لعب ولهو

Posted by حسام خليل in

إذا أراد الكبار أن ينجزوا مهمتهم ألهوا الصغار بلعب يصنعونها لهم بدقة شديدة وعناية فائقة وينفقون عليها المبالغ الطائلة حتى ينشغل الأطفال بلهوهم ويتفرغ الكبار لتنفيذ ما هم عازمون عليه من مهام جسام في هدوء شديد بعيدا عن الضوضاء الذي يعكر صفو التركيز ويعطل عن الإنجاز المحكم السريع

فبينما يستمتع الصغار بقضاء أوقاتهم الرخيصة في لعب ولهو ، يستثمر الكبار كل دقيقة في جد واجتهاد وعزم وتصميم وكأنهم في سباق مع الزمن فلا يلتفتون لما يتهافت عليه الصغار بل يسخرون من هؤلاء السذج الذين نسوا في غمرة انشغالهم بضياع أوقاتهم أنهم يلعبون وأن الدمية التي بين أيديهم إنما هي لعبة فتراهم يتقاتلون ويتشاجرون ويحزنون ويفرحون ويفكرون ويخططون وينامون ويستيقظون وليس في رأسهم إلا أمر ما بين أيديهم من لعب صنعها لهم الكبار بحنكتهم ودهائهم
وحينما يتفاخر الصغار بتحقيق انتصارات وهمية في معاركهم يصفق لهم الكبار مشجعين وهم يضحكون ، والضحك هنا بالطبع ليس فرحا بانتصار الصغار ولكن سخرية منهم وتشجيعا لهم حتى يستمروا في غمرة انشغالهم عما أنجزه وينجزه الكبار في صمت شديد وسرية تامة
وفي كثير من الأحيان يتعمد الكبار إشعال نار التنافس بين الصغار وتسليط الأضواء التي تخطف الأبصار ليرتبط الصغار بملاعبهم ليل نهارفبينما توغلت قوة صهيونية خاصة مساء الجمعة (13-11) شمال شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة،من بوابة السريج شرق بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، وسط الحقول الزرعية، يترقب عشاق كرة القدم المواجهة الحاسمة التي ستجمع منتخب مصر الأول مع نظيره الجزائري , مساء السبت , بالقاهرة فى الجولة السادسة الأخيرة لمباريات المجموعةالثالثة فى تصفيات إفريقياالمؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وفي الوقت الذي استعد فيه خمسة عشر جنديا عربيا لحماية مباراة مصر والجزائر حيث تحولت مدينة أم درمان إلى شبه ثكنة عسكرية بهدف الحيلولة دون مواجهات محتملة بين جمهوري الفريقين في المباراة المؤهلة لكأس العالم 2010 ، توغلت ست جرافات وأربع دبابات صهيونية يوم الثلاثاء 17 / 11 قرب مجمع النفايات شرق منطقة حجر الديك جنوب شرق غزة وتقدمت
مسافة 200 متر وبدأت في أعمال تجريف ومسح لأراضي المواطنين متجهين نحو بوابة النسر، وقاموا بهدم منزلين بما فيهما من أثاث وتسببوا فس تشريد سكان المنزلين الذين يزيد عددهم عن أربعين مواطنا ، كما تقوم قوات الاحتلال بين الحين والآخر بعمليات مسح وتجريف للشريط الحدودي، في محاولةٍ لكشف أي تحرك أو إجراء من قِبَل المقاومة.

ومن الأخبار التي ألفناها وأصبحت عادية لا تحرك فينا ساكنا وكانت تتحرك لها جيوش الأحرار في الماضي أن اعتقلت قوات الاحتىل الصهيوني ليلة المباراة الحاسمة مساء الثلاثاء 17 / 11 / 2009 امرأة فلسطينية رفضت خلع ملابسها للتفتيش بعد الاعتداء عليها بالضرب على حاجز بمدينة الخليل وقد تم نقلها
لمركز اعتقال تابع لشرطة الاحتلال في مغتصبة كريات أربع شرق المدينة .

هزت صخور الأرض صرخة حرة
يسري الخراب بحيِّها ويشيعُ

هتك اليهود هناك عرض بناتها
ذلا وجيش المسلمين وديعُ
وحتى يتفرغ اليهود لمهمتهم في المسجد الأقصى ، ألهوا كل فريق من أمتنا بلعبته المفضلة فهؤلاء منشغلون بالتناطح حول خلافات فقهية في الفروع ، وهؤلاء ملهيون في البحث عن لقمة العيش ، وهؤلاء في سكرتهم يعمهون ، وهؤلاء يتابعون كل جديد في عالم الفن ، وكلٌ في فلكٍ يسبحون
وكل عضو في جسم الانسان له أهميته وحجمه الطبيعي وبالرغم من خطورة دور كل عضو إلا أنه لو زاد حجمه عن الحجم الطبيعي لتشوه الجسد كله ، فلا يستطيع أحد كائن من كان أن يهون من شأن الرياضة ولا أن يقلل من أهمية الفن ودوره في بناء الشعوب ولا أن يمنع أحدا من أن يسعى على لقمة عيشه ولا أن يكمم أفواه العلماء من البحث في الأحكام الفقهية الفرعية ولكن كل شئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده
القدس تصرخ والمحارم دُنست
بطش اليهود على القطاع شنيعُ
لا يرقبون بمؤمن إلا لهم
في كل قطر مركب ومطيعُ
وحماتنا مستيقظون سلاحهم
شجب وغصن شوكه التشنيعُ
وحمامة ترمي السلام قذيفة
وتعود يرفع رأسها التطبيعُ
وإذاعة كالبرق في إرسالها
تحكي لنا وعلى الهواء تذيعُ
وتبشر الأطفال ألا تحزنوا
سيغيثكم بث به التقريعُ
ومفاوضون معاندون كلامهم
فوق الموائد مؤلم وفظيعُ
ومناضل قص الشريط بقوةٍ
فإذا البوار على يديه بقيعُ
وحماسة بالليل تلهب عزمنا
حتى إذا طلع النهار تميعُ
والفارس الوضاء في ساح الهوى
بطل همام مقبل وشجيعُ
يغزو القلوب برمش عين ساحرٍ
ويسير هونا والأسير تبيعُ
وفريقنا المغوار عند هجومه
هز الشباك فهزه التشجيعُ
واسترجع الأبطال أمجاد الألى
وأتوا بكأس زانه الترصيعُ
من للثكالى في ميادين الوغى؟
إن الجهاد فريضة فأطيعوا
فالله عز وجل حينما أراد أن يحقر الدنيا وصفها بأنها لعب ولهو فكيف بنا نضخم هذا اللعب وذلك اللهو فيصبح كل اهتمامنا في كل أوقاتنا فلا تكاد تسمع حديثا يدور هذه الأيام إلا عن المباراة الحاسمة ولا تكاد تضغط على أزرار الريموت أمام التلفاز إلا وجدت برنامجا عن المباراة القادمة وإذا أردت أن ترى شوارع القاهرة بلا ضجيج ولا ازدحام فتجول في ميادينها وقت المباراة وإذا أردت أن ترى فرحة على وجه مواطن مصري فانظر إلى ملامحه عندما تهتز شباك الفريق المنافس لفريقه المفضل وإذا أردت أن تقيس قيمة الوقت عند المواطنين فانظر إلى 2 مليون مصري يجلسون منذ الثانية عشر ظهرا إلى التاسعة مساء في استاد القاهرة الدولي وإذا أردت أن تشعربمدى ثراء الشعب المصري فاسأل عن أسعار التذاكر في السوق السوداء
ولا يقف أمر الاهتمام بهذا اللعب عند هذا الحد بل وصل إلى حد التشنجات العصبية لكثير من المشجعين وكثيرا ما سمعنا عمن مات بالسكتة القلبية حزنا وانفعالا لهزيمة فريقه الذي يشجعه ، وكثيرا ما تتعطل المصالح وتغلق المحلات وكأن البلد كلها في حالة طوارئ بسبب هذا اللعب وذلك اللهو
كنت عائدا ذات يوم من مدينة الاسماعيلية متجها إلى القاهرة برفقة صديق لي وعندما وصلنا إلى موقف السيارات سألنا أحد الركاب وكان واقفا خارج السيارة : نريد الذهاب الى ميدان رمسيس فهل هناك في موقف الاسماعيلية سيارات تحملنا الى هناك؟ فأجابنا قائلا : مفيش حاجة بتروح رمسيس من هنا كله بيروح المرج ، وفي النهاية ركبنا واستسلمنا وجلس ذلك الراكب في منتصف السيارة ونحن خلفه وظل طوال الوقت منذ أن استقر مكانه يتحدث لجاره عن كرة القدم وتاريخ اللاعبين ورأيه في المدربين وتوقعاته لمستقبل الكرة في مصر حتى تساقطت الرؤوس من حوله نوما فلم ترتفع إلا على صوته العالي أثناء انفعاله في الحديث ثم تعود للنوم مرة أخرى ، وحينما وصلنا إلى مشارف القاهرة استيقظ الجميع على صوت ذلك المحلل الرياضي متسائلا في دهشة : هي العربية دي رايحة فين ؟ فأجبناه جميعا : إلى القاهرة ، فإذا به يخبط بكلتا يديه على رأسه قائلا : ياااه أنا كنت رايح بورسعيد

This entry was posted on الجمعة، 13 نوفمبر 2009 at 12:53 م and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

2 ممكن رأيك لو سمحت

مقال في قمة الجمال والواقعية والمنطق

مقال ينبض بقلب حزين على وافع البلد .. بل اقول قلب يعتصر من الحزن وكلنا هذا القلب

14 نوفمبر 2009 في 4:44 ص

لا حول لوا قوة الا بالله
الحكومة والاعلام اختصرو الوطنية وحب مصر في ماتش كورة وجون يدخل في الشبكة
وهما دعاة التعصب ولو لاحظتم ان الراعي لكل برامج الكرة المصرية بيكون كوكاكولا او بيبسي ومن مصلحتها الهاء المسلمين عن اقاصانا
يعني مافيهاش حاجة لما اتفرج على ماتش بلدي هتلعب وفيه واشجعه ولكن مش بالطريقة اللي صدعونا بيها البرامج الناس الشوارع المواصلات
والحكومة طبعا فرحانة
والله الشعب ده غلبان فعلا جوون بيفرحه هي دي اقصى طموحاته

ربنا يهدي الناس
جزيت خيرا على تدوينتك التي لامست قلبي

14 نوفمبر 2009 في 10:04 ص

إرسال تعليق