الحقيقة الخامسة

Posted by حسام خليل in

الحيقة السادسة : شمول الإسلام

Posted by حسام خليل in


الحقيقة السابعة

Posted by حسام خليل in

الأمل بعد الله في الشعوب

Posted by حسام خليل in

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد:

الشعوب رأس مال الأمة :

إن الشعوب هي أساس بنيان الأمم، وأصل دعوتها، والشعوب هي الجنود الأوفياء في قطار النهضة والتنمية، وما نشهده اليوم من تحرُّكات الشعوب، وانتفاضة المجتمعات، لهو خير شاهد على أنَّ الشعوب ستظل هي الرصيد الحقيقي، والمخزون الفعلي، لكل تقدم ونماء، رغم ما تعانيه من المحاولات المستميتة لطمس هويتها، وتغييبها عن أداء دورها، وحجْبُ إرادتِها، في وقت سيطرت فيه القوى الخارجية على مقدراتِها، وانفصل الحكامُ عن تأييدها، ففقدوا عزَّتَهم، في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني، لأن الشعوب هي التي تمد حكوماتها بالكرامة والإباء .

ورغم تزوير الأنظمة لإرادة الشعوب، وكبت حرياتِها، وحظر قواها الشعبية، فإن الشرعية الشعبية في اختيار الأحرار، وإعلاء شأن الشرفاء، باتت اليوم هي الواقع الأقوى، في بلدان أمتنا، باختيارها للإسلام منهاجاً للحياة، كما حدث في الانتخابات النيابية بمصر وتركيا، وغيرها من البلدان الإسلامية، وممَّا تبتهج له النفس، ما اختاره الشعب الفلسطيني بكامل إرادته ورغبته، لحركة المقاومة الإسلاميَّة حماس، لتمسكها بنهج الإسلام، وتطبيقه في المجتمع .

ورغم التشويه المستمر لدعوةٍ الحق على أنها تأخر، وأن التمسُّك بهويّة الإسلام رجعيةً، وأن كلّ دعمٍ لمقاومة المحتل ما هو إلا إرهاب وعنف، شهدنا الغضبات الشعبيَّة العارمة تجاه نصرة الأقصى من مظاهرات واستنكارات ومقاطعات عامة، أخافت المعتدين، وأشعرتهم بقوة الأمة، وأيضاً ما شهدناه من تدافع شعوبنا للتبرع وبذل المال والنفيس، إغاثةً لإخوانهم المسلمين، ونصرةً للمستضعفين والمظلومين فى كل مكان، ووقوفاً معهم صفّاً واحداً، وهذا ما يؤكِّد أنَّ شعوبنا بدأت تدرك وبجديَّة، أنَّ قيم ومبادئ وأخلاق الإسلام هى البديل الصحيح لشتَّى البدائل الأخرى التى عانت البشرية الويلات من ورائها، وصارت الأمة على قدر كبير من الوعى للأحداث، ومتابعة كثير من أبنائها لهموم أمَّتهم، والوقوف معهم، بعد أن كانت مغيبة عن دينها، ومضيعة لشرائعه، فممَّا يبهج النفس أنَّه قد صار للشعوب اليوم موقفاً يحسب له ألف حساب، قبل أي محاولة لقلب الحق باطلاً، أو نشر للفساد، وبذلك تكون شعوبنا قد وضعت قدمها، على أول خطوة من استرداد الثقة بالنفس والمنهج .

وتأمل ما تقوم أمريكا بإنفاقه على حربي العراق وأفغانستان، ومع ذلك سيبقي الأمل بعد الله في الشعبين، اللذين إلى اللحظة هما باقيان، بمقاومتهما وثباتهما : فقد أفادت أرقام طرحتها وزارة ُالدفاع الأمريكية مؤخراً أن الموازنة الأمريكية المخصصة للحرب في أفغانستان ستتخطى للمرة الأولى في العام 2010 م تكلفة َالحرب في العراق، ( والتي قدرت بعد 5 أعوام من حرب العراق بـ 600 مليار دولار رسمياً، في حين قدرها الاقتصاديون بـ 4 تريليون دولار ).

وقال مديرُ الموارد في رئاسة الأركان الأمريكية : إن الأموال المطلوبة التي تناهزُ خمسة وستين مليارًا لأفغانستان، تفوق الواحد والستين مليارًا المطلوبة للعراق، مشيراً إلى أن هذه سابقة .

من جهةٍ ثانية أقر مجلس النواب الأمريكي مشروعَ ميزانيةٍ إضافيةٍ للعام الجاري بقيمة ستةٍ وتسعين ملياراً وسبع مئة مليون دولار، لتغطية مصاريف حربي العراق وأفغانستان .

الدور المنتظر من الشعوب :

ومن أجل ذلك فإن الإخوان المسلمين يحبون أن يضعوا الجميعَ أمامَ مسئوليتِهم من الأمانة، التي سيُسألون عنها بين يدَي ربهم، لقوله تعالى : ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً ﴾ ( الأحزاب : 72 )، وهذه المسئوليةُ تقعُ على الجميعِ بغير استثناء ؛ كل حسب موقعه، وتبعًا لقدراته وإمكاناته .

فجدِّدوا يا شعوب العالم الإسلامي استشعارَ الولاءِ لله، وارفَعوا رايةَ الإسلامِ، وأقيموا دولةَ الإسلام في نفوسكم تقُم على أرضكم، واعلَموا أن الإسلام إن لم يكن بكم فسيكون بغيركم، ولكنكم لو لم تكونوا به فلن تكونوا بغيره : ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ (محمد : 38).

ومن هذا المنطلق فإني أرى عدة واجبات، على شعوبنا الإسلاميَّة، وهي تؤدي الدور المنتظر منها:

1. استمرار الجهد الفكري والدعوي، وربط كل هبة شعبية بالإيمان، والحذر من مخالفة أمر الله، لجني ثمار المواقف الشعبية الإيجابيَّة بذلاً وعطاءً، وهذه أول بادرة لفهم قضايا أمتنا.

2. استمرار التأكيد على أنَّ أساس الانطلاق الذي يحركنا كشعوب ومجتمعات هو ديننا وشريعتنا، وبذلك تكون العاطفة نبيلة وكريمة، ومنضبطة بضوابط الشرع، فلا تحركنا قومية أو إقليميَّة،، يقول تعالى : "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" ( الحجرات : من الآية10) .

3. استمرار الشعوب في امتلاك الوعي بقضاياها، فلا يندفعون تجاه أعمال ليس من ورائها أي منافع لها، أو بعيدة عن المصلحة في حياتها وأخراها، ومن ذلك إشهار سلاح المقاطعة الشعبية لكل منتجات أعداء الأمة العربية والإسلامية.

4. أن يكون لكل فرد من شعوبنا قضيَّة وهمٌّ خاصٌّ يشغله، فالأمة في حاجة لكل سواعد أبنائها، وعقولها المفكرة، ليصب ذلك في مصالح الأمَّة الإسلاميَّة ومنافعها .

5. الاعتزاز بالإسلام، و طرد روح الانهزاميَّة، وإصلاح النفس والمجتمع، فإن ذلك هو السبب الكفيل لنهضتنا، واسترجاع عزِّنا، والوعي بمخططات المتآمرين، ورد مكر الكائدين إلى نحورهم، يقول تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( الرعد : 11 ) .

فإلى المسارعة في نصرة الأمة :

• فإلى المبادرة العاقلة، والمسارعة المنضبطة، والإيجابية الذاتية، يقول تعالى : " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ " ( التوبة : 105 )، وقوله صلى الله عليه وسلم "قد عرفت فالزم" وعندها سيرى المسلمون، نتيجة جهدهم، وثمرة سعيهم، وقد آن لشعب مصر أن يعبر عن مبادرته، لإعادة الدور الريادي لمصرنا، على مستوى العالم العربي والإسلامي .

• وإلى العمل المتواصل في سبيل مرضاة الله، بهمة عالية خفاقة، نحو الانتصار لقضايا الأمة، ونصرة المسلمين، يقول صلى الله عليه وسلم : " ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلاَّ خذله الله في موطن يحبُّ فيه نصرته " أخرجه أبو داود في السنن .

• وإلى المزيد من التحركات الضاغطة، فإن إرادة الشعوب أقوى من كل المؤامرات، و المهاترات، و المساومات، فالشعوب الحرة الأبية الصادقة، هي رمز الأمة، لأنها هي التي ترسم لها طريق العزة والحياة الكريمة، وبهذا بددت إرادة الشعوب ما استنتجه معلق أمريكي حينما صرح : ( بأنه لـ " ترويض" الشارع العربي، ينبغى إثارة الرعب في أوصاله بدل تهدئته )، مستدلاً بما حصل بعد شهرين من القصف على أفغانستان من صمت عربي )، ولذلك فإننا لا نعتمد بعد الله تعالى إلا على إيمانِ الشعوب بعقيدتِها ووعيِها بثقافتِها، وإصرارِها على نَيلِ حقوقِها وانتزاعِ حرياتِها، ونحنُ نثقُ في قدرةِ هذه الشعوبِ على التمييزِ بين الشرفاء الصادقين في الدفاع عن حقوقِها، وبين المخادعين الذين يُزيِّنون لها القولَ ويحتالون على تزييف إرادتِها .

• وإلى المسارعة في تقديم كل عون لإنقاذ الأقصى، فالأمل اليوم معقودٌ على الشعوب في وقف العدوان الصهيوني الغاشم على مقدسات الأمة، بعد الموقف المتخاذل والمتواطئ للأنظمة تجاه المجزرة الصهيونية في القطاع، ومحاولات هدم المسجد الأقصى، وإن الشعب الفلسطيني الآن لا يدافع عن مقدساته وعرضه ووطنه فحسب، إنما يدافع عن كرامة الأمة وشرفها، وتمثِّل مقاومته حائط الصد وخط الدفاع الأول ضد المخطط الصهيوني الجائر.

• وتحية لشعوب العالم أجمع، فرغم مصادرة آمالها، خرجت تطالب بطرد السفراء الصهاينة، وإغلاق سفاراتهم الموجودة في بعض بلدانها، وإغلاق مكاتب التمثيل التجاري، وتفعيل المقاطعة لمنتجات الدول الممولة للمذابح اليومية، وعندما جاءتها فرصة الانتخابات الحرة طردت هذه الشعوب الحرة كل مسئوليها الذين شاركوا فى جريمة حرب العراق وكذبوا على شعوبهم بتقارير مضللة متعمدة أدت إلى دمار دولة عربية بكل مقوماتها الإنسانية والاقتصادية، وتطالب هذه الشعوب الحية الآن بإيقاف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، وإلغاء معاهدات السلام المزعوم، وإرسال قوافل الإغاثة بحراً وبراً، وبدلاً من الاستجابة للمطالب الشعبية، رأينا من يتآمر مع العدو على إجهاض المقاومة واغتيال المقاومين !، ولذلك فإننا نكرر أن الأمل بعد الله هو المعقودٌ على الشعوب، للضغط على أنظمتها لعلها توقف حصار أهلنا في غزة، أو لعلها تقوم بدورها حيال المجازر الوحشية في أفغانستان والعراق والصومال وفلسطين.

لهذا لسنا يائسين أبداً :

يقول الإمام البنا : ( وآيات الله تبارك وتعالى، وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وسنته تعالى في تربية الأمم وإنهاض الشعوب، بعد أن تشرف على الفناء، وما قصّه علينا من ذلك في كتابه، كل ذلك ينادينا بالأمل الواسع، ويرشدنا إلى طريق النهوض الصحيح )، فلابد للشعوب أن تنعم بالحياة الكريمة الحرة، وتنتصر إرادتها بصلاحها، وحسن توجهها إلى الله، يقول تعالى :{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}( الأنبياء : 105- 106 )، ويقول تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ }(غافر : 51 ).

وإن الإخوان المسلمين يوقنون أن سننَ الله غلاَّبة، ونواميسَه ثابتةٌ ؛ فلا يُقعِدنَّكم عن السير الإعتقالات ؛ أو العقبات فيه، فإن الله معكم ولن يتركم أعمالكم، و﴿ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ (الروم : 5- 7 ) .

فكل التضحيات تصغر، حينما ندافع عن الحق، ولذلك يقول الإمام البنا بعد اعتقاله : ( لقد كانت فترة الاعتقال بمثابة اعتكاف إجباري أو محطة في طريق السفر الطويل، راجعت فيها كتاب الله تعالي حفظاً ودراسة وتدبرًا، وعرفت واختلطت بأناس آخرين، ووجدت فرصة أخلو فيها إلي نفسي أستعرض أحداث الماضي وأفكر في الحاضر بهدوء وروية، وأعتقد أننا لن نخسر شيئا في أمر قد قدره الله لنا .. فإن ما يحدث لنا من عذاب أو اضطهاد، أمر قد تعاهدنا عليه، فلا غرابة فيه ولن يؤثر فيما عقدنا العزم عليه، ولكنه – فقط – يعطينا المؤشرات، ويحذرنا من المطبات، ويفتح أعيننا علي ما هو آت .. فإن ما يحدث لنا لن يوقف حركة الدعوة، ولن يرهب أبناءها الذين اعتقدوا أن أقل ما يطلب في سبيلها هو الدم والمال .. ( والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يوسف : 21.

والله أكبر ولله الحمد


القاهرة فى : 9 من ربيع الآخر 1431هـ الموافق 25 من مارس 2010م

حقائق قرآنية حول أحداث غزة

Posted by حسام خليل in


الحقيقة الثامنة والأخيرة

يارب والأقصى يُهدّم

Posted by حسام خليل in



القصيدة كاملة

واجبنا نحو إنقاذ الأقصى واسترداد فلسطين

Posted by حسام خليل in

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد؛

فإن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه كان معراجه إلى السماوات العلا، وإن فلسطين وديعةُ محمد صلى الله عليه وسلم عندنا، وأمانةُ عمر في ذمتنا، وعهدُ الإسلام في أعناقنا؛ ولذلك فإن فلسطين والقدس جزءٌ من عقيدة الأمة الإسلامية، والتفريط فيها تفريطٌ في كتاب الله وفي ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل إخوانه الأنبياء، وحضارة الأمة وعقيدتها، وإن التنازل عن أيِّ جزءٍ منها لليهود أو لغيرهم، بل إن مجرد الاعتراف بأي حقٍّ لغير المسلمين فيها؛ ليس ملكًا لشخص أو جهة أو دولة، بعد فتح المسلمين لها، وإقرار الله لنا فيها.

ومن أجل ذلك كان الواجب على كل مسلم- عربيًّا كان أو غير عربيٍّ- أن يجاهد بقدر استطاعته لتخليصها من نير الاحتلال، واستردادها من أيدي الصهاينة المغتصبين، وإعادة أهلها المشرَّدين، وتخليص رجالها المأسورين ونسائها المقيَّدات في سجون الاحتلال، وإن لم نفعل ذلك فالمسلمون جميعًا آثمون وخاسرون، وستدور عليهم الدوائر، ويلحقهم ما حلَّ بإخوانهم في فلسطين.

لا استرداد للحقوق إلا بالجهاد

اعلموا أيها المسلمون أن الجهاد فريضةٌ ماضيةٌ إلى يوم القيامة، وأنه ذروةُ سنام الإسلام، وأول مراتبه إنكار القلب، وأعلاها القتال في سبيل الله، وبين ذلك جهادُ اللسان والقلم واليد، وكلمة الحق عند السلطان الجائر، ولا حياةَ لأمة، ولا نهضةَ لدولةٍ، ولا صيانةَ للحقوق، ولا محافظةَ على الأرض والعرض والأموال.. إلا بالجهاد في سبيل الله.. ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ (الحج: من الآية 78)، وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)﴾ (التوبة)، فإذا كنتم بإيمانكم قد ِبعتُم لله أنفسكم وأموالكم؛ فهذا وقت البذل والتسليم، فأَوفوا بعهد الله يوفِ بعهدكم.

واعلموا أنه ما تخلَّت أمة عن الجهاد إلا عذَّبها الله وأذلَّها.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)﴾ (التوبة)، وعَنْ اِبْن عُمَر قَالَ: سَمِعْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُول: "إِذَا ضَنَّ النَّاس بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَم، وَتَبَايَعُوا بِالْعِينَةِ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَاب الْبَقَر، وَتَرَكُوا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه؛ أَنْزَلَ اللَّه بِهِمْ بَلاَء، فَلاَ يَرْفَعهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينهمْ" (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيح).

أيتها الأمة المسلمة..

إن سبيلنا الوحيد لصدِّ الهجمة الشرسة عن أرضنا، واسترداد عزِّنا ومجدنا؛ لا يكون إلا ببذل النفس والمال والوقت والحياة، وكل شيء في سبيل غايتنا النبيلة؛ ألا وهي المحافظة على الدين والوطن، واسترداد المغتصب، وهي غاية تحفظها كلُّ الأديان السماوية، وترعاها وتقرُّها كلُّ القوانين والهيئات والمواثيق الدولية، بما في ذلك هيئات الأمم المتحدة.

واعلموا أيها المسلمون أن القوة التي يستدعيها الجهاد تنبع من حسن إخلاصكم، وقوة إيمانكم، ومتانة أخلاقكم، وقوة اتحادكم كالبنيان المرصوص.. ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)﴾ (الصف)، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا- وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ" (البخاري)، وبعد قوة الإيمان والاتحاد إعداد ما نستطيع من قوة، وإن لم تكن كقوتهم: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ (الأنفال: من الآية60).

لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين

أيها الحكام العرب والمسلمون..

إن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، وقد لُدِغْتم من الصهاينة والأمريكان مراتٍ ومراتٍ، فلم تتعظوا، ولم تتبصَّروا.. خدعكم عدوُّكم كما خدع سلفَكم، ودعاكم إلى موائده فلبَّيتم، وما رأى منكم في كل الحالات إلا المجاملة واستمرار المعاملة، وما آنَسَ منكم إلا التهافت على أعتابه، والتعلق بأسبابه، فازداد صلفًا وغرورًا، واستشرى في عتوِّه وفساده، وطالب بالمزيد من القهر والحصار لشعب يعاني الأمرَّين على مدى قرن من الزمان، ولم يستحِ أن يجعل منكم الحبل الذي يلفّه على أعناق إخوانكم، ولم يتورَّع عن أن يتخذ منكم سهامًا يغرسها في نحور بني جلدتكم وأبناء عقيدتكم، بل عمل على أن يبني منكم سدًّا منيعًا لحماية أبناء صهيون، وإمداده بكل مقومات الحياة.. ألا ساء ما تزرون.. وبئس ما تصنعون ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)﴾ (يوسف).

أيها الحكام العرب والمسلمون..

اعلموا أن السلام الذي يريدونه في الشرق الأوسط هو أن يغلق العرب أعينهم عن دم إخوانهم المهراق، وأن يصمُّوا آذانهم عن صراخ الأرامل والثكالى والأيتام والمفجوعين كل يوم، وأن ينسوا ملايين اللاجئين الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق، وأن ننسى عشرات الآلاف في سجون الاحتلال، في الوقت الذي ضجَّت فيه الدنيا بالصراخ والعويل على "شاليط" الجندي الأسير، وهبَّت الدنيا من كل حدب وصوب لتخلِّصَه، بينما أسرانا لا بواكي لهم، ولا أحدَ من المسلمين أو شرفاء العالم يسعى لفكِّ قيدهم، والسراب الخادع المُدعَى بالسلام يريد منا أن نتخلَّى قبل كل ذلك وبعده عن كرامتنا كأمة اغتُصب جزءٌ من أرضها بالحديد والنار؛ لتقوم فيه دولة متوحشة على أنقاض جثث بريئة، ودم عزيز، وأعراض منتهكة.

أخبروني بربكم: ماذا أخذتم من التفاوض على مدار ستين عامًا؟ وأنبئوني بالله عليكم هل توقف الصهاينة عن توغلهم السرطاني في أحشاء الوطن وسراديب الحكومات حتى غدت ألعوبةً يحرِّكها الصهاينة والأمريكان؟ وحتى إنهم ليعتقلون كلَّ من يهمُّ لنجدة إخوانه في فلسطين، ويسجن كل من يقدم لهم المساعدات، والأدهى من ذلك كله أن يحولوا بين الشعب وبين أن يتضامن مع إخوانه بالوقفات السلمية، ويسحقون كلَّ من يقف لإعلان رفضه لما يراد بالأقصى، ولما يخطط لفلسطين.. ولا يَسْمَحون لنا بما يُسْمَحُ لكل الناس في بلاد الدنيا.. فهل نحن من عالم آخر، أو من كوكب آخر..

أيها الحكام العرب والمسلمون..

كفاكم تجريبًا في المفاوضات.. واعلموا أنهم لا يفاوضون من أجل أن يُرْجِعوا إليكم شيئًا مما اغتصبوه واحتلوه، وإنما لتمنحوه صكًا بأحقيتهم لهذا الجزء المغتصب، وبعد ذلك يواصلون الاغتصاب؛ حتى يقيموا دولتهم من النيل إلى الفرات.. وإن قرار هيئة الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة الصهاينة قرارٌ من هيئةٍ لا تملكه، وهو بعد قرارٌ باطلٌ جائر، ليس له نصيب من الحق والعدالة، ففلسطين ملك العرب والمسلمين، بذلوا فيها النفوس الغالية، والدماء الزكية، وستبقى إن شاء الله- رغم تحالف المبطلين- ملك العرب والمسلمين، وليس لأحد- كائنًا من كان- أن ينازعهم فيها، أو يشطرها، أو يمزقها.

أيتها الأمة المسلمة..

إن واجبنا كأمة مسلمة نحو فلسطين واجبٌ عظيمٌ، ودورنا في نصرتهم جد خطير:

1- وإن من أول الواجبات أن نخلص نيتنا، ونجدد إيماننا، ونصل أنفسنا بالله، ونستعين به، ونتوكل عليه في كل أعمالنا وجهادنا وتضحياتنا.. ثم نوقن من أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وفيه عزنا ومجدنا.

2- أن تغرس كل أسرة مسلمة في قلبها وقلب أبنائها أن قضية فلسطين قضيتها الأم، وهمها الأكبر، وشغلها الشاغل، وأن تلقن ذلك لأبنائها وبناتها تلقينًا، وأن ترضعهم في المهد لبن حب الله وحب رسوله وحب الجهاد في سبيل الله، وأن حب فلسطين والمسجد الأقصى من الإيمان.. وأن تحصنهم بالمصل الواقي ضد دعوى المساواة بين الجهاد والإرهاب، وأن الجهاد تضحية في سبيل رد المغتصب والدفاع عن العرض وطرد المحتل، ولتكون كلمة الله هي العليا، وأن الإرهاب هو الاحتلال لبلاد الغير، والنهب لخيراته، وإفزاع أهله الآمنين، وإراقة دماء الأبرياء من أبناء الوطن ونساءه وأطفاله.

2- مساندة المحاصرين ومساعدتهم بما يقدر عليه كل مسلم ومسلمة، وقديمًا أطلق الإخوان "قرش فلسطين"، واليوم على كل مسلم ومسلمة أن يجعل في ميزانيته سهمًا لمساعدة إخوانه المحاصرين، وليكن باسم: "جنيه فلسطين" في كل شهر على الأقل، ومن زاد زاد الله له.. ويربي الأبناء على أن يقتطعوا من مصروفهم لدعم الأطفال واليتامى والمشردين من أبناء فلسطين..

3- ومن لم يقدر على الجهاد بالمال فإن من واجبه أن يمتلأ قلبه بحب المجاهدين، حبًّا يدفعه لأن يبصر الناس بعدالة قضيتهم، ووجوب نصرتهم، وأن يحث الناس على التبرع لهم.. وأن يسهر الليل مرابطًا بالدعاء في جوف الليل بقلب مكلوم، وفؤاد مجروح، أن يرفع الله عنهم الكرب، وأن ينصرهم الله.. وسهام الليل نافذة، ولا تخطئ الهدف.. ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91)﴾ (التوبة).

4- المشاركة في المسيرات والوقفات التضامنية مع المحاصرين والمدافعين عن الأقصى والمقدسات.

5- الاتصال بإخواننا في فلسطين بالهاتف وشبكة المعلومات العنكبوتية للشد على أيديهم، والإعلان عن مساندتهم، وللوقوف بجانبهم، وتقديم كل وسائل الدعم اللازمة لمواجهة العدو، وأننا بجانب ذلك لا نفتر من الدعاء لهم..

يا علماء الأمة وقادتها..

إن حمايةَ الأقصى وعودة فلسطين منوطٌ برقابكم، وفرض عين وواجب عليكم، فأنتم حملة الرسالة، ومن أعظم الواجبات عليكم أن تبينوا للأمة دورها في نصرة فلسطين، واسترداد المسجد الأقصى من الصهاينة المغتصبين، وتتقدموا ركبها لتحرير فلسطين.

وقديمًا قال الأزهر كلمةَ الحق مدويةً فتجاوبت معها جنبات الأرض، ودعا إلى الجهاد فلبَّى القاصي والداني من المسلمين في الشرق والغرب، وقديمًا رأى الفرنسيون أن المقاومة لن تهدأ إلا بالقضاء على الأزهر فدخلوه بخيلهم.. وعاثوا فيه فسادًا.. فقتل قائدهم واندحروا على أعقابهم خاسئين.

وإن من واجبكم أن تعملوا على إقامة ميزان العدل، وإصلاح شئون الخلق، وإنصاف المظلوم، والضرب علي يد الظالم مهما كان مركزه وسلطانه، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان أو أمير جائر" (أبو داود)، وعن جابر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" (ابن ماجه بإسناد صحيح).

يا مؤسسات المجتمع المدني..

الوطن حق للجميع، وكل أرض دخلها الإسلام هي وطن للمسلم، وفلسطين والأقصى أمانة في أعناقنا جميعًا، ومن ثَمَّ وجب على الجميع العمل على نصرتها كل في دائرة مسئوليته، انطلاقًا مما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا مَسْئولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ- وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" (البخاري ومسلم).

فالأستاذ في الجامعة، والمدرس، ومدير المصنع، ومسئولو النقابات، والصحف، وأجهزة البث المرئي والمسموع؛ الجميع مطالب بمناصرة فلسطين والتأييد لأهلها، وتوعية كل فئات المجتمع بواجبه نحو فلسطين، وفضح كل مخططات الصهاينة والأمريكان، وتقديم النصح الخالص للرؤساء والحكام والملوك حتى يقوموا بواجبهم نحو المقدسات، وإن الجميع مطالب بتحمل مسئوليته نحو الخطر الداهم الذي سيأتي على الأخضر واليابس، والذي سيُطال الجميع حتى من أيدهم وساندهم ومالأهم ولتعلمن نبأه بعد حين.

وما أعجب صنيع العالم المتحضر!! فمع تمثال بوذا قامت له الدنيا، واستنكر الحكام والملوك والعلماء وكل وسائل الإعلام، بينما المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال يضم إلى التراث اليهودي، والأقصى يُحاط بالحفريات ويسعون لهدمه، والقدس تهود وتغير معالمها، والكل يلوذ بالصمت الرهيب، ولا تسمع لأحد همسًا، مع عظم الجرم وشدة الخطب.

يا جميع الأحرار والشرفاء..

أما آن للأحرار والشرفاء من جميع الأديان ومن كل دول العالم أن ينطقوا بكلمة الحق، وأن يطالبوا بعودة الحق إلى أصحابه، والأخذ على يد الغاصب والمحتل.

أما آن لهؤلاء أن يعلنوها صريحة أن لا أمن لنا ولا راحة لأبنائنا وأحفادنا ما دام أن هناك شعبًا مشردًا من أرضه، وشعبًا جاء من الشتات ليحتلها.. شعبًا يحال بينه وبين مقدساته، وآخر يهدم ويعيث فسادًا بالمساجد والمقدسات.

أما آن لكم أيها الشرفاء والأحرار، ويا أيها المسلمون الأطهار، ويا أيها العرب الغيورون بعد قرن من الزمان أن تكفكفوا دموع الأطفال واليتامى والثكالى، وتنقذوا الأسرى بل والأسيرات من أهل فلسطين.. وأن تعيدوا الحق لأصحابه، وأن ترجعوا المشردين واللاجئين لأوطانهم، وأن تقلموا أظفار وأنياب أبناء صهيون، حتى يعود للعالم استقراره وأمنه، ويرجع للبشرية سعادتها، ويهنأ الجميع بالسلام.

يا أهلنا في فلسطين..

ثبَّت الله أقدامكم، وربط على قلوبكم، وأفاض عليكم من خيراته وبركاته، وأمدكم بجند ونصر من عنده، ونحن معكم بكل ما نملك، ولن نتخلى عنكم مهما كانت التضحيات: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)﴾ (آل عمران)، والله أكبر ولله الحمد.

أ. د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين

ضد الجدار

Posted by حسام خليل in




الدكتور طه صحوة شعب

Posted by حسام خليل in


لا بد لكل نظام مستبد من مخالب تنهش المقهورين وأنياب تمزق الضحايا وهذه الأنياب وتلك المخالب لا تؤدي دورها لقناعتها بذلك النظام ولا لكفرها بمبادئ بني جلدتها من الضحايا المقهورين وإنما ببساطة لأن لقمة عيشها في البطش الشديد وراحتها النفسية في تعذيب العبيد
وإن أصحاب البصيرة الواعية والنفوس السامية من المضطَهدين المخلصين لا يحملون في قلوبهم أية كراهية لهؤلاء الجلادين الذين يعذبونهم لأنهم يعلمون أنهم مجرد أداة في أيادي الظالمين وإلا تحول جهادهم في سبيل مبادئهم إلى مجرد ثأر لأنفسهم ، ولذلك تراهم ينظرون إلى جلاديهم نظرة إشفاق من مكان علي لأنهم هم الأعلون بثباتهم وهم المنتصرون بعزائمهم وهم الأقوى بتوكلهم ، وما أجمل تلك الأبيات التي تصف قمة النقاء النفسي لهؤلاء المجاهدين الصابرين الثابتين
والصمت يقطعه رنين سلاسل ---- عبثت بهن أصابع السجان
ما بين آونة تمر وأختها ---- يرنو إلى بمقلتي شيـــطان
من كوة بالباب يرقب صيده ---- ويعود في أمن إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نحوه ---- ماذا جنى فتمسه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك ياأبي----- لم يبد في ظمأ إلى العدوان
لكنه إن نام عني لحظة---- ذاق العيال مــرارة الحرمان
فلربما وهو المُرَوِّعُ سحنة---- لو كان مثلى شاعرا لرثاني
أو عاد ـ من يدري ـ إلى أولاده---- يوماً تذُكِّرَ صورتي فبكاني
وإن الصبر على الأذى ليس كما يظن السفهاء من الناس أنه ضعف واستسلام بل على العكس هو أقوى وأمضى سلاح يمكن أن يزلزل عروش المتكبرين لأن الصابرين على الأذى ثابتون على مبادئهم بالرغم من كل ما يحدث لهم من اعتقالات ومصادرات وإرهاب وتخويف ، وكأنهم بصبرهم وثباتهم يقولون للظالم : فاقض ما أنت قاض فلن نتخلى عن مبادئنا ولن نتراجع عن موقفنا الأمر الذي يهز الظالم هزا ويجعله يترنح ولا يقوى على مواصلة البطش ويتحطم على صخرة ثبات المجاهدين .
إن ثبات الأحرار على مبادئهم وصبرهم على ما يحدث لهم من أذى يضعف شأن الظالم المستبد في عيون الشعوب ويكشف الستار عن مدى ما يعيش فيه المستبدون من هلع ورعب ، لأن البطش ما هو إلا غطاء يستر به المفسدون عورة ضعفهم وقلة حيلتهم وهوانهم على الناس ، فالبطش لا يدل أبدا على القوة وإنما القوي حقا هو الذي يملك نفسه عند الغضب ويصبر على الأذى ويثبت على المبدأ ليكون مثلا يشجع الخائفين ويدعو أصحاب الحقوق للمطالبة بحقوقهم دون خوف أو وجل حتى إذا ما استيقظ الشعب كله حرا جريئا سقطت عروش الظلم وفر الظالمون تاركين وراءهم جنات وعيون وزروع ومقام كريم
وإن ما فعله المواطن الحر الدكتور طه عبد التواب طبيب العلاج الطبيعي الذي تعرض للتعذيب والإهانة من ضابط أمن الدولة ، يعد بمثابة صحوة شعب أبيٍ يأبى الظلم ويفضل الموت على حياة الذل والاستعباد حيث أضرب عن الطعام والشراب لتصل كلمته قوية مدوية إلى آذان الظالمين قائلا لهم بلسان حاله : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، وقد أكد الدكتور طه أنه لم ينظر لحجم الاعتداء عليه أنه لشخصه بل لمصر كلها ، وأن انتهاك الحريات الذي يتم كل يوم فى بلدنا يجب التصدى له بقوة والوقوف فى وجهه حتى لو كلفنا ذلك حياتنا
لذلك فإن ما فعله الدكتور طه ليس انتصارا لنفسه من فرد بعينه ولكنه بالفعل صحوة شعب كسر حاجز الخوف الذي ظل يحبس وراءه نور الحرية زمنا طويلا ، فحاجة الإنسان إلى الحرية أمسّ وأقوى من حاجته إلى الطعام والشراب خاصة وأنه في ظل غياب الحريات لم يعد للشعب ما يخاف عليه ويجعله يجبن عن قول كلمة الحق والوقوف في وجه الاستبداد بشتى ألوانه

نحن في أمس الحاجة إلى أن نتخلص من الخوف وأن يكون الشعب المصري كله مثل الدكتور طه عبد التواب يرفض الظلم ويأبى الذل ويسعى للحرية ولا يتنازل عن حقوقه المشروعة وحينئذ ستتمرد العصا على الساعد وينقلب الساعد على محركه وتأتي الهزائم المتوالية للظالمين المستبدين من حيث لم يحتسبوا
وهذه أبيات كتبتها على لسان الدكتور طه أختم بها المقال
قومي يا غالية ومتخافيش أنا مش بخاف من أي حد
أنا أصلي مؤمن إن عمري ميملكوش ف الدنيا حد
أصل الأمان مش للي خان
ولا للجبان
ولا للي راح زي النعامه وحط راسه واكتفى
ولا للي قال وانا مالي وادّانا القفا
ولا للي وطى جنب حيطه واختفى
ولا للي فاكر إن توب الذل هيجيب الدفا
الأمان على خط نار
الأمان ضد الجدار
الأمان تحت الحصار
ما دام بسبح باسم ربي ليل نهار
حتى لو في السجن شاعر بالأمان
والإيدين الخاينة صاحبها الجبان
حتى لو ف قلب قصره
الخوف محاصره
والذل آسره
والحر كاسر عينه أيوه كاسره
والشعب واعي و من زمان باعو وخسره
قومي ياغالية ومتخفيش أنا مش بخاف من أي حد
أنا عايز ابوسك ياللي خدك في المرايه أحلى خد
حتى لو حاطين ما بيني وبينك ألف سد
بالحب وحده انا هخترق كل السدود
علشان ولائي للوطن ملهوش حدود
والحب جوايا السلاح
والحب جوايا الجنود
علشان كده أنا بمتلك أقوى الجيوش
بس اللي خافوا وصقفوا مهينفعوش
واللي استخبوا وطنشوا وراحوا ومجوش

لو حد قال ان الأمان تحت المداس

متصدقوش
الأمان بنحسوا في قلوبنا الجريئة
اللي ف سبيل دينها وطنها وربها
بتقول الحقيقة
الأمان في القلب لو قلب الحريقة
النار بتبقى فسكتو برد وسلام
أمن وأمان
حتى اسألوا سِدنا ابراهيم
والمصطفى خير الأنام
مسك الختام
عليه أفضل الصلاة
والسلام

وقت الغروب

Posted by حسام خليل in



عنيا سرحت في السما وقت الغروب
لقيتني فجأة ف حسنها بسرح وادوب
ولقيت ملايكة ف حضنها أطهر قلوب
طايره تسبح ربها من غير ذنوب
الله عليكي يا سما وقت الهروب

وسمعت صوت شدني من الزحمة فوق
خلاني طاير في الهوا لحظة هدوء

شفت السكينة عشقتها وبدأت اروق

وكل ما بشتاق لها أشرب وادوق

وانا مستخبي ف حضنها مشعيز افوق

يا صوت ملايكة ربنا يا أحلى صوت
أنا قلبي عاشق عندكم صوت السكوت
خايف على لحظة صفا لحسن تفوت
فيها حياته ونشوته وعشقها موت
لحظة رضا ف محبتك يا مالك الملكوت


مستني على بابك هنا وعنيا غسلتها الدموع
ماسك ف رجلين الزمن ليمر في لحظة خشوع

لحظة رضا ف محبته وانا قلبي خايف م الرجوع
خايف على طعم الأمان بعد الخضوع

خايف عليها من الضياع في سكة خالية من الشموع


يارب خليني هنا
عند السعادة والهنا

وسط القلوب المؤمنة

طايره تسبح ربنا

في ورد رابط قلبنا
وقت الغروب

سيبقى الأقصى ما بقيت الدنيا

Posted by حسام خليل in

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن والاه، أما بعد،،

القدس زهرة المدائن، وبسمة الأماكن، ليلها صلوات وابتهالات، ونهارها كدح ودعوات، وتاريخها هو تاريخ الرسالات وتضحيات المرسلين، سلَّمها النبي إلى النبي والرسالة إلى الرسالة؛ حتى تسلَّمها محمد صلى الله عليه وسلم من جميع الأنبياء في حفل باركته السماء، وعلى أبوابها استُشهد الأبطال، وفي ساحاتها استبسل صناديد الرجال المؤمنين، وعلى أبوابها يتصارع الحق والباطل صراعًا مريرًا قد يربح الباطل جولاته الأولى، ويحسم الحق في جولاته الأخيرة.

ثوابت لا تفريط فيها:

* فلسطين والقدس جزء من عقيدة الأمة الإسلامية، والتفريط فيها تفريط بكتاب الله، وحضارة الأمة وعقيدتها.

* قضية فلسطين أمانة في عنق كل مسلم، والانتصار لها واجب، والدفاع عنها فريضة، والتفريط فيها جريمة.

* التودد للصهاينة ومن والاهم، والتعامل معهم؛ حرب لله ولدينه وللمسلمين، مصداقًا لقول الله: ﴿فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)﴾ (النور).

* الجهاد لاسترداد فلسطين والأقصى فرض عين على جميع المسلمين، فالجميع مطالبون بصيانة المقدسات وحمايتها، وفي مقدمتها أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى النبي ومعراجه.

شكر مرفوض وتخاذل ممجوج

إن من نكد الدنيا على المرء أن يمر عليه يوم مثل الثالث من مارس الجاري، والذي قام فيه "نتنياهو" رئيس وزراء الكيان الصهيوني بتقديم (الشكر) إلى زعماء العرب على موقفهم المشرف؟! وأيضًا السيدة "هيلاري كلينتون" التي أعربت عن امتنانها ورضاها عمَّا اعتبرته موقفًا عربيًّا (شجاعًا)، وذلك بعد سكوتهم وتخاذلهم والامتناع؛ حتى عن الشجب والاستنكار لقرار ضمِّ الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم إلى "إسرائيل"، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، هذا الذي حدث في الضفة الغربية تحت سمع وبصر السلطة الفلسطينية في رام الله، يتزامن مع الجهد الذي يُبذل؛ استعدادًا لبناء هيكل سليمان فوق أرض المسجد الأقصى، والذي يمثل يوم 15 مارس الجاري إشارة البدء لـ"حملة بناء الهيكل".

للأقصى رب يحميه وسواعد تفديه

يصعِّد الكيان الصهيوني إلى الهاوية كلما اقترب أكثر من تحقيق فكرة بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.

ففي أعقاب مذبحة ساحة الأقصى (8/10/1990م) ظهر عالم الآثار الصهيوني "جوزيف سيرج" على شاشة التليفزيون الفرنسي ليقول: "إن "إسرائيل" ستبدأ قريبًا جدًّا في إقامة الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى الذي تستطيع "إسرائيل" تصديعه باستخدام التكنولوجيا الحديثة, وبعدها بأيام في شهر نوفمبر أعلن "شامير" رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك، معلقًا على المذبحة: "لقد حان الوقت كي تمتد حدود "إسرائيل" من البحر إلى النهر"، وفي سبتمبر 1991م أعلنت جريدة (هاحدشوت) أن حركة "أمناء جبل الهيكل" ستقوم بوضع حجر الأساس- الذي يبلغ وزنه 6 أطنان ملفوفًا بعلم "إسرائيل"- إلى مكانه في الحرم القدسي.

ولا غرو... فمن أوفى بوعده ووعيده وقضائه من الله تعالى، إذ يقول جل شأنه: ﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾ (الحج).

فأين ذهب "شامير"؟ ذهب إلى الجحيم، تلاحقه اللعنات، وخاب أمناء الهيكل، فلم تتحقق غايتهم، وقد رأينا بأم أعيينا مؤخرًا كيف قام الرجال والنساء والشباب من أبناء فلسطين بمواجهة الجيش المسلح بصدورهم العارية وسواعدهم العزلاء من السلاح؛ سوى سلاح الإيمان والعقيدة والتصميم على الجهاد والاستشهاد.

وصدق فيهم قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)﴾ (آل عمران).

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وصفهم بقوله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، يقاتلون على أبواب بيت المقدس، لا يضرهم خذلان من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك".

عندما انتُخب "شارون" رئيسًا للوزراء، وأعلن تصريحه الشهير بالقضاء على الانتفاضة في خلال مائة يوم، مضت الانتفاضة في طريقها، واشتد عودها يومًا بعد يوم، وأحدثت في حينها ضربة هائلة لنظرية الأمن الصهيوني، وأعادت الثقة في قدرة الشعوب على استخلاص الحقوق ومواجهة العدو الغاصب، وأكَّدت للزعامات الخائرة أن دوام الحال من المحال؛ فأين ذهب شارون؟ إنه يرقد حتى الآن في غيبوبة بين الموت والحياة، لا يدري من أمره شيئًا ليتحقق فيه وعد الله ووعيده.

العرب يوفِّرون الغطاء للصهاينة

لقد كان مطلوبًا أن يغض العرب الطرف عن مخططات تهويد القدس، واقتحام المسجد الأقصى، وسرقة الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال، وسرقة وهدم بيت المقدس، ونسيان العدوان على غزة، وما أصابها من خراب وتدمير، وهي ما زالت صابرة على الحصار والتجويع، ولإخراج المشهد المخزي كان على جامعة الدول العربية أن توفر الغطاء أو العباءة، فقامت بتمديد حق الرئيس محمود عباس في التفاوض مع الكيان الصهيوني لأربعة أشهر!!!

وإن المرء ليعجب منذ متى يقيس العرب قراراتهم بالشهور؟!!

ومنذ متى يحتاج عباس إلى إذن عربي، وهو الذي أذن لـ"إسرائيل" بأن تنفرد به عندما قرَّر في أوسلو الخروج عن وفد مدريد العربي الموحد؟!!

ولماذا هذه العباءة العربية؟!!

ولماذا على أبواب قمة طرابلس؟!!

ولماذا وسط الاستياء الأوروبي من تزوير "إسرائيل" جوازات سفر ست دول من دولها؟!!

ولماذا بعد قمة الأسد- نجاد؟!!

ولماذا مع هدم بيوت أهالي القدس؟!!

ولماذا مع رصد ميزانيات جديدة لمستوطنات "إسرائيلية" في الضفة؟!!

وهكذا نرى أن عباءة الجامعة العربية واسعة فضفاضة، فهي تغطي "نتنياهو" من دم المبحوح، وتغمر بالدفء برودة معالجة الدول الأوربية؛ لاستعمال "إسرائيل" جوازات سفر رعاياها بصورة غير شرعية في اغتيال شهيد المقاومة في دبي, وتخفي المبادرة العربية الطاعنة في السن، والمطعونة في ظهرها "إسرائيليًّا" وأمريكيًّا؛ بحيث يصعب سحبها في قمة طرابلس المقبلة... لقد أصابت "إسرائيل" عدة عصافير بحجر عربي واحد..

في مواجهة التحديات:

* أمتنا أمة عظيمة، يظهر معدنها في أوقات المحن والشدائد، ولا بد من إستراتيجية طويلة المدى، تنبع من عقيدة الأمة وهويتها ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)﴾ (البقرة).

* إن وحدة الأمة ووحدة العمل الإسلامي ووحدة القيادات والمنهج ضرورة شرعية وحياتية لمواجهة التحديات.

* لا بد من أن نمتثل لأمر الله؛ حيث قال: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60)﴾ (الأنفال).

مهما علت "إسرائيل" فإنها إلى زوال

رغم امتلاك "إسرائيل" ترسانة من الأسلحة النووية، ورغم احتضان أمريكا لها، ورغم التنازلات العربية؛ فإنه لن يتوفر لها الأمن والأمان على أرضنا المحتلة، فهي ظاهرة مؤقتة وإلى زوال، والشواهد على ذلك كثيرة:

- فقد أخبرنا الله عزَّ وجلَّ في سورة الإسراء أن الصهاينة سيعلون في الأرض مرتين علوًّا كبيرًا.. وها نحن نلمح العلو الثاني والأخير الذي سيسلط الله فيه عليهم من يسومهم سوء العذاب؛ جزاء تطاولهم على الله، واستهانتهم بالحرمات والمقدسات، فيقول الله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)﴾ (الإسراء).

وانطلاقًا من سنة الله في التداول، وهلاك الأمم بسبب الظلم والعدوان والطغيان يقول تعالى: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)﴾ (الأنعام)، ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا (59)﴾ (الكهف).

- تعاني "إسرائيل" حالة التقهقر، بعد أن لحقت بها هزائم عسكرية متتالية، ابتداءً من حرب 73، مرورًا بالانتفاضة الأولى (87) والانسحاب من جنوب لبنان، والانتفاضة الثانية (2000)، وانتهاءً بخسارة الحرب أمام حزب الله في لبنان، وانسحابها المذل من غزة دون أن تحقق أهدافها.

- الانقلاب الديموجرافي المتوقع لصالح السكان العرب، أو ما يسمونه "القنبلة البيولوجية"، والذي تزيد فيه مواليد الفلسطينيين عن الصهاينة بنسبة 7: 1، والذي دعا الكيان الصهيوني لإعلان مسمى "الدولة اليهودية" كإجراء استباقي لتهجير السكان العرب وغلق باب حق العودة لأراضي 48.

- بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم- وهو يعطينا الأمل- بحدوث معركة فاصلة بين اليهود والمسلمين يكون النصر فيها للإسلام والمسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود".

ومن هنا نقول.. إن "إسرائيل" إلى زوال، وأن الأقصى سيبقى ما بقيت الدنيا، يقول تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17)﴾ (الرعد).

أ. د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين

إهداء للدكتور طه

Posted by حسام خليل in

ما زال الدكتو طه عبد التواب محمد طبيب العلاج الطبيعي مضربا عن الطعام بعد تطاول ضابط أمن الدولة عليه بالسب والضرب والتجريد من الملابس وهو في الصورة يصرخ بوجهه الصامد الصامت قائلا

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار


حوار مع أمين الديب

Posted by حسام خليل in ,


ضد الجدار

Posted by حسام خليل in



قومي يا غالية ومتخافيش أنا مش بخاف من أي حد
أنا أصلي مؤمن إن عمري ميملكوش ف الدنيا حد
أصل الأمان مش للي خان
ولا للجبان
ولا للي راح زي النعامه وحط راسه واكتفى
ولا للي قال وانا مالي وادّانا القفا
ولا للي وطى جنب حيطه واختفى
ولا للي فاكر إن توب الذل هيجيب الدفا
الأمان على خط نار
الأمان ضد الجدار
الأمان تحت الحصار
ما دام بسبح باسم ربي ليل نهار
حتى لو في السجن شاعر بالأمان
والإيدين الخاينة صاحبها الجبان
حتى لو ف قلب قصره
الخوف محاصره
والذل آسره
والحر كاسر عينه أيوه كاسره
والشعب واعي و من زمان باعو وخسره
قومي ياغالية ومتخفيش أنا مش بخاف من أي حد
أنا عايز ابوسك ياللي خدك في المرايه أحلى خد
حتى لو حاطين ما بيني وبينك ألف سد
بالحب وحده انا هخترق كل السدود
علشان ولائي للوطن ملهوش حدود
والحب جوايا السلاح
والحب جوايا الجنود
علشان كده أنا بمتلك أقوى الجيوش
بس اللي خافوا وصقفوا مهينفعوش
واللي استخبوا وطنشوا وراحوا ومجوش


لو حد قال ان الأمان تحت المداس


متصدقوش
الأمان بنحسوا في قلوبنا الجريئة
اللي ف سبيل دينها وطنها وربها
بتقول الحقيقة
الأمان في القلب لو قلب الحريقة
النار بتبقى فسكتو برد وسلام
أمن وأمان


حتى اسألوا سِدنا ابراهيم


والمصطفى خير الأنام


مسك الختام


عليه أفضل الصلاة
والسلام

حتماً ... مكرهم إلى زوال

Posted by حسام خليل in

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. أما بعد ,,,


ويمكرون ويمكر الله

بعث الله رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ برسالة الإسلام لنشر الهدى والنور بين الناس، فشقَّ الأمر على رؤوس مكة، وأنكروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة الحق على الرغم من إقامة الحجة عليهم, فاستكبروا، وعاندوا، وجمعوا مكرهم وكيدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم، فعذبوهم، وقاطعوهم، وآذوهم، ولكنهم لم يفلحوا بصدّهم عن دعوة الحق, بل ازداد المؤمنون إيماناً فوق إيمانهم، يقول تعالى :(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْر ُ الْمَاكِرِينَ ) الأنفال:30 .

وهذا طريقنا تأتي فيه الشدائد لتصنع الفرج، فهل تقعدنا الصعاب عن مضاعفة العمل المستمر لنشر النور والخير، ليس فى بلادنا فقط بل فى العالم كله ؟ فهذا العمل المتواصل هو دليل وحقيقة حبنا لله عز وجل واتباعنا للنبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(آل عمران:31)، فأين نحن من ذلك؟ .. واليوم الذي يكون فيه المسلمون، على هذا المستوي، فإن الله يكون مولاهم، فكم أبطل الله مكر الماكرين، ورد كيدهم في نحرهم، ودبَّر لهم ما لم يستطيعوا الفكاك منه، ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ) غافر:51 .


فهل أدركنا هذه الحقيقة ؟ والله تعالى يقول : (وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(آل عمران: من الآية54), أي أقوى المدبرين في الخفاء، ليقابل مكرهم بالخذلان، رغم توفر كل أسباب نجاحه المادية, ويقول تعالى : (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ)(ابراهيم:46), فهذه هي المعاني التي أراد الصحابة الكرام أن يغرسوها في أبناء أمتنا : يقول اِبْن عَبَّاس : مَا كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال، ويقول الْحَسَن الْبَصْرِيّ : بِأَنَّ هَذَا الَّذِي فَعَلُوهُ بِأَنْفُسِهِمْ، مَا ضَرَّ ذَلِكَ شَيْئًا مِنْ الْجِبَال وَلا غَيْرهَا، وَإِنَّمَا عَادَ وَبَال ذَلِكَ عَلَيْهِمْ .

والقانون الإلهي لا يتبدل، والسنة الربانية ماضية، في قوله تعالى : ﴿ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ ﴾ فاطر:43، وتأملوا ما ورد في تقرير من واشنطن، بتاريخ 30/3/2008 م :أجريت دراسة على عينّة المقاتلين الأمريكان في حرب العراق، الذين يبلغ عددهم (700000)، العينة هي (2500) مقاتل، وكانت النتائج 40% منهم أصابتهم أمراض نفسية وعصبية، ومنهم ما وصل إلى أمراض عقلية وهستيريا، وهنالك محاولات الانتحار، فضلاً عن الهروب من العمل : ﴿ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ﴾ الحشر:2، وحاق المكر السيء بأهله.

المؤامرة الصهيونية والعالم الصامت

ومن مكر اليوم الظاهر للعيان، مؤامرة ترصد لها الأموال الطائلة تنفذ عن طريق منظمات وجماعات يهودية منذ عام 1967 وحتى الآن، تهدف إلى هدم المسجد الأقصى لتفريغ القضية من محتواها وجوهرها، وتم ذلك عن طريق أعمال حفائر، مرت بمراحل باءت كلها بالفشل، وما زالت المحاولات مستمرة، وستبوء كلها بالفشل بإذن الله ما دام هناك مرابطون فيه وعلى أكنافه، وما دام هناك رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يضحون ويبذلون وينصرون الله ورسوله ويدافعون عن مقدساتهم فى كل بقاع الأرض .

بدأت المؤامرة فى أعقاب احتلالهم للقسم الثانى من القدس، فى أواخر عام 67، وتم هدم حى المغاربة نهائياً، وبدأت الحفائر منذ عام 1968، واستكملوها عام 1969، وفى نفس العام تم حرق المسجد الأقصى، وأخيراً يعلن نتنياهو من نفس القاعة، التي أعلن فيها بن جوريون إعلان دولتهم المزعومة، ضم الحرم الابراهيمي لآثارهم، تحت مباركة من الصهاينة، الذين قالوا : (القرار هو إنجاز هام وتاريخي)، ويرصدون له 100 مليون دولار، بهدف ربط أجيالهم القادمة بدولتهم الغاصبة!

وفي الوقت الذي تزور فيه وزيرة خارجية أمريكا دولنا العربية، لشحنهم ضد إيران، يخيم الصمت الرهيب عن الأقصي، بينما الصهاينة يغتالون محمود المبحوح فى عمق وطننا العربى وعلى مرأى ومسمع وصمت مخز من العالم كله، ويقمعون أية مبادرة فلسطينية للتعبير عن غضبهم بأرضهم فلسطين، مع استمرار الحصار القاتل على أهلنا في غزة، فأين الصوت العربي المدافع عن حقوق الأمة، والواجب أن تخصص له المؤتمرات - مثل اهتمام أمريكا بإقامة مؤتمرات حول علاقتها بالشرق الأوسط، أو عن مستقبل الإسلام السياسي - أم رضينا بأن نكون في عداد المتفرجين ؟ ! .

واجباتنا نحو الأمل القادم

سنة الله تعالى في التدافع بين الناس، أن تكون الأيام سجال، بين مكر الماكرين وعمل المؤمنين، وكلما وفى المؤمنون بعهدهم مع الله ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ )(البقرة: من الآية40) وشروط نصر الله، منحهم الله نصره، (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )(محمد: من الآية7) وأيدهم بعونه، (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونْ )التوبة 33، وهذا يحتاج منا أن نبد أولاً بإيمان النفوس : ( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينْ ) (آل عمران 139) ثم الثبات على إسلامنا والاستقامة على النهج القويم، الذي نؤمن به ونسعى إلى تحقيقه : (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ )(هود: من الآية112)، ثم عبر عمل متواصل، وخالص لوجه الله تعالى، مهما كانت التضحيات والمحن التي تواجهنا : ( وَجَاهِدُوا فِي اللهِ، حَقَّ جِهَادِه) الحج 78.

ولذلك فمن أولى واجباتنا إزالة حاجز الخوف ممن يمكرون بنا، بعد أن ظهر للعالم أجمع : إصرارهم الدائم على الفساد، ومحاربتهم المتواصلة للصلاح وأهل الإصلاح ؟ وبعد أن قضى الله عليهم باليأس من هذا الدين منذ خمسة عشر قرنا ( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ )(المائدة: من الآية3)، فماذا بعد - وضوح وعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم - أمام أبناء الأمة إلا الإتباع لمنهج الإسلام، في صد المشروع الأمريكي الصهيوني، الذي يرمي إلى تركيعنا لإرادتهم، وفرض هيمنتهم، وامتصاص ثرواتنا، وإفساد أبنائنا، والعصف ببيوتنا، وإنهم ينفقون في سبيل ذلك ما لا يحصى من الإمكانيات المادية والبشرية، ولكن الله تعالى يبشرنا بأن كل ذلك المكر سيبور، وأن وعد الله هو الحق :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً، ثُمَّ يُغْلَبُونَ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُون)الأنفال:36 .

ولقد رأينا ثمار هذه الدعوة المباركة – رغم كيد الكائدين وحصار الطغاة الظالمين –تتجلى في هذا الوعي العميق، والحماس المشتعل في نفوس المسلمين، خاصة في أوساط الشباب، لإحياء هذه الأمة من جديد، تاركين وراءهم كل ملذات الدنيا ومتحررين من معوقاتها وقيودها، تحقيقأ لأمر الله تعالى : ( أُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ، فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ، وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينْ )، فواسع الأمل الذي تُبني به الأمم، معقود بيد الشعوب، التي تمتلك الإرادة وتستعد للتضحية، فإن بإمكانها أن تقهر هذا المكر، وتغلب هذا الكيد، كما يقف الشعب التركي اليوم وراء قيادته، في التصدي لحصار المكائد والمؤامرات .

أخيراً : ولن يخلف الله وعده

- يقول تعالى : ( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُو يَبُورُ) فاطر:10، فمهما حاولوا من مكر، فقد ظهر زيفهم لأولى البصائر والنهى، يقول الإمام البنا : " فترى كيف يطغى الباطل في صولته، ويعتز بقوته، ويطمئن إلى جبروته، ويغفل عن عين الحق التى ترقبه، حتى إذا فرح بما أوتى أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، أبت إرادة الله إلا أن تنتصر للمظلومين، وتأخذ بناصية المهضومين المستضعفين، فإذا الباطل منهار من أساسه، وإذا الحق قائم البنيان، متين الأركان، وإذا أهله هم الغالبون " .

- ويقول تعالى :(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف : 110, جاءت هذه الآيات لتطمئن المؤمنين أن ظروف الاستضعاف ومواجهة أهل البغى والعدوان والإفساد لا تؤثر على إيمانهم، ولا تقدح في صدقهم، كقوله تعالى : (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) إبراهيم : 42، 47.

- يقول الإمام البنا : وإننا نرقب تأييد الله ونصرته، ومن نصره الله فلا غالب له : ( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم) محمد 11, فقوة دعوتنا وحاجة الناس إليها، ونبالة مقصدنا، وتأييد الله إيانا، هى عوامل النجاح، التى لا تثبت أمامها عقبة، ولا يقف في طريقها عائق :(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يوسف 21 .

والله أكبر ولله الحمد


أ.د. محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة فى : 17 من ربيع الأول 1431هـ الموافق 3 من مارس 2010م

أنا الإخوان

Posted by حسام خليل in



حسام خليل يقدم الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد السابع للإخوان المسلمين في حفل زواج الدكتور أحمد شحاته على الدكتورة تسنيم أحمد عبد الرحمن كريمة الدكتور أحمد عبد الرحمن ، مسئول المكتب الإداري بالفيوم