنسان بكل مقوِّمات حياته ليكون خليفةً في الأرض مسئولاً عنها ليعمرها.. ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ (هود: من الآية 61)، ومن كرم الله وفضله على كل جنس البشر أنه خلق الأرض في يومين، وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين؛ أي أن الناس شركاء في كل مقومات الحياة الضرورية، فهل هناك رعايةٌ للإنسان كل الإنسان بني آدم من ربهم الرحمن.. أكثر من هذا؟!

إنه سبحانه ادَّخر للجنس البشري بل لكل الكائنات مقومات حياتها ورزقها.. ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)﴾ (هود)، فعلى سبيل المثال ادخار البترول بما احتاجه ذلك من إعداد رباني معجز على مدى مئات الملايين من السنين في باطن الأرض حتى إذا نضج العقل البشري وتطوَّر في اختراعاته حتى وصل إلى آلات الاحتراق الداخلي هداه الله إلى استخراج هذا الكنز لينتفع به، وغيره من الكنوز كثير، كان وما زال وسيبقى مدخرًا إلى قيام الساعة ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ (الحجر: 21)، فماذا كان دور الإنسان بعد كل هذا الفضل الرباني عليه، وبعد كل هذا النداء المنبه له: ﴿يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)﴾ (الانفطار)؟!

لقد حوَّل هذه النعمة إلى وسيلة للصراع، ونشر الظلم والحرب والطغيان، محاولاً السيطرة على منابع البترول، وأوقد نيران حروب تهلك الحرث والنسل؛ من أجل هذا الاحتكار البغيض لهذه الثروة وغيرها من الثروات وتقاسموها- للأسف- بقوانين واتفاقيات جائرة، كما توزع العصابات مناطق النفوذ، فكانت اتفاقيات "سايكس بيكو" والانتدابات التي أعقبتها وعود كوعد "بلفور" لاحتلال فلسطين، ورأينا كونغو فرنسيًّا وآخر بلجيكيًّا، وثالثًا برتغاليًّا، وسمعنا عن صومال إيطالي وصومال بريطاني وصومال فرنسي ورابع أمريكي.

وما زالت هذه الحروب الساخنة والباردة من أجل فرض السيطرة والاحتلال لتوسيع مناطق النفوذ؛ فإذا لم نوقف هذه المطامع، ونطالبْ بتحريم كل صور الاستغلال والاستعمار فسيلتَهِمُ هذا الوحش الجشع كلَّ المقدَّرات، وليقف الإنسان العاقل الحكيم ضد الإنسان المستغل لينقذ السفينة التي نركبها جميعًا في هذا الكون؛ لأن الغاية من خلقنا أن نتعاون لا أن نتصارع.. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: من الآية 13)، ومهمتنا أن نصلح ولا نفسد ولا نترك المفسدين؛ لأن فسادهم خطر على الجميع.

ومن زاوية أخرى، نجد أن المتأمل في خلق الله يجد بكل وضوحٍ لكل عين منصفة وعقل راجح أنَّ الله قد خلق توازنًا في كل دورات الحياة، فمن دورة للأكسجين وللنيتروجين ولثاني أكسيد الكربون يتبادل فيها النبات والحيوان مع الإنسان المنافع كما يتبادلون الاستفادة من بعضهم، وكذلك دورة متوازنة للمياه من بحار ومحيطات وتبخر وسحُب وأمطار وأنهار ثم إلى البحار والمحيطات مرةً أخرى، ودورة كذلك للمعادن والأملاح من التربة وإلى التربة ﴿مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ﴾ (الحجر: من الآية 19).

فماذا كان دور الإنسان الجاهل الذي لم يفهم سنن الله في الكون فاصطدم بها وأفسدها وعطَّل كثيرًا من دورات الحياة وبعدها جلس يشكو مما صنعت يداه؟!

ها هي تلوثات البيئة ناتجة من نواتج أخطبوط الصناعات ومافيا رءوس الأموال، يجامل بعضها بعضًا في دنيا المصالح والمنافع على حساب صحة الإنسان وحقوق الإنسان؛ الذي تمَّ طحنه وسحقه بلا رحمة.

ونموذج آخر لتلويث كل مقومات الحياة، من هواء وماء ونبات وحيوان والإنسان في نهاية كل هذا؛ باستخدام المبيدات الحشرية، وكثير منها مسرطن، وكذلك المخصبات غير المأمونة، وهي كثيرة، ثم بعد انتشار هذا الاستخدام الخاطئ المبني على فهم خاطئ للسنن الكونية كانت الكوارث السرطانية؛ مما جنى الإنسان على الإنسان، وتعتبر مصر من أعلى دول العالم إصابةً بهذه السرطانات.

بعد كل هذا يعود الإنسان إلى الزراعة العضوية (الأوجانيك) وإلى المقاومة (الحيوية)، بعد أن دفع ثمنًا باهظًا في التجربة الأولى من خسائر بشرية ومالية، وثمنًا آخر أبهظ في التجربة الثانية، والإنسان هو الضحية في الحالتين.

والنموذج الأخطر هو التلوث النووي؛ الذي عُقد المؤتمر الخاص به في نيويورك الولايات المتحدة (رغم أنها الدولة الوحيدة التي استخدمت هذا السلاح في التاريخ)، وكنا نأمل أن تكون هذه بدايةً لترشيد هذه الطاقة الخطيرة كسلاحٍ ذي حدَّين، فيتم تأمين البشرية من خطرها المحدق، فإذا بالضغوط الصهيونية الخبيثة تعيق ذلك، فلا هم حضروا ولا التزموا بل تحوَّل الموضوع إلى أمان المواد النووية فقط، وتبقى البشرية كل البشرية رهن خطر في يد قوى غاشمة فاسدة مفسدة، تبغي الفساد في الأرض، والله لا يحب الفساد، ولا يحب المفسدين.

وهناك خطر آخر يُحذِّر منه كل العقلاء؛ إذ إنه في مراحله الأولى، ولن تدرك البشرية جرمه إلا بعد فوات الأوان؛ ألا وهو التلاعب بالخريطة الجينية واستخدام الهندسة الوراثية الضارَّة بعيدًا عن الأخرى النافعة؛ حيث إن علمنا في هذه الدائرة ما زال محدودًا، وقد يترتب على هذا العلم المحدود الذي يقترب من الجهل كوارث لا يعلم مداها إلا الله، فليتَّحِدْ كل العقلاء في هذا التخصص ليوقفوا هذا العبث، وننتظر حتى يكتمل علمنا فننطلق بعد ذلك على علم وبينة ونور من الله.

أما عن التلوث القيمي الذي هو من صنع الإنسان أولاً وأخيرًا فحدِّث ولا حرج؛ لأن هذا هو أُسُّ الفساد والإفساد؛ (فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا).

ومن أوجه الخلل في التفكير الإنساني إذا ما جرى وراء شهواته بلا ضوابط من قيم الرسالات السماوية التي أجمعت عليها وسجّلت في التوراة والإنجيل والقرآن وحتى بلا تحكيم عقل ناضج.. فالله عز وجل قد خلق الجنس البشري من ذكر وأنثى، وبثَّ منهما رجالاً كثيرًا ونساء، بل خلق من كل شيء زوجين ليستمر النوع بالتناسل للبقاء، فكيف تدخَّل الإنسان بجهله واتباعه لشهواته المنحرفة، وقلَّد الارتكاسة الأولى للفطرة في هذا المجال في قوم لوط.. ﴿مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ (الأعراف: من الآية 80)، ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ (الأعراف: من الآية 81).

ورغم ما جلبوه على البشرية من ارتكاس للفطرة وانتشار لأمراض ما كانت في أسلافنا من البشر بجريمتهم هذه التي توقف سنن التناسل البشري كما خلق الله، فإنهم ما زالوا لا يستحون، بل نجد مَن يطالب لهم بحقهم؛ فأي عقل هذا؟ وأي حرية هذه؟!

وها هم الإخوان المسلمون يحملون قبسًا من نور الله بحمل رسالة الإسلام الشاملة؛ هم وكل المسلمين في كل بقاع الدنيا، بل وكل المصلحين المدركين لخطر ترك مقدرات البشرية تتلاعب بها المصالح والأهواء، وهم واثقون أن الله سيعين كل المصلحين؛ لأنه يحب الصالحين والمصلحين ويبغض الفاسدين والمفسدين.. ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (البقرة: من الآية 251)، ولكن الله ذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.

ولنكن جميعًا على ثقةٍ من أن ظلام الدنيا كلها لا يقوى على إطفاء ضوء شمعة، بل تبدِّد هذه الشمعة البسيطة هذا الظلام الدامس.

وأيضًا لا نستقل أي مجهود مخلص تتضافر معه كل الجهود الصادقة؛ لأن أنهار الدنيا هي مجموع قطرات المطر.

وفي الختام.. ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ (الطلاق: من الآية 3).

فار

Posted by حسام خليل in ,

محاذاة إلى الوسط
كنا نغني واحنا صغار

غاب القط العب يا فار

لكن لما بقينا كبار

لعب القط ويّا الفار

واما كبرنا شويه كمان

فجأة لقينا القط جبان

لا بيتنطط ولا بينونو

إلا لما يغيب الفار

بس يا بسبس قلي سعادتك

لما شفت القطة بتاعتك

نايمة وساكنة ف حضن الفار

بيخربشها ويعضعضها

ويعذبها ليل ونهار

ليه يا مخربش وانت مطنش

سبت القطة وسبت الدار

ليه مديها الطارشة وساكت

وانت شايفها ف وسط النار

ليه مسمعتش صوتك نونو

ليه ملقتشي دمك .........؟

وإن جندنا لهم الغالبون

Posted by حسام خليل in

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومَن تبعه بإحسان إلى يوم الدين..

الاستبداد إلى زوال

يحاول الباطل دائمًا أن يقلب الحقائق، فيحوِّل الظالم إلى مظلوم، والجلاَّد إلى ضحية، والضحية إلى مجرم، فالداعي إلى الخير خارج عن القانون، والقائم بالإصلاح مآله الاعتقال، بل ويطالب البعض بضربه بالنار!!، فهل بات الإصلاح والمطالبة بالحريات جريمةً في عالمنا الإسلامي؟ وهل أصبحت خطابات الاستجداء ولافتات التأييد نضالاً وبطولةً؟!.

هذه إشاراتٌ لسوءة عصرنا الذي انتشر فيه الاستبداد، خاصةً أمام الشعار الرباني الذي يرفعه الشرفاء: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود: من الآية 88).

فهذه السجون التي تلفُّ عالمنا بخيرةِ أبناء الأمة، وهؤلاء الأسرى من مجاهدي ومجاهدات فلسطين في سجون الاستبداد الصهيوني؛ ما هي إلا المخاض للأمل القادم بإذن الله؛ ليبدّد ظلام الاستبداد: ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ (الرعد: من الآية 17).

فهذا الاستبداد وإن طال ليله فهو إلى زوال، وسيقف المفسدون بين يدي ربهم: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ* وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ* سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ* لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (إبراهيم: 48-51).

فماذا جنى قائد المستبدِّين: يوم أن قال: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (غافر: من الآية 29)، ويوم أن ردَّ على المؤمنين: ﴿قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى﴾ (طـه: من الآية 71)، ألم تكن نهايته: ﴿فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا﴾ (الإسراء: من الآية 103).

سنة الله في الخلق

وهذه سنة الله التي لا تتبدَّل ولا تتحوَّل.. إنها السنة الماضية إلى يوم الدين، في الوعد الحق من الله تعالى، لكل الدعاة والأحرار والشرفاء، وهم يواجهون العوائق، ويتجاوزون الصعاب؛ بإيمان عميق، وفهم واضح، وعقيدة راسخة، تسيطر على قلوبهم وعقولهم وتصرفاتهم، يقول تعالى: ﴿ولقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ* وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ* فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ* وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ* أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ* فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ﴾ (الصافات: 171- 177)، هذه سنة عامة، وهي مستمرة في جميع بقاع الأرض وفي جميع العصور، إن أخلص الجند، وتجرَّد المصلحون، فهي غالبةٌ منصورةٌ، مهما كانت الصعاب والعراقيل، وهل يقف أمام وعد الله شيء؟! وهل يوقف سنة الله شيء؟! قد يؤجِّلها الله إلى حين ولكنها لا تتخلَّف، وقد يُمهل الله الظالم ولكنه لن يفلته أبدًا من الحساب والعقاب، وكل ذلك بتقدير الله، لا بما يريده البشر أو بما يتصوره الناس، فالأمر من الله أكمل وأبقى وأشمل وأحكم، وما يريده الله هو الغالب؛ لأنه سبحانه الفعال لما يريد: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)، ونداؤنا إلى كل الساعين للإصلاح أن يخلصوا لله ويجعلوا الوجهةَ له سبحانه، ويستمروا في العمل الجادِّ لإنقاذ الأمة من المصير المجهول الذي يدفعه إليها الاستبداد والفساد.

﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾

فما يكون في الكون إلا ما أراده الله، وقد يُهيئ الله للبشرية آياتٍ لا يعلمها إلا الله؛ من أجل أن نعرف قدرته وسلطانه ﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ﴾ (الزمر: من الآية 16) لعل البشرية تفيء إليه، في مجال أوسع، وفي أثر أدوم، فما زال بركان أيسلندا يعوِّق حركة الطيران في معظم أنحاء دول أوروبا، رغم مرور أكثر من أسبوع على ذلك؛ بسبب الرماد أو الغبار البركاني المتصاعد، الذي يحجب الرؤية ويهدِّد الملاحة الجوية، فدخانه يحتوي على جسيمات ضئيلة من السيليكون، وكل المصهور في جوف البركان يتحوَّل إلى دخان يمكن أن يتلف محركات الطائرات وهياكلها وجميع الأجهزة الإلكترونية الدقيقة، فضلاً عن إصابات رئوية خطيرة لجميع الكائنات الحية.

أليست هذه الآية لأهل الأرض جميعًا للعود الحثيث إلى رب العزة؟ يقول تعالى: ﴿وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا﴾ (الزخرف: من الآية 48)، وهل هي دعوة إلى التصدِّي للفساد والمفسدين والطغيان والطاغين؟! يقول تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون﴾ (الروم: 41)، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما نرى آياتِ الله في كسوف أو خسوف الشمس؛ أن نلجأ إلى الله بالصلاة والدعاء، ونتحصَّن بالاستعداد لليوم الآخر؛ لنكون قدوةً للناس جميعًا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ (الحج: 1-2)، وهذه العودة إلى الله تعني العودة إلى الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، ومعرفة قدرته القاهرة سبحانه فوق عباده، بالامتثال لأمره ونهيه، وليس مجرد الخوف من بطشه وعقابه.

الطوارئ لن تدوم

رضي الله عن حاكم الأمة العادل عمر بن الخطاب وهو يقول: "نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، فالإسلام يطالبنا بالعزة لا بالاستضعاف.. والقوة لا بالهوان.. والحرية لا بالاستبداد؛ الذي هو يهوى ويتساقط بكل أنواعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يوم أن نمارس حياتنا بالإسلام، ويوم أن يكون الولاء لله وحده لا للمستبدِّين، ويوم أن نكون عبيدًا لله وحده لا لأصحاب السلطة.

فأمجاد أمتنا لم تصنعها في يوم ما قوانين طوارئ، ولا محاكم استثنائية ولا أحكام عرفية، ولا شرطة ترهب الأحرار، ولا سجون تقمع الشرفاء، وإنما صنعها العدل، وصاغتها الحريات، وأنتجتها المساواة، فكانت بحقٍّ أمة الحق والعدل والمساواة والحرية قبل أن تعرف الحضارات الحديثة هذه المصطلحات.

فيا قومنا..

أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم تقُم على أرضكم، إن بداية الإصلاح هو إصلاح هذه النفس البشرية بتمام العبودية لله، ومراقبته في كل شأن وكل حال، واستشعار المسئولية "كلكم راع ومسئول عن رعيته، المرأة راعية ومسئولة عن رعيتها وكذلك الحاكم راع ومسئول عن رعيته"، ففي البيت لا يُبرَم أمرٌ من فطام الوليد فما فوقه إلا عن تراضٍ وتشاور ﴿فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا﴾ (البقرة: من الآية 233)، وعلى مستوى الدولة أمر المسلمين شورى بينهم ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى: من الآية 38) والأمر الإلهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكل مسئول بعده ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ (آل عمران: من الآية 159).

نطالب بإطلاق الحريات؛ حتى تتمكن أمتنا من نهضة حقيقية لاستعادة مجدها العظيم، وأن تمتلك الإفصاح الحر، عن رأيها في اختيار ممثليها وحكامها، كما تريد، ونحب أن يعلم الجميع أنهم سواءٌ في تحمُّل هذا العبء من الاضطلاع بمسئولية الإصلاح؛ فلا تستصغروا شأنكم أو جهدكم أو رأيكم؛ لأن مالك القوى والقدر هو الذي يؤتي الملك مَن يشاء وينزع الملك ممن يشاء، وما نحن إلا أسباب نستر القدرة ونأخذ الأجرة من الله: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: 5-6).

نطالب بإنهاء استئثار الحاكم بالسلطة دونما محاسبة من الأمة تحت مسمَّى الطوارئ أو درء الفتن أو الحفاظ على الأمن القومى، فكل ذلك مفسدة مطلقة هي عين الفتنة، حيث تربَّى في أغلب دولنا الإسلامية جيلٌ كاملٌ لا يعرف إلا قيود الطوارئ على الحريات العامة أو التقاضي والحبس والاعتقال، بدلاً من مواجهة الفساد والمخدرات والانحلال والإرهاب والاحتلال!.. فهل ألفت الشعوب وتعايشت مع قوانين الطوارئ بحكم الزمن؟ وإذا كانت حالة الطوارئ الاستثنائية هي القاعدة، فما القانون الطارئ أيام الحرب أو الوباء أو الكوارث، جنبنا الله ويلاتها؟ وأين هي القوى الشعبية التي تواجه التمديد المستمر لمواده، التي باتت سيفًا مصلتًا على الرقاب، خاصةً أمام الوعود المؤخَّرة بإلغائه، والتي تبخرت ولم يكن لها أي وجود؟!

وفي مصرنا خصوصًا نطالب مع كافة القوى الوطنية التي أجمعت على إلغاء العمل بها، برفع حالة الطوارئ قبل نهاية شهر أبريل الحالي، والاستجابة في ذلك لتوصيات كافة المجالس الدولية والمحلية لحقوق الإنسان، التي أعلنت سقوط مبرِّرات العمل بها؛ نظرًا لانتفاء وانقضاء الشروط التي حدَّدها الدستور لاستمرار حالة الطوارئ، وتعارضها مع المواثيق الدولية المعنية، بحقوق الإنسان، وفي قوانيننا المدنية الكفاية لكل ما نحتاجه، فلا قانون طوارئ ولا قانون إرهاب.. فهل تتحقق هذه المطالب؟!

يا قومنا..

قانون التطهير العرقي في فلسطين زيادة في فُجر الصهاينة، لا يردعه إلا وحدة الصف الإسلامي، سنةً وشيعةً، عربًا وعجمًا، على اختلاف ألواننا وألسنتنا وفصائلنا، فالحقُّ الفلسطيني في كل أرضهم حقٌّ مقدسٌ في كل الرسالات والأعراف والقوانين، وحقوق الإنسان في الشرق أو الغرب، فإما أن ننال حقوقنا وإلا فليس للفلسطينيين أو العرب أو للأمة الإسلامية إلا المقاومة بكل الوسائل المشروعة، بما فيها المقاومة المسلَّحة، فذلك العلاج الناجع لهذا الاستبداد الصهيوني المدعوم أو المسكوت عنه غربيًّا وعالميًّا ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ (الأنبياء: 18).
د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين

الضربة الرابعة

Posted by حسام خليل in


وقف على رصيف المترو في اتجاه الجيزة ينظر في ساعة هاتفه تارة ويجول بعينه في أرجاء المحطة تارة أخرى حتى استقرت عينه فجأة على وجه في الجهة المقابلة باتجاه شبرا ، وكلما اقتربت صورة هذا الوجه من عينه كلما عاد بذاكرته بعيدا إلى الوراء ، يااااه ، أهذا هو أيمن الذي كان يجلس بجواري في الفصل أيام الثانوية ؟، ما الذي فعل بك هذا يا أيمن ؟ وما هذا المجرى المائي على رأسك بين شاطئين أبيضين ؟ وما هذه الغضون التي انتشرت على صفحة وجهك ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ، ها هو أيمن يشير بكلتا يديه متهللا لقد عرفني ، بادله التحية والبشر والسرور ، ولكن أيمن استدار فجأة وتركه وذهب مسرعا ، وبعد أقل من دقيقة وجد نفسه في أحضان أيمن وبدأ كل منهما يعصر الآخر لتنزل الدموع من العيون ، وفي غمرة الفرح أخذ كل منهما رقم هاتف صاحبه ، وقبل أن يكمل تسجيل اسم أيمن على هاتفه وصل المترو فبادر أيمن مسرعا بمد يده مصافحا وتركه يركب المترو ، وحينما صعد إذ بشاب طويل عريض يقول له ، تفضل يا عمي الحاج ! ، جلس مكانه وكلمات الشاب ترن في أذنيه وهو يسأل نفسه : أنا أصبحت عمي الحاج ؟ هرب من باقي الأسئلة وأكمل تسجيل اسم أيمن في هاتفه وبدأ الاتصال ، رنة غريبة إنها أغنية طالما سمعها في الميكروباصات ولكنها هذه المرة تضربه بقوة : (ببص لروحي فجأة لقتني كبرت فجأة تعبت من المفاجأة ونزلت دمعتي )
وقطع صوتُ أيمن الأجش صوتَ المغني قائلا : ايه يا راجل يا عجوز فينك وفين أيامك الحلوة ، انقطع الاتصال وهو يرد على أيمن قائلا : الشباب شباب القلب ولا بد أن نستعيد شبابنا و .... حاول الاتصال مرة أخرى فإذ بالضربة الرابعة والقاضية ترن في أذنيه بصوت يقول له : رصيدك الحالي لا يسمح


وقت الغروب (الرابطة)

Posted by حسام خليل in


ألم يئن الأوان لرفع الظلم عن المظلومين؟

Posted by حسام خليل in

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ومن تبع هداه إلى يوم الدين .. وبعد ؛

فيقول الله تعالى فى الحديث القدسى : "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".

بعد مضى أكثر من ثلاث سنوات حبس فى القضية العسكرية الأخيرة (2 لسنة 2007 جنايات عسكرية عليا) ألم يئن الأوان لرفع الظلم البيّن الواضح الذى لحق بالمهندس خيرت الشاطر وإخوانه الكرام حسن مالك وأحمد شوشة وأحمد أشرف وصادق الشرقاوى الذين لا يزالون رهن السجن ويعانون من أمراض خطيرة تهدد حياتهم جميعا ويعانون قسوة الظلم والسجن والمرض .

لقد صاحبت تلك القضية بالذات عدة ظواهر مقلقة ومزعجة ضاعفت شعور الإخوان جميعا بالظلم وخاصة الذين تمت محاكمتهم وأسرهم والعاملين معهم والقريبين منهم، بما يؤكد ضرورة المسارعة برفع الظلم ورد الحقوق :

أولا : الإصرار على استمرار المحاكم العسكرية والاستثنائية للمواطنين العاديين مما يمثل خرقا للدستور والقانون، فهذه هى المحاكمة السابعة لعدد كبير من قيادات الإخوان المسلمين لم يمارسوا أى أعمال عنف أو تهديد بالعنف ولم يرتكبوا أية جريمة فى حق مصر وأمنها .. وبذلك يكون مجموع من تمت محاكمتهم عسكريا (178) أخا صدر ضد (118) أحكام من محاكم استثنائية وغير مختصة ، وبكل المعايير الدستورية والدولية، فهذه أحكام باطلة ساقطة مهدرة من محاكم سياسية على اتهامات سياسية .

ونحن إذ ندعو إلى وقف تلك الممارسة المشينة لمصر وإلغاء جميع أحكام المحاكم العسكرية فى حق المدنيين، فإننا نؤكد على ضرورة إلغاء المادة 179 من التعديلات الدستورية الأخيرة التى تقنن دستوريا إنشاء محاكم استثنائية خارج الإطار القانونى الطبيعى مما يهدد دولة القانون .

ثانيا : إهدار أحكام القضاء الطبيعى أكثر من مرة، فقد صدرت 3 أحكام ملزمة بإخلاء سبيل هؤلاء الإخوان الكرام، ومع ذلك أصرت أجهزة الأمن على احتجازهم باعتقالات إدارية ثم إحالتهم لمحاكم عسكرية غير مختصة بمحاكمة المدنيين .. وقد استمرت تلك الممارسات فى قضايا أخرى مما يهدر أحكام القضاء ويفقد المواطنين الثقة فى القضاء العادل ويهدد استقلال القضاء .

ثالثا : القسوة البالغة فى الأحكام والتى وصلت للمرة الأولى إلى أحكام بالسجن لعشر سنوات على متهمين غائبين بهدف منعهم من دخول البلاد ثم أحكام بسبع سنوات على المهندس خيرت الشاطر والأستاذ حسن مالك، والإصرار على تأكيد تلك الأحكام مع مرحلة النقض العسكرى والتى كان الجميع ينتظر منها أن تعيد الأمور إلى نصابها المعقول بما يخفف الظلم الفادح الواقع على هؤلاء الإخوان، وبما يوضح أن مرحلة النقض ليست بأفضل من المرحلة الأولى، وأنه لا يتم إطلاقا تطبيع القضاء العسكرى وتحويله إلى قضاء طبيعى، بل ظل محتفظا بطابعه الاستثنائى الخاص الذى يجب أن يظل فى إطار محاكمة العسكريين فقط ويجب ألا يتدخل فى محاكمة المواطنين الطبيعيين أبدا بحال من الأحوال.

رابعا : العقاب الجماعى والاقتصادى لكل العاملين فى الشركات الخاصة برجال الأعمال الذين زخرت بهم هذه القضية بالذات والتى أدت إلى خسائر فادحة لتلك الشركات .. وهؤلاء جميعا – حتى الذين حصلوا على البراءة – مازالوا يعانون من غلق شركاتهم وتجميد أموالهم وأرصدتهم فى البنوك، وتعليق أعمالهم السابقة ومطاردتهم فى أرزاقهم .. رغم صدور عدة تقارير رسمية بتبرئة شركات هؤلاء الأخوة ومؤسساتهم من تهم غسيل الأموال الظالمة، وكانت سببا فى تشويه متعمد لكفاح هؤلاء الأخوة وعصاميتهم، هذا ظلم لمئات الأسر التى تسعى بجد، وتكد بدأب فى سبيل الرزق الحلال وتعمل من أجل تنمية مجتمعهم ورفعة شأنه .

ونحن نناشد أصحاب الفكر جميعا التصدى لتلك الظاهرة الخطيرة التى تهدد التنمية والاستثمار فى مصر وتطرد المستثمرين خارج البلاد، حيث تُدمر مؤسسات اقتصادية رائدة لخصومة سياسية ظالمة، كما نطالب بإعادة الأموال المغتصبة وفتح الشركات المغلقة إلى أصحابها .

خامسا : العقاب على النجاح : كانت هذه القضية بالذات عقابا للإخوان المسلمين على نجاحهم الكبير فى انتخابات مجلس الشعب 2005م أى قبل سنة واحدة من تفجير تلك القضية الظالمة، عقابا لكل من ساهم فى نجاح المرشحين أو من تظن به أجهزة الأمن أنه ساهم فى دعم مرشحى الإخوان بأى طريقة . والله تعالى يقول (هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ) (الرحمن:60) بينما يقول النظام فى بلدنا إن جزاء النجاح هو العقاب للأبرياء ( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل: 56)

وفى هذا لو يعلمون إنهاء للحياة السياسية تماما ورسالة لكل الفاعلين السياسيين مفادها أنه لا أمل فى إصلاح دستورى وسياسى، مما يفقد الشعب والقوى السياسية الثقة فى كل شعارات الإصلاح .

سادسا : خلق عداوة بين الأزهر وبين الإخوان : حاولت أجهزة الأمن بكل دأب على زرع عداوة بين الأزهر الشريف كمؤسسة تعليمية دينية وقياداتها وبين الإخوان المسلمين كهيئة شعبية إسلامية وشباب الأزهر من أساتذته من المقتنعين بفكر الإخوان المسلمين الوسطى المعتدل الذى شهدت له الدراسات الموثقة فى جامعة الأزهر الشريف والتقارير الرسمية الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية .. ولا يمكن للإخوان أن يستدرجوا إلى عداوة مصطنعة مع أى هيئة إسلامية أو جماعة إسلامية وإن اختلفت معها فى بعض الفروع الفقهية أو الآراء السياسية، فنحن يجمعنا مع كل من يعمل من أجل رفعة الإسلام وإعلاء شأنه حب وإخاء وتعاون وولاء .

سابعا : الدور المشبوه الذى لعبه بعض المنتسبين للإعلام فى هذه القضية، والذى ساهم فى خلق صورة ذهنية سلبية ومشوهة للشباب البرئ الذى بدأت القضية باستعراضه الرياضى لفنون الدفاع عن النفس كالكاراتيه والكونغ فو، والذى تسببت الأقنعة السوداء فى التلبيس على الرأى العام، بينما كان الظن بالإعلام الحر أن يجلى وجه الحقيقة بحوارات مع الشباب وإظهار نيتهم الصادقة واهتمامهم بقضايا وطنهم المصرى العربى والإسلامى وباستثناء عدد محدود من الإعلاميين، فقد سارع أغلبيتهم فى استثمار مناخ الإثارة والتهييج تليفزيونيا وصحفيا مما أدى إلى مشاركتهم الفعلية فى الظلم الواقع على الشباب الذين برأتهم فى النهاية أجهزة التحقيق فلم يتم تقديمهم إلى المحاكمة وبقى الظلم الفادح البين الذى وقع على قيادات الإخوان القابعين الآن خلف الأسوار من أساتذة جامعات ورجال أعمال شرفاء وقادة شعبيين، والسؤال الآن وبعد مضى تلك السنوات ألا يشعر هؤلاء الذين ساهموا فى ذلك الظلم بفداحة ما أقدموا عليه وضرورة مراجعة النفس والاعتذار الفعلى لهؤلاء جميعا ولأسرهم التى مازالت تعانى من آثار الظلم .. وستبقى علاقتنا برجال الإعلام جميعهم ووسائل الإعلام كافة تقوم على الصدق والمصارحة والإنصاف .

أما الذين تولوا كبر هذا الظلم فنقول لهم : بادروا برفع الظلم ورد الاعتبار للمظلومين عسى أن يخفف ذلك عنكم بين يدى الحكم العدل الذى يحاسب الناس بمثقال الذر (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:7-8)، فأحب إلينا أن يقبل الله توبتكم من أن ينزل بكم عقوبته فنحن صابرون بحول الله وقوته ماضون إلى ما يحقق رفعة ديننا وأوطاننا لا نسألكم إلا المودة فى القربى .

أما أنتم أيها الأخوة المبتلون :

فهنيئا لكم صبركم الجميل والله المستعان على هداية كل من ساهم فى ظلمكم برد بعض حقكم إليكم، ولن يوفى جزاءكم إلا الله الغفور الشكور .

وأنتم أيها الإخوان المسلمون :

لقد علمتم أن طريقكم هو طريق الابتلاء والتضحية فى سبيل الله تعالى، لا تبغون إلا وجهه الكريم ولا تقصدون إلا رضاه .

ضبط كاملويا شعب مصر العظيم :

لا نمن على أحد بتضحياتنا ولا نطالب الجزاء إلا من ربنا، ولكننا نقول لكم إن المطالبة بالإصلاح والتغيير تقتضى دفع ثمن ذلك من التعب والجهد والعناء، والوقوف مع الحق وفى وجه كل صور الظلم والفساد والاستبداد، فهيا إلى العمل والبذل والتضحية، فلا يضيع حق وراءه مطالب .

والله أكبر ولله الحمد

القاهرة فى : 1 من جمادى الأولى 1431هـ الموافق 15 إبريل 2010م

حب جديد

Posted by حسام خليل in

انا ليا حدود معاكي

والحب ملوش حدود

مقدرش اهرب معاكي

من غير ما اهرب واعود

ولو لقيت ف هواكي

طريق مهوش مسدود

هطير واهرب معاكي

وهتحدى الرعود

يا أجمل ابتسامة

اترسمت ع الخدود

مقدرش استغنى عنك

وامنيكي بوعود

أنا ممكن ابقى جنبك

وانسى كل العهود

واعيش حبك ف حبي

وازيل كل السدود

وادوق طعم الأماني

واقطف كل الورود

وانسى العالم ف حضنك

وانسيكي الوجود

لكن بيحشني حبك

وبيمنعني السجود

الحقيقة الثالثة

Posted by حسام خليل in


وحدوه

Posted by حسام خليل in


ماشيين ومش عارفين
مين اللي سايق مين؟
هو احنا موصلينه
ولاّ وراه ماشيين؟
ومحدش حتى عارف
احنا رايحين على فين؟
شمال نحود شمال
يمين نمشي ليمين
وخطوتين أدام
نرجع وراها سنين
وسمعنا وحدوووووه
رحنا موحدين
ورجعنا بردو تاني
نمشي وراه ساكتين
طب هو لسة عايش
ولاّ احنا مش عايشين؟
واحد سألنا يا هوه
هي جنازة مين؟
مين في النعش نايم
عايز اعرف بس مين
قلنا جنازة إيه ؟!
يشفيك يا بو المجانين
دا العرش وصاحبه سايق
واحنا وراه ماشيين

رباعيات حسام خليل

Posted by حسام خليل in

قعدت ساعة العصاري
ألاغي حبك ف قلبي
أتاري لزما أداري
يا مصر ع المستخبي
-------------------------------------------------
قالولي لمح وخبي
وبلاش صريح العبارة
لقيتني بسرح واعبّي
والضغط جاب المرارة
-----------------------------------------------
مصر ...الفساد بقى للركب
والباشا لسه وزير
وتصريحات ليها العجب
بالكدب والتزوير
----------------------------------------------
يا مصر مين هيخلصك
وانا ابنك الحيران
ليه سيبتي ندل يرخصك
وتشغليه سجان
--------------------------------------------
الشعب ماشي ف جنازة
والباشا فوق النعش
وعشان عقولنا ف أجازة
فاكرينه كرسي العرش

من القائل

Posted by حسام خليل in

من القائل؟
أنا القاتل
تموت الحرة الثكلى
ولا تأكل
بثدييها

وإن ضاقت بها الدنيا
تصون العرض لا تخضع
بعينيها

وكل متاعها شرفٌ
وزاد عيالها تقوى
لكي تقوى
ولا تقوى على فحشٍ
ولا تسعى إلى دنيا
فقد عاشت
إذا ماتت
بليلٍ دون عفتها
بغزتها
تعيش الحرة الثكلى
وما أكلت بثدييها
من القائل؟
أنا القاتل

فريضة السلام في الإسلام

Posted by حسام خليل in

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه..

السلام في الإسلام أساس حركة الأمة..

في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى قيم الإسلام ومبادئه، لما يعانيه من مشكلات اقتصادية واجتماعية، ناهيك عن الكوارث السياسية التي جرَّتها عليه المناهج الأرضية والصراعات والمطامع الدنيوية، خاصةً بعد صحوة الشعوب واستيقاظ نشطائها نحو التغيير والإصلاح؛ يدرك لا محالة- بعد إفلاس المحتل أو المهيمن أو المحاصر في تحقيق وعوده- أنَّ منهج الإسلام الذي أسعد البشرية دهورًا في تطبيقه هو صراط الله المستقيم؛ الذي فيه إنقاذ البشرية مما تعانيه من آلام ومصائب، بنشره للحرية لا الديكتاتورية، وللعدل لا للظلم، وللنظام والمؤسسية لا للفوضى، وللعفة لا للإباحية، وللوحدة لا للفرقة، فكل جمال إنساني تجده في هذا الإسلام، لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82)﴾ (النساء).

ومن أعظم ما جاء به الإسلام هو دعوته الواضحة إلى السلام لا العصبية، يقول صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية" (رواه أبو داود)، وبذلك أرسى الإسلام قواعد السلام العالمي؛ لأن رسالته عالمية، يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ (سبأ: من الآية 28)، وأيضًا: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾ (الأنبياء: من الآية 107)، فما يهتف به مصلحو العالم اليوم هو الذي أرساه الإسلام من العدالة والحرية والسلام والوئام، وهو ما لم تحققه حتى اللحظة هيئة الأمم المتحدة، ولا مجلس أمنها، ولا من قبلها عصبة الأمم بكل مؤسساتها.

فالسلام في الإسلام أساس حركة الأمة، ففي ليلة كلها سلام نزل القرآن، وتحية الله لعباده السلام، والله تبارك وتعالى اسمه "السلام"، ومن ثم لا يردُّ المسلمون دعوة السلام، لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)﴾ (الأنفال).

فإذا كان الإسلام دين السلام فما موقفه من فكرة الحرب؟!

يقول الإمام البنا: "حين تكون الحرب لردع المعتدي، وكف الظالم، ونصرة الحق، والانتصاف للمظلوم؛ تكون فضيلةً من الفضائل، وتنتج الخير والبركة والسمو للناس".

والشر إن تلقه بالخير ضقت به ذرعًا وإن تلقه بالشر ينحسم

والناس إن ظلموا البرهان واعتسفوا فالحرب أجدى على الدنيا من السلم

* فردُّ العدوان والدفاع عن النفس والأهل والمال والوطن والدين؛ هو إذن الله تعالى للمظلومين.. ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)﴾ (الحج).

* وتأمين الحريات في الدين والاعتقاد للمؤمنين الذين يحاول الأعداء أن يفتنوهم عن دينهم، ويزرعوا الشقاق والنزاع بينهم، هو آية الله البيِّنة.. ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)﴾ (البقرة).

* والدفاع عن كل المستضعفين جهاد وقتال في سبيل الله.. ﴿وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)﴾ (النساء).

* وحماية الإسلام من المؤامرات والمكائد التي تُحاك باسم معاهدات السلام المزعوم؛ هو أمر الله للمؤمنين.. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)﴾ (النساء).

* وتأديب الذين ينكثون العهود، وإغاثة المظلومين على أيديهم من الأمة، والانتصار لهم ممن ظلمهم؛ هو شعار القرآن الدائم.. ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ (الأنفال: من الآية 72)، وبعده مباشرةً احترام العهود العادلة واجب شرعي.. ﴿إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾ (الأنفال: من الآية 72).

بعد هذا الوضوح علامَ يخشى بعض أبناء الأمة؟

هل يخشون من رفض معاهدة التكبيل المسماة بـ"السلام"، خائفين من الحرب كمبرر للرفض؟! وهل انتهت الحروب مع الصهاينة وفق ما أعلنه السادات في الكنيست الصهيوني: بشِّروا أولادكم أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب؟! وهل حقَّقت معاهدة السلام آمالَ الأمة أم كانت سلمًا ظالمًا مغشوشًا قائمًا على التنازلات؟!، وهل معنى إعادة النظر وحتى إلغاء المعاهدة إعلام الحرب؟ فها هو الكيان الصهيوني قد نقض كل عهوده، ولم يحترم ولا اتفاقية ولم يعلن الحرب وإن كان يستعد لها.

* فبعد أكثر من 31 عامًا.. من توقيع المعاهدة لم تتوقف حرب الجواسيس التي هي أكثر من الآلة العسكرية تخريبًا.. ثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وعلميًّا، وآخرها قتل المبحوح على أرض عربية.

* وبعد أكثر من 31 عامًا.. لم تعد إلينا أراضي فلسطين، بل نرى المزيد من تدمير البيوت، وبناء المغتصبات، وتهويد القدس، والتهديد بهدم المسجد الأقصى، والقمع المستمر للمقاومة، والحرب المتواصلة على غزة المحاصرة.

* وبعد أكثر من 31 عامًا.. لم تعد سيناء لمصر إلا شكليًّا، فالجيش والطيران والدفاع محرومون من التواجد، فالمطارات العسكرية محظور استعمالها لأي غرض عسكري، وثلثا سيناء منزوعة السلاح، بل محرومة من التنمية البشرية والاستثمار الاقتصادي بالمشروعات النافعة، وليس بالقرى السياحية وتوابعها.

* وبعد أكثر من 31 عامًا.. يرى بعض المحللين السياسيين أن المعاهدة لم تؤدِّ إلى تطبيع كامل في العلاقات؛ لأنها فرض إرادة طرف على الآخر، فما زالت العلاقات تتسم بالبرودة والفتور.

* وبعد أكثر من 31 عامًا..: ما زال الصهاينة يعبثون بأمتنا، في الامتناع عن التوقيع على معاهدة منع الانتشار النووي التي تهدد أمن مصر، وفي احتلال قرية أم الرشراش المصرية (إيلات)، والتي كانت مدينة الحجاج المصريين، وفي التهديد بهدم السد العالي، وفي بناء الجدارات العازلة، مع التوسع في بناء المغتصبات، خاصةً في القدس.

* وبعد أكثر من 31 عامًا.. تفقد مصر السيادة على سيناء، من أول لحظة أعلن فيها بيجين أثناء تسليمه الشكلي لسيناء: "سنعود إليها، وستجدونها في حوزتنا"، فمصدر السيادة على سيناء انتهي تاريخيًّا لمصر بعد أن أصبح حقًّا للمعاهدة، فمن حق الصهاينة إعادة احتلالها إذا أخلَّت مصر بالشروط المجحفة، بحجة أن الانسحاب كان شرطًا بالاعتراف بكيانهم والتطبيع معه، وفي آخر تصريح لوزير أمنهم يقول: "سنعود إلى سيناء إذا حدث في مصر ما لا يرضينا".

* وبعد أكثر من 31 عامًا.. تصنع المعاهدة طبقة رجال الأعمال المرتبطة مصلحتها بمصلحة المشروع الأمريكي الصهيوني، وليس في محيطها العربي والإسلامي، بتصدير الغاز واتفاقية الكويز، وأصبحت مهمتها اليوم حماية هذه الأجندة داخل مصر، على حساب القوى الوطنية المستبعدة والمحظورة، والتي تتم ملاحقتها لمناهضتها المعاهدة؛ بحجة التحريض ضد الاتفاقية كما نصَّت بنودها.

وبهذا فقد فقدت المعاهدة كل شروطها، فهي لا توافق أحكام الإسلام، ولم تحقِّق مصلحةً للأمة، بل كرَّست المفاسد والكوارث، وامتلأت بالغموض في نصوصها وأهدافها، ولا يعني إعادة النظم فيها وإعطاء الأمة (مصدر السلطات) حقها في أن تقول رأيها فيها بعد هذه التجربة المريرة ذات الحصاد الأمرّ.. لا يعني هذا بالضرورة إعلان الحرب كما يدَّعي من يدَّعون.

لذلك يجب علينا:

أولاً: أن نتحلَّل من المعاهدة لنقض الصهاينة لها، بحربهم المستمرة، وعدوانهم الغاشم على غزة، وقتل قادة المقاومة، فتاريخ الصهاينة يشهد بنقضهم العهود؛ حتى أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن بكرة أبيهم من دولة الإسلام ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ﴾ (المائدة: من الآية 13).

ثانيًا: أن نهتم بالإعداد الجيد لمواجهة التهديدات العسكرية العلنية؛ فلماذا يتمسكون بـ"إسرائيل" الكبرى من النيل إلى الفرات؟ ولماذا المناورات السنوية استعدادًا لحرب قادمة؟!

ثالثًا: أن نلتزم بالتقوى، ونتسلَّح بالصبر والثبات، وندعم المقاومة، يقول تعالى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)﴾ (آل عمران).

فبهذا الواجب وبهذا الثبات ستنهار نظرية الخوف، فالحجارة كانت أقدر من الآلة العسكرية في الانتفاضة الأولى والثانية، والصمود على المقاومة كان أقدر من الحرب المذبحة التي تعرَّضت لها غزة، فالنصر ليس مستحيلاً ما دامت المقاومة مستمرةً، بل كيف نثق في مشروع متربِّصٍ بنا، يقول تعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)﴾ (آل عمران).

وبهذا الثبات ستختفي حرب الأعصاب، وبث الذعر، وإشاعة الفوضى، ونشر التخذيل، والرضا بالانبطاح، وسنرفض منطق المثبِّطين، وسنقوِّي شوكة صفوف المقاومة على قلب رجل واحد.. ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)﴾ (الصف).

وبهذا الثبات نطبِّق السلام الحقيقي الذي ينقذ الإنسانية مما تعانيه: يقول الإمام البنا: "فهل تفيء الإنسانية الحيرى إلى الله، وتتلقَّى دروس السلام- قلبيًّا ونظريًّا وعمليًّا- عن الإسلام دين السلام..؟!

﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59)﴾ (النمل)، والله أكبر ولله الحمد.
محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين

وربك يا برادعي لمصر

Posted by حسام خليل in ,


لكن فرعون

بيتفرعن
ولسه بردو مع إنه
غرق في البحر
ولكنه بيتفرعن
عشان فرعون بيتفرع
فِضِل فرعون ومش لاقيين عصا موسى
وست الحسن خلاص مبقيتش محروسة
عشان السحرة اللي بيحاربوا النبي موسى
وبيخلوا عيون الناس تشوف الصورة معكوسة
دا حتى البحر لما رمالهم الجثة
وخدعوا الناس وقالولهم ياناس لسه
دا مش تَِعبان ولكن جثته حية
وصورته أهيه بتتحرك على الميّه
وسيرته أهيه وأيام الرخا جيّه
وسيرة الحق جوه البق بتمرر
وهاتوا الكدب هنصدق وهنمرر
عشان الجسم متحنط ومتخدر
صور تماثيل لا بتنطق ولا تفكر
مرارة الصدق ولا الكدب ايه يعني هيتغير
عصا فرعون هتفضل مش هتتغير
ولو نايم عصى فرعون يقوم الصبح متشحور
يشوف الحلم في الإرسال وبعد دقيقة يتشفر
ورغم السحرة أوراقهم بقت مكشوفة مفقوسة
لكن بالخوف على الفتافيت نقول ع المش بسبوسة
وعز الليل نبص نشوف نلاقي الشمس شموسة
نقول آمين ورا الضالين وكلمة حق نخروسة
ننام ونقوم وأرواحنا ف خانة اليك محبوسة
ما دام الذل لقمة عيش على المكشوف وبالكوسة
هيفضل فوق يعوم ويدوس ولو هنموت من الدوسة

فضل فرعون ومش لا قيين عصا موسى
وكل اللي عصى موسى فضل فرعون
وربك يا برادعي لمصر
يكون في العون

رابط على نافذة الفيوم

الحقيقة الرابعة

Posted by حسام خليل in

متى يدرك الحكام أن واجبهم خدمة الأمة؟

Posted by حسام خليل in

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه.. وبعد,

فالحاكم في الإسلام له مكانته الرفيعة لما يقوم به من مهمة عظيمة في خدمة أمته، يقول صلى الله عليه وسلم: "إنما الإمام جُنة، يقاتل من ورائه، ويُتقى به" (متفق عليه)، وذلك بشرط أن يحقِّق العدل في شعبه ومسئوليته وأمانته، يقول صلى الله عليه وسلم: "إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منِّي مجلسًا؛ إمام عادل، وأبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأبعدهم مني مجلسًا؛ إمام جائر" (الترمذي).

فهل حكام الأمة في حاجة إلى نداء ليذكرهم بما أوجبه الإسلام عليهم من حسن إعداد للأمة، ورد الهجمات المتوالية عليها والتي لا تهدأ؟ هل حكام الأمة في حاجة إلى تذكير لهم بأن بلدان أمتنا تقع بين الاحتلال أو الهيمنة، في عبث فاضح من المشروع الأمريكي الصهيوني، واستهتاره بنا على شتى الاتجاهات؟ هل حكام الأمة في حاجة إلى من يساعدهم على إدراك أن نصرة المسجد الأقصى وحماية المقدسات الإسلامية واجبة عليهم قبل فوات الأوان؟

يقول الحاكم العادل عمر بن الخطاب في رسالته لحكام الأمة: "أما بعد، فإن أسعد الولاة من سعدت به رعيته، وإن أشقى الولاة من شقيت به رعيته"، وبهذا الميزان يُقاس الحكام، وتوزن الشعوب، وتُفهم الأمم، فاليوم قد أدركت شعوب الأمة بأن تقاعس حكامها أصبح مرضًا مزمنًا، بعد أن رأت النكبات على يد حكَّامها بعقد مؤتمرات وندوات وقمم، لا تسفر إلا عن الشجب والتنديد والاستنكار.

وهذا ما جعل أعداء الأمة لا يخشون عقابًا على جرائمهم، ولا يبالون بأحد حتى ولو أعلنت الشعوب أنها سئمت من هذه الأساليب الاستسلامية الانهزامية، التي يمارسها الحكام في مواجهة الهيمنة أو الاحتلال أو الحصار، أو حتى في إيقاف الغطرسة وتدنيس المقدسات؛ فمتى يفيق الحكام لأداء دورهم؟ ومتى يدركون أن المواجهة الحقيقية تتطلب منهم: التكاتف والاتحاد، وترك الخلاف الذي مزَّق قوتهم، مع أن نداء الله واضح في قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ (آل عمران: من الآية 103).

إن حكام المليار ونصف المليار في استطاعتهم أن يواجهوا بضعة ملايين من صهاينة يعبثون بمقدساتنا، كما في استطاعتهم أن يحقِّقوا النصر المنشود، خاصة وفي أيديهم خزائن بلداننا التي يتحكمون في إدارة دفتها.

وإن حكام "هذه الشعوب الأبية" التي وقفت ولا تزال إلى جانب الحق، فهبَّت ضد الاحتلال، ورفضت الهيمنة؛ في استطاعتهم التصدي لإيقاف الصهاينة عند حدِّهم، متدرعين بشعوبهم.

وإن حكام "هذه الأمة التي كتب الله لها العزة" باستطاعتهم إنقاذ المسلمات الأسيرات في سجون الصهاينة، اللاتي يصرخن ويستغثن وينادين برفع الذلِّ والإهانة عنهن.

فيا حكام أمتنا..

رحم الله الحسن البصري وهو يصف الحاكم العادل كما أراده الله تعالى، فيقول: "إن الله جعل الإمام العادل قوام كلِّ مائل، وقصد كلِّ جائر، وصلاح كلِّ فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة كلِّ مظلوم، ومفزع كلِّ ملهوف، وهو القائم بين الله وعباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد إلى الله ويقودهم، وهو الذي لا يحكم في عباده بحكم الجاهلية، ولا يسلك بهم سبيل الظالمين، ولا يسلط المستكبرين على المستضعفين" (العقد الفريد).

فيا حكام المسلمين..

- إن الإسلام الذي تُنتسبون إليه، يناديكم بأن حال الأمة لا يستقيم إلا بالجهاد، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ﴾ (التوبة: من الآية 38)، فنهضتنا ورفعتنا ومجدنا مرهونٌ بهذه الاستقامة، التي لن تتحقق إلا بالمقاومة، وتأييدها بكلِّ ما تملكون من المال والسلاح والإعلام والنفس والنفيس.

- واعلموا أن الشعوب ترقب فيكم الخير، فلا تخيبوا آمالها، فأنتم في أعظم مواقف التجارة مع الله، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11)﴾ (الصف).

- انظروا إلى حكام أمتنا الذين سطَّروا حروفًا من نور في تاريخها، فطردوا الذُّل والاستهانة، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، بعد أن عاث الصليبيون بأمتنا فسادًا، لأكثر من تسعين عامًا، وطردوا التتار على يد القائد سيف الدين قطز، بعد مرور أربعة أعوام أهلكوا فيها الأخضر واليابس.

- وفي تاريخنا القريب آية الله في نصر العاشر من رمضان، شاهدًا على أن النصر محققٌ إذا أخذنا بكافة أسبابه، ومؤكدًا أن استمرار النَّصر إنما يكون بالمحافظة على هذه الأسباب، وهي متوفرة في أمتنا، فلماذا التهاون؟ ولِمَ نقبل بالتراجع؟ أمام عدو صفته الأساسية الفرار بين أيدي المؤمنين، لقوله تعالى: ﴿لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (14)﴾ (الحشر).

فمن واجباتكم يا حكام الأمة اليوم..

- وقف المفاوضات العبثية المباشرة أو غير المباشرة، ودعم جميع أشكال المقاومة لتحرير كلِّ شبر محتل في فلسطين والعراق وأفغانستان، وفي كافة أرجاء عالمنا الإسلامي.

- مرجعيتكم كما اتفق العلماء من الكتاب والسنة، وليس من قرارات الأمم المتحدة أو إملاءات الصهاينة والأمريكان، وتحقيق ذلك يتم بإعلانكم أن قضية فلسطين وقضايا البلدان الإسلامية المحتلة هي جوهر قضيتكم.

- دعم شعوبكم الحرَّة بهيئاتها ومؤسساتها في مطالبها المتكررة من: المقاطعة، ووقف التطبيع، ودعم المقاومة والمقاومين، والسماح لهذه الشعوب بالتعبير السلمي في إنقاذ وإغاثة الأقصى، والغيرة على مقدساتنا، وليس بالتمادي في اعتقال الشرفاء بتهمة "نُصرة الأقصى"، وإطلاق السراح الفوري لكلِّ الذين هبُّوا لإعلان غضبتهم من كلِّ المهن والطلاب والعمال والبسطاء الذين اعتقلوا مؤخرًا، أم أن الأمر كما جاء على لسان أحد حكام العرب: "جيوشنا مجهزة لقمع شعوبنا"، وتأملوا ما كتبه الخليفة علي بن أبي طالب لحاكم مصر: "فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح، وأشعر قلبك بالرحمة للرعية واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعًا ضاريًا تغتنم أكلهم".

- إلغاء كافة معاهدات الاستسلام، فإن باعتداءات الصهاينة المتكررة، وبجرائمهم المستمرة على القدس؛ نقضٌ للمعاهدات، واعتداءٌ على سيادة بلداننا وأمتنا معًا؛ خاصة معاهدة "كامب ديفيد" التي أطلق عليها وزير خارجية مصر آنذاك: "مذبحة التنازلات"، وقدَّم استقالته، وقد كشف القانونيون عن أن اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة في 26 مارس من عام 1979م تمثل مخالفةً للدستور المصري، وانتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة، ومن ثم لا يحق للمسئولين المصريين التمسك والالتزام بها، كما كشفوا النقاب عن أن الاتفاقية تخالف اتفاقية "فيينا" المتعلقة بالمعاهدات الدولية في مادتها رقم 35 التي تؤكد: "كل معاهدة تعد باطلة إذا خالفت قاعدة آمرة من قواعد القانون الدولي، وقد خالفت كامب ديفيد في جميع نصوص وثائقها قواعد القانون الدولي الآمرة"، في حين يرى بعض الخبراء: كون هذه الاتفاقية لا مدى زمني لها يعد مخالفة صريحة؛ لأن كلَّ اتفاقية تراجع أو تنتهي من تلقاء نفسها بعد مرور 30 عامًا.

فيا حكام أمتنا..

كيف تحكمون الأمة وأرضها منتهكة؟

وكيف تصادقون عدوًا وهو يدنِّس المقدسات؟

هل تغيَّر نتنياهو الذي أعلن في غطرسة عن ضمِّ الحرم الإبراهيمي للتراث اليهودي، ويسعى حثيثًا لهدم الأقصى، ويدنس الأرض المباركة بكنيس الخراب- الذي هو تتويج لأكثر من 61 كنيسًا يهوديًّا- ويمنع المصلين من دخول الأقصى، ويقتل الفلسطينيين بالرصاص الحي؟ ويُعلن مؤخرًا: أن البناء في القدس مثل البناء في تل أبيب؛ لأن القدس عاصمة "إسرائيل".

وهل تغيَّر أوباما الذي لم تمنعه كلماته المعسولة- في عواصمنا- من إرسال المزيد من جنوده في أفغانستان، بل ويباركها بزيارة أخيرة لتكريس الاحتلال، ويمد العدو الصهيوني بكلِّ الدعم المادي والمعنوي، ويتمادى في غيِّه مؤيدًا ومساندًا للاستبداد والفساد في عالمنا العربي والإسلامي؟

وأخيرًا..

هذا تحذير ودعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل حاكم ينأى عن العدل والحق، ويتخذ الظلم والجور مسلكًا الذين نراهم يخالفون أوامر الله ورسوله أشدَّاء على المؤمنين ومجاهديهم رحماء بالعدو الصهيوني وجواسيسهم، ونص الدعاء النبوي الشريف" "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه"، وهذه دعوة مستجابة لا محالة بإذن الله.

فلماذا الانبطاح أمام الهيمنة الصهيونية والجبروت الأمريكي باسم المصالح؟ ولماذا الانفصال الحاد بينكم وبين شعوبكم وبين مصلحة بلادكم؛ ما بات يهدِّد الأمن القومي لأوطانكم ويفقدنا السيادة؟ ولماذا لا تحتضنون المقاومة ضدَّ الاحتلال، فهي لم تكن يومًا ضدَّكم أو ضدَّ حكوماتكم؟ ولماذا لا تتوحدون أمام العدو الصهيوني، وتعلنون في قوة: لا للاستمرار في الاستسلام باسم المفاوضات؟ ولماذا لا تشجعون شعوبكم ولجان الإغاثة- الداعمة للمقاومة- في الاستمرار بالقيام بدورها؟ اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين