يارب والأقصى يهدّم
ماذا عســــــــانا أن نقدِّم
مـــــسرى النبي محمدٍّ
بمعاول التخريب يُهدم
القدس أولى القبلتيـ
ــن بقبضة الأشرا ر تألم
الحفر والتجريف ظلـ
ــمٌ بيد أنّ الصمت أظلم
أنصتّ أســـمعُ صيحةً
للجيش إذ بالجيش أبكم
أســـــدٌ عليّ وكلما
دوى نفير الحرب أحجم
بالأمس صادر لقمتي
حريتي ، ما زال يظلم
ومضى يرقّع بالهوى
دســـــتورنا ليظلّ يحكم
وكأن شيئا لم يكن
فأمانة الزعماء مغنم
القدس أمر ٌ هينٌ
ومراســـــم التوريث أقيم
أنا لا أبالي بالأذى
إن كان في نفــسي سأكظم
لكن إذا انتهك الأفا
عي حرمة البيت المحرم
والصمت ينهش قادتي
وكرامتي فالموت أكرم
من لم يزُد عن قدسهِ
بســــلاحه البتّار يأثم
من لم يحرك ساكنا
في نصرة الإسلام أجرم
من ظنّ أنّ سلامةً
في الذلّ للأعداء يندم
إنّ الذي يرجو المنيـّ
ــةَ في سبيل الله يسلم
إن عاش عاش بعزةٍ
لا ينحني ذلاًّ فيُهزَم
أو مات يحيا خالداً
في جنة الفردوس ينعم
بل إنهم صاروا عرا
ئس واليهود يد التحكم
طوعا تحركهم يميـ
نا أو يسارا حيث ترسم
ولســــانها أصـــــواتهم
في مسرح الأحداث يُلهم
حتى إذا نطق العرا
ئس لست تدري من تكلّم؟
فالخيل خيلي والعدا
فرسان ذا الخيل الملجم
ملك العدو زمامها
ولقد رأت صدام يُعدَم
لكن تصول بأرضنا
وعلى خطى الأحرار تهجم
وتجول تفتك بالذي
يخشاه فارسها الملثم
تعدو تثير الخزي نقـــ
عا خانقاً بالذل مرغم
إني عرفت صهيلها
نارا على علمٍ ملَغّم
ما خان حافرُها الذي
يهدي خطى البطش المنظّم
تجني على الشرفاء في
أوطانهم واللص يسلم
بالسجن والإرهاب والتـــــ
رويع والتشويه تظلم
بالقهر تقتحم المنا
زل عنوةً والليل مظلم
والطفل يصرخ : ما جرى؟
أم أنني ما زلت أحلم
لم هذه القوات تد
خل بيتنا والهول حوم
لم حاصرونا بالســـلا
ح كأننا أبناء مجرم
لم كبلوك وأين تذ
هب تاركا أمي وهيثم
قل يا أبي ماذا جنيــ
ـــت فإنني ما عدت أفهم
فلقد علمتك خاشـــــــعا
متبتلا تخشـــى جهـــنم
ولكم رأيتك ســــــــاجدا
باللــــيل والآنـــــام نوّم
واليوم نمتُ وأنت تتــ
ــلو قائما طه ومريم
وفزعت من نومي على
أصداء أصــــواتٍ تدمدم
دكّت أثاث البيـــــت فو
ر دخولها حتى تحطم
وأخي يطل بدهشــــــةٍ
هل من أبي الحاني سأحرم ؟
ضمته أمـــــي لهــــفةً
في حضنها الصافي المتيم
ولســــــانها رطب يفو
ح بقولها يارب ســلّم
وتقــــــول إن أباك في
حفظ الذي يُسـقي ويٌطعم
قم وافتخر بأبيك وار
فع راية الإســـــلام تغنم
فأبوك صار اليوم في
عيني وعين الناس أعظم
أقبل تعلـــــم من أبيـ
ــك الصبر يا ولدي وعلّم
وانشر ضياءك مشرقا
من يعتصم بالله يُـــعصَم
ومشــت تداري حزنها
في قلبها عنا وتكتـــم
وتعــــــاند العبرات في
جلدٍ وتصطنع التبســـــم
وأبــــي يقـــول بنظرةٍ
يعلو محيّاها التهكّـــــــم
يا أيها الجند الذيـــــ
ــن تتابعوا خلف المقدم
إن اليهود بأرضـــــــنا
يســـتأســــدون فأين كنتم
أولى بكم أن ترهبـو
هم إنما الإرهاب أنتـم
قد أوقدوا نارا لحر
ب بلادنا بالغدر تُضرَم
في كل يوم يسفكو
ن دماءنا والقتل يسأم
والمكر في سفك المزيـ
د من الدما يُقضى ويُبرَم
وبفضــــل معتقلاتــــــكم
يقوى العدا والكيد يُدعَم
فالشمـــــس لو حُجِبَت يطو
ل الليل آجالا ويهرم
ويموج بالأشـــــباح إن
ظلت غيوم الشمس تُسهم
يا أيها الأبطــال من
أجل العٍِدا طبتم ودمــــتم
فلتتـــركونا دونـــــــــــكم
نحمي حمى الأقصى المعظم
عد يا أبي فالبيت أضـ
ـحى مظلما والحزن خيّم
والفـــرح ولّــى هاربا
وكأنما في البيت مأتم
إني أذوب مـــــــــرارةً
أســفا على مجد تهشم
كنا هــــداة العالمـــــيــ
ــن إلى الحضارة والتقدم
والعدل كان شعارنا
نحميه بالجيش العرمرم
كنّا أسودا في الورى
نقضي على الطاغي ونهزم
وإذا استجار الجائرو
ن فإننا نعفو ونرحم
جيشي يزود مدافعا
عن مسلمٍ أو غير مسلم
الكل يحيا تحت ظل
خلافتـــــي حرا مُكرَّم
وإذا اشتكى عضو تدا
عى سائر الأعضاء يألم
يارب فاقبل مهجتي
أفدي بها الأقصى المعظم
وأقم لشـــرعك دولةً
يارب تردع كل مجرم
دستورها القرآن يهـــ
ــدي للتي في الخير أقوم
وجنودها رهبان ليــ
ـــل عدة النصر المحتّم
صبرا يهود البغي إنّـ
ــا لن نهون ولن نُسلّم
قســما ستعلو رايتي
خفاقـــة تهـــدي وترجم
وغداً يصلي جيشــنا
في المسجد الأقصى المحرم
يا أيها الحرس القديـ
ــم استيقظوا فالفجر أقدم
وبدا الضــــياء مبددا
ليل المفاســد والتشرذم
والصبح أســفر قائلا
ســنعود للأقصى وأقسم
وهناك يُجمع شملنا
في دولة بالحق تحكم
حسام خليل
حسام خليل
This entry was posted
on السبت، 27 يونيو 2009
at 2:26 ص
and is filed under
قصائد عمودية
. You can follow any responses to this entry through the
comments feed
.
