امسك حرامي

Posted by حسام خليل in




إن النظم الديمقراطية المحترمة الواثقة من شرعيتها وشعبيتها تنافس القوى السياسية المختلفة معها منافسة شريفة لكسب الرأى العام، والإرادة الشعبية، وتنزل على نتائج الانتخابات الشفافة النزيهة، احتراما لإرادة الجماهير واختياراتها، أما النظم الديكتاتورية الفاقدة للشرعية والشعبية فإنها تعتمد على الإرهاب البوليسى وتزوير إرادة الناس واغتصاب السلطة بغير حق .

ونظامنا السياسى – للأسف الشديد – من النوع الثانى، الذى ما فتئ يزور الانتخابات على كل المستويات الطلابية والنقابية ونوادى أعضاء هيئة التدريس، والمحليات ومجلس الشورى وأخيرا انتخابات مجلس الشعب، وفى كل مرة يزعم هذا النظام أن هذه المرة لن تكون مزورة كسابقاتها، ولكن ستكون نزيهة حرة، ولكن هيهات، فكيف لنظام فاسد مستبد أن يفى بوعده، أو يحترم إرادة شعبه .

ولقد بدأ النظام تزويره لانتخابات مجلس الشعب القادمة فى 28/11/2010م مبكرا حيث تم القبض على ما يقرب من ألف فرد من الإخوان المسلمين ومناصريهم منذ إعلان جماعة الإخوان المسلمين عن مشاركتها فى هذه الانتخابات، وهاجم ما يقرب من مائة مؤسسة اقتصادية يمتلكها أفراد من الإخوان المسلمين، وصادر أموالهم وبضائعهم وأجهزتهم منها .

ومع مرور الوقت أسفر النظام عن نيته المبيتة فى التزوير والتضييق على مرشحى الجماعة فشطب العشرات من قوائم المرشحين منهم ستة من أعضاء مجلس الشعب الحالى، وبعد حصولهم على أحكام قضائية واجبة النفاذ، وصدور قرار من اللجنة العليا للانتخابات بإعادتهم إلى جداول المرشحين رفضت مديريات الأمن تنفيذها جميعا ، وقامت الأجهزة الأمنية بتمزيق لافتات الدعاية لمرشحى الإخوان المسلمين ومنع المؤتمرات الانتخابية، ومحاصرة الجولات والمسيرات والعدوان بالضرب على السائرين فيها وإطلاق القنابل المسيلة للدموع عليهم وإطلاق الرصاص فوق رءوس المواطنين لإرهابهم، واعتقال من يمكن اختطافه منهم، وللأسف تتجاوب بعض النيابات مع الأمن فتحكم بحبسهم لمدد تتجاوز موعد إجراء الانتخابات، وقد تم حبس المئات بالفعل حتى الآن .

إن الترشيح والانتخاب حقان دستوريان لكل مواطن استوفى الشروط لذلك وكل المسئولين الكبار أقسموا يمينا بالله أن يحترموا الدستور والقانون، وهاهم أولاء ينقضون هذه الأيمان ويعتدون على الدستور والقانون وحقوق الشعب ويغتصبون السلطة ويفسدون فى الأرض، الأمر الذى أدى إلى مقت الشعب لهم وحصول احتقان شعبى غير مسبوق، خصوصا وأن الأحوال العامة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية والتعليمية، ومكانة مصر على كل المستويات الإقليمية والدولية تتدهور يوما بعد يوم، والتبعية المهينة لهيمنة الإدارة الأمريكية والصهاينة تزداد ازديادا مطردا، مما جعل صبر الناس يوشك على النفاد واحتقانهم يوشك على الانفجار، مع ازدياد البطش الأمنى والإرهاب الحكومى باقتراب موعد الانتخابات .

لذلك فإننا نحذر بشدة – وبمنتهى الإخلاص والحب لمصر وشعبها – من التداعيات الخطيرة لهذا الموقف وهذه الأعمال غير المسئولة خشية إراقة دماء فى الشارع مثلما حدث فى المرحلة الثالثة من انتخابات 2005م، حيث قتل أربعة عشر (14) مواطنا مصريا ولم تحرك النيابة العامة دعوة واحدة ضد القاتل المجهول، فعلى كل مسئول أن يتدخل فورا لإلجام هذا الظلم ومنع البطش بالشعب إن كان يخاف على مستقبل هذا البلد .

ونذكر بما حذر منه الإمام الشهيد حسن البنا منذ أكثر من سبتين عاما حين قال : "وأما الثورة فلا يفكّر الإخوان المسلمون بها، وإن كانوا يُصارحون الحكومة بأن الحال إذا بقيت على هذا المنوال فستقوم ثورة، ليست من صنع الإخوان المسلمين، ولكن من مقتضيات الظروف."

ودعوتنا للشعب أن يصر على التمسك بحقوقه وأداء واجبه بالطرق السلمية حتى يتجدد الأمل فى إنقاذ هذا البلد مما هو فيه ومما يراد له، ولن يضيع حق وراءه مطالب .

ونحن الإخوان المسلمين لن يثنينا هذا العدوان عن طريقنا ولن يفت فى عضدنا ولن يدفعنا إلى النكوص أو التقاعس، وسنظل مع شعبنا المصرى المخلص الأمين لاستعادة حقوقه وحرياته وتحقيق نهضته المنشودة واستعادة مكانته المرموقة بين أمم الأرض – بإذن الله – (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

والله أكبر ولله الحمد

الإخوان المسلمون

القاهرة فى : 14 من ذى الحجة 1431هـ

20 من نوفمــبر 2010م

This entry was posted on السبت، 20 نوفمبر 2010 at 12:39 ص and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 ممكن رأيك لو سمحت

إرسال تعليق