عصفور

Posted by حسام خليل in

كان صدى كلمات ورقة بن نوفل يتردد فى الكون الساكن حين قطعتها طرقات عنيفة على الباب تكاد تذهب بسمعى فقلت لعله صاحب حاجة أو ملهوف يريد مساعدة فهرولت مسرعاً لكى أفتح الباب فإذ هم (زوار الفجر) فدخل وصال وجال وكأنه بطل عين جالوت ، وفتش كما أراد ولم يراعى حرمة البيوت ولما سألته لماذا كل هذا ؟ ما رد علىّ جواباً بل طلب منى أن أذهب معه وأخذ معى بعض كتبى وكأن الكتب ما استطاعت أن تفارقنى وسارت بنا السيارة مسرعة كسرعة الأفكار فى خاطرى ، فصورة أبنائى وهم يرفعون أيديهم إلى السماء تشكوا إلى الله ظلم العباد وهى تردد حسبنا الله ونعم الوكيل فزادتنى فرحاً بجيل النصر المنشود المرتبط برب السماء وصورة طفلى الصغير وهو يبكى شوقاً إلىّ ، فقلت له لا تبك يا صغيرى فأبوك لم يكن يوماً إلا داعياً للخير يساعد فى بناء وطنه بكل ما يستطيع وسوف يكون بكاءك يا صغيرى لعنة على من ظلمونا ، وصورة الشيخ المجدد وأسمعه يقول سيروا على بركة الله وأرى فى عينيه إشفاقاً علينا من طول الطريق ومتاعبه وما تنبهت إلا على صوت الباب وهو يغلق علينا فتذكرت ساعتها قولة ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولنا من بعده (ما من نبى جاء بمثل ما جئت به إلا أوذى وأخرج) فحمدت الله أننا على نفس طريق رسول الله نسير .
شعبان عويس
مدير مدرسة

This entry was posted on الاثنين، 18 مايو 2009 at 7:30 ص and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 ممكن رأيك لو سمحت

إرسال تعليق