شوهني......شكرا

Posted by حسام خليل in ,


(لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها)، اسمح لي أيها القارئ الحبيب أن أذهب بهذا المثل العظيم الذي يدعو إلى التضحية والفداء والثبات على الحق ، إلى معنى آخر يناسب واقعا نحياه اليوم ونراه ، وهو أن من مات ضميره لا يهتم ولا يلتفت إلى انتقادات من حوله بل ربما وصل به الأمر أن يتباهى بفساده وفشله مصرا على موقفه مستمرا في غيه غير عابئ بنصح ناصح و غير مبال بأي خطرٍ قادم .

وبهذا يصبح لهذا المثل معنيان متضادان أحدهما إيجابي وآخر سلبي ، بغض النظر عن قائلة هذه الكلمة العظيمة التي صارت مثلا وعن الموقف الذي من أجله ضرب المثل ، تماما كحديث (إن لم تستح فاصنع ما شئت) فإن له معنيين متقابلين فهو يقال حثا للورعين إذا ما استفتوا قلوبهم أن يقدموا على فعل ما أرادوا ، ويقال أيضا لمن ماتت ضمائرهم فرفع عنهم خلق الحياء فأصبحوا لا يتورعون عن فعل القبائح غير مبالين.

فالطالب الفاشل الذي برع وتعمق في الفشل يصل به الحد إلى أن يتباهى بفشله ويجمع حوله الفاشلين ويتحول الفشل في نظرهم إلى نجاح ويصبح الفشل هو الأصل ويمسي النجاح والاجتهاد منقصة وعيب ومذلة ومن ثم يحتقرون الناجحين المجتهدين ويعادونهم ويسخرون منهم ولسان حالهم يقول (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)

وفي هذه الأيام الساخنة التي تستعد فيها جميع القوى السياسية لانتخابات مجلس الشعب ، لا تعجب إذا رأيت أجهزة الإعلام الحكومي تقول في الحزب الوطني ما قاله مالك في الخمر ، من خلال برامجها وأفلامها ثم تتبع ذلك بتشويه الآخر أيا كان اتجاهه ومذهبه ، ذلك أن الإعلام الحكومي وعى مؤخرا أن من ينتقد الحكومة والحزب الحاكم يكسب مصداقية عند الناس ، فإذا ما اكتسب هذه المصداقية فليصب إذا في أذهان الناس ما شاء من تشويه وتعمية وإفك وتضليل ، حتى إذا ما نادى المنادي وقال عن المعارضين المصلحين (إن هؤلاء لشرذة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون ) اقتنع السذج من الناس ورددوا ما قال المنادي بغير وعي .


ومن هنا فإن الحكومة تعطي الضوء الأخضر للمذيعين والمخرجين أن ينتقدوها بشدة شريطة أن يتبعوا ذلك بتشويه المعارضة تحت شعار (شوهني.....شكرا) فحينما ترى في قناة مصرية قومية فيلما أو برنامجا ينتقد الحكومة وحزبها فلا تعجب واستعد لسماع تشويه صورة المعارضة وعلى رأسها طبعا جماعة الإخوان المسلمين .

وذلك ما حدث على سبيل المثال لا الحصر في برنامج (مصر انهارده) حين استضاف الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع يوم الاثنين الموافق 22 / 11 / 2010 وكأنك تشاهد سيناريو لمشهد من تمثيلية أعد مسبقا فبعدما تحدث الدكتور رفعت عن سيناريو الحزب الوطني في الانتخابات وقال في الحزب ما قال وتحدث عن التدهور في كافة مجالات الحياة ، وصف الإخوان المسلمين بأنهم كالجنائي المسجون الذي يجرح نفسه ويصرخ إذا اقترب الضابط منه ، وادعى أنهم تحالفوا مع الحزب الوطني فى انتخابات مجلس الشعب 2005.


وفي فيلم بعنوان (الثلاثة يشتغلونها) حدث نفس السيناريو (شوهني شكرا) وقام المخرج مشكورا بتشويه الحزب الوطني ثم بتشويه الدعاة والقنوات الفضائية والمحجبات بطريقة كوميدية مرحة بحيث يخرج المشاهد بعد مشاهدة الفيلم مقتنعا أنه لا شئ صحيح فتصيبه حالة من الإحباط ومن ثم يستسلم للأمر الواقع على أنه أفضل الخيارات المطروحة.

وفي هذا الإطار لا يستحي الحزب الوطني الديمقراطي من ترشيح رموز الفساد المعروفين لدى الجماهير بفسادهم ما دام لهم نفوذ ، ولا يستحي كذلك من خرق جميع القوانين المنظمة للعملية الانتخابية ، فتراه يستغل المصالح الحكومية ودور العبادة عيانا بيانا في الدعاية الانتخابية في حين يحظرها على الإخوان المسلمين الذين لو خرجوا في مسيرة أحاطت بهم مصفحات الأمن من كل جانب ، والسبب في ذلك قول الشاعر
حلال على بلابله الدوح .........حرام على الطير من كل جنس

This entry was posted on الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010 at 4:15 م and is filed under , . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

5 ممكن رأيك لو سمحت

غير معرف  

لا فوض فوك

24 نوفمبر 2010 في 1:53 ص
شاعر سبيل  

شكرا أخي على زيارتك وتعليقك

24 نوفمبر 2010 في 6:50 ص
أزال المؤلف هذا التعليق.
24 نوفمبر 2010 في 7:16 ص

حسبنا الله ونعم الوكيل
وجزاك الله خيرا استاذنا الفاضل

24 نوفمبر 2010 في 7:22 ص
شاعر سبيل  

Al-Aqsa Mosque
كم أسعدني مرورك
انتظرني

24 نوفمبر 2010 في 11:43 م

إرسال تعليق