شيخ سلفي : أسباب اختيار حزب الحرية والعدالة في هذه المرحلة

Posted by حسام خليل in


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

أسباب اختيار حزب الحرية والعدالة في هذه المرحلة

كتبت في مقالة سابقة أن حزب الحرية والعدالة أقرب إلى حسن إدارة هذه المرحلة ، وأنه أولى بالاختيار من حزب النور .

وهنا ينبغي التنبيه حتى لا يفهم الكلام خطأ :

المسألة التي أمامنا هي الترجيح بين خيارين ، أيهما أولى في هذه المرحلة ؟

ولا يعني اختيار حزب الحرية والعدالة أنني أوافقه على كل ما يفعل ، أو أن كل تصرفاته صيحيحة ، ولا يعني ذلك أن حزب النور كل تصرفاته خطأ .

فالخطأ والصواب من طبيعة البشر ، والاختيار هنا للأكثر صوابا في هذه المرحلة .

ولا يعني ذلك أن الأمر سيكون كذلك في كل وقت ، بل كل وقت له اخياراته ، وله رجاله .

وفي هذه المقالة أذكر بعض النقاط التي تبين أن حزب الحرية والعدالة في الجملة هو الأقوى ، وهو الأولى في هذه المرحلة :

1- حزب الحرية والعدالة له من الخبرة السياسية ما لا يمكن أن يقارن به حزب النور .

2- الأفراد الذين اختارهم حزب الحرية والعدالة لترشيحهم في المجلس هم غالبا نواب سابقون. أي أن الخبرة العملية والممارسة متوفرة ، بخلاف حزب النور .

والمرحلة التي تمر بها البلاد الآن ليست مرحلة تجارب ومغامرات وتدريب ، فلا نخاطر بمستقبل البلاد من أجل تدريب إخواننا السلفيين على العمل السياسي والبرلماني .

3- من لم يكن من مرشحي الحرية والعدالة من النواب السابقين ، فهم في الغالب أصحاب كفاءات جيدة ، بخلاف حزب النور . والحديث هنا على الأقل عن دائرتي التي أعرف المرشحين بها أو قرأت سيرتهم الذاتية أو سمعت عنهم .

4- جماعة الإخوان هي بلا شك أكبر جماعة إسلامية ، من حيث عدد الأفراد ، ومن حيث الإمكانيات . وذلك يتيح لها تعدد القيادات والكوادر وأصحاب الكفاءات . ويتيح لها أيضا من الموارد المالية ما لا يوجد عند غيرها . وذلك سيساعد أعضاء مجلس الشعب المنتمين إليها على أداء مهمتهم ، والفرق شاسع جدا بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة من هذه الجهة .

5- حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان أكثر تنظيماً وأحسن إدارةً من حزب النور والسلفيين عموماً ، الذين لم يحسنوا تنظيم عملهم الدعوي على مدار عقود مضت ، ولم يحسنوا تنظيم عملهم السياسي من خلال حزب النور .

6- حزب الحرية والعدالة له رؤية واضحة ومحددة ، بخلاف حزب النور الذي لا يجمع أعضاءه إلا الاسم فقط ، أما الرؤية فلكلٍّ رؤيته الخاصة به .

وظهر ذلك جليا في كثرة الاضطراب والاختلاف في التصريحات السلفية ثم كثرة التراجعات .

7- حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان أقدر على إدارة البلاد وإنجاح العملية الاقتصادية من حزب النور السلفي . فللإخوان مشاريعهم الاقتصادية العملاقة الناجحة .

والعملية الاقتصادية هامة جدا من هذه المرحلة الخطرة التي تمر بها البلاد .

8- الإخوان أوسع صدرا من السلفيين لاستيعاب المخالف ولعقد تحالفات ، وهذا تحتاجه البلاد وبشدة في هذه المرحلة التي كثرت فيها الانقسامات والخلافات بين طوائف الشعب مما يؤدي إلى تقهقر الأوضاع ، والرجوع إلى الخلف وضياع الثورة .

ونحن - أعني الشعب المصري - نحتاج في هذه المرحلة إلى من يجمع طوائف الشعب على عمل نافع للبلاد ، من غير استفزاز أو كراهية أو عداوة .

نريد عملا مشتركا لمصلحة البلاد يجمع كل طوائف المجتمع : الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين والمسيحيين ....

حتى نتجاوز هذه النقطة التي وقفنا عندها ، منذ عدة شهور ولم تتقدم خطوة للأمام .

بينما سبقنا إخواننا في تونس ، ثم سبقنا إخواننا في ليبيا ، ونحن (محلك سِرّ) .

9- تصريحات الإخوان الإعلامية تقدر المرحلة التي تمر بها البلاد ، فتكون بعيدة إلى حد كبير عن التهييج وإثارة عداوة طوائف من الشعب كنا نستطيع أن نجعلها في صفنا .

أما تصريحات السلفيين فهي مخيفة لبعض الطوائف ، ومثيرة إلى درجة كبيرة ، مما يجعل الوضع دائما في حالة غليان أو ترقب ، وهذا ينافي الاستقرار الذي نريد .

وقد ذكر بعض المحللين أن الأحداث الدامية التي شهدها شارع محمد محمود ، ثم الأحداث الجارية الآن عند مجلس الوزراء هي أحداث مفتعلة ، تريد عرقلة إتمام العملية الانتخابية ، بسبب الصعود الكبير للسلفيين ، والذي يخيف طوائف من المجمتع ، بسبب تصريحاتهم .

10- قد يحصل ما يريده الشعب ويتم تشكيل الحكومة القادمة عن طريق مجلس الشعب (حزب الأغلبية) وإذا حدث ذلك فحزب الحرية والعدالة هو الأقدر على تشكيل الحكومة وعقد تحالفات .

فلهذه الأسباب يظهر لي أن حزب الحرية والعدالة هو الأولى في هذه المرحلة من حزب النور .

والله تعالى الموفق ، ونسأل الله تعالى أن يلهنا رشدنا ، وأن يوفقنا لطاعته .

كتبه : سامح عباس الغنيمي .

الاثنين : من محرم 1433 هـ ، الموافق : 19 من ديسمبر 2011 م .


This entry was posted on الأربعاء، 28 ديسمبر 2011 at 10:58 ص and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 ممكن رأيك لو سمحت

إرسال تعليق