من أجلك أنت

Posted by حسام خليل in



استطاع الحزب الوطني من خلال مؤتمره السنوي السادس تحت شعار "من أجلك أنت" ، أن يشد انتباه المصريين ويثير دهشتهم ويخرجهم قليلا من حالة البؤش والإحباط التي يعيشونها ، وذلك من خلال مشهد فكاهي رائع استطاع المخرج بحنكته والممثلون بخبرتهم أن يجعلوا المشاهدين لا يكفون عن الضحك والتعليقات الساخرة.


والمشهد ببساطة حين خرج الطالب فرحا مسرورا ممسكا بشهادته وهو يصيح بأعلى صوته الحمد لله نجحت وتفوقت ، ووقف زملاؤه من حوله يهنئونه ويقبلونه ويعانقونه وهو يعدهم بمزيد من التفوق في الأعوام القادمة ، ووقف الأساتذة من خلفه مندهشين متسائلين :


هل هذا الطالب الراسب لم يقرأ شهادته جيدا ؟ أم أنه لا يستطيع القراءة ؟ أم أنه يعلم في قرارة نفسه أنه راسب ولكنه يتعمد خداع الناس؟


هذا هو تماما ذلك الجدل الذي أثير حول المؤتمر وهذه هي نفس الأسئلة :


هل هؤلاء الناس لا يعيشون الواقع ؟ أم إنهم لا يستطيعون قراءة الواقع ؟ أم هو السؤال الثالث والحالة الثالثة والعياذ بالله ؟


وتعددت تفسيرات الناس لما يعود إليه الضمير (أنت) في شعار المؤتمر المثير جدا " من أجلك أنت " فمن قائل يقول لعله يعود على الرئيس مبارك وآخر يقول أن الضمير إنما يعود على السيد جمال مبارك.


ولكن قطعت جهيزة قول كل خطيب حينما تحدث السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى قائلا : "إن شعار المؤتمر "من أجلك أنت" قد تحقق لأن الحزب شخص المشاكل التى تهم المواطنين من طفل وفلاح وعامل وطالب وامرأة، وكل مكونات وشرائح المجتمع المصرى، ووضع الرؤى والأهداف للحكومة لحل هذه المشاكل فى أسرع وقت ممكن وإن رؤيتنا فى الحزب الوطنى لمشاكل المواطنين واضحة، والتزامنا بتحقيق ما ورد فى البرنامج الانتخابى للرئيس حسنى مبارك منذ أربع سنوات يجرى تنفيذه طبقاً لما هو مخطط له وأكثر وأن رفع مستوى المعيشة للمواطن المصرى خاصة محدودى الدخل ودفع جهود التنمية فى مقدمة اهتمامات وشواغل الرئيس مبارك زعيم الحزب".


لذا فقد أصبح مفهوما بما لا يدع مجالا للشك أن المقصود (والله أعلم) بالضمير" أنت" في الشعار إنما هو المواطن المصري وهذه بشرى أزفها من خلال هذا المقال المتواضع إلى كل مواطن مصري فأقول له : أبشر بطول سلامة يا مربعُ ، أبشر بمزيد مما أنت فيه فأنت المقصود لا غيرك يا بن الشعب


ولكي يظل هذا المفهوم صحيحا وجب علينا أن نتناسى الواقع وألا نقرأ الشهادة التي في يد الطالب ونكتفي بسماع الجعجعة ولا نبحث عن الطحن وأن نحذف البيت الثاني من هذين البيتين



زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً


أبشر بطول سلامة يا مربع


ورأيتُ نبلَك يا فرزدق قَصَّرت


ورأيتُ قوسَك ليس فيها منزع






يجب أن ننسى وأن نتناسى تراجع مستوى التعليم والجامعات المصرية على المستوى العالمى،ومدى قبول الشعب المصرى لتصدير الغاز لإسرائيل، وإخفاقات النظام المصرى فى الإقناع والحشد لتصعيد وزيره لمنصب مدير عام "اليونسكو"، والإضرابات المتوالية والملايين التى أهدرت فى الدعاية على تطوير السكة الحديد، دون طائل حقيقى غير المساس بسلامة المواطن المصرى، ودون تطوير حقيقى فى مهارات وقدرات العاملين بهيئة السكة الحديد،.وإلا سوف يكون للشعار مفهوم آخر ألا وهو ، من أجلك أنت نزيف الحقائق ونتلاعب بالبيانات ونضع الإحصاءات والأر قام الصحيحة في غير موضعها الصحيح ، من أجلك أنت نحاول تجميل الصورة على حساب المضمون ، من أجلك أنت أردنا أن تعيش في الوهم بعيدا عن حقائق واقعك المر ، من أجلك أنت سنستمر في الحكم حتى آخر نفس


وقد يكون للشعار مفهوم آخر بمنطق فرعون حينما خاطب شعبه قائلا من أجلك أنت " ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ "


فقد يعجبنا الكلام خاصة إذا كان مؤكدا بالأيمان المغلظة ولكن الحقائق على أرض الواقع تكذب، وهذا ما أخبر القرآن عنه في هذه الآية من سورة البقرة




فإذا كان الجدل هنا حول تفسير الضمير "أنت" فإني ألفت الانتباه إلى كلمة أخرى وردت في الشعار الميمون ربما كان لها مدلول آخر ، فمن المعلموم في قواعد النحو أن تغيير حركات الحروف من شأنه أن يغير المعنى ،ومن هنا أقول والله أعلم أنه ربما كانت الجيم في كلمة أجلك مفتوحة وليست ساكنة وهنا سوف يكون للشعار معنى آخر إذا اتفقنا جميعا أن المقصود بالضمير هو المواطن المصري فيكون الشعار إذاً


من أجَلك أنت


وعلى القارئ التفسير


بقلم حسام خليل




This entry was posted on الاثنين، 2 نوفمبر 2009 at 10:43 م and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

6 ممكن رأيك لو سمحت

غير معرف  

السلام عليكم استاذنا الفاضل حسام

شعار (من اجلك انت ) عن نفسى ارجح ان الضمير يعود على السيد جمال مبارك فهو العريس الذى ينتظر زفافه فمن اجله اقيم المؤتمر لوضع اللمسات الاخيرة لحفل الزفاف

وجزاك الله خيرا على مقالتك الرائعة

عماد

3 نوفمبر 2009 في 12:50 ص
شاعر سبيل  

شكرا لك يا عماد على هذا التعليق

3 نوفمبر 2009 في 12:51 ص
غير معرف  

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على مقالكم الجميل
ولكن لا ادرى ان كان احد مازال يصدق مثل تلك الشعارات الانتخابيه التى سمعناها منذ زمن طويل ورغم ذلك مازال الحال على ماهو عليه ان لم يكن يسوء
فمثلا العمليه التعليميه ومستوى المستشفيات والسكك الحديديه واعداد الفقراء

القائمه طويله

ربنا يرحمنا

4 نوفمبر 2009 في 11:18 ص

رف وأي شرف هذا المرور الكريم يا بشمهندس محمد فوزي
أشكرك جزيل الشكر

4 نوفمبر 2009 في 2:29 م

جزاك الله خيرا يا م الحسيني
ان شاء الله سنقوم بالتسجيل

4 نوفمبر 2009 في 2:30 م

تفسير جميل وصحيح 100 100 من اجلك انت

عايزين يجيبو اجلنا ..


سلامي

6 نوفمبر 2009 في 8:33 ص

إرسال تعليق