خواطر حسن البنا في رمضان

Posted by حسام خليل in


هذا هو هلال رمضان ينير الأفق تحف من حوله ملائكة الرحمة وتحيط به جند الروحانية وينادي مناديه : " يا باغي الشر أقصر وياباغي الخير هلم " والنفس البشرية في هذا العصر المدوي بضوضاء المادة ، المغمور بتيارها الجارف - أحوج ما تكون إلى في خلوة روحية تتسمع فيها أنغام العالم السامي النبيل ، تسمو إلى قدس الحقيقة ، وتتجرد من هذه المتعبات المؤلمات.
لهذا كان اللون الذي اختاره الإسلام لرمضان لونا روحيا بحتا ... صيام بالنهار ، وتجرد من المادة في كل مظاهرها من طعام وشراب ونساء وفضول ، وقيام بالليل يطول حتى إنهم ليستعجلون الخدم بالسحور مخافة الفجر ، وتلاوة لكتاب الله تتفجر من معينها ينابيع الحكمة في نفوس القارئين

هذا هو رمضان القرآني الذي هو حصته الروحانية في مدرسة المادية التي شقيت بها الروح ، وهذا هو رمضان الذي تربى بأيامه ولياليه السلف الصالح ، فكانوا أرق الناس نفوسا ومشاعر ، وأزكاهم أرواحا وعواطف.
ورمضاننا يشترك مع رمضان الأول في أنه صيام .. ولكن يقصد به إجلاء البطن لأطايب الطعام وصنوفه وألوانه في السحور والإفطار ، وقيام ولكنه في الملاهي والشهوات .
أيها الإخوان المسلمون :
انتهزوها فرصة وادخلوا المدرسة لأول يوم وأنتم عازمون على الجد مترقبون للنجاح آخر الدرس آخذون في وسائله وأسبابه ، جددوا التوبة في كل الأوقات ، واقرءوا القرآن بتدبر وإمعان ، وأشعروا النفوس فائدة الصوم ، واطلبوا القيام ما أمكنكم ، وأكثروا من الذكر والفكر ، وارتفعوا بأرواحكم عن محيط المادة ، واجعلوا نصب أعينكم هذه العلامة التي تميز بين الصائمين في قول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
واخرجوا من صومكم متقين .

This entry was posted on الأحد، 23 أغسطس 2009 at 10:07 ص and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 ممكن رأيك لو سمحت

إرسال تعليق