عماد سعد حموده

Posted by حسام خليل in


رسالة إلى المهندس عماد سعد حموده

أبدأ رسالتي إليك بتهنئة قلبية خالصة أنك لم تكن ضمن أعضاء هذا المجلس المطعون في شرعيته بما يزيد عن 1200 حكم قضائي مؤيدين بالمحكمة الإدارية العليا ، وكانت دائرة بندر الفيوم من ضمن الدوائر التي صدر بشأنها حكم ببطلان نتائجها ، ولقد رأيت بعينك وقد كنت قاب قوسين أو أدنى من أعتاب مجلس الحزب الوطني (الشعب سابقا) ما حدث من تزوير وبلطجة وانتهاكات فاقت الوصف ، فليس شرفا لرجل مثلك سمعنا عنه كل خير أن يكون ضمن أعضاء هذا المجلس فضلا عن أن يكون ضمن أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي أوصل البلاد بفضل سياساته إلى ما وصلنا إليه فالحمد لله أولا وأخيرا.

نعلم أنك رجل خير تبرعت بمبالغ ضخمة مرتين متتاليتين لمجمع بدر الإسلامي في سرية رافضا أن يذاع هذا الخبر ولم يكن ذلك من قبيل الدعاية الانتخابية وإنما كان قبل أن تبدأ المعركة الانتخابية بوقت طويل ، ونعلم أنك رفضت التبرع في أوقات الدعاية الانتخابية حتى تكون تبرعاتك خالصة لوجه الله عز وجل ، ونعلم أنك رفضت الاستعانة بالبلطجية كما فعل غيرك وقد كنت قادرا على ذلك ولكن نزاهتك أبت عليك أن تقوم بمثل هذه الأساليب المشينة ولكن الذي نأخذه على رجل نظيف مثلك - ونحسبك كذلك ولا نزكيك على الله - أن تكون تحت هذه المظلة التي سمعنا أنك دفعت لها ملايين الجنيهات

وبغض النظر عن أسماء الأشخاص أو أسماء الأحزاب فإن المرشحين صنفان ، صنف يخرق السفينة ويدعم الفساد وله مصلحة في استمرار الفساد وصنف يحاول بكل ما آتاه الله من جهد أن ينقذ سفينة الوطن من الغرق ويقاوم الفساد ويتحمل في سبيل ذلك كل ألوان العنت والاضطهاد والتزوير والبلطجة

صنف رشح نفسه من أجل مصالح شخصية ، أو من أجل قطعة آثار تلزمها حصانة حتى تعود عليه بالثروات الهائلة أو من أجل أن يستعيد القرابين التي قدمها بين يدي ترشيحه في صورة مكاسب غير مشروعة من قوت الشعب ولا يضره بعد ذلك أن يوزع على أبناء دائرته بعضا مما نهبه من قبيل الرشوة المقنعة حتى يدينوا له بالولاء

وصنف رشح نفسه لأنه يعلم خطورة القوانين التي يمررها هذا المجلس على الأمن القومي وعلى مستقبل أبنائنا فليست القضية قضية كرسي يسعى وراءه ويلهث خلفه ولكنه يريد أن يدخل مجلس الشعب حتى لا تمتد ترعة الاسماعيلية إلى إسرائيل وحتى لا تمنع اثيوبيا عنا مياه النيل وحتى و حتى وحتى فالأمر جد خطير يا بشمهندس عماد

لقد خضت انتخابات مجلس الشعب مرتين متتاليتين مرة كمستقل في مواجهة الراحل مصطفى علي عوض الله ومرة ضمن الحزب الوطني برمز الهلال ولقد آن الأوان لتعيد حساباتك وتحدد موقفك فهما فريقان لا ثالث لهما ولعل تجربتك الأخيرة قد وصلت إليك منها رسائل عدة حبذا وقد ذقت مرارة الظلم وخطورة تزوير إرادة الشعب ولعلك علمت أن الذي يسرق الصوت هو ذاته الذي يسرق القوت ويعبث بمصير البلاد

أختم رسالتي إليك بآيات في سورة البقرة تحكي عن صنفين من الناس موجودين في كل زمان ومكان وأسأل الله أن تكون من الصنف الثاني
{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } * { وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلفَسَادَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ }

وفقك الله لما يحبه ويرضاه


This entry was posted on الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010 at 3:08 ص and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 ممكن رأيك لو سمحت

إرسال تعليق