مفاهيم قرآنية حول اختيار رئيس الجمهورية

Posted by حسام خليل in




·     وظيفة الرسل والمؤمنين من بعدهم وقف الفساد في الأرض
·     حتى لا نكون من الخاذلين لطائفة الحق
1.   لا بد من استماع الطرفين قبل اصدار الحكم
2.   لابد من استعمال العقل والرجوع لأولي الأمر
3.   الإسلام علمنا ألاّ نتهم النيات
·    حينما يدعي كل طرف أنه المصلح
·    معايير اختيار رئيس الجمهورية
·    خاتمة

* خلق الله الأرض وأرسل الرسل لإصلاحها وأمرهم أن يقضوا على الفساد
....
ولا تعثوا في الأرض مفسدين
....
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين
على مر القرون تلك وظيفة الأنبياء والصالحين فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض
وهذه وظيفة الأنبياء والمؤمنين من بعدهم إلى قيام الساعة
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك

* وحتى لا نكون من الخاذلين لأهل الحق لا بد لنا من عدة مفاهيم قرآنية
1- وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ . إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ. قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ سورة ص : آية 21

والسؤال هنا لماذا استغفر سيدنا داود ربه وخر راكعا وأناب ؟
قال علماء التفسير لأنه تأثر بكلام طرف واحد وأصدر الحكم قبل الاستماع إلى الطرف الثاني
ويقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قالإذا جاءك الرجل وقد فقئت عينه فلا تحكم له فلعل الآخر قد فقئت عيناه
فليس من العدل أن تستمع الى الاتهامات مرات ومرات ثم تكون صورة ذهنية تمنعك من الاستماع إلى الطرف الآخر وقد أصدرت عليه حكما مقدما

2-ومفهوم آخر نحتاج إليه في خاصة في هذه الظروف الحرجة التي نمر بها ، نفهمه من قول الله تعالى
وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا
لا ينبغي للعاقل أن يكون آلة تسجيل يردد كل ما يستمع إليه وإنما ينبغي أن نفكر ونستنبط ونعرض ما نستمع إليه على العقل لأن دليل الاتهام قد يكون هو في ذاته دليل البراءة ، فها هو القميص المقطوع الذي كان دليل اتهام أصبح ذاته دليل براءة (وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدفت وهو من الكاذبين ، وإن كان قميصه قد من دبر فصدقت وهو من الكاذبين
وكثيرا من الأحداث السياسية اليوم ينطبق عليها نفس الكلام  لو أعملنا فيها العقل لوجدنا أن دليل الاتهام هو ذاته دليل البراءة
وللقرآن الكريم تعبير رائع في هذا المعنى حيث يقول الله تعالى (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)  وكأن الإنسان هنا يتلقى الكلام بلسانه لا بأذنيه كناية عن سرعة ترديد الكلام بلا وعي
3- ومفهوم قرآني آخر ينبغي أن نلفت الأنظار إليه وهو أن الذي يتهم الناس في نياتهم هم المنافقون وينبغي علينا أن نعمل الناس بالظاهر والله يتولى السرائر قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات هذا أيضا من صفات المنافقين . قال قتادة : يلمزون يعيبون . قال : وذلك أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله ، وكان ماله ثمانية آلاف فتصدق منها بأربعة آلاف . فقال قوم : ما أعظم رياءه ; فأنزل الله : الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات . وجاء رجل من الأنصار بنصف صبرة من تمره فقالوا : ما أغنى الله عن هذا ; فأنزل الله عز وجل والذين لا يجدون إلا جهدهم الآية .
ذلك أن هجوما شرسا وتشويها عظيما يتم على أساس اتهام النوايا دون أن يكون على أرض الواقع ممارسات تستحق كل هذا الهجوم
بل إن الله أمرنا أن نحسن الظن بالمؤمنين حيث قال )لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين )
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم
* ماذا لو ادعى كل طرف أنه صاحب مصلحة الوطن وأن الطرف الآخر هو الذي يفسد
وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون
وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك
وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد
وليس كل كلام يعجبك فهو صحيح
ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام
في هذه الحالة يلفت القرآن النظر إلى أمرين
انظر إلى تاريخ من يتحدث ويعجبك قوله
وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد
شتان بين من كان تاريخه جهاد وتضحية وبين من كان تاريخه فساد وإفساد في الأرض
ثم انظر إلى الصفات الشخصية لمن يتحدث ويعجبك كلامه
وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد
ومن ثم فإن المعايير التي ينبغي أن نختار على أساسها رئيس الجمهورية
-التاريخ..لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا
-
الصفات الشخصية(وآتيتاه الحكمة وفصل الخطاب(
-
المؤهلات العلمية(قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)
-البرنامج المؤسسي (لا تزال طائفة)
الخاتمة
مسئولية التغيير مسئوليتنا جميعا وليست مهمة الحاكم بمفرده أو حزب دون حزب فهذا ذو القرنين يعلم الناس أنهم لا بد أن يتعاونوا جميعا معه في إزالة الفساد والقضاء على المفسدين
قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا
فهذا ذو القرنين لما عرضوا عليه المال قال : لست أحتاج إليه ، وإنما أحتاج إليكم فأعينوني بقوة ، أي اخدموا بأنفسكم معي ، فإن الأموال عندي والرجال عندكم
قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة
وهذا هو موسى يقول لقومه استعينوا بالله واصبروا
فقالوا له (قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا) وكأن التاريخ يعيد نفسه وكأنهم يقولون جئتنا ولم تفعل لنا شيئا فرد عليهم بما يفيد أن مسئولية التغيير عليهم جميعا
قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون

وأخيرا فقد وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالاستخلاف والتمكين
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون
وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرنجكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد

This entry was posted on الجمعة، 4 مايو 2012 at 11:58 ص and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 ممكن رأيك لو سمحت

إرسال تعليق