الابتلاء والمحن سنة من سنن الدعوات

Posted by حسام خليل in


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ما يحدث فى هذه الأيام لأبناء الدعوة من محن وإبتلاءات وحبس واعتقالات ومصادرة للأموال والشركات وحملات تشويه إعلامية لايعدو أن يكون محاولات يائسة لإقصاء الدعاة إلى الله والشرفاء المخلصين من أبناء هذا الوطن عن ساحة الإصلاح كى تبقى مرتعاً للفساد والمفسدين وإننا وإن كنا رافضين لهذا الظلم فإننا نعلم أن التدافع بين الحق والباطل سنة من سنن الله فى كونه ، ليميز الله الخبيث من الطيب .
ولكن على الرغم من كل ما يحدث فإننا على يقين بنصر الله لهذه الدعوة المباركة
يقول الله تبارك وتعالى : (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) (البقرة آية 214)
ويقول الله عزوجل (آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون) (العنكبوت 1،2)
ولنا فى قصة الصحابى الجليل خباب بن الأرت دروس وعبر فلقد جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم يشتكى حينما أشتد الإيذاء والتعذيب على المسلمين ، جاء وهو يتوسد بردة له فى ظل الكعبة فقال : يارسول الله (ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو لنا؟) فقال صلى الله عليه وسلم : (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له فى الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لايخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون) (رواه البخارى)
أراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يغرس فى نفوس أصحابه طبيعة الطريق وتكاليف النصر وعظم الأمانة التى عجزت عن حملها السماوات والأرض والجبال .
أراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يبين لأصحابه أن من أراد أن يحمل هم هذه الدعوة من أهل الحق فلابد أن يصبر على ما أصابه من إبتلاء فى سبيل الله سبحانه وتعالى .
سأل رجل الإمام الشافعى فقال : يا أبا عبد الله أيهما أفضل للرجل أن يمكن أو أن يبتلى فقال الإمام الشافعى : لايمكن حتى يبتلى فإن الله ابتلى نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلما صبروا مكنهم .
أيها الإخوان إن النصر قادم رغم المحن والإبتلاءات فلقد تعرضت دعوة الإخوان منذ 1948 وعلى مر السنين إلى المحن والاعتقالات والمطاردة والتنكيل والمحاكمات العسكرية ورغم ذلك خرجت من كل محنة أكثر صلابة وقوة وصموداً وثباتاً ، وازدادت الدعوة إنتشاراً فى ربوع الأرض وما زالت الجماعة شامخة بثبات وعزم وإرادة قوية تمضى فى طريقها الذى رسمته لنفسها مستمدة معالمه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
واسمع إلى قول الإمام الشهيد حسن البنا للإخوان فى مؤتمرهم الخامس :
(أيها الإخوان المسلمون وبخاصة المتحمسون المتعجلون منكم اسمعوها منى كلمة عالية داوية من فوق هذا المنبر فى مؤتمركم هذا الجامع . إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده ، ولست مخالفاً هذه الحدود التى اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول ، أجل قد تكون طريقاً طويلة ولكن ليس هناك غيرها .
إنما الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه فى ذلك بحال وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات ومن صبر معى حتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره فى ذلك على الله ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين (إما النصر أو السيادة وإما الشهادة والسعادة) .
إن هذه الدعوة المباركة التى غرسها الإمام الشهيد حسن البنا وتعهدها وأعطاها كل ما يملك من وقت وجهد وماله قد أرتوت بدمه وبدم كوكبة من الشهداء قبله وبعده فى فلسطين والقناة وفى السجون والمعتقلات وتحت سياط الجلادين وعلى أعواد المشانق ورغم كل ذلك فإنها نمت وترعرعت وامتدت جذورها فى أعماق أرض الوطن الإسلامى رغم كل تلك المحاولات للقضاء عليها ونحن على يقين أن النصر قادم لهذه الدعوة المباركة ليس لأنها دعوة الإخوان بل لأنها دعوة الله دعوة الإسلام الصحيح .
يقول الله تبارك وتعالى : (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) .
أيها الإخوان : إن التضحيات والآلام ضريبة لابد أن يدفعها الدعاة إلى الله فى كل عصر من عصور الدعوة وفى كل مصر من أمصار الأرض وإن الأنبياء جميعاً قد تعرضوا للمحن والإبتلاءات وهم أكرم الخلق على الله .
إن دعوة الإخوان التى هى دعوة الإسلام شجرة طيبة استعصى على الأعداء اقتلاعها من جذورها على مر السنين لأنها متجذرة فى المجتمع تنمو وتنتشر فى كل مكان فى العالم .
ومهما حاول المستبدون المتغطرسون القضاء عليها باءت محاولاتهم بالفشل وباء أصحابها بالإثم فى حين يسعد العاملون المخلصون بعظيم الأجر ويبقى لهذه الدعوة المباركة الخلود والتمكين والنصر
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم .
بقلم الأستاذ مصطفى عطية

This entry was posted on الجمعة، 24 يوليو 2009 at 7:38 م and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 ممكن رأيك لو سمحت

إرسال تعليق