جلست والخوف بعينـيّ
تستلهـم وحيـا غيبيـا
فنظرت إليها في شغـفٍ
أستجدي غيثـا مرضيـا
فتحت عينيهـا غاضبـةً
تتلـو دستـورا مطهيـا
صرخت أشتاتا وارتعـدت
تتلقـى هـولا مأتـيـا
ألقـت فنجانـي قائـلـةً
مسكينـةُ يـا أمَّ الدنيـا
بحياتك يا مصر انكشفت
أسـرارٌ كانـت مخفيـة
مغزاهـا أخطـارٌ كبـرى
ليظـل جبينـك محنيـا
من حاول مسّ أظافرهـا
فسيلقـى حتفـا مقضيـا
سيظل ضميرك محظـورا
يستصرخ شعبـا ملهيـا
لن يرفع رأسا بعد اليـو
م يشـم نسبـم الحريـة
فلقد هبت ريح تُدعـى
:تعـديـلاتٌ دستـوريـة
لا تُبقي الفاعل مرفوعـا
وتجـر الفعـل المبنيـا
وتحيل ضميـرا مستتـرا
لضميرٍ مات ولـن يحيـا
وتهـدُّ البيـت بأكملـهِ
لتضيف جمـالا حسنيـا
وتبيع مقاعـد مجلسهـا
عنـد الأبـواب الخلفيـة
فجمال الصفقة لا يُغـري
كل الأحـزاب المصريـة
لن يحنـيَ حـرٌّ جبهتـهُ
لتمـرَّ ريـاحٌ غربـيـة
تستبعد إشراف القاضـي
بنصوصٍ ليست شرعيـة
وتثير عواصفهـا رعـدا
يُقصي الأحرار سياسيـا
لا تقبل منهـم ترشيحـا
إلاّ بقـوائـم نسـبـيـة
والحزب الرافض تلبسـهُ
ثوب الأحـزاب الدينيـة
ليصير نشاطا محظـورا
بالأغـلال التشريعـيـة
ويظلُّ حبيسا من نـادى
بشريعتنـا الإسلامـيـة
حتّى لـو كـان الإسـلامُ
دينـا للدولـة رسمـيـا
ويصير الشاطر محبوسا
خلف القضبـان الأمنيـة
ليظـلَّ السائـق منفـردا
يفدي بدمانـا الكرسـيَّا
فجمالك يا وطنـي يبـدو
في توريـث الجمهوريـة
والشعب المصريُّ المحظو
ر يسافر في كـل الدنيـا
لتعيش وحيدا يا ولـدي
فـي ظـل الديمقراطيـة
لكن يا مصر هنالك مـن
يتلـو دستـورا علويـا
يستنهض في جلَدٍ شعبـا
سيعـود قويـا مهـديـا
والحـق ستعلـو رايتُـهُ
ويزول الباطـل مخزيـا