هكذا كنا

Posted by حسام خليل


رسالة نادرة من الملك جورج الثانى الى الخليفة هشام الثالث الاندلسى

من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال* والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام, وبعد التعظيم والتوقيرفقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر نوار العلم في بلادنا التي يسودها الجهل من أربعة أركان, ولقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات أشراف الإنجليز تتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وحماية الحاشية الكريمةوحدب من اللواتي سيتوافرون على تعليمهن . ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هديةمتواضعة لمقامكم الجليل أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص .

من خادمكم المطيع جورج ملك إنجلترا


جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث..

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين وبعد:
إلى ملك إنجلترا وايكوسيا واسكندنافيا الأجل...
أطلعت على التماسكم فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن،وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي. أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية وهي من صنع أبنائنا هدية لحضرتكم وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا والسلام.


خليفة رسول الله في ديار الأندلس هشام الثالث.

أنا مصري بحب الحرية

Posted by حسام خليل

قبل الثورة

في مؤتمر بنقابة الصحافيين ألقيت القصيدة تضامنا مع محمد خيري ومحمد عادل حيث تم اعتقالهما بسبب التدوين عن غزة الحبيبة



اتفرج يا سلام

Posted by حسام خليل

الوفد الأسبوعي :

وأنت تقرأ السطور التالية ربما يكون صاحبها قد فارق الدنيا، وربما يفارقها أثناء قراءتك لها أو بعدها بفترة قصيرة، فجهات عديدة تطلب رأسه وتسعي إلي قتله .. وعلي رأس تلك الجهات جهاز الأمن الوطني، الوريث الشرعي لجهاز مباحث أمن الدولة.

ولانه يشعر بأن الموت يقف علي بابه قال لـ«الإسبوعي» كلاً ما هو اخطر ما قيل عن وزارة الداخلية.. عن تنصت قادتها علي المصريين.. وتجنيدهم لعملاء في اوساط الصحفيين والاعلاميين والسياسيين ولاعبي الكرة وجميع فئات المجتمع.. وعن تزوير الشرطة للانتخابات منذ عام 1995 حتي 2010.. وعن أقذر العمليات التي قامت بها الداخلية في العقدين الاخيرين.. وعن قضايا فساد مسكوت عنها.. وعن خفايا قتل الشرطة للمتظاهرين في يناير الماضي.. وعن تستر وزارة الداخلية ـ حالياً ـ علي جاسوس إسرائيلي يمرح في سيناء كما يحلو له!!

قال كل ذلك باعتباره شاهد عيان عليها، فهو ضابط التحق بالعمل في جهاز الشرطة منذ عام 1990 وتنقل بين المباحث والاموال العامة والسجون ومديريات أمن الاسكندرية والجيزة وأكتوبر حتي استقر به الحال ـ الآن ـ في مديرية أمن المنيا.

وعلي مدي 6 سنوات كاملة تعرض لعملية تصفية جسدية غريبة حاولوا في البداية قتله بدم بارد.. علي طريقة الاجهاد حتي الموت.. ولما فشلوا بدأوا منذ ايام عملية اغتيال مباشر.. ذهبوا في منتصف الليل الي الشقة التي يقيم فيها بالقرب من وزارة الداخلية بوسط القاهرة وحاولوا إطلاق الرصاص عليه لكنهم فروا من أمامه عندما اكتشوفوا أنه يحمل مسدسه.

هو المقدم محمود محمد عبد النبي ـ الضابط بمديرية أمن المنيا وعضو أمانة مجلس ائتلاف «ضباط لكن شرفاء».. الذي كشف لـ«الوفد الإسبوعي» كل خفايا وزارة الداخلية وفتح لنا الصندوق الاسود للوزارة.. واليكم نص الحوار.

< في البداية سألته: من الذين يطاردونك ويريدون اغتيالك؟

<< فقال بهدوء: رجال مباحث أمن الدولة.

< عدت أسأله: ولكن جهاز أمن الدولة تم حله!

<< فقال: تم تغيير مسمي الجهاز من أمن الدولة إلي الأمن الوطني فقط، والجهاز الجديد مازال يسير بذات الفلسفة والفكر الشرطي الذي كان سائداً في عهد اللواء حبيب العادلي وهو أن يتلصصوا علي الناس ويبحثوا لكل واحد عن مصيبة فإذا وجدوها أذلوه بها وسيطروا عليه، وإذا لم يجدوا يطلقون اذنابهم ليرهبوه، فإذا لم تفلح هذه الطريقة فإنهم علي الفور يقتلونه.

< أمن الدولة يفعل كل ذلك حتي مع الضباط أنفسهم؟

<< لم يتركوا فئة في المجتمع إلا وفعلوا معها ذلك حتي كبار ضباط الشرطة، علي سبيل المثال راقبوا تليفونات ضابط كبير في وزارة الداخلية، ولم يتوصلوا لشيء يدينه، فراقبوا تليفونات اسرته بالكامل، واخيراً اكتشفوا ان زوجته متورطة في علاقة غير شرعية مع سائقها، فاستغلوا هذا الامر للسيطرة عليه وصار رهن اشارتهم وكذلك فعلوا مع اعلاميين وسياسيين وصحفيين وفنانين ورياضيين وغيرهم وغيرهم.

< تقصد أنهم كانوا يراقبون الجميع؟!

<< نعم تمكنوا بهذه الطريقة من السيطرة علي أغلب قيادات المجتمع في كل المجالات، فعدد قليل جداً هم الذين لم يتوصلوا لثغرة في حياتهم تمكنهم من السيطرة عليهم، ومن هؤلاء في مجال الاعلام: مني الشاذلي ومعتز الدمرداش والاخير حرقوا له سيارته كنوع من الردع، وايضاً لم يتوصلوا لشيء علي د. علاء الاسواني، والداعية عمرو خالد، وفي مقابل هؤلاء تمكنوا من السيطرة التامة علي صحفي كبير كان يتفاخر بأنه يعادي النظام ويعارضه ولا يخشي شيئاً بينما كان في الحقيقة ينفذ تعليماتهم.

< وكيف سيطروا عليه؟

<< صوروه في مشاهد جنسية مع فتاة تونسية وهناك من ضبطوا زوجاتهم في اوضاع مخلة أو صوروا أولادهم وهم يتعاطون مخدرات.. وهكذا.

المهم انهم تمكنوا من السيطرة علي غالبية قيادات المجتمع من المشايخ والشيوخ وحتي السياسيين.

< وماذا فعلوا مع الاقلية التي لم يسيطروا عليها؟

<< أطلقوا عليهم البلطجية، فالشرطة هي الاب الشرعي للبلطجة فهي التي صنعتهم وبدأت تستخدمهم في عمليات قذرة منذ عام 2000.

< ماذا تقصد بعبارة «عمليات قذرة»؟!

<< تزوير الانتخابات وإرهاب المعارضين وقتلهم إذا لزم الأمر علي، سبيل المثال: خطف الكاتب الصحفي مجدي حسين والاعتداء عليه بالضرب كانت احدي هذه العمليات وكذلك الاعتداء علي الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل وكذا قتل الكاتب الصحفي رضا هلال.

< تقصد ان الشرطة هي التي قتلت رضا هلال؟

<< هي التي قتلته وانا اعرف السبب وأعرف الضابط الذي تولي هذه العملية.

< ولماذا تم قتل رضا هلال رغم انه لم يكن كاتباً في صحيفة معارضة؟

<< لن أخوض في السبب.. ويكفي ان اقول إن الواقعة لم يكن لها علاقة بموقف سياسي أو رأي سياسي أو أي شيء من هذا القبيل ولكنها مرتبطة بقضية أخري تماماً!

< وما هي؟

<< اعذرني.. لن اجيب عن هذا السؤال.. وعموماً اسرة الكاتب رضا هلال قدمت بلاغاً للنائب العام للتحقيق في الواقعة وأؤكد انه لو تم التحقيق في الواقعة فسيكشفون بلاوي.

< قلت ان الشرطة بدأت تستعين بالبلطجية منذ عام 2000.. فلماذا هذا العام بالتحديد؟.. وكيف كانت الشرطة تتحكم في هؤلاء البلطجية وتجبرهم علي طاعتها؟

<< سأبدأ بإجابة الشق الثاني من السؤال.. الشرطة وتحديداً رجال المباحث وأمن الدولة كانوا يسيطرون علي البلطجية لأنهم في الاساس «مسجلو خطر» ففي مصر ما بين 3 ملايين و4 ملايين مسجل خطر ومن هؤلاء اختار رجال المباحث وأمن الدولة البلطجية.

< وكيف كان يتم اختيار البلطجية من بين المسجلين خطر؟

<< إختاروا من لا يوجد في وجهه ايه علامات مميزة تدل علي انهم مسجلو خطر أي لا توجد ايه آثار لجروح في وجوههم أو ايديهم وأيضاً من يتمتعون بحسن المظهر ويكونون تقريباً بلا مصدر رزق، ويحملون قلوباً لا تخشي الموت، وتقريباً كان كل ضابط مباحث يستعين بـ20 بلطجياً علي الاقل.

< معني ذلك ان عدد البلطجية كبير للغاية؟

<< عددهم في مصر يتجاوز 100 ألف بلطجي وفي القاهرة والجيزة يوجد ما بين 20 ألفاً و25 ألف بلطجي أغلبهم يعيشون في عين شمس والسلام والاميرية والخليفة والبساتين والدرب الاحمر وبولاق الدكرور وكرداسة.. وكانت الشرطة تسمح للبلطجية التابعين لهم بالاتجار في المخدرات وفرض اتاوات علي بعض الناس كي يعيشوا في مستوي اجتماعي متوسط.

< وهل هؤلاء البلطجية يعملون بشكل فردي أم انهم يجتمعون في مجموعات وعصابات؟

<< في الغالب يشكلون عصابات وهناك 10 رجال يتحكمون في كل البلطجية بالقاهرة والجيزة.

< الزعماء..؟

<< نعم زعماء عصابة، وهؤلاء الزعماء لديهم كل انواع الاسلحة وينعمون بثراء فاحش بعدما سمحت لهم الشرطة بإمتلاك محلات وكافتيريات وبازارات وملاهي ليلية صغيرة وكباريهات وبعضهم يعيش عيشة الملوك.. خدم وحشم وقصور وجواري!!

< وهل مازال رجال المباحث وأمن الدولة يسيطرون علي جيش البلطجية هذا؟

<< بعد الثورة.. لا.. فالشرطة انهارت والبلطجية صاروا يفعلون ما بدا لهم لانهم واثقون ان احدا من رجال الشرطة لا يستطيع ان يمسهم بسوء.

< لماذا؟

<< لأن الشرطة انكسرت كما قلت وهكذا تحولت العلاقة بين رجال الشرطة والبلطجية مثل علاقة الرجل الذي ربي اسداً واطعمه حتي اشتد عوده وبعدها انقلب الاسد عليه وخرج عن سيطرته ووقف الرجل عاجزاً عن ان يتصدي له!

< وإلي متي سيستمر هذا الحال؟

<< حتي يتم تطهير الشرطة من العناصر التي ربت هؤلاء البلطجية وممن يعتبرون دور الشرطة هو التلصص علي الناس وتتبع عوراتهم، ومن أجل هذا الامر اسسنا ائتلاف «ضباط لكن شرفاء» وشارك في تأسيسه 15 ضابطاً وعدد من المحامين والحقوقيين.

< قلت: إن الشرطة بدأت تستعين بالبلطجية بشكل كبير عام 2000 فلماذا هذا العام بالتحديد؟

<< السبب هو تزوير الانتخابات، ففي عام 1995 زورت الشرطة الانتخابات البرلمانية، وقام ضباط الشرطة انفسهم بالتزوير، وفي انتخابات 2000 ارادت الشرطة ان يتم التزوير بأيدي البلطجية ولهذا استعانوا بهم.

< وكيف زور رجال الشرطة انتخابات 1995؟

<< سأحكي واقعة عشتها بنفسي في هذا العام، وكنت وقتها ضابطاً بمباحث القاهرة، ففي الساعة التاسعة مساء الليلة التي سبقت الانتخابات دعاني اللواء محمود وجدي ـ وكان وقتها مديراً للادارة العامة لمباحث القاهرة ـ ودعا جميع ضباط مباحث القاهرة للاجتماع بقاعة اجتماعات مديرية امن القاهرة، وحضر الاجتماع حوالي 500 ضابط مباحث، وحضره ايضاً مدير أمن القاهرة آنذاك ـ وكان وقتها اللواء حبيب العادلي ـ وخلال الاجتماع تحدث اللواء محمود وجدي وقال ان الشعب المصري غير مؤهل لاختيار افضل العناصر عضوية المجلس الشعب وان الاخوان المسلمين يتحكمون في أناس كثيرة، ويريدون القفز علي السلطة مدعومين بدول لا تريد لمصر خيراً، وعلي رأسها إيران ولهذا يجب ان يتولي رجال الشرطة اختيار اعضاء مجلس الشعب، من اجل حماية الوطن وتحقيق الصالح العام.

< وهل حدد لكم كيف تقومون بهذا الأمر؟!

<< نعم.. قال بأن كل ضابط سيأخذ ما بين 200 إلي 400 إستمارة انتخاب وسيختار مرشحي الحزب الوطني وسيخفي هذه الاستمارات في «سويتر» سيرتديه كل ضابط مباحث، واثناء وجود كل ضابط في لجنة انتخابية سيقوم ضابط آخر من امن الدولة موجود خارج اللجنة بإثارة حالة من الهرج والمرج وعندها سيطلب كل ضابط مباحث داخل اللجنة اخراج مندوبي المرشحين من اللجنة بحجة غلق اللجنة لتأمينها لحين استعادة الهدوء خارج اللجنة وفي تلك اللحظة يقوم بوضع الاستمارات التي معه داخل الصناديق دون ان يشعر به أحد، وقال اللواء محمود وجدي ـ ان كل ضابط مباحث ينتهي من هذه المهمة يتفضل يروح بيته وييجي تاني يوم يأخذ مكافأة تسمي مكافأة خدمة الانتخابات وقدرها 500 جنيه.

< هذا الكلام قيل في وجود حبيب العادلي؟

<< نعم.. وتحدث اللواء حبيب العادلي في الاجتماع وقال: الضابط اللي هيشترك في العملية دي ـ يقصد تزوير الانتخابات ـ هأحترمه وكمان اللي مش عايز يشترك هأحترمه بس يقول من دلوقتي.. وتابع كلامه قائلاً: «فيه حد من السادة الضباط مش عاوز يشترك معانا في العملية دي»؟

< وماذا كان الرد؟

<< كنا حوالي 500 ضابط مباحث ولم يعترض يومها أحد ما عدا ضابط واحد برتبة رائد رفع يده وقال: «أنا يا أفندم مش عايز أشترك».

< ومن هو هذا الضابط؟

<< عمر عفيفي.

< عمر عفيفي الذي قدم استقالته من الشرطة فيما بعد، وهاجر الي الولايات المتحدة الامريكية؟

<< بالضبط.

< وماذا كان رد «العادلي» و«وجدي» عليه عندما قال انه لن يشترك في تزوير الانتخابات؟

<< قال له اللواء العادلي: «متشكرين جداً.. تقدر تتفضل وتغادر الاجتماع».. وفعلاً غادر الاجتماع ولا أدري ماذا فعلوا معه بعد ذلك، وكان استقالة الرجل من الشرطة وهجرته الي الولايات المتحدة الامريكية تعني انهم فعلوا الكثير معه حتي طفشوه من مصر كلها.

< وكيف حصلتم علي استمارات الانتخابات؟

<< بعد الاجتماع انتقلنا الي قطاع مباحث جنوب القاهرة بصقر قريش وهناك استلم كل ضابط ما بين 200 و400 استمارة وقضينا ليلة الانتخابات في وضع علامات علي مرشحي الوطني، وفي يوم الانتخابات نفذنا المهمة وكنا مضطرين لوضع ما معنا من استمارات في صناديق الانتخابات قبل فترة قصيرة من غلق باب التصويت حتي لا يكتشف احد الأمر أو يلاحظ حدوث زيادة كبيرة في الاستمارات بالصناديق.

< وماذا كان دور البلطجية في انتخابات عام 2000؟

<< قاموا بالدور الذي كان يقوم به ضباط امن الدولة أي انهم تكفلوا بإشعال معارك كلامية ومعارك بالايدي امام اللجان حتي يتثني لضباط المباحث وضع ما لديهم من استمارات في صناديق الاقتراع.

< وهل شاركت في تزوير انتخابات عام 2000؟

<< ربنا يسامحني.. والتزوير تم بذات الطريقة التي تم بها تزوير انتخابات عام 1995 مع استبدال ضباط امن الدولة بالبلطجية.

< وماذا فعلت في انتخابات عام 2005؟

<< كنت وقتها اخدم بقطاع السجون ولم اشارك في الانتخابات، ولكن في انتخابات 2010 عرفت من زملائي ان ضباط امن الدولة زوروا الانتخابات من المنبع فكانوا يستبدلون صناديق الاقتراع باخري تم اعدادها مسبقاً.

< وأين كانت تتم عملية التبديل هذه؟

<< في لجان الفرز النهائي.

ابتدا المشوار

Posted by حسام خليل

المجلس العسكري المصري

Posted by حسام خليل




لو هزم المجلس العسكري المصري وتراجع في معركة "الانتخابات أولا أم الدستور" التي تدور في مصر حاليا، فستتوالى الهزائم على البلاد سياسيا واقتصاديا وغيرهما، وستهزم مصر دوليا وسيتشجع أعداؤها الخارجيون ويلتقطون أنفاسهم بعد هزيمتهم في معركة الثورة. وعندها سينتهي الربيع العربي بصقيع عربي سيدوم طويلا.

هذا ما يخلص إليه تحليل لوكالة "أنباء أميركا إن أرابيك" يؤكد أن ما يوصف بمعركة الدستور والاستفتاء في مصر باتت مسألة حياة أو موت لعدة قوى
فالولايات المتحدة أقلقتها نتائج الاستفتاء الشعبي حول التعديلات الدستورية وشعرت بالخوف من نجاح الثورة المصرية والتحام الجيش بالشعب وهزيمة حلفائها في العهد السابق.

ووفق التحليل فإن أولى هذه القوى هي المنظمات الصهيونية واللوبي الإسرائيلي، وثانيتها منظمات ونشطاء أقباط المهجر من المصريين، وثالثتها قوى المحافظين من اليمين الأميركي وحركة (تي بارتي) ومتشددو الحزب الجمهوري.

وبينما تؤيد هذه القوى تأجيل الانتخابات، فإن عددا لا بأس به من قوى اليسار والليبراليين بالولايات المتحدة تؤيد إجراء الانتخابات في موعدها الذي قرره المجلس العسكري.



1- اللوبي الإسرائيلي
أشرس هذه القوى هي منظمات اللوبي الصهيوني الإسرائيلي التي تحب أن ترى المجلس العسكري في حالة من التراجع والرضوخ والتذبذب، فهي لا تنسى أن الجيش المصري هو الذي أذاق إسرائيل "الويل" في حرب 1973.

وقد هال إسرائيل وحلفاؤها بواشنطن الالتحام بين الشعب والجيش في مصر عقب الثورة، وعرفت إسرائيل والحركات الصهيونية أن الجيش المصري ليس خائنا لوطنه، فسعت بالتالي لمحاولة إنهاك قادة المجلس العسكري عن طريق إجباره على التراجع في قرارات سابقة اتخذها. وسخرت عددا من كتاب اللوبي الإسرائيلي وحلفائه في بعض مراكز الأبحاث والصحافة لانتقاد الجيش المصري بشدة والتقاط أخطائه لمحاولة زعزعة الثقة الدولية فيه.

ووفق هذا التحليل فإن اللوبي الإسرائيلي يريد من مصر تغيير المعادلة السياسية بعد الثورة بحيث تتمكن القوى التي ترى فيها إسرائيل امتدادا لحكم الرئيس السابق من جمع قواها، في حين أن الهدف الإستراتيجي الأقل طموحا لإسرائيل هو محاولة منع معارضي إسرائيل من الاقتراب من مؤسسات الحكم مثل البرلمان والرئاسة والمراكز القيادية الأخرى

2-أقباط المهجر
وثانية هذه القوى المعارضة للمسيرة الحضارية في مصر هي قوى أقباط المهجر التي كانت قد نجحت في تليين النظام السابق وتحقيق مكاسب كبيرة على حساب الأغلبية المسلمة. وهي نفس القيادات التي تعمل الآن في مصر بشرعية مطلقة وتقوم بلقاء كبار قيادات الدولة على الرغم من أنها تحالفت في السابق مع المنظمات الصهيونية بالولايات المتحدة، بل وطالب بعضهم بتدخل إسرائيل وأميركا "عسكريا" لحماية أقباط مصر.

ويعتقد هؤلاء أن إجراء الانتخابات في الموعد المقرر من شأنه أن يأتي بالإسلاميين إلى الحكم، وتشير الأحداث الأخيرة إلى أنهم لجأوا إلى حجة اضطهاد الأقباط من أجل تأجيل الانتخابات وللحصول على تنازلات من حكومة عصام شرف، كما أن أدبياتهم تشير إلى أنهم تخطوا مرحلة المطالبة بحقوق الأقباط إلى مرحلة معاداة دين أغلبية المصريين ومحاولة تقليل مظاهر التدين الإسلامي في البلاد.
ليمين الأميركي
3- أما ثالثة القوى التي ترغب في تأجيل الانتخابات لكسب المزيد من الوقت لمنع القوى الإسلامية والقوى الوطنية فهي اليمين الأميركي الذي تمثله كنائس متطرفة عدة علاوة على حركة المحافظين الجدد وبعض غلاة الجمهوريين ممن تتضخم عندهم عقدة الهيمنة الأميركية ويرون أن النجاح في بلد عربي كبير سيتبعه نجاح في دول اخرى مما يهدد هذه الهيمنة ويصيبها في مقتل، وفق تفكيرهم.

وإذا نجحت هذه القوى في تفعيل اعوانها فى مصر
–وبعضهم مخلص ووطني يظن أنه يعمل حقا لصالح بلاده- من أجل الضغط داخليا على المجلس العسكري وإجباره على التراجع عن الانتخابات.

و معنى ذلك عسكريا أن القوات المسلحة بقياداتها الحالية يمكن أن تتراجع القهقرى في المعارك الحاسمة إذا ما حان وقتها

وتشير القراءة الإستراتيجية في التحليل النهائي إلى أن القوات المسلحة في تلك الحالة ستعطي رسالة مفادها أنها تميل لعدم المواجهة، بل يمكن بسهولة-عن طريق بعض البرامج التلفزيونية الموجهة- دفع قادتها للهروب من المواجهة رغم التفويض الشعبي الذي حصلوا عليه.

ووفقا لهذا التحليل فإن تلك القوى التي لم يجمعها التاريخ من قبل، تتجمع الآن من أجل إلحاق الهزيمة بالجيش المصري سياسيا أملا في هزيمته يوما ما عسكريا.

منقووووول