ولأننا كشعب حديثي عهد بالسياسة لم نكتشف بعد أن كل ما يحدث في عالم الغش التجاري يحدث مثله تماما في عالم السياسة
ومهما حاول الرسامون أن يخرجوا صورة طبق الأصل مستخدمين في ذلك كل ما أوتوا من إمكانيات فنية لخلق أجواء يضفونها على الصورة لتصبح أصلا فلن يفلحوا ، ستظل للأصل قدسيته التي لا تقلّد وللجوهر بريقه الذي لا يُغش وللخبراء لمستهم التي لا تخطئ وللحكماء فراستهم التي لا تضل
وما الجريمة البشعة التي تتم في حق الشعب المصري وبدأت أحداثها يوم السبت الموافق 19 / 11 إلا محاولة لاصطناع ثورة تضاهي ثورة 25 يناير العظيمة بقدسيتها وروحانياتها وأجوائها وأرجائها ، ولكن مهما حاول المغرضون تحضير وتحريض واستدراج أطراف وعناصر تكوين الثورة في هذا التوقيت المريب ونحن على أعتاب الطريق الديمقراطي الصحيح فلن يستطيعوا ، تماما كالكيميائي الذي يحاول تحضير الماء من مكوناته الأساسية المعروفة فبالرغم من أن مكونات الماء معروفة وفي المتناول ولكن يعجز البشر ولو اجتمعوا عن تحضير قطرة ماء
(إن الذي يحدث إنما هو “إجرام في إجرام”، ينبئ عن رغبة دفينة في محاولة استدراج المخلصين في كل مكان لسحقهم وإشاعة الفوضى وإثارة الرعب لدى جموع الشعب بغية التهرب من الاستحقاقات الديمقراطية، ويثبت أن هناك أطراف عديدة ليس لديها مانع من إحراق البلاد وقتل الشباب من أجل إدخال الشعب بيت الطاعة من جديد، حيث الاستبداد والفساد والاستعباد وهؤلاء جميعا واهمون، فالشعب الذي أنتج ثورة رائعة في يناير الماضي قادر على إعادة إنتاجها من جديد ولن يفرط في حقه في السيادة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية مهما كانت التضحيات।)
وهكذا يحاول الغش السياسي أن يخدعنا بتصنيع ثورة ليوهم الناس أنها امتداد لثورة 25 يناير وهي في الحقيقة محاولة لإجهاضها وتشويه صورتها ومنعها من تحقيق أهدافها خاصة في هذا التوقيت الحساس لصرف الشعب عن الانتخابات التي هي الطريق السلمي الديمقراطي الوحيد الآمن الذي يحقق كل أهداف ثورة 25 يناير العظيمة ويعبر بمصر الى بر الأمان ، وأي طريق سواه من شأنه أن يؤدي إلى فوضى عارمة لا يعلم مداها إلا الله
ان نتيجة الديمقراطية لم تعجب أصحاب المؤامرة الذين حاولوا بكل ألوان الغش السياسي أن يفوزا في الانتخابات من خلال الدعاية المغرضة باستخدام الفضائيات الخاصة تارة بالتخويف والترهيب من المنتج الناجح وتارة بالتشويه والتشويش والتعتيم وتارة بطرح منتجات تتشابه في أسمائها مع المنتج الأصلي أو منتجات تتشابه في الشكل بل تتفوق أحيانا على المنتج الأصلي من حيث الشكل والظاهر مع اختلاف الاسم أو منتجات مطبوع عليها اسم المنتج الأصلي وعلامته التجارية زورا وبهتانا وتدليسا من أجل سرقة العملاء وجذبهم بعيدا عن المنتج الأصلي
فتحت نيابة تورينو بشمال ايطاليا تحقيقا بتهمة الغش التجاري بحق مدير شركة مستحضرات تجميل سويسرية بايطاليا بعد ان استغلت الشركة ازالة رونالدو نجم كرة القدم البرازيلي السابق لشعر رأسه على انها «صلعة» طبيعية للترويج لمنتج ادعت انه يعيد نمو الشعر المتساقط.
وذكرت مجلة «لوبوان» الفرنسية ان نيابة تورينو اتهمت شركة «لابو كوسبروفر» السويسرية بالغش التجاري بعد ان اوهمت المستهلكين بأن نمو شعر رونالدو بشكل غزير نتج عن استخدامه لمنتج الشركة «كريسينا». وكان «كريسينا» قد حظي بإقبال كبير من الايطاليين الذين خدعوا بغزارة شعر رونالدو الى حد ان العبوة الواحدة منه قد وصل سعرها في المتاجر والصيدليات الايطالية الى 300 يورو.
ورحم الله من قال (