غزة وعام على العدوان

Posted by حسام خليل in



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي وعلي آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد ....

فقد مضي عام علي العدوان الصهيوني البربري علي غزة الصامدة المجاهدة فحق علينا وعلي أحرار العالم أن نبعث لها بتحية الإكبار والإعزاز .

تحية لهذا الصمود الأسطوري في وجه آلة الحرب الصهيونية وهذه التضحية الغالية والإيمان العميق والصبر الجميل، فرغم قوافل الشهداء والجرحى والمعاقين فها هي غزة بعد عام من الحرب الشرسة تبدو رافعة الرأس شامخة الهامة قوية برجالها ونسائها وشبابها وأطفالها, هؤلاء الذين جسدوا معاني وقيم الشجاعة والإقدام والتضحية والصبر كما جسدوا للعالم كله المعني الحقيقي للكرامة والإباء والشمم رغم القتل والحصار والتجويع .

تحية لكل قطرة دم طاهر سالت علي ثري غزة وسلام علي أهلها وشهدائها وشيبها وشبابها ودروبها وأحيائها ومساجدها ومآذنها العامرة والمُدمَّرة في "بيت لاهيا" و "جباليا" و "حي الزيتون" و"الشجاعية " وتحية لك يا فلسطين كل فلسطين من البحر إلي النهر ومن رفح إلي جنين ومن النقب إلي الجليل .

لقد كان علي حماس أن تدفع ضريبة الفوز في انتخابات حرة ديمقراطية حقيقية تابعها العالم بأسره وتسلمت السلطة علي إثرها فانقلب العالم شرقه وغربه وأدار لها ظهره, كيف لها أن تنتزع السلطة ممن داسوا كرامة الوطن وخضعوا للمحتل الغاصب؟! وكيف لها وهي الحركة الإسلامية المجاهدة التي تسلك طريق المقاومة أن تنال رضا الأنظمة المستبدة ؟! وهي التي كانت سببا في فضحها أمام شعوبها المقهورة وأمام الرأي العام العالمي فأطلقوا عليها الأوصاف التي تنال من تاريخها وجهادها مثل "الإمارة الظلامية" و "غزستان" ومن ثم كانت الحرب الظالمة المدمرة .

لقد كانت حرب غزة اختبارا حقيقيا للمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين والذي يتشدق بالحرية وحقوق الإنسان فقد أوقعت الحرب حسب تقرير منظمة العفو الدولية 1440 شهيدا, 5380 جريحا إضافة إلي تدمير 14 ألف منزل, 68 مؤسسة حكومية, 31 مقرا لمنظمات غير حكومية, 53 مؤسسة تابعة للأمم المتحدة, 60 مؤسسة صحية بما في ذلك 15 مستشفي وتدمير 29 سيارة إسعاف واستشهاد 16 من الطواقم الطبية بالإضافة إلي تدمير 50% من شبكات المياه, 55% من شبكات الكهرباء وتوقف 3900 منشاة صناعية عن العمل بعد ضربها وتدميرها .

رغم ذلك لم تركع غزة وصمدت حتى النهاية فكان الحصار والتجويع لإذلالها وإجبارها علي الركوع والتسليم .

لقد صدرت قرارات وتوصيات لرفع الحصار عن غزة من أكبر المنظمات في العالم بدءََا بالأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وصدر تقرير محكمة الجنايات الدولية للقاضي "جولدستون" الذي أدان فيه العدوان وطالب بمعاقبة الجناة الصهاينة ومحاكمتهم لكن دون جدوى وكأنها صيحة في واد ونفخة في رماد .

وقد استمر الحصار الدولي والعربي علي الشعب الفلسطيني في غزة واقتصرت عمليات فك الحصار علي عدد من منظمات المجتمع المدني العربية والأوربية فكانت قوافل "شريان الحياة" التي نظمها "جورج جالاوي" النائب في مجلس العموم البريطاني والتي تم تعطيلها وعرقلتها من الوصول إلي غزة كما تم منع كل محاولات فك الحصار عن طريق البحر فقامت إسرائيل بتهديد السفن وإطلاق الرصاص عليها كما حدث لسفينة "روح الإنسانية" القادمة من قبرص إلي غزة .

وإذا كان الحصار الإسرائيلي معروفاََ دوافعه فان المرء ليعجب من قيام الحكومة المصرية بمضاعفة الحصار علي أهل غزة وبناء جدار فولاذي عازل علي الحدود معها بحجة الدفاع عن الأمن القومي المصري, وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بسقوط الجدران العازلة مثل "جدار برلين" تحتفل حكومة مصر ببناء الجدار وكأن فلسطين في حاجة إلي جدار آخر يضاف إلي جدار" شارون" ليتم حصر إخواننا في فلسطين بين الجدارين وهكذا انتهي الأمر بالحكومة المصرية بدلا من "كسر الحصار" إلي "كسر غزة" وبدلا من "الرصاص المصبوب" الذي أطلقته إسرائيل إلي "الفولاذ المصبوب" علي الحدود مع غزة .

إن الحديث عن الأمن القومي المصري في هذه الحالة هو حديث عبثي لا يمت للواقع بصلة لأن غزة كانت قبل احتلالها عام 1967 تحت سلطة وإدارة مصر وعليه كان الأجدر بمصر أن تتحمل مسئوليتها التاريخية فضلا عن واجبها الوطني والديني والأخلاقي عن أمن غزة وحمايتها وخاصة أنها لم تشكل خطراََ في يوم من الأيام علي مصر بل إنه في ذروة الاعتداء عليها من قبل الصهاينة كان المتوقع أن تندفع الألوف نحو الحدود المصرية فراراََ من الموت كما يحدث في كل بلدان الدنيا التي تعاني من الحروب إلا أن ذلك لم يحدث ووقفت شرطة القطاع تحرس الحدود مع مصر وتؤمنها فممن وعلام تخاف مصر إذن ؟!

إن أبناء غزة لا يمكن أن يهددوا أمن مصر لأن أمن مصر وشعبها هو عمقهم الاستراتيجي وسندهم الأساسي الذي قدَّم آلاف الشهداء انتصارًا لقضيتهم، ولا يريد أهل غزة أن يعيشوا على الأنفاق التي اضطرهم الحصار لحفرها، بل يريدون فتحًا منظمًا وطبيعيًا للمعبر تُطبَّق عليه قوانين مصرية كما يحدث في أي منفذ حدودي آخر .

إن الفلسطينيين عندما اقتحموا معبر رفح في انتفاضة الجوع قبل عام ونصف لم يسرقوا رغيف خبز واحد وهم الجوعى، بل تصرفوا بطريقة حضارية لم يتصرف مثلها أبناء " لوس أنجلوس" الذين مارسوا السلب والنهب أثناء انتفاضتهم ضد الشرطة الأمريكية .

إن غزة تمثل حائط الصد بالنسبة لمصر، فهي التي تؤمن ظهرها وتحميه من العدو الصهيوني, وعلى الذين يرددون نغمة الأمن القومي أن يكفّوا عن هذا الحديث لأنه مهزلة بكل المقاييس, وعلى حكومة مصر أن تراجع نفسها لأن ما يجري إنما يقطع شريانًا آخر للاتصال بين مصر والشعب الفلسطيني ويولِّد مشاعر من الكراهية سوف تمتد لأجيال قادمة .

إن الوقوف مع غزة ونصرتها وفك الحصار عنها هو عين الدفاع عن الأمن القومي المصري، كما أن التخلي عنها يعرِّض أمن مصر ومصالحها للخطر الصهيوني، إن أعداءنا لا يعرفون الصداقة وليس لهم عهد ولا ذمة، والمسألة عندهم مسألة وقت فأمس فلسطين والعراق وأفغانستان وغدَا تكون مصر .

ألم يهدد " ليبرمان " وزير خارجية إسرائيل الحالي بضرب "السد العالي" وإغراق مصر بمياه النيل؟, ألم يطالب "عورين بنيون" مدير مكتب "بيجن" بإعادة احتلال سيناء وتقسيم مصر إلى ثلاث دويلات؟, ألم يقل "ديفيد عبرى" نائب وزير الدفاع إن معاهدة مصر مع إسرائيل مؤقتة؟، ومن الذي اعتدى علينا في حربين متتاليين في 56، 67 أليست إسرائيل ؟!
وواجبنا أن نتحرك لنصرة إخواننا في فلسطين لنصرة أنفسنا والحفاظ على أمننا القومي المهدد من قبل الصهاينة .

إننا نهيب بأحرار العالم وشعوب الأمة العربية والإسلامية أن تهب لنصرة غزة ورفع الحصار عنها إنفاذًا لقول الله عزل وجل: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ" (التوبة : 71)، وقوله تعالى : "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ " (الأنفال : 72) .

وقول رسولنا عليه الصلاة والسلام : "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره"، وقوله صلى الله عليه وسلم : "من أُذِلَّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة" .

ومع كل ما نفعله من نصرة لإخواننا في غزة وفلسطين ينبغي أن نكون على ثقة كاملة في أن النصر آتٍ لا ريب فيه، وأن العاقبة للتقوى وأن الباطل زاهق زائل، وأن نعلم أن هذه الآلام والنكبات التي تنزل بالمسلمين هي بمثابة (المخاض) الذي يسبق (الميلاد) أو الظلام الحالك الذي يسبق بزوغ الفجر، وضعف هذه الثقة أو غيابها دليل على ضعف الإيمان "إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" يوسف : 87.

هذه الثقة أيها الأخوة الأحباب هي زاد المجاهدين في كل الميادين، فإذا أصاب اليأس والإحباط ضعاف العزائم والبصائر ولم يروا إلا المقدمات التي لا نهاية لها ورفعوا راية (إنا لمدركون) الشعراء : 61، كان شعار الواثقين: "كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ" الشعراء : 62، "لا تحزن إن الله معنا" التوبة: 40 .

وإن خاف غيرهم من مكر الأعداء وتخطيطهم اطمأنوا إلى قوله تعلى : "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏" الأنفال : 30، وإن خوفوهم من سلاح العدو وعدته تسلَّحوا يقوله تعالى : "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى " الأنفال : 17

وإن خوفوهم بمنع الإعمار والغذاء والدواء والتضييق والإفقار استعانوا بقوله تعالى : "وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ ... " المنافقون : 7

وأوجه ندائي إلي كل مسلم :

قضية فلسطين قضية عقيدة وقيم ومثل، عليكم بصادق الدعاء في السحر فسهام السحر لا تخيب، التخلي عن الاهتمامات الفارغة والتحلي بالجد، الوعي بالقضية ونشرها ما استطعتم وتحسين الصلة بالله والثقة في نصره وتأييده .

وندائي إلي الحكومات :

إلي متي التدابر والتناحر وضياع الهوية والغاية، أنتم مسئولون بين يدي الله، اعمدوا إلي ما يرضي ربكم ويصلح شأن أمتكم، وحِّدوا رايتكم واحذروا عدو الله وعدوكم .

وندائي إلي أهلنا في غزة :

اصبروا وصابروا ورابطوا واعلموا أن النصر مع الصبر والأيام دُوَل "وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ " آل عمران 140 ، وسوف تسقط الجدران ويندحر العدوان ويعلو الحق ويذهب الباطل هباءً " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ " الرعد 17

والله أكبر ولله الحمد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

القاهرة فى : 14 المحرم 1431هـ الموافق 31 ديسمبر2009م

مصر فوق الجميع

Posted by حسام خليل in



تلك حقيقة أصبح العالم من حولنا لا يدركها بالرغم من أننا نقولها ليل نهار بل ونكتبها على شاشات الفضائيات من حين لآخر ، ولأن الناس لا يدركون تلك الحقيقة دائما يستنكرون كثيرا من الفعاليات ومجريات الأمور المصرية ولذلك ترى أن الحكومة المصرية تعمل في صمت بل وفي سرية تامة ليس لأن ما تفعله لا سمح الله مخالف لكل الأعراف والقوانين والأخلاق الحسنة وإنما بكل بساطة لأن الحكومة ليس لديها وقت لإقناع المعارضين بالسر الكامن وراء ما تحدثه من أفعال جسام
وذلك هو السر في التدرج البطيء جدا في الإعلان عن بناء الجدار الفولاذي من قبل الحكومة المصرية ، فقد كان للصحف الإسرائيلية السبق في الإعلان عن بناء هذا الجدار الأمر الذي استنكره المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي كما جاء في الخبر الذي نشرته الجزيرة بتاريخ 13 / 12 / 2009 تحت عنوان (مصر ترفض الحديث عن الفولاذي) وانتقد فيه حسام التقارير الصحفية الإسرائيلية التي تتحدث عن إقامة جدار فولاذي بين مصر قطاع غزة مشيرا إلى أن مصر ستتحدث عن الموضوع في الوقت المناسب.
وحينما أكّد جيفري فيلتمان (نائب وزيرة الخارجية الأمريكية المكلّف بشئون الشرق الأوسط) أن قرار بناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية مع قطاع غزة كان قرارًا مصريًا بحتًا اتخذته الحكومة المصرية وحدها.
اعتبر رئيس تحرير جريدة الأهرام ، أسامه سرايا أن كلام المسئول الأمريكي لا يحمل التأكيد أو النفي لبناء الجدار إلا أنه ينفي اشتراك الولايات المتحدة وصرح قائلا : إنّ خبر بناء الجدار على الحدود مع غزة يظلّ معلقًا في الهواء، مشيرًا إلى أنه لم يرَ صورة لهذا الجدار ولم يصدر تأكيد من مسئول مصري على ذلك.وأوضح أن من حق مصر حماية حدودها
فإذا كان كلام المسئول الأمريكي لا يحمل التأكيد أو النفي فلماذا لم يحمل كلام المسئولين المصريين يومها تأكيدا أو نفيا ؟ ولا ينبغي أن نفهم هذا الكتمان من قبل المسئولين المصريين على أن ما تعلن عنه الصحف الإسرائيلية وهو بناء الجدار ، أمر يسئ إلى سمعة مصر ،ولكن هذا الكتمان أو التمييع على ما يبدو يرجع إلى أن العالم أصبح لا يدرك حقيقة أن مصر فوق الجميع
ولأن الحكومة المصرية تسهر على راحة الشعب المصري الذي لا يعاني من أي مشكلة في ظل حكومته الرشيدة أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مصر ليست على استعداد لأن تتوقف عن حماية شعبها، وأنه لا يمكن أن يدفع أحد الدولة المصرية للخشية من أمر يحمي الأمن القومي المصري ، ونفى بكل صراحة ووضوح الأنباء التي تحدثت عن احتمال توقف مصر عن استكمال تشييد الجدار الفولاذي والإنشاءات تحت الأرض على حدود بلاده الشرقية مع قطاع غزة..
وهكذا تطور الأمر شيئا فشيئا من الكتمان إلى التمييع إلى التعريض إلى التلميح إلى التصريح إلى التأكيد والتبرير ، ولا شك أن مبررات استمرار بناء الجدار بين مصر وغزة في شهر الله المحرم ، مبررات قوية بقوة الفولاذ عميقة بعمق الجدار ، متينة بل أكثر متانة من خط بارليف ، ممتدة بطول عشر كيلو مترات
**
وثمة فهم خاطئ قد يفهمه البعض من قولنا (مصر فوق الجميع ) أن مصر متمثلة في الحكومة المصرية جاثمة فوق صدور جميع أبناء الشعب تكمم الأفواه وتكتم الأنفاس وتصادر الحريات وتبني جدارا فولاذيا بجوار كل مواطن حتى يستطيع كل مواطن بسهولة ويسر ودون عناء أن (يمشي جنب الحيط) ، ولا شك أن هذا الفهم ليس صحيحا بالمرة ، لكن الذي يجب أن يفهمه الجميع أن مصر فوق الجميع

وقد يفهم البعض أن عبارة (مصر فوق الجميع )، تعني أن الحكومة المصرية فوق المساءلة لأن مصر ذات حضارة فرعونية ، نسبة إلى فرعون الذي كان منطقه : ما أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد ، ولكن أستاذ العلوم السياسية ومنسق الحركة المصرية لمواجهة التوريث، الدكتور حسن نافعة، قال: الخارجية المصرية قالت إنه جدار من أجل أمن مصر وسيادتها دون أن تفسر ما الفائدة التي ستعود علي الشعب المصري من الناحية الأمنية من ورائه فلا أحد ضد أمن مصر وسيادتها، ولكن عليهم شرح الأمر للناس". وأعرب نافعة عن اعتقاده بأن مشروع الجدار سيستمر رغم الرفض الشعبي، لأن السلطة لا تقيم اعتباراً لرأي الشعب المصري ولا تعتبره موجوداً من الأساس، مضيفاً أن هناك خلطاً بين أمن مصر وأمن نظام الحكم الذي يري أن الأهم بالنسبة له هو مشروع التوريث لذلك فإنه يقيم مثل هذه المشروعات الغريبة. اهـ ، ومهما يكن الأمر فلا مجال هنا للمزايدة على موقف مصر ،فمصر قدمت الكثير ومصر فوق الجميع

وإذا كان الشاعر الجاهلي السموأل بن غري قد بين أسباب فخره وافتخاره في قوله
وَما قَلَّ مَن كانَـت بَقايـاهُ مِثلَنـا

شَبابٌ تَسامـى لِلعُلـى وَكُهـولُ

وَمـا ضَرَّنـا أَنّـا قَليـلٌ وَجارُنـا

عَزيـزٌ وَجـارُ الأَكثَريـنَ ذَليـلُ

لَنـا جَبَـلٌ يَحتَلُّـهُ مَـن نُجيـرُهُ

مَنيعٌ يَـرُدُّ الطَـرفَ وَهُـوَ كَليـلُ

رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِـهِ إ

ِلى النَجـمِ فَـرعٌ لا يُنـالُ طَويـلُ
فإننا نفتخر بأننا كنا في الماضي ننصر المظلوم ونغيث الملهوف ونجير المستجير ونحسن الجوار ونكرم الضيف ولكننا اليوم توقفنا عن كل ذلك من أجل حماية أمننا القومي فلكل شئ نهاية وكذلك الأخلاق لا بد أن يكون لها نهاية ، فنحن عازمون على بناء الجدار مهما تضرر الجار ، ولا شك أن لمصر مصلحة كبرى في بناء الجدار كما كان لها مصلحة كبرى في تصدير الغاز بأرخص الأسعار إلى الصديق الصهيوني ، ومصلحة مصر فوق كل اعتبار ولا ينبغي أن يفهم أحد من ذلك أن مصر فوق الجميع معناها هنا – لا سمح الله – ( أنا ومن بعدي الطوفان) ولكن طبقا للتطور الطبيعي للحاجة الصاقعة يجب تعديل كلام أمير الشعراء حينما تحدث عن الأخلاق ليصبح البيت
إنما الأمم الأخلاق إن ذهبت

فإن هم بقيت أخلاقهم ذهبوا

كما يجب علينا أن نتحرر من ثقافات الماضي ولا نلتفت للمثل الشعبي القديم
من نوى أن يحرق الجرن أخذه الله قبل الحصاد ، أو بعبارة أخرى وبالبلدي الفصيح (اللي ناوي على حرق الجرن ربنا ياخده قبل الحصاد) وتبقى مصر فوق الجميع

مصر فوق الجميع على نافذة الفيوم

عندما تستقل إرادتنا

Posted by حسام خليل in

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، النبي الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد . .

صار لزامًا على أمة الإسلام أن تضع يدها على مواطن الداء فيها؛ حتى تبدأ أولى خطواتها على طريق العلاج؛ لتنهض من كبوتها، ولعل إيمانها بحتمية النهوض يكون هو الدافع لتتحمَّل شجاعة مواجهة العلل التي باتت تنخر في جسدها؛ لتحوِّل الجسد الواحد إلى أعضاء متفرقة بلا ملامح، وتعمل عللها في العضو الواحد فتفسُد أنسجتُه وتتنافر خلاياه.. أليس هذا بربكم هو حال أمتنا؟ دول تتصارع.. وأنظمة تتناحر.. وحكومات تأكل الحقوق وتجثم على الصدور والخيرات.. وشعوب تمزقها الصراعات والمؤامرات قبل الغارات والتفجيرات .

ومن يتمعَّن في صورة الواقع يجد روحًا غائبةً عن أمتنا تارةً، أو مغيبةً تارةً أخرى.. إنها روح الإرادة الحرة التي تدفع الشعوب للحياة، وليس المقصود اليوم بالحياة أسبابها من مأكل ومشرب وتناسل، ولكنَّا نقصد هنا الحياة الإنسانية التي ترى الإنسان محور الكون.. ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ(34)﴾ (إبراهيم)؛ فله سخَّر الله كل شيء؛ ليحيا ويدير المفردات من حوله بقرار واختيار حفظه له الله، حتى في علاقته به جلَّ وعلا حين قال: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)﴾ (الكافرون) .

إن الإرادة التي نريد هي تلك النابعة من إيمان حقيقي بقيمة الإنسان الذي كرَّمه ربُّه وخالقه حين قال: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)﴾ (الإسراء) لتفجِّر في الإنسان طاقات الفعل المتنوع؛ ما بين تواصل إنساني.. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾ (الحجرات)، واقتحام لكل دروب الأرض..﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)﴾ (الملك)، وتحصيل لكل علم.. ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9)﴾ (الزمر)، ومقاومةٍ لكل ظلم واستبداد وعدوان وتجبُّر ﴿وَلَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41)﴾ (الشورى ) .

سلب الإرادة

ولا شك أن المتربصين بأمتنا سعوا عبر مخططات عديدة لسلب شعبها إرادته عبر شتى الطرق والوسائل الممكنة؛ حتى تستحيل الشعوب مطيةً لكل غاصب يوجه طاقتها في فضاء غير متناهٍ .

ومن ثم فليس بمستغرَب أن يتم تخدير شعوب كانت توحِّدها راية الإسلام، وتحركها صرخة وإسلاماه لتنتفض ملبيةً صرخة مواطنة في دولة الإسلام الواسعة دون أن تفكر هذه الشعوب في حسب أو نسب أو عرق هذه السيدة ! .

وكذا ليس مستغربًا عندما يتم أسر إرادة الشعوب المسلمة أن تجدها غير مبالية؛ بينما يد بني صهيون تعبث بقواعد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، والوقف الذي أوقفه عمر بن الخطاب لكل المسلمين ليجعل من كل فرد في هذه الأمة أمينًا عليه إلى يوم الدين .

وعندما تتغير بوصلة الإرادة تختلف الأولويات ليصبح الفرد قبل المجموع، وساعتها يقل الولاء للوطن، ويتراجع الإحساس بالمسئولية، وتنمو آفات التسلق والنفاق والابتزاز، وتموت بذور التواصل بين الناس؛ لينمو على رفاتها كل الطفيليات المجتمعية، وتتسلَّط على الأمة أسباب التخلُّف بإرادة مزيفة وموجهة، ويعم الفساد بكل ألوانه وأشكاله، بدءًا من فساد الحكم، ووصولاً إلى فساد العلاقات الإنسانية.. ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)﴾ (الروم ) .

إن شعوبًا مسلوبة الإرادة لا تقدر إلا على الفعل الموجَّه الذي يرى بعين سالب إرادتها لا بعينها، ومن ثم تكون حركته مرهونةً بمنطق غير واعٍ للحقيقة من الضلال، فتهتف خلف الطاغوت.. ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)﴾ (النمل)، ولكنها رغم حركتها المسلوبة الإرادة فإن التاريخ لا يعفيها من المسئولية عن عدم الانتفاضة لتحرير إرادتها، ويكون مآلها هو ذات مآل الطغاة.. ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)﴾ (غافر)، ولا يعفيها الله من ذنب الاستضعاف الناتج من الاستخفاف بعقولها وإرادتها؛ لأن محصلة ذلك هو تراجع الإنسانية كلها.. ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)﴾ (الزخرف ) .

الاستعمار الجديد

إن استعمارًا جديدًا صار جاثمًا على صدر أمتنا يدرك تمامًا أن تطويقه لها هو الضمانة الوحيدة لاستمراره وبقائه ونموِّه بمقدراتها، وهذا الاستعمار الجديد بات أشدَّ خطرًا من كل ألوان الاستعمار على مدار التاريخ وشواهده؛ لأنه يستهدف إرادتها بأساليب عدة :

- فبإرادتها يشهر الأخ السلاح في وجه أخيه؛ بدعوى مواجهة الإرهاب ليقتل بلا رحمة ولا تفرقة بين مذنب وبريء أو طفل وعجوز .

- وبإرادتها تضغط اليد على زرِّ القنابل المتفجرة لتسجِّل انتصارًا للمعارض على الحكومي في الوطن الواحد الذي قهر المحتل ولم يقهر روح الفرقة .

- وبإرادتها يتمُّ توقيع صفقات النفط والغاز والمقاولات والسياحة مع العدو؛ بينما الأخ يتسوَّل قوته ويبحث في تلال القمامة على ما يستر به عورته ! .

- وبإرادتها يتم تجييش الشعوب خلف مباراة كرة قدم أو مسابقات غنائية لننتصر على ذواتنا في معارك وهمية تضيف إلى هزائم واقعنا هزيمةً قاسيةً مُرَّةً .

- وبإرادتها تتحوَّل الخلافات المذهبية إلى حروب طاحنة تجرُّ الأمة إلى ميادين فرعية، صارفةً إيَّاها عن ميدان فيه العدو الحقيقي يرتع ويهتك ويسرق ويدمي القلوب والأوطان والمقدسات .

- وبإرادتها تشاهد الأمة كلها العدو يحاصر غزة المسلوبة مع فلسطين من بدن الأمة، ومع ذلك لا تتحرك الشوارع ولا تنتفض الإرادة، والأدهى من ذلك أن تشارك العدو في الحصار وتمدَّه بالعدة ليشيد أسواره ويحكم حصاره .

لقد استُضعفت أمتنا وتفرَّقت وتناحرت وتقاتلت وحُوصرت، وفُجِّرت واعتقلت وحوكمت وفُرِضت عليها العقوبات، ودفعت لمن لا يستحق التعويضات، واستحقت أن تحمل اسم (عالم ثالث) في عالم ليس فيه ثانٍ، كل هذا يومَ ارتضت أن تتحوَّل إرادتها من الاستقلال إلى التبعية .

التغيير

إن من المطلوب إحداث ثورة في نفوسنا لتستطيع أن تحصل لإرادتها على صكِّ الاستقلال، وساعتها تضمن للإنسان فيها إنسانيته، والإمام الشهيد حسن البنَّا رحمه الله عندما رسم صورةً للشعب الناهض جعل له صفات على رأسها (إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف ) .

وروح التغيير ليست وحيًا ينزل من السماء، ولا ماردًا يستحضره السحرة والدجالون، وإنما هي بذرة تبذرها يد الشعب المتطلع إلى الحرية في أرض من الوعي بالقيمة الإنسانية السامية، ولا تنمو هذه البذرة إلا عندما يحتضنها رحم الإرادة الذي بمخاضه يولد التغيير.. ﴿إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11 ) .

وأنتم أيها الإخوان . .

يا روحًا يسري في بدن الأمة ليحييها ويحرر إرادتها . .

ويا أملاً يصارع نجمه سحب الاستبداد والقهر والظلم والعدوان . .

ويا جندًا على ثغور الحياة ترابطون سعيًا للغد القادم . .

إن الآمال المعقودة عليكم كثيرة، وإن الواجبات تصارع الأوقات بعدما صار إيقاع الحياة سريع الخطى ثقيل الوطأة، فكونوا على قدر المسؤلية وأعدوا أنفسكم لقدر الأمانة التي لا يحملها إلا من وصفهم رب البرية بقوله: ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (الأحزاب). واعلموا أن الإخوان لا يستأثرون بالحق ولا يتعالون به، وإنما هم سائرون في دربه، وجادُّون في البحث عنه، يحملونه إلى الناس بشارةً، ويتحمَّلون إعراضهم عنه، آملين أن تتفتَّح لدعوتهم العقول ومن قبلها القلوب .

فلا يحملنَّكم اختلاف أولويات الناس مع أولوياتكم على اليأس أو القلق أو القنوط؛ فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، ولكن درِّبوا إرادتكم على الصبر فلا تغيير إلا به، وما من ثابت إلا الحق جلَّ في علاه، وتزوَّدوا بمداد الحق؛ أورادًا من كتابه وذكره، والجد في طلب رضاه؛ لتستحيل إرادتكم ربانيةَ التوجُّه، وساعتها يقسم الواحد منكم على قلوب الناس فتتحرك لتتغيَّر وتغيِّر مُستقلةً عن كل تبعية، ومتحررةً من كل قيد.. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6)﴾ (الروم ) .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أكبر ولله الحمد .

عزاء في ذكرى الهجرة

Posted by حسام خليل in




في عزاء والدة أخي الحبيب الأستاذ مصطفى عطية التي توفيت في اليوم الثاني من العام الهجري الجديد في شهر تاب الله فبه على أدم فهو شهر التوبة


رحمها الله رحمة واسعة وألحقنا بها في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا


الأستاذ مصطفى عطية

خبر سعيد

Posted by حسام خليل in


دوس وميهمكش على أي واحد فيهم
وتصبحوا على خير

الهجرة.. ومقومات نهضة الأمة

Posted by حسام خليل in

الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛

ونحن نتنسم عبير الهجرة النبوية المباركة ونعيش في رحابها كل عام؛ يتبين لنا أنها معين لا ينضب، وزاد لا ينفد للعبر والدروس التي يتعين علينا أن نتلمسها ونحن نحيا في هذا الواقع البئيس الذي تمر به الأمة من ضعف .

فكما كانت الهجرة المباركة نقطة تحول كبيرة في نشأة الدولة الإسلامية ونهضتها؛ فيمكننا ونحن نعيش في ذكراها أن نجعل من الأسس والمرتكزات التي اتبعها المصطفى صلى الله عليه وسلم نبراسًا لنا، ونقطة تحول كبيرة للأمة على طريق نهضتها ورقيها ونهوضها من كبوتها التي هي فيها الآن، تلك المرتكزات والمقومات هي التي تربَّى عليها جيل الصحابة من قبل، وقامت على أساسها الدولة الإسلامية الأولى، وكان لها أثرها في بناء الحضارة الإسلامية على مر العصور .

وإذا كنا نريد نهضةً حقيقيةً لأمتنا الإسلامية، وإعادةً لمجدها ومكانتها الرائدة بين الأمم؛ فعلينا أن نتلمَّس دروس الهجرة وما فيها من معالم وخطوات، وأن نسعى جاهدين لتحقيق تلك المقومات في ذواتنا وواقع حياتنا، ومن أهم هذه المقومات: الإخلاص التام لله، والتجرد الكامل لوجهه الكريم، واستشعار معية الله وحسن الصلة به، والثقة واليقين في نصره لجنده، وقوة الإرادة وعلو الهمة، والجهاد والتضحية والبذل والصبر والثبات، وحسن الإعداد والتخطيط، والتوظيف الأمثل، ويغلف كل ما سبق حبٌ كبيرٌ وأخوَّةٌ صادقةٌ وأمانةٌ ووفاءٌ وسموٌ في العلاقة بين كل أفراد الصف على كافة المستويات .

أعظم جيل

لقد امتُحن الذين سبقوا من المهاجرين فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وامتُحن الأنصار بالوفاء والنصرة لهؤلاء؛ فنجحوا نجاحًا سجَّله الله عز وجل في كتابه: ﴿وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الأعراف: من الآية 157)، فلقد هانت عليهم الحياة حين عزَّت عليهم عقيدتهم، وصغُرت الدنيا حين سمت غايتهم .

هذه صورةٌ صادقةٌ تبرز فيها أهم الملامح المميزة للمهاجرين.. أُخرِجوا إخراجًا من ديارهم وأموالهم، أكرههم على الخروج الأذى والاضطهاد والتنكر من قرابتهم وعشيرتهم في مكة، لا لذنبٍ إلا أن يقولوا ربنا الله.. وقد خرجوا تاركين ديارهم وأموالهم ابتغاء فضل الله، لا ملجأَ لهم سواه، ولا جناب لهم إلا حِماه.. وهم مع أنهم مُطَارَدُون قليلون فإنهم يحرصون على نصرة الله ورسوله.. ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (الأنفال:26)، فأولئك الذين قالوا كلمةَ الإيمان بألسنتهم، وصدَّقوها بعملهم، وكانوا صادقين مع الله في أنهم اختاروه، وصادقين مع رسوله في أنهم اتبعوه، وصادقين مع الحق في أنهم كانوا صورةً منه تدب على الأرض ويراها الناس ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ﴾ (الحشر : 8 ) .

كما كان الأنصار يقاسمون المهاجرين أموالَهم وإن كانت جهد المقلّ، ولكنَّ قلوبَهم وسِعَت كلَّ من وفد عليها، وهكذا تحقق معنى الوحدة الحقيقية، من معرفةٍ إلى صداقةٍ، ومن صداقةٍ إلى حبٍّ، ومن حبٍّ إلى إيثارٍ، ولا عجبَ أن سجَّل القرآنُ الكريم هذه المواقفَ في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر: 9 ) .

وهذه صورةٌ وضيئةٌ صادقةٌ تبرز أهمَّ الملامح المميزة للأنصار، هذه المجموعة التي تفرَّدت بصفات، وبلغت إلى آفاق لولا أنها وقعت بالفعل، لحسبها الناس مثُلاً عليا قد صاغها خيال محلق، لقد كان الإيمان دارهم ونزلهم ووطنهم الذي تعيش فيه قلوبهم، وتسكن إليه أرواحهم، ويثوبون إليه ويطمئنون له، كما يثوب المرء ويطمئن إلى الدار .

هكذا امتُحِن المهاجرون بالإيمان القوي والصبر، وامتُحِن الأنصارُ بالحب الكامل فنجحوا جميعًا، واستقر المجتمع بتلك المبادئ السامية التي علا بها قدرُ الإنسان وشرفت بها قيمة الإنسان .

إن المبادئ التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم قد أُحيطت بقلوب رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فإذا نحن حاولنا أن ننجح كما نجحوا فعلينا أن ننهج نهجهم، ونسلك مسلكهم، فإنهم باعوا أرواحهم لله، وضحَّوا بأنفسهم في سبيل الله ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: الآية 111 ) .

بين الماضي والحاضر

تُرى كم خسر عالمنا المعاصر بتخليه عن دروس الهجرة العظيمة التي أرساها لنا رسول الله من غرس أركان الحب وجوانب الإيثار وأعمدة الإخاء بين أفراد المجتمع؟، وكيف أن الدين العظيم لا بد له من أولي عزم وصبر وجلد؟، وكيف أن الدولة الإسلامية التي كانت الهجرة نواتها هي الدولة العظمى بين الأمم وموئل كل البلدان والشعوب في العالم.. ولأدركنا أننا خسرنا كثيرًا بتنكبنا عن منهج الهادي الأمين صلى الله عليه وسلم وهديه وسيرته العطرة. ماذا حدث للأمة اليوم؟ !

* هذا الشأن الفلسطيني وما حدث من عدوان غاشم ومحرقة مروِّعة من الكيان الصهيوني البغيض لأهلنا وإخواننا في غزة، وتخاذل جُل الأنظمة العربية والإسلامية عن نصرتها والذود عنها، ناهيك عن عدم تحركهم تجاه الممارسات الفجة للكيان الغاصب التي تهدد المسجد الأقصى الأسير، متناسين ما في الهجرة من دروس عظيمة في الجهاد والتضحية والتي لو تمثلوها لنالوا الرفعة في الدنيا والثواب الجزيل في الآخرة، ولكنه "الوهن" الذي أصاب الأمة فنسيت أو تناست تاريخها وسيرة نبيها .

ولقد أثبتت الأحداث مدى حاجة أحبابنا في غزة لأنصار حقيقيين يتقون الله فيهم، وينصرونهم نصرًا حقيقيًّا لا ادعاءً وزيفًا .

* وهذه أفغانستان.. والعراق.. والصومال.. والسودان.. واليمن.. والعديد من الدول الإسلامية؛ إنه الهوان بعينه والاستخذاء المرّ لأعداء الأمة؛ ليظل بأسنا بيننا شديدًا، وما هو إلا استدراج للأمة لتفرغ وسعها وطاقاتها ومقدراتها في الاقتتال الداخلي؛ لتظل الأمة مشغولةً بنفسها ولتسيل دماؤها بأيديها، والعمل وفق رؤى ضيقة وأجندات مشبوهة لا تخدم مصلحة الأمة ومستقبلها .

ولو تمثل أولو الأمر ما في الهجرة من أُخوة ووحدة وترابط وجسارة ورغبة جادة في التحدي، وعملوا وفق هذه المنظومة القيمية الإسلامية الرائعة وأنزلوها منزلتها المستحقة؛ لأمكنهم تجنب الكثير مما حاق بالأمة من أحداث جسام ولأمكنهم التصدي للهجمات المتتالية عليها .

وفي الانتخابات الأمريكية وانتخاب الرئيس أوباما درس بليغ عندما تعلقت آمالهم عليه وحملوا خطابه في جامعة القاهرة أكثر مما يحتمل؛ فقد أُحبطت تلك الآمال بسبب اهتمامه بأمور كثيرة أهمها ضغوط العدو الصهيوني عليه، وفشل العرب والمسلمين في الوحدة والضغط عليه .

لقد شهد العام الماضي ازدياد روح العنصرية الغربية لكل ما هو إسلامي ومحاربتهم للحجاب، والذي وصل ذروته لحد القتل على أساس الدين؛ وهو ما حدث بقتل صيدلانية مصرية لتمسكها بحجابها وتعاليم دينها، وكانت ثالثة الأثافي نتائج الاستفتاء السويسري على حظر بناء المآذن .

وهو ما يؤكد تنامي روح العداء والعنصرية لكل ما هو إسلامي في الغرب، وهو ما يدعونا لمواجهته بالتمسك بالإسلام وتعاليمه والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وضرورة إعطاء الغرب والغربيين الصورة الصحيحة للإسلام بالقدوة الحسنة، والسلوك القويم والممارسات السوية .

كما شهدنا الدور التركي في المنطقة وفعاليته في العديد من القضايا ومنها: فلسطين والعراق وسوريا، فضلاً عن أرمينيا، منتهجًا سياسة عقلانية ومتبنيًا للقضايا والمواقف العربية والإسلامية، والتي ظهرت بجلاء في موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الملتقى الاقتصادي العالمي بدافوس إثر مشادة كلامية مع رئيس الكيان الصهيوني بسبب الهجوم الصهيوني على غزة .

ومن أهم أحداث العام الماضي، استمرار تداعيات انهيار النظام المالي الربوي، وثبات فشله الذريع وتكبيده للبشرية العديد من الخسائر التي ما زالت تتوالى للآن وثبات فشله؛ بل وتعدى الأمر ذلك لدعوة بعض الكتاب الغربيين لتبني مبادئ الشريعة الإسلامية، ففي مقال (رولاند لاكسين) رئيس تحرير صحيفة (لوجورنال دي فايننيس) في الافتتاحية يوم 25/9/2008م جاء عنوان المقال: "هل حان الوقت لاعتماد مبادئ الشريعة الإسلامية في وول ستريت؟"؛ يقول فيه: "إذا كان قادتنا حقًّا يسعون إلى الحد من المضاربة المالية التي تسببت في الأزمة فلا شيء أكثر بساطة من تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية " .

فها هم قادة الفكر الغربي ينادون بتطبيق مبادئ الإسلام بعد أن تركناها نحن، وتخاذلنا عن العمل بها ونصرتها، وتناسينا أن من أهم نتائج الهجرة إقامة الدولة الإسلامية، وتقوية أركانها، وبناء الاقتصاد الإسلامي، وبناء السوق الإسلامية التي واجهت السوق اليهودية .

كما استمرت السلطات المصرية- وبكل أسف- في سياسة اعتقال الشرفاء من أبناء الوطن، وتلفيق التهم الباطلة لهم، والزج بهم في السجون دون مراعاة لأبسط حقوقهم الدستورية والقانونية، وضاربةً عرض الحائط بأحكام القضاء واجبة النفاذ؛ مستمرئة حريتهم وأوقاتهم ودماءهم وجهدهم وأموالهم، رافضةً جميع استشكالات الإفراج عنهم .

ووصل الأمر لهدم منشآت قائمة لخدمة الشعب ومن أمواله، غير عابئة بحرمة هذه الأموال، ولا حاجة الشعب لهذه المنشآت الحيوية المتمثلة في مستشفيات ومدارس وخلافه، وغير مراعية لأي شرف للخصومة ولا مغلِّبَة للمصلحة العليا على المصلحة الحزبية الرخيصة .

أيها المسلمون . .

إذا أردنا أن نعيد للإسلام مجده ومكانته وسابق عهده فعلينا التحلي بذات المقومات التي انتهجها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، واغتنام العام الهجرى الجديد في مزيد من العمل الجاد والحثيث لنصرة الإسلام على كل المستويات، وزيادة الطاعات والقربات لله سبحانه وتعالى، والمسارعة إلى الله والتحلي بأخلاق الحبيب المصطفى وسلوكياته، وجعلها نبراسا يضيء لنا الطريق، كما علينا هجرة الذنوب والمعاصي والخنوع والظلم والتهاون .

كم نحن في حاجة للمنظومة الأخلاقية الإسلامية التي أرسى قواعدها الإسلام الحنيف، والأحداث التي نحياها تبين مدى احتياج الحضارة الإنسانية لهذه المنظومة؛ لإنقاذها مما ألمَّ بها، ولتقودها نحو طريق النجاة، طريق الله القويم .

أيها الإخوان المسلمون . .

أنتم القلب النابض لهذه الأمة، وأنتم ضميرها الحي، وعلى قدر وعيكم ونهضتكم تنهض الأمة؛ فاستشعروا عِظَم الأمانة وضخامة المسئولية الملقاة على عاتقكم، وكونوا كما يحب ربكم ويرضى، وتمثَّلوا الهجرة وما فيها من عبر وعظات، واجعلوها أمام أعينكم مقتدين بها، عاملين ومطبقين ومنفذين لما انتهجه قدوتنا وزعيمنا صلى الله عليه وسلم .

واعلموا أن من واجباتكم الأساسية: النهوض بالأمة والمساهمة الفعالة في أدائها لدورها الإصلاحي، وتحقيق مقومات هذا الإصلاح وواجباته في أنفسكم قبل دعوة غيركم، وعليكم بالتحلي بروح المبادرة والإقدام في الفكر والعمل، والاعتماد على التخطيط وحسن التوظيف، والتجديد والتطوير في برامجكم ووسائلكم، مغلِّبِين الفعل على القول، غير مستسلمين لما يعترضكم من عقبات وعوائق، ومستفيدين من المقومات السابق ذكرها أنتم قبل غيركم .

فسيروا أيها الإخوان على بركة الله، عاملين على إعلاء كلمة الحق، التي يجب أن تتجه إليها قلوبكم وجوارحكم اتجاهًا قويًّا ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: الآية 139)..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

والله أكبر ولله الحمد

أوباما ورئيس مدينة إطسا

Posted by حسام خليل in




عندما تطلق كلمة (الشعور الإنساني ) ينصرف الذهن مباشرة إلى الشعور النبيل السامي لأن كلمة الإنسانية تطلق ويراد بها مراعاة شعور الآخرين وسمو التعامل معهم ، وإن أكثر ما يجعل الإنسان محبوبا من الناس هو إنسانيته في التعامل معهم ومن ثم قال الشاعر
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ

فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
ولذك السبب تم استخدام ما يسمى بالورقة الإنسانية في مجال التسويق السياسي لحزب أو لمرشح ما في الدول الديمقراطية التي يُحترم فيها صوت الناخب ولا تداس كرامته ولا يُحال بينه وبين أداء حقه ، ولأن الجمهور المستهدف هو الإنسان أولا وأخيرا فإن الورقة الإنسانية كثيرا ما تؤدي دورها الفعال إذا ما استخدمت بشكل صحيح في الدعاية الانتخابية
ومن أجل هذا فاجأ أوباما الجميع أثناء ترشحه عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية بقطع حملته الانتخابية لزيارة جدته المريضة في جزر هاواي وظل معها نصف يوم بعد أن استغرق أربعة عشر ساعة في الطائرة ليصل إليها ومثلها في العودة في وقت اشتدت فيه المنافسة بينه وبين منافسه الجمهوري جون ماكين ، لافتاً الانتباه إلى إنسانيته ومراعاته لشعور الآخرين معلنا أن مشاغله السياسية لا تشغله عن واجباته الإنسانية
كما استخدم أوباما الورقة الإنسانية أيضا حينما تعهد بتقليص الضرائب المفروضة على الطبقة الوسطى والفقراء واتهم منافسه ماكين بأنه لم يبد التعاطف الكافي مع الأمريكيين المتضررين من الأزمة المالية الأخيرة
ولا وزن لهذه الورقة الإنسانية في الدول التي تفرغ الديمقراطية من مضمونها الحقيقي وتنتزع بالجبروت حق الشعب في الإدلاء بصوته وفي هذه الحالة يكون الجمهور المستهدف في عملية التسويق السياسي هو الحكومة أو الحزب الذي تدعمه الحكومة وتسانده فلا يسعى المرشح حينئذ لرضا جماهير الشعب بقدر ما يسعى لإرضاء حزبه الحكومي وتنفيذ سياساته والمشاركة في حملاته ليفوز بمقعد أو منصب ضاربا عرض الحائط بكل الأوراق الإنسانية
وفي سابقة ليس لها مثيل في تاريخ الدعاية الانتخابية ابتكر السيد جلال فوزي مراد مرشح الحزب الوطني الديمقراطي ضمن ثمانية لمقعد في الانتخابات التكميلة بدائرة سنورس في محافظة الفيوم ورئيس المجلس المحلي لمجلس ومدينة إطسا ، أسلوبا جديدا فريدا من نوعه في حملته الانتخابية من أجل التفوق على منافسيه السبعة والفوز بهذا المقعد الذي خلا بوفاة نائب الحزب الوطني يس عليوه رحمه الله
والحكاية بكل بساطة بدأت عندما دخل السيد / جلال فوزي مراد على أربعمائة رائدة ريفية يتدربن في قاعة مركز شباب اطسا وفي جسارة الأسد قام بتوجيه خطابه إلى المنتقبات منهن وقام في إصرار شديد بطردهن من القاعة أمام الحاضرات جميعهن وبالفعل خرج المنتقبات في حالة يُرثى لها
وبنظرة متفحصة للدافع وراء هذا الفعل الذي تأباه النخوة حيث أنه من أبسط معاني المروءة والشهامة ألا يتعرض الرجل للمرأة بالإهانة بل يتوجب عليه حمايتها وإغاثتها وهنا تستدعي الذاكرة من العصر الجاهلي قصة حامي الظعينة ربيعة بن المكدّم الذي تعرّضت ظعينته لقطّاع الطرق وكان فيها أمه وأخته وزوجته، وكان منفرداً إلا من عبيده ، فقاتل القوم منفرداً حتي قتل منهم فهابوه؛ وكان معروفاً بالشجاعة، فلما تحاشوه ووجد نفسه مصابا بجرح مخوف، أمر الظعينة أن تسير منفردة نحو الحي؛ ولم يكن مبعداً كثيراً، ووقف هو في قبال القوم متفاديا إبداء ضعفه بالإتكاء على رمحه من فوق فرسه، فلما بلغت الظعينة سلامتها أطلقت عليه العرب "حامي الظعينة "
ولا بد هنا من ذكر هذا الموقف عن سيدنا موسى عليه السلام (ولما ورد ماء مدين وجد عيه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لانسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ، فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير)
فلو كان الدافع وراء هذا الفعل دافعا وطنيا لكان هناك من المفاسد المنتشرة في كل مكان حول سيادته ما هو أولى بانفعاله وغضبه وليس المجال هنا مجال الحديث عن الفساد المنتشر ولكني أسأل سيادته هل غضب وانفعل لما علم أننا نصدر العاز الطبيعي لإسرائيل بأرخص الأسعار
ولو كان الدافع وراء هذا الفعل ايمانيا وعلى افتراض أن ارتداء النقاب أمر يساوي في الجرم البول في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان على سيادته أن يتصرف معهن بشكل أليق كما فعل الإنسان محمد صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي بال في مسجده
ولو كان الدافع وراء هذا الفعل من واقع مسئوليته فإن ارتداء النقاب ليس جرما يعاقب عليه القانون أو يخالف نصا في الدستور لكن أبسط ما يُقال عنه أنه حرية شخصية، ولكن سيادته استطاع بذكائه وحسه السياسي أن يستغل حملة الحكومة على النقاب في الدعاية الانتخابية لشخصه فلم ير أن طرد الطالبات المنتقبات من المدن الجامعية ومنعهن من دخول الامتحانات ولا منع المدرسات المنتقبات من إلقاء المحاضرات أو المراقبة على الامتحانات في جامعة القاهرة كان كافيا ، فقام سيادته بالعزف على أوتار الحكومة ، ولكن شتان شتان بين الورقة الإنسانية والورقة الحكومية (إن صح التعبير) في الدعاية الانتخابية ، فالورقة الإنسانية دائما ما تنجح ويكتب لها البقاء وأما الورقة الحكومية والعزف على أوتار الحكومة إن كسبت جولة وأخرى فلن يُكتب لها البقاء وإن أقل ما يقال على ما فعله سيادته بالبلدي الفصيح أنه (عمل فيها راجل على شوية نسوان)

نشرة الأخبار

Posted by حسام خليل in

ر



الشعوب.. بين الوعي الحقيقي والوعي الزائف

Posted by حسام خليل in

رسالة من: محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، النبي الخاتم الأمين، وعلى آله وصحبه، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، وبعد ..

فما ضاعت أمة عبر التاريخ واندحرت، وما تناثرت حضارة واندثرت، إلا بشعوب مستضعفة، مسلوبة حريتها، معتدًى على كرامتها، مزيفةٌ إرادتها .

واليوم يسعى الاستبداد بكل وسائله، والاستعمار بكافة أجهزته وأدواته، والفراعين بكل ما يملكون؛ من بطش وقمع، لإقصاء الأمة عن مشروعها الإسلامي، وذلك عن طريق احتلال الوعي الشعبي، وتحويله من وعي حقيقي بحقه في حياة حرة كريمة، يشارك في صنعها، إلى وعيٍ زائفٍ مغيَّبٍ ومخدَّرٍ، يُبعده عن حقيقة المأساة التي يعيشها.

وإن لم يكن هذا حال أمتنا، فبأي تفسير نقرأ :

- حالة الاحتدام بين شعبين (المصري والجزائري) ، ربطتهما أواصر دين وقومية ولغة وجهاد وتضحية وفداء، ثم تفرق بينهما مباراة ؟ !

- حالة الانقسام في الصف الفلسطيني الذي يواجه عدوًّا واحدًا جاثمًا على صدر أرضه وعرضه ومقدساته وأنفاس حياته؟!

- حالة العمى التي تسيطر على العيون، فلا تبصر الأوضاع المأساوية والكارثية لأهل غزة المحاصرين بحرًا، وجوًّا، وبرًّا ؟ !

- حالة التناحر التي أوصلت الأخ إلى أن يفتك بأخيه في العراق وباكستان والصومال واليمن؟!

- حالة الصمت المطبق والعجز التامّ من شعوب أمتنا في مواجهة الاستبداد الذي يكبِّل إرادتها ويستهدف حاضرها ومستقبلها؟!

وليست القضية التي نتناولها اليوم هي رصد حالة التردي في وعي الأمة العربية والإسلامية، بقدر ما هي محاولةٌ للوقوف على حالة التأثير السيئ في الوعي الذي بات خطرًا يتهدد الإنسانية بكاملها، لا فرق في ذلك بين مسلم ومسيحي أو عربي وغربي .

وبالتالي فلا يمكن فصل تنامي الوعي السلبي بين جموع أمتنا تجاه الحق العربي والإسلامي عن تنامى الوعي المعادي في المجتمعات الغربية تجاه الإسلام وأهله، وهو ما يدفع الجماهير في الغرب إلى رفض الحجاب الإسلامي للمرأة المسلمة التى تعيش في مجتمعهم، كشكل معبِّر عن ثقافة مخالفة لثقافتهم، أو الوقوف ضد المآذن، أو التظاهر ضد الإسلام باعتباره دينًا يمثله بن لادن فقط ! .

مسئولية الإعلام

مما لا شكَّ فيه أن صناعة الوعي يرتبط إلى حدٍّ كبيرٍ بالمسئولية الإعلامية في عصر صار فيه الإعلام هو المسيطرَ على صناعة العقول وتوجيهها، وإلا فكيف كانت ستتحوَّل مجرد مباراة كرة إلى معركة بين دولتين عربيتين إسلاميتين؟! وبأي منطق يمكن تفسير تحوُّل الانتماء إلى الإسلام إلى مجرد شعائر خالية من معاني الوحدة بين أعضاء جسد الأمة الواحد، التي راحت تفتك ببعضها في العراق وباكستان والصومال، وتترصَّد في اليمن، ولا تتناصر فى الوقت ذاته مع الفلسطينيين؟! ولماذا تتحرَّك المظاهرات في الغرب لتناصر حيوانًا يتعرَّض للانقراض ولا تتحرَّك لتناصر الإنسان الفلسطيني المقتول تحت وطأة قمع وقهر صهيوني؟ وما الذي دفع مجتمعًا يناصر الحرية والتحرر (!!) إلى قتل مروة الشربيني لمجرد أنها مسلمة محجبة؟!

إن سهم الاتهام واحد في كل إجابة عن علامات الاستفهام السابقة، ويشير إلى الإعلام الذي يصنع العقول ويرسم الوعي ويرتضي أحيانًا أن يتحوَّل من حصنٍ للعقول إلى خنجر يضرب في الظهور.

إن مسئولية الإعلام في أوطاننا مضاعفةٌ بحكم طبيعة المرحلة التي تمرُّ بها أمتنا من استهداف داخلي بالاستبداد وخارجي بالاستعمار،

ولذا فإن المطلوب من الإعلام :

أولاً: تقوية وإيقاظ الإيمان الضعيف والمخدَّر في نفوس الناس إلى عظيم الدين؛ الذي يجمع أمتهم ولا يفرقها .

ثانيًا: توجيه همم الناس صوب العدو الحقيقي المتربِّص بالأمة كلها وخيراتها وأخلاقياتها وثقافتها، بل ووجودها .

ثالثًا: إحياء روح الإيجابية والمقاومة، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك فرقًا بين مقاومة المحتل المسلَّحة ومقاومة المستبدِّ السلمية .

رابعًا: ردُّ الشبهات المثارة ضد الأمة الإسلامية، وتجلية صورتها، بعيدًا عن نمطية التخلُّف والإرهاب التي تحصرنا وتحاصرنا فيها وسائل الإعلام الغربية، وكذا إظهار الإسلام بصورته الحقيقية كدين حياة شامل يدعو البشرية كلها إلى الأمن والطمأنينة والسلام والحق والعدل والحرية ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ ( الحجرات: 13 ) .

حقيقة الوعي :

إننا نقصد بالوعي تلك الروح التي يجب أن تسري في بدن كل مسلم :

- ليستوعب حقيقة مكانة أمته التي كرَّمها الله جلَّ في علاه حين قال: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران : من الآية 110 ) .

- وطبيعة الصبغة الإصلاحية التي يجب أن تصطبغ بها روح أبناء هذه الأمة على كافة أصعدة الإصلاح؛ لا فرق فيها بين ما هو إصلاحٌ سياسيٌّ أو اقتصاديٌّ أو أخلاقيٌّ أو اجتماعيٌّ، وهو ما وصف به الله هذه الأمة فقال: ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ (آل عمران: من الآية 110 ) .

- وأصل هذا المنهج، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، إيمان لا يتزعزع، ويقين لا يهتز، وجهادٌ في سبيله بكل ما نملك: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (الحجرات: 15 ) .

هذا الوعي أول طرق إيمان أمتنا بحقها، ووسائل التغيير من نفسها، وقوة الروح فيها، وتقويم الأخلاق فيها، وحال استنفار طاقة أمتنا ستأتيها وسائل القوة المادية من كل جانب، وعند صحائف التاريخ الخبر اليقين .

إن إيماننا بضرورة أن يرتكز وعي المسلمين على عقيدة، وأن يستتبع وعيهم بالإيمان عملٌ للإصلاح هو جزءٌ أصيلٌ لا يتجزَّأ من دعوة الإخوان، وعنه قال الإمام الشهيد المؤسس في رسائله: "ولا معنى لإيمان لا يتبعه عمل، ولا فائدة في عقيدة لا تدفع صاحبها إلى تحقيقها والتضحية في سبيلها " .

فلا معنى لوعي بالحقوق لا يرتكز على عقيدة تحرِّكه وتؤجِّج روح الإرادة الساعية للتغيير، وساعتها لن يكون الوعي مجرد تنظير، وسيتجاوز حدود أحاديث الصالونات والمنتديات ليستحيل حركةً شعبيةً واسعةً، الكل فيها يرى في الصدح بالحق قربى لربٍّ حقٍّ، وفي سبيل رضاه يهون كل شيء، ولا فرق في هذا الوعي المرتكز على عقيدة بين عامل أو مزارع وبين سياسي أو أكاديمي جامعي؛ فالكل أمام العمل الواعي بالحقوق سواء .

وغير هذا من فَهْمٍ للإسلام وعقيدته يعتبره الإخوان اجتزاءً في فهم حقيقة الإيمان الذي دفع سيدةً من عوامِّ الناس إلى أن تُراجع على رءوس الأشهاد خليفة المسلمين عمر في قراره الخاص بتحديد المهور، حتى ردَّته فما وجد في نفسه غضاضةً من أن ينصاع للإرادة الشعبية الواعية بحقوقها ويتركَ مثلاً يُحتذى على مدار التاريخ؛ في وجوب أن يعيَ الشعب أهمية رأيه في صناعة القرار السياسي؛ فأمر مناديه (جهازه الإعلامي آن ذاك) أن يطوف الشوارع هاتفًا: "أصابت المرأة وأخطأ عمر " .

ولئن كان واقع أمتنا من السوء بمكان فإن إيمانها الحقيقي غير المجتزأ هو الأمل المرتجى.. هذا الإيمان المركوز فى فطرة الأمة يحتاج إلى تنبيه وإيقاظ وتحريك، وساعتها سيخلق وعيًا يجنِّبها اليأس، من القدرة على التغيير، والسير على درب الإصلاح؛ لأن الإيمان يناقض اليأس، ويؤجِّج الحماس، ويوجد الاستعداد للتضحية والعمل على تحقيق التغيير المنشود.. لا بد من ملاحقة الفساد والتصدِّي للاستبداد؛ كي يقوم نظام اجتماعي تحرسه حكومة مخلصة لأوطانها وحامية لحقوق شعب يملك وعيًا متَّحدَ الكلمة متوقِّدَ العزيمة قوِيَّ الإيمان .

وللإخوان كلمة :

أيها الإخوان في كل مكان وعلى أي ثغر.. إن وعيكم بحقيقة دوركم، ونبل دعوتكم، وعظم غايتكم؛ يتطلَّب منكم أن تكونوا حملة راية الوعي الحقيقي في مواجهة رايات الزيف والتزوير، لا نستثني منكم صغيرًا أو عاملاً أو ربة منزل، فالكل أمام المسئولية الآنية سواء، ولكلٍ دوائره التي يتحرَّك فيها، والآذان من حولكم صاغية لكم, فاغتنموا الفرصة ولا تضيِّعوها، وضعوا الناس معكم على المحكِّ، وما خُلِّدت ذكرى مؤمن آل يس إلا لصدعه بالحق أمام الناس جميعًا: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ (يس: 20 ) .

وحتى تدركوا ويدرك معنا الناس طبيعة المرحلة التي تحياها أمتنا؛ يكفي أن نشير إلى الصفحة الـ31 من كتاب "الديانة اليهودية" للباحث "إسرائيل شاحاك"، الذي ساق فيه رأي الجنرال "شلومو غازيت"؛ الذي كان قائدًا سابقًا للاستخبارات العسكرية الصهيونية، والذي يحدد فيه دور الكيان الصهيوني في المنطقة (موقع إسرائيل الجغرافي في وسط الشرق الأوسط العربي- المسلم؛ يجعل قدر "إسرائيل" أن تكون الحارس الوفي للاستقرار في كامل البلدان المحيطة بهـا، إنَّ دورها هو حماية الأنظمة القائمة؛ لمنع عمليات التحوُّل الراديكالية أو وقفها، وعرقلة اتساع الحماسة الدينية الأصولية، ولهذه الغايـة ستمنع "إسرائيل" حصول تغييرات ماوراء حدود "إسرائيل"، التي تعتبـرها تغييراتٍ لا تطاق، وإلى حـدِّ إحساسها بأنها مجبرةٌ على استخدام كلِّ قوتها العسكرية من أجل منعها، أو اجتثاثها ) .

فلئن كانت هذه هي رؤية العدو الصهيوني فإن دوركم أيها الإخوان في إيقاظ وعي أمتكم ورد الكيد عنها نفرة لله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلَى الأَرْضِ..﴾ (التوبة: من الآية 38).. إنها دعوة للنفرة السلمية؛ لإعادة صياغة وعي الناس بما يتناسب وطبيعة المرحلة.. فاحذروا أن تتقاعسوا عن رسالتكم فتكونوا ممن يُستبدل بهم ﴿إلا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ويَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ولا تَضُرُّوهُ شَيْئًا واللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (التوبة: من الآية 39 ) .

فاعملوا وسيروا واثبتوا، وأيقنوا بغد أمتنا، وأن الله تعالى يورث الأرض من شاء من عباده الصالحين ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139) ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69)؛ فاللهم اجعلنا ممن يعي ويوعي فترتفع رايات عزِّ أوطانه في الدنيا ويكون من أهل الجنة في الآخرة .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الحصار والظلام

Posted by حسام خليل in

من يصلح هذا الفساد ؟ ! .

Posted by حسام خليل in




كل صانع أدرى بصنعته ويعلم ما يفسدها وما يصلحها ولا ينبئك مثل خبير والله عز وجل خلق الأرض ونهى عن الفساد والإفساد فيها بعد إصلاحها فهو سبحانه لا يحب الفساد ولا المفسدين ومن ثم لا يُصلح عمل المفسدين ،وحتى لا تختلط المفاهيم ويصير المعروف منكرا والمنكر معروفا عرفنا الخالق ماهية الفساد وكيف يكون الإصلاح فكثيرا ما يفسد الناس من حيث يظنون أنهم مصلحون وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون وكم من قوم ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا
فلا عجب أن ترى مفسدا يرفع شعار (لا للفساد) ويعجبك قوله في الحياة الدنيا وهو ألد الخصام وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد ، وليس أدل على ذلك من فرعون الذي قال لقومه : ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يُظهر في الأرض الفساد
فلا بد إذاً من تحديد مفهوم الفساد ، وما الأسباب التي تؤدي لحدوث الفساد ؟ ومن هم المفسدون؟ ، ومن هم الذين يجب عليهم التحرك للقضاء على هذا الفساد ؟ وبأي وسيلة يتحركون ؟ ولكي نجيب على كل هذه الأسئلة لا بد أن نعود إلى أصل الموضوع ونرجع إلى خالق الأرض الذي ينهى عن الفساد في الأرض ويدعو أنصاره لينهوا عن الفساد في الأرض (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم )
فكما أن الله عز وجل خلق هذا الكون ووضع له نظاما دقيقا محكما لا يختلف ولا يتبدل ، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ، وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ إنه بما تعملون خبير وهو سبحانه يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ، جعل الله كذلك لهذا الإنسان في الأرض منهجا يسير عليه فلو ترك منهج الله واتبع هواه فسدت الأرض (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكر ربهم معرضون.)
ومن هذا المنطلق يتضح أن الفساد هو مخالفة تعليمات الخالق واتباع الهوى فالله خلقنا وخلق كل شئ وسخر لنا ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه فلا ينبغي لنا أن نستخدم ما سخره الله لنا في إفساد الأرض بعد إصلاحها (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) فإذا نسينا لحظة أن الخالق هو وحده الآمر الناهي (ألا له الخلق والأمر ) يكون الفساد في الأرض ، والغاية هنا لا تبرر الوسيلة فالغايات تخضع للأهواء والوسائل ينبغي أن تكون منضبطة بشرع الخالق الحكيم حتى عند تغيير المنكر وإزالة الفساد لا بد أن تكون الوسيلة غير مخالفة لشرع الله الخالق البارئ
ويزداد الفساد ويستشري حينما يتقاعس المصلحون ويغضون الطرف عما يحدث من فساد حولهم أو ينشغلون عنه بأي قضية أخرىوحينئذ لن تكون لعبادتهم أي فائدة فالصلاة التي لا تدفع صاحبها لتغيير المنكر وإزالة الفساد لا تغني ولا تسمن من جوع . وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ
فانتشار الفساد إذا يرجع إلى سببين رئيسيين
1. مخالفة منهج الله واتباع الهوى ، وهما وجهان لعملة واحدة فمن لا يتبع شرع الله فهو لا محالة يتبع الهوى ، ولذلك تجد آيات القرآن دائما ما تقرن بين اتباع الهوى ومخالفة حكم الله
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿38/26﴾ فاتباع الهوى ليس من شأنه أن يفسد الأرض فقط ولكنه (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن )
2. التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (خيرية هذه الأمة) والتقاعس عن الجهاد في سبيل الله ينتج عنه فساد الأرض (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
فإقامة الصلاة لا بد أن تؤدي إلى أمر بمعروف ونهي عن المنكر وإصلاح في الأرض فما كانت العبادة في دار الأرقم بن أبي الأرقم مقصودة لذاتها بقدر ما كانت بمثابة إعداد وتربية لهؤلاء الأفذاذ الذين سيقضون على الفساد في الأرض ، ولو أن محمدا صلى الله عليه وسلم قال لقريش في بادئ أمره أننا قوم ما جئنا إلا لنقيم الصلاة ونعتكف في المساجد ونقيم الليل ونهذب أخلاقنا ولا شأن لنا بكم وبما تصنعون ، لما أخرجوه أو أثبتوه أو قاتلوه ، لو فهمت قريش من محمد هذا المنطق المغلوط لبنت له المساجد في كل ناحية يعتكف فيها هو وأصحابه ما داموا سيتركونهم وشأنهم ، لكن الفهم الصحيح لرسالة الإسلام أعلنه ربعي بن عامر في كلماته المضيئة حينما دخل على ملك الفرس في عزة الإسلام ليعلنها مدوية على مسامع التاريخ : نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة . ، وحينما أمر الله نبيه بقيام الليل بين له العلة من ذلك (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) فكان قيام الليل استعدادا لحمل الرسالة وزادا لمواصلة السير والجهاد في سبيل الله واستمدادا للعون والقوة والطاقة من خالق الكون العظيم الذي خلق الإنسان خليفة له في أرضه
وأختم مقالتي بقول الإمام حسن البنا رحمة الله عليه
يا قومنا: إننا نناديكم والقرآن في يميننا و السنة في شمالنا، و عمل السلف الصالحين من أبناء هذه الأمة قدوتنا، و ندعوكم إلى الإسلام و تعاليم الإسلام و أحكام الإسلام ، فإن كان هذا من السياسة عندكم فهذه سياستنا، و إن كان من يدعوكم إلى هذه المبادئ سياسيا فنحن أعرق الناس و الحمد لله في السياسة، و إن شئتم أن تسموا ذلك سياسة فقولوا ما شئتم فلن تضرنا الأسماء متى وضحت المسميات و انكشفت الغايات.
يا قومنا: لا تحجبكم الألفاظ عن الحقائق و الأسماء عن الغايات، و لا الأعراض عن الجوهر، و إن للإسلام لسياسة في طيها سعادة الدنيا و صلاح الآخرة، و تلك هي سياستنا لا نبغي بها بديلا فسوسوا بها أنفسكم، و احملوا عليها غيركم تظفروا بالعزة الأخروية، و لتعلمن نبأه بعد حين.

حسام خليل يقدم نشرة الأخبار

Posted by حسام خليل in

ياعائدون من الرحاب الطاهرة

Posted by حسام خليل in

عيد سعيد

Posted by حسام خليل in


الهدف مش جون . . . مصر والجزائر

Posted by حسام خليل in

لكل منا غاية ينشدها وقضية تشغله وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائمُ وتأتي على قدر الكرام المكارمُ ، ويعظم شأن الإنسان بعظم شأن غايته ويكبر في أعين الناس كلما كانت قضيته التي تشغله قضيةً ذات قيمة ويصيبه الصَّغار وتُنتزع المهابة من قلب عدوه إذا كان إمعة ضمن غثاء السيل ، فالناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة

ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم

الله يعلم أني لم أقل فندا

إني لأفتح عيني حين أفتحها

على كثير ولكن لا أرى أحدا

ولما ذهب أبرهة بن الصباح الأشرم ملك اليمن من قبل أصخمة النجاشي ليهدم الكعبة وقابله عبد المطلب فلما رآه أبرهة أجله، وكان عبد المطلب رجلا جميلا حسن المنظر، ونزل أبرهة عن سريره، وجلس معه على البساط، وقال لترجمانه: قل له: حاجتك؟ فقال للترجمان: إن حاجتي أن يرد عليّ الملك مائتي بعير أصابها لي. فقال أبرهة لترجمانه: قل له: لقد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زَهِدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه، لا تكلمني فيه؟! فقال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعه. قال: ما كان ليمتنع مني! قال: أنت وذاك.
ولولا أن عبد المطلب بين لأبرهة حجته لسقط من عينه لمّا خرج من لسانه ما يدل على القضية التي تشغل باله في هذا الشأن الجلل فعبد المطلب سيد قريش وكان يُطعم الناس بالسهل، والوحوش في رءوس الجبال،ولكنه كان واثقا من أن الله سيمنع بيته الحرام حيث أنشد قائلا

لاَهُمَّ إنَّ المَرْءَ يَمْـ

نَعُ حله فَامُنَعْ حَلاَلَكْ

لاَ يٍغْلِبَنَّ صَلُيبُهُم

وَمُحَالُهُمْ عَدْواً مْحَالَك

إنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَكَعـ

بَتَنَا فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَك

يَا رَبِّ لاَ أَرْجُو لَهُمْ سِوَاكَا

يَا رَبِّ فَامْنَعْ مِنْهُمُ حِمَاكَا


ويحكى أن الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، رضي الله عنه، كان يجلس في المسجد بين تلامذته في بغداد، يحدثهم عن أوقات الصّلاة، فدخل المسجد شيخ كبير السن، له لحية كثيفة طويلة، ويرتدي على رأسه عمامة كبيرة، فجلس بين التلاميذ. وكان الإمام يمدّ قدميه، لتخفيف آلام كان يشعر بها، ولم يكن هناك من حرج بين تلامذته حين يمد قدميه، فقد كان قد استأذن تلامذته من قبل بمدّ قدميه أمامهم لتخفيف الألم عنهما.
فحين جلس الشيخ الكبير، شعرَ الإمام بأنه يتوجّب عليه، واحتراما لهذا الشيخ، أن يطوي قدميه ولا يمدّهما، وكان قد وَصَلَ في درسه إلى وقت صلاة الصبح، فقال ‘’وينتهي يا أبنائي وقت صلاة الصبح، حين طلوع الشمس، فإذا صلّى أحدكم الصبح بعد طلوع الشمس، فإن هذه الصلاة هي قضاء، وليست لوقتها’’.
وكان التلامذة يكتبون ما يقوله الإمام والشيخ الكبير ‘’الضيف’’ ينظر إليهم. ثم سأل الشيخ الإمام أبو حنيفة هذا السؤال ‘’يا إمام، وإذا لم تطلع الشمس، فما حكم الصلاة؟’’. فضحك الحضور جميعهم من هذا السؤال، إلا الضيف والإمام الذي قال ‘’آن لأبي حنيفة أن يمدّ قدميه’’

لما أراد الصليبيون في آخر أيام حكم المسلمين للأندلس أن يغزوا مدينة قرطبة وقصر الحمراء آخر معقل للمسلمين في بلاد الأندلس أرسلوا جاسوسا لهم لينظر إلى شباب المسلمين؛ ما هو تفكيرهم؟ ما هي هممهم؟ ما هي طموحاتهم؟ فنظر ذلك الجاسوس وتجوّل في بلاد المسلمين، فبينما هو يتجوّل ذات يوم إذ به يجد شابًا من شباب الأمة في أحَد الوديان يبكي متحسّرًا نادمًا، قال له: ما بالك يا بني؟! قال: إني أتعلّم الرمي وقد رميت بعشرين سهمًا فأصبت في ثمانية عشر وأخطأت في سهمين، فأنا أبكي متحسرًا على ذلك، لو هجم علينا الأعداء فلن أدافع عن بلاد الإسلام؛ لأني قد أخطئ الرمي، فرجع ذلك الجاسوس إلى الصليبيين إلى قومه فقال: لا طريق لكم لغزو بلاد المسلمين.

ويدور الزمان وتتغيّر الأمور ويغرق شباب الأمة في اللهو والعبث والخنا والمجون والحبّ والغرام، فيعود جاسوس آخر بعد سنوات عدة لينظر هل الوضع ملائم لغزو بلاد المسلمين، فيجد شابًا يبكي فيقول له/ ما يبكيك يا بني؟! فيقول: أبكي على حبيبتي، فرجع ذلك الجاسوس وقال لقومه: لقد آن الأوان لغزو بلاد المسلمين.
ومن المفارقات العجيبة أنه في الوقت الذي يتجمع فيه المسلمون من كل فج عميق متجهين نحو قبلة واحدة ملبين لإله واحد معلنين أنهم أمة واحدة مهما اختلفت أجنساهم وألوانهم وأوطانهم ، يتشاجر شعبان مسلمان لا من أجل تطبيق حد من حدود الله ولا اختلافا حول حجية دليل ظني الثبوت أو الدلالة وإنما من أجل لعبة في أيام هي من أعظم أيام الدنيا والعمل الصالح فيها أحب إلى الله وأعظم من الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشئ
الشعب كله هتف

والكورة مش في الجون

وفجأة عقله اتخطف

زي ال مسّه جنون

رقص وغنى وكشف

عن كل شئ مكنون

بيشجع اللي احترف

واتباع بميت مليون

يا شعب فين الهدف

وانت أسير مديون

وأنين ف قلبك عزف

على صوت أسى وشجون

وحلم عمرك وقف

جوا الشبك مرهون

وجرح قلبك نزف

ومفيش طبيب مضمون

م الهم ريقك نشف

طول النهار مطحون

والحر أمله اتنسف

الله يكون في العون

نص الشباب انحرف

ونصهم مسجون

والقدس رمز الشرف

بايت ف إيد صهيون

والمسلمين للأسف

من كل جنس ولون

عايشين ومن غير هدف

بس الهدف مش جون

لكن دا دين ربنا

كله ف سبيله يهون

وحينما ترى عشرات الآلاف تتجه أبصارهم نحو السماء وهم يرفعون أكف الضراعة والخشوع داعين الله أن تدخل كرة بين ثلاث خشبات وتسكن شباك المرمى في الوقت الذي فيه بلاد المسلمين بين محتل غاصب أو سلطان جائر سعى فى الأرض ليفسد فسها ويهلك الحرث والنسل ، توقن آنذاك وتتأكد أنه قد آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه ، ولن يحتاج الجاسوس لأن يتفقد أحوال المسلمين ولكننا لن نجد حجة ولا منطقا نرد به على أبرهة حتى لا نسقط من نظره وتُنتزع مهابتنا من قلبه إذا سألنا عن سبب تركنا لمقدساتنا وانشغالنا بمباراة لكرة القدم
وأخيرا فإن لكل منا غاية ينشدها وقضية تشغله فطوبى لمن كان الله غايته والإسلام قضيته