مصطفى علي عوض الله

Posted by حسام خليل in



مصطفى علي عوض الله

Posted by حسام خليل in




بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد
من أين ناتي بالكلمات والمؤتمرات هي المؤتمرات وفلسطين تضرب من الامام بالطلقات ومن الخلف بالخناجر والطعنات
لا أصدق أو كنت أتمنى ألاّ أعيش هذا اليوم الذي أرى فيه هذه الأنظمة الخانعة التي أذلت شعوبها وأورثتنا العار والخزي
والشعوب قد قالت كلمتها وهذه حقيقة
كنت أمس في اجتماع اتحاد البرلمانات العربية وأقر الجميع أن الأنظمة العربية لا تمثلنا وأن ما يقال بأن حزب الله قد أخطأ وجر المنطقة الى مؤامرات هذا كلام أنظمة وليس كلام شعوب فالشعوب على منهاج الحق تسير ولذلك أنا أقول أن الأنظمة العربية قد انفصلت عن شعوبها وأصبحت لا تمثل هذه الشعوب بل تمثل أنفسها فقط وكل ما يفعلوه هو أن يعيشوا حياة مترفة منعمة خائفين أذلاء والشعوب ليست كذلك ونحن على استعداد أن نلاقي العدو اليوم قبل الغد
أيها الأخوة الأفاضل معنا ضيوف كرماء جنود من جنود الله وهذا حق علينا أن نقوله في رقبة كل نائب من نواب الشعب للحاج أمين الديب الكثير والكثير له والله أفضال علينا لا يمكن أن نردها ولا يردها إلا الله سبحانه وتعالى هذه حقيقة ، كلماته كانت كالرصاص في قلوب الأعداء أشعاره حمست الجماهير حركت الشعوب حركت كل انسان وهذا ما لمسناه فالرجل قدم وشاء الله سبحانه وتعالى به خيرا أن يكون زعيما للثقافة العربية وأن يكون معبرا عن نبض الأمة وعن نبض هذا الشعب وأن يقول كلاما هو الحقيقة الواقعة الماثلة أمام كل انسان
يا أخي اليوم يوم الشعوب وليس يوم الحكام فالحكام إلى زوال طال بهم العمر أو قصر والشعوب لا بد أن تقول كلمتها ولا بد لجدار الخوف أن يزول فلا مكان للخوف اليوم ونحن ابناء تاريخ أبناء الأمجاد العظيمة علينا أن نتمثل أبطال هذه الأمة علينا أن نكون رجالا لا نعرف للخوف طريقا هذا ما تعلمناه من دعوة الإخوان فالخوف ليس له مكان إلا في قلوب الجبناء الخوف ليس له مكان الا في قلوب البعيدين عن الجادة ، هذه الفترة تحتاج منا الى شحذ الهمم إلى وقفة لله سبحانه وتعالى ، إما أن نكون أو لا نكون ، فليس هناك منطقة وسط بين الحق والباطل إما أن نكون من أصحاب الحق وإما أن نكون من أصحاب الباطل ونربأ بأنفسنا إلا أن نكون من أصحاب الحق الواضح المبين بإذن الله
أيها الإخوة الأفاضل ماذا لو سأل الناس ماذا قدم نواب الإخوان؟ هل قدموا شيئا؟ نعم هناك تعتيم اعلامي على ما نفعله وما نقوم به اليوم كنا بمجلس الشعب ندعو كل القوى الوطنية أن نقف وقفة رجل واحد وكان هناك عدد من شرفاء الحزب الوطني يشاركونا في هذا حتى لا نظن بالجميع أنهم متخاذلون واتفقنا على أن يوم الأحد القادم دعوة عامة لجميع نواب مجلس الشعب سواء مستقلين أو إخوان أو أحزاب أو الحزب الوطني حتى نطالب بجلسة طارئة تتناسب مع الأوضاع الحالية بل اليوم يذهب عدد من نواب الإخوان حتى يتضامنوا ويعلنوا أنهم مع الشعب اللبناني في وقفتهم وإن كنا والله نرجو من الله الشهادة على أرض لبنان لقد عاهدنا الله على أن نكون رجالا مهما تكن التضحيات ونحن والله لا ننام حزنا على ما يحدث من هذه الأنظمة العميلة التي أثبتت عمالتها والتي أذلت العرب والمسلمين نحن برءاء منهم نحن نعلنها واضحة بلا خوف نحن نبرأ من هذه القيادات المتخاذلة فنحن أبناء دعوة محمد عليه الصلاة والسلام سنكون كذلك حتى الرمق الأخير
إذا لم يكن من الموت بد فعار عليك أن تعيش جبانا
فالموت قادم لا محالة ونرجو أن نموت في ساحات القتال مدافعين عن عزة هذا الوطن مدافعين عن مقدساته ومقدراته لا نخشى في الله لومة لائم حتى نلقى الله غير مبدلين ولا مغيرين ولا متخاذلين نحن نردد كلمات الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه إنا لصدق في الحرب صبر عند اللقاء والله لنرين محمد صلى الله عليه وسلم منا ما تقر به عينه ويطمئن به قلبه وإنا على الدرب سائرون وإلى النصر ذاهبون وبإذن الله تعالى لنا النصر فالنصر من عند الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصطفى علي عوض الله

واجب الأمة نحو القرآن الكريم

Posted by حسام خليل in



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:

فإن القرآن الكريم هو الدستور الجامع لأحكام الإسلام، وهو المنبع الذي يفيض بالخير والحكمة على القلوب المؤمنة، وهو أفضل ما يتقرب به المتعبدون إلى الله تبارك وتعالى.

عن ابن مسعود t عن النبي e قال: "إن هذا القرآن مأدبة الله فأقبلوا على مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن اعتصم به، ونجاة لمن اتبعه.." رواه الحاكم.

لقد جمع القرآن الكريم أصول العقائد، وأوامر العبادات، وأسس المصالح الاجتماعية, وكليات الشرائع الدنيوية, فيه أوامر وفيه نواه, وكلها لمصلحة البشرية دون تفرقة بدين أو لون أو جنس أو طبقة أو لسان..

واجب المسلمين نحو القرآن الكريم:

يوضح الإمام البنا رحمه الله واجب المسلمين نحو القرآن الكريم :

وأعتقد أن أهم ما يجب على الأمة الإسلامية حيال القرآن الكريم ثلاثة مقاصد:

أولها: الإكثار من تلاوته، والتعبد بقراءته، والتقرب إلى الله تبارك وتعالى به..

وثانيها: جعله مصدراً لأحكام الدين وشرائعه، منه تؤخذ وتستنبط وتستقى وتتعلم..

وثالثها: جعله أساساً لأحكام الدنيا منه تستمد وعلى مواده الحكيمة تطبق.

لقد كان القرآن الكريم فيما مضى زينة الصلوات فأصبح اليوم زينة الحفلات، وكان قسطاس العدالة في المحاكم فصار سلوة العابثين في المواسم وكان واسطة العقد في الخطب والعظات فسار بواسطة العقد في الحلي والتميمات.. وإذا علمت هذا.. فاعلم أن الإخوان المسلمين يحاولون في جد أن يعودوا هم أولاً إلى كتاب الله، يتعبدون بتلاوته ويستنيرون في تفهم أقوال الأئمة الأعلام بآياته، ويطالبون الناس بإنفاذ أحكامه، ويدعون الناس معهم إلى تحقيق هذا الغاية التي هي أنبل غايات المسلم في الحياة .. فيكون بحق القرآن دستورنا ودستور الأمة .

وكان الإمام الشهيد حسن البنا يخاطب الإخوان المسلمين قائلا: أيها الإخوان: أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزباً سياسياً ولا هيئة موضعية لأغراض محدودة المقاصد. ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييه بالقرآن، ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله، وصوت داو يعلو مردداً دعوة الرسول e ومن الحق الذي لا غلو فيه أن تشعروا أنكم تحملون هذا العبء بعد أن تخلى عنه الناس.

القرآن الكريم محفوظ في الصدور والسطور والعمل:

قال الله تعالى: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(. الحجر: 9.

أنزل الله القرآن الكريم ليكون آخر الكتب المنزلة من السماء؛ لهداية البشرية إلى قيام الساعة، ومن ثم تعهد بحفظه، وتولى سبحانه صيانته، فلم يزل محفوظا مصوناً من التحريف ]لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[ فصلت: 42.وهذه واقعة تكشف هذا الحفظ، فعن يحيى بن أكثم قال: كان للمأمون مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي، فتكلم فأحسن الكلام، قال: فلما تقوض المجلس دعاه المأمون فقال له: إسرائيلي؟ قال نعم. قال له: أسلم حتى أفعل بك وأصنع، ووعده. فقال: ديني ودين آبائي! وانصرف. قال: فلما كان بعد سنة جاءنا مسلما، قال: فتكلم على الفقه فأحسن الكلام؛ فلما تقوض المجلس دعاه المأمون وقال: ألست صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى. قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنت تراني حسن الخط، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيسة فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها فلم يشتروها؛ فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي.

وحفظ القرآن الكريم يكون في ثلاث صور:

1) الحفظ في الصدور وهذا هو الأصل، ويتم بالتلقي مشافهة، فقد قرأه أمين الوحي جبريل عليه السلام على رسول الله e فقرأه الرسول e على الصحابة رضوان الله عليهم، وتلقاه التابعون عن الصحابة، وهكذا سلسلة متصلة إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة.

2) الحفظ في السطور وقد كان النبي e حين تنزل الآية أو الآيات يأمر كتاب الوحي بأن يكتبوها في مكانها من السورة، وظلت صحائف موزعة إلى أن جمعها أبو بكر t في مكان واحد، ثم جاء عثمان t من بعد ذلك فنسخ منها نسخًا ووزعها على الأقاليم.

3) الحفظ بالعمل: وذلك بأن يظل القرآن الكريم منهج حياة المسلم كفرد في نفسه وأسرته يطبق أحكامه يحل حلاله ويحرم حرامه، ويتأدب بآدابه وأخلاقه كما كان النبي e فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول e فقَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: بَلَىَ. قَالَتْ: فَإِنّ خُلُقَ نَبِيّ اللّهِ e كَانَ الْقُرْآنَ. صحيح مسلم

ومن حفظ العمل على مستوى الدولة التي دينها الإسلام أن يكون أساس دستورها ومصدر تشريعها الأول، وميزان عدالتها في المحاكم، وأن يكون من ثوابت المناهج الدراسية في كل مراحل التعليم..

كما يجب عليها أن تعلم أن كل مادة في الدستور لا يسيغها الإسلام، ولا تجيزها أحكامه يجب أن تحذف منه، حتى لا يظهر التناقض في القانون الأساس للدولة.

المنطلق الأساس لتحقيق التغيير المنشود:

يقول الله تعالى: ]إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[ الرعد: 11. هذه الآية هي المنطلق الأساس لتحقيق التغيير المنشود، وبها تحقق الإصلاح في صدر الإسلام.. فإن المسلمين الأوائل في أقل من ربع قرن من الزمان، انتصروا على أعدائهم، وهم في ذلك لم يكونوا أكثر عددًا، أو أقوى عتادًا، ولكنه القرآن الكريم الذي نزل به الروح الأمين على قلب الصادق الأمين، فقرأه e على أصحابه فسرى في شرايينهم روحًا جديدة، وجعل منهم خلقا آخر، لا غاية لهم إلا مرضاة الله: ]وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ[ البقرة: 207. هؤلاء تغيرت نفوسهم فتحطمت بداخلها الأصنام التي كانوا يعكفون عليها، وآمنوا بإله واحد، لا يعبدون سواه، ولا يخضعون لغيره، ولا يخشون سواه، وصارت الدنيا عندهم لا تعدل جناح بعوضة، وأضحت الآخرة هي مسعاهم ومبتغاهم بموجب هذا العقد: ]إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ.. [ التوبة: 111.

وما يقع في غزة من صمود وعزة، سره الأول روح القرآن الكريم التي سرت في نفوسهم فاستمدوا القوة من الله، وتسلحوا بالصبر والثبات النابعين من القرآن الكريم الذي جدد إيمانهم، وبهذا الإيمان لم يعترفوا بإسرائيل، ولم يخافوا من أمريكا، ولم يرهبوا كثرة وقوة دعاة الاستسلام، وأبوا إلا أن يستردوا حقهم كاملا، ويستعيدوا أرضهم كلها، وما ضعفوا وما استكانوا لما أصابهم في سبيل الله، وما أجمل أن يردوا على من أراد أن يحرق نسخًا من المصحف مطبوعة على الورق بأن يطبعوا ستين ألفًا من نسخ القرآن الكريم المطبوعة في الصدور..

وكيف لا! وهو سر ثباتهم وصبرهم، وأساس صمودهم، ومنبع القوة في مواجهة عدوهم، والسبيل الوحيد لنصرهم على اليهود ومن والاهم وناصرهم..

وهكذا يجب أن يكون ردنا على من ينالون من كتاب الله أو من رسول الله e بالإقبال على كتاب الله حفظا في الصدور ومنهجا في الأخلاق، ومظلة للبيوت والأسر، وبالتأسي برسول الله e في عبادته وأخلاقه ومعاملاته وسير على خطاه في كل مناحي الحياة.

علل الأمة ودواؤها:

والمتأمل في علل الأمة الإسلامية، يرى أن علة عللها هي الرضا بالحياة الدنيا، والاطمئنان بها، والارتياح إلى الأوضاع الفاسدة، والتبذير الزائد في الحياة، فلا يقلقه فساد، ولا يزعجه انحراف، ولا يهيجه الظلم المستشري، ولا يهمه غير مسائل الطعام واللباس.. والبلسم الشافي، والدواء الناجع لتلك العلل، لا يكون إلا بتأثير القرآن والسيرة النبوية إن وجدا إلى القلب سبيلاً؛ لأنهما يحدثان صراعًا بين الإيمان والنفاق، واليقين والشك، بين المنافع العاجلة والدار الآخرة، وبين راحة الجسم ونعيم القلب، بين الحق والباطل، بين العدل والظلم..

وهذا الصراع أحدثه كل نبي في وقته، ولا يصلح العالم إلا به، وحينئذ تهب نفحات القرن الأول، ويولد للإسلام عالم جديد، لا يشبه العالم القديم في شيء.

وهذا الأثر الطيب المبارك لا يتحقق في الواقع إلا إذا تدبر المسلمون معاني القرآن الكريم ووقفوا على أحكامه، واقتفوا آثار نبيهم بتخلقهم بالقرآن، وتأثروا بذلك في نفوسهم وحياتهم، وليعلم المسلمون أن تأثير القرآن الكريم في نفوس المؤمنين بمعانيه لا بأنغامه، وبمن يتلوه من العاملين به، ولقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم، وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم، وسيطروا به على العالم يوم سيطرت مبادؤه على أخلاقهم ورغباتهم، وبهذا يعيد التاريخ سيرته الأولى، وقد سم رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن الذى لا رائحة له فى المجتمع مؤمنا لا يقرأ القرآن وشبهه بالتمرة فى مقابل الأترجة المؤمن الذى يقرأ القرآن ويؤثر فيمن حوله برائحته ورائحة عمله الطيبة .

إن إحياء معاني القرآن الكريم في النفوس، وتحويله إلى واقع حي متحرك، ودفع الجيل القادم من الشباب في العالم الإسلامي أن يتنافسوا في حفظ القرآن الكريم في صدورهم، وظهور أثره على جوارحهم وأخلاقهم وجميع شؤون حياتهم، يبشر بغد مشرق، ومستقبل واعد، فإن من نشأ في صغره على حفظ كتاب الله حفظه الله، وجعله معين خير، ومصدر إسعاد لمن حوله، وحينئذ ينعم الجميع بالأمن والأمان.

ونحن ننادي بما صدع به الإمام البنا منذ عشرات السنين، ولا يزال صداه يتردد في أرجاء المعمورة: يا قومنا: إننا نناديكم والقرآن في يميننا والسنة في شمالنا، وعمل السلف الصالحين من أبناء هذه الأمة قدوتنا، وندعوكم إلى الإسلام وتعاليم الإسلام وأحكام الإسلام، فإن كان هذا من السياسة عندكم فهذه سياستنا، وإن كان من يدعوكم إلى هذه المبادئ سياسيا فنحن أعرق الناس - والحمد لله - في السياسة، وإن شئتم أن تسموا ذلك سياسة، فقولوا ما شئتم، فلن تضرنا الأسماء متى وضحت المسميات وانكشفت الغايات.

ويقول رحمه الله: لقد قام هذا الدين بجهاد أسلافكم علي دعائم قوية من الإيمان بالله، والزهادة في متعة الحياة الفانية وإيثار دار الخلود، والتضحية بالدم والروح والمال في سبيل مناصرة الحق، وحب الموت في سبيل الله والسير في ذلك كله علي هدي القرآن الكريم .

فعلى هذه الدعائم القوية أسسوا نهضتكم، أصلحوا نفوسكم وركزوا دعوتكم وقودوا الأمة إلي الخير، (وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) (محمد:35) .

نحن أيها الناس - ولا فخر – مع أصحاب رسول الله e، وحملة رايته من بعده، ورافعوا لوائه كما رفعوه، وناشروا سنته كما نشروها، وحافظو قرآنه كما حفظوه، والمبشرون بدعوته كما بشروا، ورحمة الله للعالمين (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (صّ:88).

القاهرة فى : 14 من شوال 1431هـ الموافق 23 من سبتمبر 2010م

سيارة الحاج مصطفى علي عوض عوض الله

Posted by حسام خليل in












إنا لله وإنا إليه راجعون

مصطفى علي عوض الله

Posted by حسام خليل in


إضافة صورة

الجزء الثاني



الجزء الأول


مصطفى علي عوض الله

Posted by حسام خليل in

مصطفى علي عوض الله

Posted by حسام خليل in



مصطفى علي عوض الله

Posted by حسام خليل in ,


لايعيش العظماء حياتهم لمجرد الحياة ولا يمكن أبدا أن يعيشوا غثاء أو عالة على غيرهم بل إن الله عز وجل يصطفيهم لأداء رسالة ويختصهم بقضاء حوائج الناس ودعوتهم إلى الخير حتى إذا أتم الواحد منهم رسالته وأداها على الوجه الأكمل توفاه الله واختاره إلى جواره ، كالأنبياء والمرسلين جميعا وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم حيث أشار الله عز وجل إلى هذا المعنى بقوله في سورة النصر

......إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3}
حيث قال بن عباس هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له . قال : إذا جاء نصر الله والفتح وذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا فقال عمر : إني لا أعلم منها إلا ما تقول .
وبعدما أنهى مصطفى عوض الله دورته البرلمانية الثانية على أكمل وجه جهادا في سبيل الله سواء فيما يتعلق بالجانب التشريعي والسعي لحل الكثير من القضايا والمشاكل أو فيما يتعلق بسسعيه لقضاء حوائج الناس ، وبعدما صام رمضان إيمانا واحتسابا وقضى معنا عيد الفطر المبارك ، وصام ستا من شوال توفاه الله بعدما أتم صيام اليوم السادس من شوال مباشرةً وبعدما نطق الشهادتين في أول ليلة جمعة بعد رمضان والعيد لتكون جنازته يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة ويحضرها البعيد والقريب من كافة أنحاء الجمهورية في مشهد مهيب لم نشهد له مثيلا في الفيوم من حيث عشرات الألوف التي جاءت للصلاة عليه وتشييع جنازته في هذا اليوم العظيم المبارك ويصلي الجنازة بالناس فضيلة المرشد العام لللإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع ثم يلقي كلمة على قبره.
مصطفى عوض الله لم يمت ، هو ليس في عداد الأموات ، لأنه قضى حياته مجاهدا في سبيل الله والله عز وجل يقول (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ) نعم فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، ولقد قضى حياته رحمه الله في قضاء حوائج الناس وكان هينا لينا مع الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني ولم يتأخر عن أحد طرفة عين في ليل أو نهار وكأنه كان يتعبد إلى الله بالسعي في حاجات الناس ، أحب الله فأحبه ، وأحبه الجميع ووضع له القبول في الأرض
وإنني هنا لن أتحدث عن مناقب مصطفى عوض الله فإن مناقبه ومحاسنه وأخلاقه وسيرته وأياديه قد ترجمتها عشرات الألوف التي خرجت لتشييع جنازته من مختلف الأطياف والاتجاهات والأعمار مجمعين على حب الرجل الذي وصل بصدقه إلى قلب كل إنسان سواء كان مسلما أو غير مسلم ، ولكني أتحدث هنا عن رسالات أرسلها لنا بموته وخاتمته ، رسالات لا بد أن نقرأها ونعيها جيدا لأن الله يقول ، ((إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد))


إن أول رسالة تركها لنا مصطفى عوض الله يقول لنا فيها إذا أردتم أن يُحسن الله ختامكم فعيشوا لله (إنا لله) إذا كنتم آمنتم بأنا إليه راجعون فقولوا بلسان حالكم (إنا لله) حياتنا كلها لله ، فإذا كنا لا محالة سنموت سنموت فلماذا لا نجعل حياتنا لله ونعيش كما أراد الله بمنهج الله امتثالا لأوامر الله (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)

كونوا أنصار الله واجعلوا مواقفكم تقول نيابة عنكم (نحن أنصار الله) وانفروا في سبيل الله ولا تتثاقلوا إلى الأرض ولا ترضوا بالحياة الدنيا فتنسيكم الآخرة واعلموا أن الأمر ليس اختيارا ولكن ان لم تنفروا جاءكم العذاب الأليم واستبدل الله قوما غيركم ] ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ( 38 ) إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير ( 39
رسالة أخرى قرأناها هنا من هذا الحدث الجلل أن من كان الله معه فلا يخشى على شئ ولا يخاف من شئ ولا يحزن على فوات شئ ولا يسيل لعابه أمام شئ ولا يهتز لأي شئ (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) فمعية الله هدفنا وغايتنا لا نرجو سواه ولا ننحني لغيره مهما بلغت الإغراءات (أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه) فلكم عرضت عليه ، رحمهُ الله ، الملايين والمناصب فلم ينحن وتعرض للتهديد فلم يهتز ولسان حاله يقول كما قال الله على لسان سحرة فرعون (لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
أحبتي في الله ها أنا اليوم في جوار ربي مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، مسبشرا بالذين لم يلحقوا بنا فاستعدوا للمجيئ فإن ما عندكم ينفد وما عند الله باق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ، نشتاق إلى مجيئكم فاشتاقوا إلى ما عندنا وإلى من نحن في جوارهم
لن أرشح نفسي بعد اليوم لأن الله رشحني واختارني لجواره في مقعد صدق عند مليك مقتدر غير أني أهمس في أذن كل واحد منكم قائلا ، إن العبادات الاجتماعية أعظم أجرا عند الله من العبادات الذاتية الفردية وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعا وإن اختلفت مرتبتا الطلب ، فتعبدوا إلى الله بحب إخوانكم وقضاء مصالح الناس والصبر على أذاهم وكونوا للناس كالشجر يرمونكم بالحجر فتلقون إليهم أطيب الثمر ، ولن أدلل على كلامي هذا بما ورد من الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة فأنتم أعلم بها مني وأكتفي بذكر قول الله عز وجل وأختم به حديثي معكم (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما(
أخوكم مصطفى علي عوض الله

قسما بربي خالق الأكوانِ

أنا لم أمت يا معشر الإخوانِ

أنا في الجنان مع الحسان القاصرا

ت الطرف في شغُل مع الإحسانِ

إني هنا في جنة الفردوس أشـ

دو ناعما بالّروح والريحانِ

في صحبة الرسل الكرام جميعهم

والصالحين وأحمد العدنانِ

مستبشرا بقدومكم من خلفنا

ياإخوتي من أمة القرآنٍ

والنصر آت فاصبروا واستبشروا

واستمسكوا بشريعة الرحمنِ

فالنصر صبر والثبات عقيدةٌ

والعز والتمكين بالإيمانِ

وإلى لقاءٍ يا أحبةُ عندنا

فوق الأرائك في عظيم جنانِ



علشان نعيش

Posted by حسام خليل in






ساكن ف قلب الذبذبة
عايش على حلم السكون
بجري ورا لحظة أمل
يمكن تكون
والسكة طالت والزمن
عدّى بجنون
والناس بترجع م الطريق
راجعين يقولوا يا بشر
متكملوش
سكة سراب
ومفيش أمل
متصدقوش
والموت محاصر الانتظار
ومعاه جيوش
كل السكك متقفلة
والناس بتمشي مكملة
نمشي ونرجع ذبذبة مبتنتهيش
وعشان نعيش
لازم بحبله نعتصم
هو المهيمن والصمد
سبحانهُ
من غيره مش ممكن نعيش
والموت ف سكة ربنا
أحسن حياه
مبتنتهيش

سيرة

Posted by حسام خليل in

تهنئة ووصية

Posted by حسام خليل in

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... أما بعد:فنتقدم بخالص التهنئة لجميع المسلمين في كافة أنحاء العالم بحلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعلى سائر المسلمين، ونحن جميعا إلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم، وأن نكون ممن عفا الله عنهم، وكتب لهم عتقًا من النيران، كما نسأل الله أن يعيده علينا وعلى الأمة العربية الإسلامية، وقد تحررت أوطاننا، وتطهرت من المحتلين، وصار أبناء الأمة أحراراً في بلادهم، وعادت فلسطين إلى أهلها، وفرحوا مع باقى الأمة بالصلاة في المسجد الأقصى، كفرحتهم بالصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي وما ذلك على الله بعزيز..
أيها المسلمون في كل مكان:
العيد فرح بالطاعة:
للمسلمين في عامهم عيدان، الفطر والأضحى، وكل منهما يكون بعد تأدية ركن من أركان الإسلام وفريضة من فرائضه، فى إشارة واضحة بأن فرح المسلم يكون بالطاعة أكثر من فرحه بكل ما يجمع من الدنيا، وأساسهم في ذلك قول الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس: 58.هاهو الضيف الكريم الذي أمتع المسلمين أيامًا معدودات بطلعته المشرقة وأوقاته المملوءة بالخير والبر يرحل عنا، وودعه كل منا بطريقته.. فهل سيكون لنا فرحة في الآخرة كما فرحنا بالفطر في الدنيا فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ. وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» البخاري.فرح المسلم كل يوم عند حلول ساعة الإفطار، وفرح في آخر الشهر بانتهاء شهر الصيام، ومن ثم يكبر الله ويحمده على هدايته وتوفيقه للطاعة قال الله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة: 185)أي: ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم.وكذلك يكون ذكره لله بعد الانتهاء من تأدية فريضة الحج قال الله: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا)(البقرة:200)كما أمرنا بأن نكثر من ذكر الله بعد صلاة الجمعة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الجمعة:9–10 ، بل وبعد تأدية فريضة الصلاة أمرنا بالذكر، قال الله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) (النساء:103)ولهذا جاءت السنة باستحبابالتسبيح، والتحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات. وقال ابن عباس: ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير.
أيها الأحباب الكرام في كل مكان:
إن فرح المسلم يكون بطاعة الله، وكلما وفقكم الله إلى طاعة، كبروا الله واحمدوه، ولعل هذا هو السبب في أن "الإخوان المسلمون" كلما وفقهم الله إلى طاعة، أو جمعهم على ذكر ودعوة، كان هتافهم "الله أكبر ولله الحمد"..
لأجل ذلك فاحرص أيها المسلم أن تعمر وقتك بالطاعات، فلا تتم عمل لله إلا وتشرع في آخر، ولا تفرغ أيها المؤمن من فعل خير إلا وتنصب إلى خير آخر، وأنت بذلك تجعل كل أيامك عيدًا، بل كل ساعات يومك عيدًا يملؤه الفرح ويغمره السرور، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وبين الطاعة والطاعة لا حرج في أن تفرح بمباح اللهو، فلم يحرم ذلك الإسلام.
إلى الأحرار في السجون:
نتقدم بخالص التهنئة لأحبابنا الأحرار في سجون مصر والاحتلال الصهيوني والعراق وغيرها، ونسأل الله أن يفك أسرهم، وأن يطلق سراحهم، وأن يسعدوا في العيد مع آبائهم وزوجاتهم وأمهاتهم وأبنائهم وبناتهم، وجميع إخوانهم وأن يجعل ما لاقوه وما يلاقوه فى ميزان حسناتهم جميعا .
وإلى الأحرار في فلسطين:
كما نتقدم بخالص التهنئة إلى إخواننا المجاهدين في فلسطين من البحر إلى النهر، ونسأل الله لهم الثبات، وندعوه أن يربط على قلوبهم، وأن يجمع كلمتهم، وأن يوحد صفهم، في مواجهة الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، كما ندعوه أن يفيض عليهم من خيراته وبركاته، وأن يمدهم بجند ونصر من عنده، وإننا لنشد على أيديهم، قائلين: لا طريق لاسترداد الوطن المغتصب إلا بالجهاد والمقاومة، ونهيب بهم أن يتحدوا فيما بينهم، وأن يقفوا صفًا واحدًا في جهادهم لعدوهم، وأن يطمئنوا إلى أن كل الشعوب الحرة تساندهم وتدعمهم، واعلموا أيها الأحباب أن صمودكم وصبركم وجهادكم حرك أصحاب الضمائر الحية والحرة من المسلمين وغير المسلمين،وأن نصر الله قريب، والله أكبر ولله الحمد

نفحات وعطايا رمضان

Posted by حسام خليل in


رسالة من أ. د محمد بديع- المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومَن والاه، وبعد..
ما زالت الفرصة بين أيدينا
الحديث عن عطايا شهر رمضان لا تنقطع نفحاته، وها نحن في أيام الفرصة المتبقية من بركات الشهر قبل رحيله، في هذه العشر التي هي في ضيافة الرحمن، وإن أطلقوا عليها العشر الأواخر من رمضان، فهي في الحقيقة العشر الأوائل من سنةٍ جديدة، كلها رمضان؛ حيث فيها الاعتكاف والتماس ليلة القدر، وحضور ليلة المغفرة، وشهود يوم الجائزة.
فإلى نفحات الاعتكاف التي لا تُحصى؛ من حُسْنِ الصلةِ بالله، وحلاوة الإيمان، والنقاء والمغفرة، فليس الاعتكاف إلا في تحقيق مقصوده، كما أشار العلماء، والذي يتمثل في قول كل معتكف لربه: "لا أبرح عن بابك حتى تغفر لي".
وسيبقى اعتكافٌ آخر دائم بعد رمضان؛ ليس في أي مسجدٍ من مساجدنا، بل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذي فيه الركعة بألف ركعة، وكل ذلك في مقابل السعي في مصلحة مسلمٍ من المسلمين، ولو لمدة بضع دقائق، قضاها الله أو لم يقضِها، كما وعد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
وإلى دعاء ليلة القدر؛ حيث العفو الشامل، وأنت في تهجدك تناجي الغفور: "اللهم إنك عفوٌ كريم تحبُّ العفو فاعفُ عني"، وحيث حياة التسامح والتغافر بين الناس، فإن كان من أجل اثنين يتلاحيان، أنسى الله نبينا ميعادها، لحكمة الله في أن تجتمع الأمة على الحُبِّ وتلمُّس الطاعة، وحيث المغفرة والتطهير، ففي الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"، ورضي الله عن عمر بن الخطاب، حينما كان يفرح بعطايا رمضان، ويقول: "مرحبًا بمُطهرنا من الذنوب".
وإلى أيام يتروَّح فيها الصائمون نسائم سموِّ أنفسهم، وروائح صفاء قلوبهم، وروائع علوِّ أرواحهم، من بعد أن علموا أن الملائكة تساعدهم، وتستر عليهم عيوبهم، وتعينهم على الاستغفار والمغفرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا" (رواه أحمد).
وإلى ليلة المغفرة الشاملة، وهي آخر ليالي رمضان، روى أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يغفر لهم في آخر ليلة فيه"، فقيل: أهي ليلة القدر؟ قال: "لا، ولكن العامل إنما يُوفى أجره إذا انقضى عمله"، فإلى انتهاز الفرصة، وإلا الندم على الخسران، لقوله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف عبد أدرك رمضان ثم انسلخ رمضان ولم يُغفر له" (متفق عليه).
فيا مَن أدرك رمضان..
إنَّ معك رصيدًا من الكنوز الغالية، فالمحافظة عليها واجب الوقت الآن، حتى لا تُسرق منا بعد رمضان، بل فاحرصْ على المزيد من هذه العطايا:
- مِن صيامٍ اختصَّه الله له في الجزاء والعطاء، يقول البيهقي: لا يأخذ أحدٌ شيئًا من أجر الصيام في ردِّ المظالم، دون سائر الأعمال والطاعات.
- ومِن أجورٍ بلا حسابٍ من الجواد الكريم على خصال الخير، التي فتح الله لنا أبوابها وأغلق عنا أشرارها.
- ومن حياة المتعة والفرحة اليومية من ترك القبائح والتزين بالسلوك القويم.. ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)﴾ (يونس).
- ومن مصاحبةٍ للصيام بالنهار والقرآن بالليل، فهما من أخلص أصدقائنا؛ لأنهما الوحيدان اللذان يشفعان لنا، لقوله صلى الله عليه وسلم: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة" (رواه أحمد).
- يقول كعب: "من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا أفطر بعد رمضان ألا يعصي الله دخل الجنة بغير مسألةٍ ولا حساب، ومن صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا أفطر بعد رمضان، عصى ربه، فصيامه عليه مردود".
ويا أمتنا.. هيَّا ابدئي فرصتك
يأتي رمضان على عالمنا فينقلب إلى عالمٍ جديدٍ في كل شيء، على مستوى الأفراد والأسر والمجتمعات والدول، رغم جراحها في فلسطين والعراق وأفغانستان، وتستقبله بفرحةٍ قلبيةٍ رغم ما تعانيه شعوبها؛ من تآمر خصومها، وتكالب أعدائها، وجهالة أبنائها، وما ذلك إلا لما اختص الله تعالى به هذا الشهر الفضيل دون غيره من شهور العام، من عطايا ونفحات:
1- فلنعلنها توبةً مما نحن فيه..
وكأنَّ رمضان قبل رحيله يعلن على الملأ: هل أنتم مستعدون؟! يقول تعالى: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً﴾ (التوبة: من الآية 46)، فماذا أعددنا؟! ها هي التوبة تُنادينا نداء القريب إلى قلوبنا لحياة جديدة ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (النور: من الآية 31)، ونعني بها اليوم التوبة من حياة إلى حياة، ومن تفكير إلى تفكير، ومن آمال إلى آمال، فما أحوج عالمنا إلى الإسلام الحي في ضمائر أبنائه، رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبابًا، كما كان في أذهان وقلوب الصحابة الكرام.. ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ (الفتح: من الآية 29).
- فلنبدأها توبةً من حياةِ الهوان إلى حياةِ العزة، ومن حياة الواقع المرير إلى حياة استعادة الأمجاد، ومن حياة التواني والتراخي إلى حياة العمل والجهاد ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾ (العنكبوت).
- ولنعلنها توبةً من التفكير المحبط إلى التفكير الإيجابي، في مواجهة الظلم والفساد والاستبداد، ومن التفكير اليائس إلى التفكير الدافع نحو تقديم التضحيات من أجل الأمن والأمان ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)) (الأنعام).
- ولننشرها توبةً بين الناس، من آمال صغيرة وأحلام تافهة إلى الأمل الكبير والحلم العظيم، في التمكين لدين الله واستقرار العالم بالإسلام.. ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ (33) ﴾ (التوبة).
2- ولنجعلها حياةً نحو التغيير والإصلاح..
فالتغيير والإصلاح لا يتحققان إلا من هنا، باغتنام هذه النفحات والعطايا، في تزكية النفس وتطهيرها وتربيتها على الطاعة.. ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11)؛ حتى يستشعر أفراد الأمة رقابة ربهم في كل حين، ويكثروا من ذكره، ويتلوا كتابه، ويدعوه في كل لحظاتهم، ويصحِّحوا مسارات حياتهم في المجتمع، معاملةً وخلقًا وسلوكًا، من البذل والجود والعطاء.. ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) ﴾ (آل عمران).
3- وليكن عيدنا في التحرر أولاً..
فالحرية في مناحي الحياة كلها هي العيد الحقيقي، حرية الفرد من التبعية، وحرية الوطن من الهيمنة، وحرية الأمة من سطوة غيرها عليها، فحينما يعلن القلب عن عبوديته لربه يتحرَّر من الخضوع للإنسان، والركون لأية قوة سوى القويِّ القهار.. ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾ (هود: 113).
ثلاثون يومًا في رمضان، من أيام العتق والحرية، ترسِّخ في قلوبنا الاستقلالية، وتعمِّق في أرواحنا المسئولية؛ لنقف وقفة المارد ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (المنافقون: من الآية 8)، فتختفي الصور الكريهة من الاستبداد والظلم والتدليس والتلفيق والنهب والتضييق وتقييد الحريات والتزييف والتزوير.
4- ولنجعل أوجب واجباتنا من الآن:
- التخطيط والإعداد لحياة جديدة.. بخطة تليق بهذه الكنوز والعطايا، تترجم إلى برامج دقيقة للفرد والأسرة والمجتمع.
- الإرادة والعزيمة.. التي تدفعنا إلى العمل، والخروج من الضعف، ومقاومة الفتور، فعوامل النجاح كلها موجودة إن توفرت الإرادة.
- المزيد من الأعمال.. وذلك في المشاركات والإسهامات لإنقاذ أوطاننا، وفي المبادرات الخدمية، والمسارعات في اغتنام الأوقات؛ للخروج من الرتابة المقعدة عن العمل والداعية إلى الدعة.
نسأل الله كما سلَّمنا إلى رمضان، أن يسلم لنا رمضان، ويتسلَّمه منا متقبلاً، اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رمضان

Posted by حسام خليل in