
لقد كان الحزب الوطني صادقا مع الناس في كل ما قام به قبل وأثناء انتخابات مجلس الشعب 2010 وذلك حين أعلن سلفا أنه لا دين في السياسة ، فالتزم الحزب بذلك المبدأ وشرع يبين لنا كيف تكون السياسة حينما تخلو من الدين فقدم لنا صورا رائعة من الغش والتزوير والخداع والسرقة على أعلى مستوى . فهو الكذب الوطني من أجل إقصاء الاخوان المسلمين الذين لا يؤمنون بذلك المبدأ ويخلطون السياسة بالدين ويؤثرون مصالح الوطن على مصالحهم الشخصية .
ان استمرار الاخوان المسلمين في البرلمان بهذا الشكل وبتلك النماذج التي قدموها في تأدية الواجب الرقابي والتشريعي والخدمي يؤكد للناس أن السياسة يمكن ان تكون ذات دين وأن ( الإسلام نظام شامل، يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو: دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة،كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة، سواء بسواء.)
وتأتي ذكرى الهجرة النبوية الشريفة التي كانت منطلقا لبناء دولة الإسلام العظيمة التي استطاعت في ربع قرن أن تكون لها السيادة والريادة، وصارت الدولة العظمى التي خلصت العباد من عبادة العباد، وأقامت العدل والمساواة بين الناس دون تفرقة باللون أو الجنس أو الطبقة، ونشرت الرحمة على العالمين،حيث كان الرسول حاكما لهذه الدولة مؤكدا أن في الإسلام سياسة وأن سياسة الإسلام تقوم على مبادئ الدين الحنيف
فلو كان الدين الجديد الذي جاء به محد صلى الله عليه وسلم دين لا سياسة فيه ولا دخل له بشئون الحياة لما كان هناك إيذاء ولم تكن هناك هجرة ولم تقم للإسلام دولة ، بل لو أن قريشا فهمت أن أصحاب محمد ما أتوا إلا لقيام الليل وتلاوة القرآن وتهذيب الأخلاق لسارعت قريش ببناء المساجد وتشييدها ما دام محمد وأصحابه لا شأن لهم بما يفعلون ، وإذا كان الدين لا دخل له بالسياسة فما معنى كلمة حق عند سلطان جائر ؟!
وعلى خلقية مشاهد التزوير التي رآها الجميع عن قرب وعن بعد وفي ظل أحكام القضاء التي شارفت على الألفين ببطلان هذا المجلس وبشهادة أعضاء من الحزب الوطني نفسه على التزوير ومنهم من كان عضوا سابقا في مجلس الشعب لا يزال الكذب الوطني مستمرا بصورة تدعو إلى التهكم والسخرية وإن شر البلية ما يضحك
ولكن الغريب في الأمر حينما نسأل أنفسنا على من يكذبون؟ لا أظن أنهم يكذبون على أنفسهم لأنهم يعلمون أنهم كاذبون ، ولا أظن أنهم يكذبون على الشعب فلم يعد في الشعب مخدوعون بعد أن رأى الجميع ما حدث ، ويظل السؤال المحير : على من يكذبون ؟ وكأني بواحد من ثلاثي أضواء المسرح يرد على سؤالي قائلا : أنا لا أكذب ولكني أتجمل
This entry was posted
on الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010
at 3:02 ص
and is filed under
انتخابات,
مقالاتي
. You can follow any responses to this entry through the
comments feed
.